كتبت صحيفة “الأنباء” تقول:
اختتم الرئيس الأميركي جو بادين جولته في فلسطين المحتلة، مع زيارة بيت لحم ولقاء الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس، حيث طُرحت مسألة السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، دون الوصول إلى أي أفق حل، ليبقى الملف معلقاً، خصوصاً وأنه ليس بأولوية بالنسبة إلى الإدارة الأميركية التي تضع على رأس سلم اهتماماتها ملف الطاقة. ليتوجّه بعد ذلك إلى المملكة العربية السعودية، برحلة جوية مباشرة بين تل أبيب والرياض، وهي الأولى من نوعها.
إقليمياً، تشهد المنطقة تطورات عدة ومعظم الدول المحيطة تستفيد منها وتشكل جزءا من المباحثات القائمة على أكثر من صعيد، فيما يغيب لبنان المخطوف في لعبة المحاور، وحيث السلطة تُضعف موقع بلاد الأزر أكثر كل يوم مع خوض حروب استنزاف لا نتائج وطنية مرجوة منها، بل أهداف فئوية ضيقة تزيد من عمق الإنهيار الحاصل.
فالملف الحكومي لم يشهد أي تطورات في الأيام الأخيرة، باستثناء حرب بيانات بين قصر بعبدا والبلاتينوم، ملّ منها اللبنانيون بعدما اعتادوا على فصولها سابقاً، وهم يعلمون أنّ هذه المعارك ما هي إلّا لتحصيل المزيد من المكتسبات في عملية تأليف الحكومة. وعادت دوائر الطرفين إلى التهدئة بعد التصعيد، لكن ذلك لا يعني أن انفراجات سيشهدها ملف تشكيل الحكومة، لأن ما من مؤشرات توحي بأن رئيس الجمهورية ميشال عون ومن خلفه النائب جبران باسيل والتيار الوطني الحر سيتخلّون عما يعتبرونه “ممتلكات خاصة”، كوزارة الطاقة، الثلث المعطل، وغيرها.
وما يعزّز الاعتقاد بأن لا حلول في الأفق، عدم الإعلان عن أي زيارة مرتقبة للرئيس نجيب ميقاتي إلى قصر بعبدا، ولا أي إشارة في بياناته توحي بأنه يقارب نهج تشكيل مختلف، فيما يُصر عون على شروطه، وبالتالي لا حكومة في المدى المنظور، وقد يستمر الحال على ما هو عليه حتى انتهاء ولاية رئيس الجمهورية، والدخول في الفراغ.
في هذا السياق، فُتحت معركة رئاسة الجمهورية على مصراعيها، وبدأت عمليات طرح وحرق الأسماء، فيما المرشّحون الأساسيون موجودون، لكنهم يحتاجون إلى توافقات سياسية داخلية، تتقاطع مع أجواء إقليمية دولية، للوصول إلى موقع الرئاسة الأولى. وفي الكواليس، تعمل فرنسا على الملف نفسه، ولكن من خارج سياق اللعبة اللبنانية الداخلية، وأوردت تقارير صحافية معلومات عن طرح فريق الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لأسماء خارج البازار السياسي، تكون جديرة بالموقع، إلّا أن لا تأكيدات رسمية من السلطات الفرنسية، لكن وجودها حاضر على صعيد هذا الملف.
عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب غياث يزبك رأى أن “الكرة في ملعب المعارضات المتنوّعة، القادرة أن تشكل أكثرية في حال توافقت وتفرض الرئيس السيادي الذي تراه مناسباً، الرئيس الحكيم القوي الذي يصون الدستور، لا الطائش الذي يعمل وفق مصالحه الفئوية“.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، كشف أن “القوات اللبنانية تتواصل مع كافة الأطراف للوصول إلى التوافق المطلوب، وهي تحاول منذ ما قبل الانتخابات تشكيل جبهة أو ائتلاف انتخابي لتغليب العناوين السيادية في الاستحقاقات، لكن هذه المساعي لم تنجح حتى اليوم، وهذه الأكثرية فشلت، فوصل رئيس مجلس النواب ونائب الرئيس من طينة 8 آذار“.
وختم يزبك مشدّدا على وجوب الاتعاظ من التجارب والتكاتف لإكرام أنفسنا والشعب اللبناني برئيس سيادي، وإلّا إهانة أنفسنا والشعب في حال الشرود عن المعركة واتباع الأنانيات”، متخوّفاً من الوصول إلى النموذج الإيراني في حال الفشل.