ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس احتفاليا لمناسبة عيد القديسة مارينا في كنيستها بالوادي المقدس، عاونه فيه النائب البطريركي العام المطران حنا علوان والنائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا المطران جوزيف النفاع ولفيف من الكهنة.
حضر القداس وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري وعميد محكمة الروتا الرومانية المونسنيور ألكساندرو اريليانو سيديللو والقاضي الروتاني المونسنيور انطوان الشويفاتي ورئيس مكتب مخابرات الجيش في بشري المقدم ايلي زكريا ورئيس اللجنة الاعلامية للمرشدية العامة للسجون جوزيف محفوض ومختار قنوبين طوني خطار وأبناء البلدة وعدد من المؤمنين والحجاج الذي يزورن قنوبين للمناسبة.
بعد الإنجيل ألقى الراعي عظة بعنوان “العريس آت، اخرجوا للقائه..”. قال فيها: “العريس هو يسوع المسيح الذي ينتظر منا كل يوم كلمة أو موقفا او مبادرة، والمصابين هي الإيمان والرجاء والمحبة، العقل والارادة والقلب، الزيت هو الأعمال التي نعيشها والعقل والإيمان هما الحقيقة، وبالنسبة للارادة والرجاء فهما عمل الخير، وبالنسبة الى القلب فهو المحبة. العذارى الحكيمات يمثلن كل إنسان منفتح على سر المسيح”.
أضاف: “القديسة مارينا هي مثال العذارى الحكيمات والكل يعرف قصتها وكيف دخلت الدير باسم مارينو بعد وفاة والدتها، وكيف اتهمت ظلما وكيف قبلت هذا الظلم بعد طردها من الدير وتسليمها الطفل لتربيته. قبلت الظلم لتدافع عن الحقيقة واليوم نرى العديد من الناس ضحايا للظلم وبحاجة للحقيقة المخفية، يفبركون لهم ملفات ليس لها اساس، وكم من الناسي بكون ويصرخون من الألم ومتزوجة وما من سامع، وما من ضمير، وكأن قيم الانجيل ماتت عندنا بكل أسف. ما من حاجة ان اردد هكذا مواضيع فالكل يسمعه في الاعلام يوميا لكن يكفي ان اذكر معاناة أهالي ضحايا تفجير المرفأ”.
وتابع: “أنا مسرور اليوم بوجود معالي وزير الإعلام بيننا وأحييه لأنه حريص على الحقيقة وعلى دور الإعلام في قول الحقيقة وخصوصا أننا نعاني اليوم من بعض الاعلام الذي لا يحب الحقيقة بل يفضل نقل الخبر الكاذب ولا يتوقف عن تشويه صورة لبنان الحضاري والثقافي وإظهار الوجه الهدام فقط. لذا نطلب من الله ان يأخذ بيدك ويكون معك لتصويب الأمور لأنك حريص على الحقيقة وعلى دور الإعلام في قول الحقيقة. والكنيسة تقول عن وسائل الإعلام انها هبة من الله ورسالة نبوية للعالم. هذه رسالتنا أيضا نحن والاخويات والراهبات لمساعدة اهلنا على ادراك الحقيقة والقيم الإنجيلية وتعاليم الكنيسة فيتنفس العالم ويدرك انه يكفينا افتراءات”.
وقال: “اسمحوا لي في المناسبة، ان أرحب بحضرة رئيس محكمة الروتنا الرومانية العليا المونسنيور أليخاندرو والقاضي في المحكمة ابن هذه المنطقة المونسنيور الشويفاتي ومعكما نلتمس من القديسة مارينا ان تمنحنا فضيلة الصبر والاحتمال، فضيلة معرفة الثمن الغالي للظلم والافتراء. قبلت القديسة مارينا الظلم دفاعا عن الحقيقة ونقل جثمانها الى البندقية وقد زارت هذا المكان منذ سنتين، وأظهر الناس تعلقهم بهذه القديسة التي خاطبت قلوبهم وأكدت لهم ان الحقيقة مطلقة وثابته لا تموت. فلنتعلم منها الصبر على الحقد”.
وختم محييا “الراهبات الأنطونيات اللواتي نذرن انفسهن لخدمة قنوبين صيفا وشتاء، أشكرهن لانهن اعطين الحيوية والحياة لهذا المركز البطريركي فليكافئهن الرب، واشكر أيضا شبيبة كاريتاس الذين يقفون بجانب الناس المحتاجين، وأشكركم جميعا واتمنى لكم عيدا مباركا، آملا ان تنعم علينا القديسة مارينا لنشهد دائما للحق والحقيقة”.