كتبت صحيفة ” الشرق الأوسط ” تقول : طالب البطريرك الماروني بشارة الراعي الأطراف السياسية المختلفة بـ«التموضع وطنياً وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس» جديد للبنان، مشيراً إلى «أننا نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد»، ورافضاً اختيار رئيس ينحاز إلى المحاور.
وقال الراعي في عظة الأحد: «الواقع عندنا لا يجهله أحد، وهو أن الأزمات المعيشية المتنامية لا توفر عائلة لبنانية مهما كان وضعها المالي» في إشارة إلى أزمات الطحين والخبز والكهرباء والماء والمواد الغذائية، وأقساط المدارس، والدواء ومستلزمات المستشفيات وعودة وباء كورونا، و«التخبط في معالجة أجور موظفي القطاع العام وسط استنسابية في الزيادات تناقض مفهوم المساواة بين المواطنين والموظفين».
وقال الراعي: «يترافق ذلك مع الالتباسات حول مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل»، مشيراً إلى أنه «ليس بمقدور لبنان أن ينتظر طويلاً ليستخرج الغاز والنفط، فيما تقوم إسرائيل بذلك. ونتمنى على الولايات المتحدة الأميركية، الدولة الوسيط، أن تحسم الموضوع مع إسرائيل، فلبنان قدم الحد الأقصى من أجل إنجاح المفاوضات».
وأضاف الراعي: «أمام هذا الواقع، ينتظر الشعب اللبناني حلولاً إنقاذية، فتأتيه مشاكل تزيد من فقره. يأمل أن تنحسر عنه الأزمات، فتطل كل يوم أزمة جديدة. يترقب أن يتوجه إليه المسؤولون ويخففون من مآسيه، فيجدهم غارقين في صراعات عبثية كأن البلاد بألف خير». ورأى أن «هذه المشاعر والمآسي تضاعف عدم الثقة بالجماعة السياسية وتضعف صدقية لبنان في طلب المساعدات من الأصدقاء».
وطالب القوى السياسية «في ضوء المعطيات السياسية والنيابية والأمنية، أن تبتعد عن أجواء التحدي التي تعقد علاقات لبنان وتباعد بين المكونات اللبنانية، في وقت يجتاز فيه لبنان أخطر تحدٍ وجودي في تاريخه الحديث»، مضيفاً أن «التحديات تعرقل انتخاب الرئيس الجديد للجمهورية، وهذا أمر نرفضه بشدة، ونعمل بكل ما لنا من علاقات على أن يتحقق هذا الانتخاب». وقال: «من موقعنا المترفع عن المحاور الداخلية والخارجية، نتمنى من الأطراف المختلفة التموضع وطنياً وخلق مناخ إيجابي لتأمين تشكيل حكومة وانتخاب رئيس».
وأوضح الراعي: «حين ندعو إلى انتخاب رئيس لا يشكل تحدياً لهذا أو ذاك، نتطلع إلى رئيس يلتزم القضية اللبنانية والثوابت الوطنية وسيادة لبنان واستقلاله، ويثبت مبدأ الحياد. لا نستطيع أن ننادي بحياد لبنان ونختار رئيساً منحازاً للمحاور وعاجزاً بالتالي عن تطبيق الحياد. والرئيس الذي لا يشكل تحدياً ليس بالطبع رئيساً لا يمثل أحداً ولا رئيساً يخضع لموازين القوى، فيستقوي على الضعيف ويضعف أمام القوي. لا يحكم لبنان استناداً إلى موازين القوى، بل استناداً إلى الدستور والقوانين والشراكة لكي تبقى الشرعية المرجعية والملاذ ومصدر القرارات الوطنية».