كانهيار اهراءات مرفأ بيروت في الذكرى السنوية الثانية للانفجار الزلزال الذي دمر العاصمة واوقع مئات القتلى والجرحى، تتهاوى آمال اللبنانيين بامكان انقاذ وطن يشهد اخطر وأسوأ الانهيارات التي عرفتها بلدان في العالم في القرنين الحالي والسابق. فالطبقة السياسية المحكمة قبضتها على البلاد والعباد ما زالت تتصارع على جثث المواطنين والارض المحروقة لاعتلاء كرسي رئاسي يشغر بعد اربعة اشهر، قد لا يتمكن خلالها الشعب من الصمود حتى ذلك الحين، فيما جهود المعارضة مبعثرة وربما متعثرة في توحيد قرارها لتسمية شخصية مرشحة لرئاسة الجمهورية تتمتع بالمواصفات الانقاذية المطلوبة لحقبة مماثلة.
وبينما التحقيقات في قضية 4 آب معطلة بإرادة المنظومة تمنع اي تقدم نحو كشف الحقيقة وبلسمة جراح اهالي الضحايا والمصابين، تتجه الانظار الى التحركات الشعبية التي ستشهدها بيروت اليوم في المناسبة، ومشهد النيران المشتعلة في الاهراءات يذكرهم بلحظة الانفجار الكارثي وينكأ جراحهم المفتوحة. وقد سجلت إشارات توحي بأنّ انهيارها أصبح وشيكاً اذ ارتفعت فجأة نسبة انحنائها وتحديدا من الجهة الشمالية من 12 مم الى 20 مم في ساعة من الوقت، ومنعت القوى الأمنية السيارات من المرور في المكان تحسّباً لكمية الغبار التي قد تنتج عن عملية الإنهيار.
نداء البابا
في المواقف، وجّه البابا فرنسيس نداءً في الذكرى السنوية الثانية على تفجير المرفأ، متمنياً ان يستمر لبنان في السير على طريق “الولادة الجديدة”. وقال “تصادف غداً الذكرى السنوية الثانية لانفجار مرفأ بيروت. أوجه فكري إلى عائلات ضحايا هذا الحدث الكارثي وإلى الشعب اللبناني العزيز وأدعو الله أن يعزي الجميع بالإيمان وأن تواسيه العدالة والحقيقة التي لا يمكن إخفاؤها أبدًا”. تابع “آمل أن يواصل لبنان، بمساعدة المجتمع الدولي، السير على طريق “الولادة الجديدة”، والبقاء وفياً لدعوته في أن يكون أرض سلام وتعددية، حيث يمكن للجماعات من مختلف الأديان أن تعيش في أخوّة”.
استغراب دولي
وأمس، لاحظت مجموعة الدعم الدولي الخاصة بلبنان بقلق عدم إحراز تقدم حتى الآن في المسار القضائي المتعلق بالانفجار، ويدعون السلطات اللبنانية إلى بذل كل ما بوسعها لإزالة كافة العقبات التي تحول دون اجراء تحقيق محايد وشامل وشفاف في انفجار المرفأ. إن أسر الضحايا والشعب اللبناني يستحقون معرفة الحقيقة وتحقيق العدالة دون مزيد من التأخير.
اجوبة تل ابيب
في الاثناء، ينتظر لبنان الجواب الاسرائيلي على الطروحات التي نقلها الى تل ابيب من لبنان الوسيطُ الاميركي لترسيم الحدود اموس هوكشتاين، حيث يفترض ان تدرسها اليوم الحكومةُ المصغرة الاسرائيلية. ليس بعيدا، عرض الرئيس ميشال عون مع وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم الأوضاع الأمنية في البلاد ونتائج المحادثات التي أجراها هوكشتاين في بيروت يومي الاحد والاثنين الماضيين كما تناول البحث أوضاع العسكريين وحاجاتهم.
الحزب والمماطلة
من جانبه، رأى عضو المجلس المركزي في “حزب الله” الشيخ نبيل قاووق “ان قضية الثروات النفطية والغازية كانت لسنوات رهينة التسويف والمماطلة والابتزازات الأميركية لإخضاع لبنان بالشروط الإسرائيلية، ولكن المقاومة أتت بمسيّراتها لتحرر قضية الثروات النفطية والغازية من أي ابتزاز أميركي، ولتنهي مرحلة التسويف والمماطلة”. وأكد “أننا على “ثقة كاملة أن لبنان سيستعيد كامل حقوقه النفطية والغازية دون قيد أو شرط ومن موقع القوة والاعتزاز، لا من موقع المذلة”.
احياء النووي
في المقلب الدولي وفي تطور لافت غير بعيد عن لبنان، اعلنت وزارة الخارجية الإيرانية ان الوفد الإيراني سيتوجه إلى فيينا للمشاركة في مفاوضات إعادة إحياء الاتفاق النووي. وفي هذا الاطار يبدو الان مفهوما تصعيد حزب الله وامينه العام السيد حسن نصرالله في الاسابيع الاخيرة ضد اسرائيل والولايات المتحدة ، حين كانت الاتصالات الاوروبية جارية على قدم وساق بعيدا عن الاعلام للتوصل الى هذه العودة الى طاولة المفاوضات.
لإشراك المصارف
اقتصاديا وماليا، التقى رئيس جمعية المصارف الدكتور سليم صفير رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في السراي الحكومي حيث تم التأكيد على “أهمية إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي، وعلى ضرورة إشراك القطاع المصرفي في خطط إعادة هيكلته”. وبحسب بيان صادر عن الجمعية، أكد صفير أن “القطاع المصرفي يعمل بالحد الاقصى المتاح للحفاظ على أموال المودعين، وإيجاد السبل المثلى لتمكين القطاع من الاستمرار بدوره في تمويل إعادة إطلاق العجلة الاقتصادية في لبنان”. وتم التأكيد على “أهمية الحفاظ على كل القوى الاقتصادية للنهوض بلبنان في المرحلة المقبلة”.
غريو في الخارجية
من جهة ثانية، استقبل وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب سفيرة فرنسا لدى لبنان آن غريو، وتم البحث في مواضيع الساعة. كما بحث مع المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا في التطورات الاخيرة على الساحة اللبنانية والأنشطة التي تقوم بها مؤسسات الأمم المتحدة في لبنان.