ثلاثة أيام: الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء من الاسبوع المقبل، ويدخل لبنان في مرحلة الاستحقاق الرئاسي: فبدءاً من أول أيلول الخميس المقبل، يمكن لرئيس المجلس أن يدعو لعقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية لكن هذه الدعوة غير قائمة، وربما تتأخر بانتظار تفاهمات كبرى جارية على مستوى علاقات الدول الكبرى والدول الاقليمية، ولا سيما في ما خص مفاوضات الملف النووي الايراني، ومجريات التفاوض حول ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل، ووضعية الطاقة، خاصة الغاز في ما خص اوروبا ودول العالم، في حال تفاقمت المواجهة في اوكرانيا، وتوسعت لتشمل دولا اخرى في آسيا واوروبا.
ولعل وراء تأخير الدعوات إلى جلسات انتخاب الرئيس، على اهمية هذا الموضوع، السعي وراء تفاهمات، تخفف من وطأة الانعكاسات السلبية للاشتباك السياسي، الذي كانت «العتمة الشاملة» أولى ما نجم عنها.
وفي مقدمة الاستحقاقات مراسيم جديدة لحكومة قادرة على ملء الفراغ الرئاسي، اذا تعذر انتخاب رئيس جديد في الفترة الدستورية التي تنتهي ليل 13 ت1 المقبل، فضلاً عن التفاهم، على رئيس للجمهورية، وإقرار الموازنة، وبعض المشاريع الاصلاحية، للتوصل إلى اتفاق تنفيذي مع صندوق النقد الدولي.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أنه لا يمكن القول أن ملف تأليف الحكومة جمد أو تمت حلحلته إنما جرى فرملة الموضوع، وكشفت عن اتصالات ستتم بعيدا عن الأضواء من خلال أصدقاء مشتركين ولاسيما اللواء عباس ابراهيم ، وبالتالي ستكون هناك حركة في الملف من أجل إخراجه من الوضع الراهن، مشيرة إلى أن المساعي ستتواصل من دون أن يعني أن الأمور حلت .
واكتفت بالقول أن تحريك الملف يبقى قائما.
واشارت مصادر سياسية إلى انه لم ترصد خلال الساعات الماضية، اي لقاءات علنية لحلحلة عقد تشكيل الحكومة وتذليل الخلافات التي تتوسع يوما بعد يوم، بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وفريق رئيس الجمهورية، فيما امتنعت مصادر الرئاستين الاولى والثالثه عن اعطاء اي معلومات عن مسار التشكيل، او تسريب اخبار أو تفاصيل عن فحوى الاتصالات العلنية او البعيدة من الاعلام، الامر الذي زاد في الغموض حول مصير تشكيل الحكومة الجديدة، وطرح مزيد من التكهنات السلبية بخصوصها،مع انقضاء الوقت الطبيعي للتشكيل واقتراب موعد الدخول بمرحلة الانتخابات الرئاسية بعد ايام معدودة.
وقالت المصادر ان كل الدعوات لتشكيل الحكومة، لم ترتق الى مستوى التحركات والاتصالات الفاعلة والمؤثرة،كما كان يحدث عادة، وانما بقيت في اطار التمنيات والمناشدات العلنية، ربما لعدم رغبة معظم الاطراف المعنيين بتشكيل الحكومة العتيدة، لتجنب الانصياع لرغبات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، والتي تتجاوز حدود المطالب والشروط العادية، إلى الاستئثار بأكبر حيز من الحصص الوزارية، على حساب الاطراف الاخرين، لكي يتسنى له التحكم بالقرار السياسي، وارغام الاخرين على الانصياع لرغباته وطموحاته التي لا تتوقف عنده لأجل إرباك حركة رئيس الحكومة وشل عمل الحكومة ككل، او المباشرة في تنظيم زيارات وفود شعبية نقابية إلى بعبدا، على غرار الزيارة الاخيرة للرابطة المارونية، لاظهار تأييدها لبقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في سدة الرئاسة، ما لم يتم تشكيل حكومة جديدة بمواصفات رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.
الا ان المصادر السياسية اعتبرت ان مثل هذه التحركات، التي لن توصل إلى مكان ، ليست موجهة لرئيس الحكومة للتجاوب والانصياع لمطالب وشروط باسيل، بل هي موجهة لحليف باسيل الوحيد حزب الله، الذي دعم تسمية ميقاتي لرئاسة الحكومة الجديدة ، خلافا لرغبات وتوجهات باسيل وفريقه السياسي، لكي يبدل من موقفه المحايد إلى حد ما، في الخلاف الحاصل بين ميقاتي وباسيل في مسألة تشكيل الحكومة الجديدة، لينحاز ويتخذ موقفا منحازا لباسيل، لكي يحصل على ما يريد بالتشكيلة الوزارية من جهة، وليحسم موقفه الضبابي من اسم الشخصية التي ينوي دعمها في السباق الى الرئاسة الاولى، وهذا الاهم الذي يسعى اليه باسيل في النهاية،لكي يعرف موقعه بالاستحقاق الرئاسي، وهل يحظى بتاييد الحزب،ام يكون مؤثرا بتسمية الشخصية المدعومة من الحزب على الاقل، او يبقى على الهامش بفعل المؤثرات وتقاطع المصالح بالداخل والخارج معا.
على أن المشهد على جبهة تأليف الحكومة، بدأ يتخذ خيارات من شأنها ان تؤثر على الاستقرار العام في ضوء إعادة تموضع القوى والكتل وظهور بوادر اصطفافات طائفية وحزبية على خلفية اقفال باب البحث في عملية التأليف.
واذا كانت اوساط الرئيس المكلف تسجل عتباً على حزب الله، على اعتبار ان المشكلة هي مع حليف الحزب النائب جبران باسيل، وعلى وسطاء الحزب قصد مقر قيادة التيار الوطني الحر للتباحث في حلحلة العقد المطروحة بوجه اصدار المراسيم.
بالمقابل، يبدي حزب الله تعاطفاً مع مطلب الرئيس عون وفريقه لجهة ان حكومة تصريف الاعمال لا يمكن ان تكون قادرة على الفراغ الرئاسي، وان التيار الوطني الحر لن يعترف بها، وربما رئيس الجمهورية قد يقدم على خطوة تعيد خلط الاوراق الدستورية والتفاهمات الوطنية حول دستور الطائف.
وحسب المعلومات المتوافرة فإن الثنائي الشيعي دخل على خط المطالبة بحكومة سياسية موسعة، باعتبار عدم امكانية القبول بحكومة تكنوقراط او لنقل «سياسية مقنعة» لمواكبة ملف ترسيم الحدود البحرية واعادة هيكلة النظامين الاقتصادي والسياسي في البلد… وفقاً للمصادر، ليس المطلب هنا تعجيزياً كما يروج ميقاتي او اي طرف اخر بل واقعي جداً اذا حاولنا النظر إلى تشكيل الحكومة من زاوية مختلفة بعيداً عن النكايات والمناكفات.
وتسأل المصادر:
اولاً: اين المشكلة اذا طعمنا الحكومة بوزراء سياسيين، وهل بامكان ميقاتي ان يتحمل عقبات فتح البلد امام ازمة دستورية وميثاقية اذا لم يوافق الرئيس عون على تسليم ادارة البلد لحكومة «ناقصة» كما يسميها؟
ثانياً: هل بامكان حكومة عادية او تكنوقراط ان تحل وتربط في ملف ترسيم الحدود في ظل الفراغ الرئاسي، او ان تتخذ قرارات سياسية وامنية في حال ذهبنا إلى الحرب مع العدو الاسرائيلي؟
وتتحدث المعلومات عن ان الثنائي مصر على تشكيل الحكومة لقطع الطريق امام الدخول في سجالات دستورية ومتاهات سياسية من قبيل شروع عون وبغطاء من بكركي للبقاء في بعبدا او تشكيل حكومة عسكرية تبدو «فتواها» الدستورية والدينية جاهزة… هنا تحديداً، اكد قيادي في الصف الاول في الثنائي الوطني «سوف تتشكل حكومة حتى لو في الدقائق الاخيرة قبل انتهاء ولاية الرئيس عون، والبلد بغنى عن اي مشاكل دستورية وسياسية قد تدفع بلحظة ما إلى انفجار الوضع الامني».
وسط ذلك، انشغل لبنان بلا طائل بالسجالات الرئاسية والسياسية حول تشكيل الحكومة والانتخابات الرئاسية، بينما الوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي والتربوي والخدماتي متروك للفوضى وللنهب المنظم وغير المنظم واللامبالاة الرسمية بأوضاع الناس المنهارة تحت وطاة الغلاء والنهب، بحيث باتت الحكومة مجموعة حكومات مصغرة كل حكومة منها تعمل وفق اجندتها.
وعلى امل انتظام العلاقة بين رئيسي الجمهورية والحكومة بما يكفل سرعة تشكيل الحكومة والتفرغ اكثر لمعالجة ازمات البلد، نفى رئيس الرابطة المارونية الدكتور خليل كرم «ان يكون صندوق بريد لأحد»، وذلك بعد رد المكتب الاعلامي للرئيس ميقاتي على ما نقله كرم عن الرئيس عون امس الاول.
لكن علمت «اللواء» من مصادر متابعة انه بعد اللقاء الاخير بين الرئيسين عون وميقاتي، جرت جوجلة للأفكار والاقتراحات المتداولة بينهما، وفي السياق دخل بعض الاصدقاء المشتركين على خط التواصل مع الرئيسين في محاولة لتقريب وجهات النظر، ولم تستبعد المصادر ان يزور ميقاتي قصر بعبدا مطلع الاسبوع المقبل اذا تم التوصل الى بعض المقاربات المشتركة وإلّا يتأخر اللقاء اياماً قليلة اخرى.
معالجات الكهرباء والنازحين
في غضون ذلك، استمرت المعالجات الترقيعية للأزمات ومنها ازمة التعتيم الشامل القريب، حيث أكد وزير الطاقة وليد فياض من قصر بعبدا بعد لقاء الرئيس ميشال عون ان: تطرقنا الى موضوع تجديد العرض العراقي الذي يسمح للبنان بأخذ مليون طن فيول اضافي بعد نفاد اول كمية، مع العلم ان هذه الكمية تستطيع تأمين حوالى ثلاث ساعات من التغذية الكهربائية، وكي نتمكن لاحقا من تحقيق عدد ساعات أكبر من التغذية. وكنا نعوّل سابقاً على البنك الدولي والغاز المصري والكهرباء من الاردن، إلا أن البنك الدولي وضع شروطاً جديدة، كزيادة التعرفة ووضع خطة لتغطية الكلفة والبدء بإجراءات إنشاء الهيئة الناظمة، ونحن من جهتنا نعمل على هذا الموضوع وقد حصلنا على قرار من مجلس ادارة كهرباء لبنان بزيادة التعرفة تزامناً مع زيادة التغذية، بحيث نستطيع إعطاء اللبنانيين كمية من التغذية بكلفة اقل من نصف سعر المولدات الخاصة.
اضاف: تمت المصادقة على التعرفة من قبلي كوزير طاقة ومن قبل ادارة مجلس الكهرباء الذي طرح الموضوع بناء الى نصيحتي. والمطلوب الآن موافقة وزارة المال على هذا الموضوع ومن ثم موافقة الحكومة، ومن الممكن ان تكون هذه الموافقة استثنائية من قبل رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال.
وأشار الى أن «إذا تمت الموافقة على رفع التعرفة، سنتمكن من تأمين ساعات تغذية اضافية، وذلك فقط بعد توقيع عقد للحصول على فيول اضافي، إذ نحن في حاجة الى 150 الف طن من الفيول لنتمكن من اعطاء 8 الى 10 ساعات من الكهرباء.
واوضح فياض ان «الاتفاق مع العراق سيؤمن 40 ألف طن من الفيول ولكن نحن بحاجة الى 110 الاف طن إضافية لإنتاج 9 ساعات من التغذية، ونسعى لتأمينها من الدول الصديقة ومنها الجزائر.
اما وزير شؤون المهجرين في حكومة تصريف الاعمال عصام شرف الدين، فقال ايضا بعد لقاء عون: أنّه لا يوجد شيء يمنعنا بيننا وبين سوريا من تنفيذ عملية ترحيل النازحين السوريين بطريقة آمنة وكريمة، ويجب أن نفرق بين نازح وبين يد عاملة وبين لاجئ سياسي، إذ الأخير موضوعه يختلف، ومن هنا طالبنا المنظمات الدولية التدخل لأن لبنان لا يمكنه تحمل صراعات الدول الاخرى، و9 آلاف منهم سوف يرحّلون.
وأشار شرف الدين الى أنه «يوجد 480 مركز ايواء شاغر في سوريا للنازحين، وإن لزم الأمر الدولة السورية مستعدة لبناء مراكز ايواء جديدة»، وقال: أن الاتفاق الداخلي بشأن الملف هو برعاية رئيس الجمهورية وأنا متفائل.
لكن رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط قال عبر حسابه على «تويتر»: أليس افضل ان يعدل الدولار الجمركي وقد اغتنى تجار لبنان وسوريا على حساب المواطن اللبناني، أليس افضل رفع تعرفة الكهرباء ووضع نظام جباية فعّال، وقد ازدهر اصحاب المولدات فوق التصور، أليس افضل تمرير ما تبقى من قوانين الاصلاح الاساسية بدل هذا السيل من الحقد والتزوير من سلطة فاشلة؟
الشامي والدولار الجمركي
أبدى نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي ملاحظاته في موضوع «الدولار الجمركي»، لافتاً إلى «ضرورة فصل سعر الصرف عن السياسات الضريبية والاجتماعية».
وأورد في بيان ما يأتي: «إن السجال الدائر اليوم حول سعر الصرف الذي يجب اعتماده لتحديد رسوم الاستيراد، أو ما يُعرف ب “الدولار الجمركي»، تشعَّب بشكل واسع النطاق ودخل حلبةَ الكباش السياسي الحاد، وكثرت التحليلات والتفسيرات التي جاءت بمعظمها معارضة لرفع «الدولار الجمركي». صدرت معظم هذه المواقف عن قطاعاتٍ وجِهاتٍ تعتقد أنها ستتضرر من هكذا زيادة ولكن من دون الأخذ بعين الاعتبار ما لاستمرار تطبيق سعر الصرف الرسمي من وقعٍ سلبي على إيرادات الموازنة والوضع المالي بشكل عام، ومن عواقب وخيمة على الوضع الاقتصادي بشكل أشمل. ثمة ضرورة ملحّة لتعديل سعر الصرف من أجل إعادة الانتظام إلى المالية العامة وتغطية نفقات القطاع العام وتأمين الخدمات الأساسية للمواطنين وإرساء الاستقرار الماكرو اقتصادي المطلوب لتحفيز النمو وخلق فرص عمل وتخفيض مستوى الفقر.
وفي سياق كهربائي، كشفت مصادر في «كهرباء لبنان» عن خطة بديلة تقنيّة مفصّلة وطارئة لتجنيب البلاد «خضّة الظلام»، وتقضي بـ:
– استعمال Grade B مكان الـGrade A بموافقة مجلس إدارة المؤسسة بالإجماع وكذلك بموافقة رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والوزير وليد فيّاض.
– استخدام الكمية المتبقية من المازوت الموجودة في معمل صور… كل ذلك كي تتمكن المؤسسة من ربط معمل الزوق اليوم.
– خفض إنتاج معمل الزهراني من نحو 200 ميغاواط تقريباً إلى 40 ميغاواط لتأمين التيار الكهربائي فقط لمطار ومرفأ بيروت وسجن رومية ومضخات المياه والصرف الصحي والجامعة اللبنانية ومجلس النواب والسراي والقصر الجمهوري…
وفي النظر إلى وضعية مطار ومرفأ بيروت في ظل هذه الأزمة، كشف مصدر مطلع عن «وجود احتياطي من مادة المازوت لدى المرفقين لتشغيل المولدات الخاصة بهما عند انقطاع التيار الكهربائي الذي تمدّهما به مؤسسة كهرباء لبنان».
وفي الاطار نفسه تم التوافق بين المصلحة الوطنية لنهر الليطاني ومؤسسة كهرباء لبنان على رفع انتاج المعامل الكهرومائية طيلة مدة توقف المعامل الحرارية، وذلك من 50 ميغاواط الى حدود 90 ميغاواط لتغذية المرافق الحيوية ولا سيما المطار طيلة فترة توقف المعامل الحرارية، بناء لطلب وزير الاشغال العامة والنقل في حكومة تصريف الاعمال علي حمية ولتغذية المطار من معامل الليطاني، وفي ظل الخشية من الانقطاع الشامل للتيار الكهربائي بسبب قرب توقف المعامل الحرارية، علماً بأن المصلحة ابدت استعدادها لزيادة إنتاج المعامل الكهرومائية لقدرتها القصوى على تأمين الطاقة الكهربائية من تلك المعامل لمطار رفيق الحريري بشكل منتظم ومستدام، حسب بيان وزير الاشغال.
على صعيد التحركات نفذ اهالي السجناء الاسلاميين اعتصاماً في ساحة رياض الصلح وسط بيروت، مطالبين بالعفو العام وتسريع محاكمتهم.
700 إصابة
صحياً، سجلت وزارة الصحة 700 اصابة جديدة بفايروس كورونا وحالتي وفاة ليرتفع العدد التراكمي الى 1207385 اصابة مثبتة مخبرياً منذ 21 شباط 2020.