كتبت صحيفة ” الأنباء ” الالكترونية تقول : ماذا بعد حرب البيانات، وماذا بعد التمترس خلف الطوائف؟ وماذا بعد كل هذه اللامبالاة والاستخفاف بمعيشة المواطنين وبعيشهم بكرامة وهي أبسط حقوقهم على دولتهم؟ من هو المسؤول في الدولة الذي يستطيع أن يدّعي أنه يهتم لشيء غير مصالحه السياسية وغير السياسية؟ كل الكلام الذي قيل وما يقال هو أقل ما يقال فيه إنه “ضحك عالدقون”، وما يجري بشأن تشكيل الحكومة الجديدة المرتبط بالاستحقاق الرئاسي يدل بوضوح على النوايا الحقيقية التي لن يغطيها بيان من هنا وبيان من هناك.
ولأن الإصلاح هو الطريق الوحيد للتعافي الاقتصادي، فالعين على الجلسة النيابية التي ستبحث بمشروع قانون الكابيتال كونترول والملاحظات السياسية عليه من بعض الكتل النيابية التي تجتهد لعرقلة إقراره، فيما كتل أخرى ومنها اللقاء الديمقراطي تدفع لإنجاز القانون، وكذلك باتجاه البدء بعملية الإصلاح لاسيما في قطاع الكهرباء الذي لا مقاربة عقلانية وموضوعية له سوى من الحزب التقدمي الإشتراكي الذي سبق وأعدّ قبل سنوات دراسة مفصلة لإصلاح القطاع المسبب الأكبر للنزف الإقتصادي. وأمس كتب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط على “تويتر” انه لن يأتي الغاز المصري ولا الكهرباء الاردنية ولا الفيول الجزائري طالما لم ترفع التسعيرة وتنشأ الهيئة الناظمة. ليضيف: كفى هروباً الى الامام، إن تفعيل الجباية ووقف الهدر وإدارة جيدة هو مدخل للحل.
وفي سياق المواقف من موضوع تشكيل الحكومة، رأى النائب وضاح الصادق في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن الضغط لتشكيل الحكومة يعني أن الوضع في ما خص الاستحقاق الرئاسي صعب، معتبرا أن حزب الله ذاهب باتجاه تشكيل الحكومة رغم تحالفه مع الرئيس ميشال عون لأنه يخشى من الفراغ الرئاسي، في المقابل نحن كقوى تغيير نركز على إنجاز الاستحقاق الرئاسي وانتخاب رئيس جمهورية ضمن المهلة الدستورية، وبرأينا لو تشكلت الحكومة وفازت بثقة المجلس النيابي ماذا يمكنها أن تفعل؟ لذلك قررنا ان نسير بالطريق الصحيح أي ننتخب رئيس جمهورية أولا، ثم تُشكل الحكومة.
الصادق كشف عن إطلاق نواب التغيير مبادرة بهذا الشأن، متمنيا على سائر القوى السياسية الأخرى ملاقاتهم لتنفيذها لأنهم مقتنعون أنه لا يمكن أن يكون هناك رئيس تحدي لأن ذلك يعني الاستمرار بتعطيل البلد. ورأى الصادق أن البلد بحاجة لرئيس يحسن إدارة الدولة، رئيس وطني بقراره يريد فعلا تنفيذ الإصلاحات المطلوبة ولا ينتمي الى حزب معين او حليف له.
وفي موقف يلاقي مبادرة رئيس الإشتراكي، أوضح الصادق عناوين مبادرة التغييريين، قائلا إن البلد بحاجة الى رئيس توافقي لا يكون صداميا، يشكل مع الحكومة فريق عمل واحد ويعمل على حل المشاكل الاقتصادية والمالية، فنحن بلد صغير وحل مشاكلنا لا يتطلب وقتا، وهذا هو الأساس، لافتا إلى أن المبادرة لا تطرح أسماء معينة لمرشحين، فهذا الموضوع نناقشه مع الكتل وبعدها نتفق على الأسماء.
وفي موضوع الكهرباء تحدث الصادق عن ضغوط كبيرة تمارس في هذا الملف، معتبرا أنه لا بد من الذهاب الى قرارات موجعة. ورأى أن رفع التسعيرة مهم جدا، فهو يوفر على المواطن نسبة كبيرة مما يتكبده على فاتورة المولد، مشيرا الى ان علاقة البعض مع مافيا الفيول أضرت كثيرا بالخزينة لدرجة لم يعد هناك إمكانية للاستفادة منه بعد أن وصل الاحتياط الى النهاية، وأصبح رفع التعرفة هو الحل للوصول الى 12 ساعة كهرباء يتم توفيرها من فاتورة المولد وصولا الى إقرار خطة شاملة ووضع اصلاح الكهرباء على السكة السليمة.
وفي ضوء هذه المساعي للنواب التغييرين، تعود الأنظار إلى الخطوة الأساسية التي اقدم عليها جنبلاط في حواره مع حزب الله، والتي لم يفهمها البعض المُصرّ على اغماض بصيرته عن الخط البياني الأساس الذي أرساه جنبلاط في ما يختص الاستحقاق الرئاسي، حين وضع خطاً أحمر أمام وصول رئيس تحدي، وهو ما عاد اليه الجميع لاحقا.