فيما انشغل اللبنانيون بالفوز الرائع الذي حققته فرقة مياس، فامتلأت صدور الشعب اغتباطا ونشوة، وصفحات السياسيين بمواقف الثناء غير المجدي، تركّزت الحركة الرسمية على الخطين الحكومي والاقتصادي. على الصعيد الاول، زيارة لافتة بعد غياب قام بها الرئيس المكلف نجيب ميقاتي، عشية مغادرته الى لندن فنيويورك، الى بعبدا. فقد استقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون صباحا، ميقاتي، وجرى عرض موضوع تشكيل الحكومة والتطورات المتلاحقة في هذا الشأن والاتصالات الجارية للاسراع في عملية التأليف. كما تطرق البحث الى آخر المعطيات المتعلقة بملف ترسيم الحدود البحرية الجنوبية ومهمة الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين، كذلك شمل البحث ايضاً اجتماعات الجمعية العمومية للامم المتحدة وكلمة لبنان التي سيلقيها الرئيس ميقاتي كرئيس للوفد اللبناني. وبعد اللقاء، توجه الرئيس ميقاتي الى الصحافيين مبتسماً وهو يغادر القصر الجمهوري: “هالمرة قعدنا نص ساعة، مشوار الجايي رح اجي وضلني قاعد حتى تشكيل الحكومة، وما رح روح، رح نام هون”. ولما سئل عن الموعد المقبل، اجاب: “بعد عودتي من السفر”.
الحكومة منطلق
ليس بعيدا، رأى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، إن “الفرصة لم تفت لتأليف الحكومة ويمكن الإستفادة من الحكومة الحالية كمنطلق لتأليف الحكومة الجديدة، خصوصا أنَّ القوى المشاركة في هذه الحكومة هي نفس القوى التي ستؤلف الحكومة القادمة خلال هذا العهد، وبالتالي ما الذي تغيّر؟” وفي اجتماع مع المبلغين، قال الشيخ قاسم “كما اخترنا هذه المجموعة من المسؤولين والوزراء يمكن المحافظة عليهم أو إجراء تعديلات طفيفة تؤدي إلى إنجاز الحكومة بدل أن نبني عليها آمالًا وتطلعات كثيرة، لأنّ نفس تشكيل الحكومة هو خطوة إلى الأمام، تساعد في الحقيقة على تسهيل انتخاب الرئيس خاصة أنّ الفترة الزمنية للحكومة قصيرة وبالتالي لا داعي لأن نعقّد الشروط والمطالب، لأن مصلحة البلد في تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها أعلى وأهم وأفضل، هذا من ناحية ثانية”.
“شيء من التوافق”
رئاسيا، ردّ رئيس مجلس النواب نبيه بري على سؤال النائب بولا يعقوبيان خلال جلسة مناقشة الموازنة في مجلس النواب حول تحديد موعد لجلسة لانتخاب رئيس للجمهورية، قائلا “هذه صلاحيتي وانا أقدّر، عندما يكون هناك شيء من التوافق سوف أدعو الى جلسة”. ورأى بري أن المغامرة أن ندخل الى المجلس وأن لا يكون هناك توافق ويكون هناك تفرق، مشددا على أن التروي مطلوب في هذا الموضوع، وأكد أننا نريد شيئا من التوافق عندها سوف تجدونني أحدد جلسة فوراً.
الموازنة مرفوضة
وكانت جلسة مناقشة الموازنة انطلقت امس في مجلس النواب لتستأنف اليوم. وقد سُجّل رفض نيابي جامع لما تضمنته وسط انتقادات للواردات والنفقات التي “لا تحاكي واقع الانهيار”. واذا كانت المواقف المعلنة صادقة فإن هذه الموازنة ستسقط بالتأكيد، اما اذا كانت حفلة مزايدات فانها ستمر، كما سبق وتم تهريب الكثير من القوانين والقرارات الحكومية.
تحركات احتجاجية
وتزامنا مع انعقاد جلسة مجلس النواب المخصصة لمناقشة الموازنة، سُجلت سلسلة من المواقف والتحرّكات الاحتجاجية في محيط مجلس النواب رفضا لاقرار الموازنة، ضمت متقاعدي القوى المسلحة والمودعين والاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان. وقال العميد جورج نادر في اعتصام امام مجلس النواب “الموازنة كلها ضرائب والعسكريون لا يستفيدون من رواتبهم ولا يحظون بحقوقهم وتراكمت عليهم الديون فهل المطلوب منا ان نسرق؟ لن نسرق، انما نريد ان نعيش بكرامتنا”. بدوره، توجه النائب اشرف ريفي للعسكريين المتقاعدين بالقول “سنكون صوتكم داخل مجلس النواب”. وأشارت رابطة اساتذة المهني والثانوي من امام مجلس النواب إلى ان “مدارسنا هي بيوتنا ونحن نوجه للدولة اللبنانية مطلبا بأن تؤمن للاستاذ ادنى مقومات عيشه للعيش بكرامة”.
ازمة المحروقات: الموازنة تُدرس وسط اوضاع معيشية خانقة. اليوم وفي وقت سجل ارتفاع اضافي في اسعار المحروقات وتحليق للدولار متجاوزا الـ38 الفا، أشار أمين سر نقابة اصحاب محطات المحروقات حسن جعفر إلى أن “أصحاب المحطات ينامون يومياً على أمل اصدار جدول تركيب أسعار عادل ومنصف حسب الوعود التي نتلقاها يومياً. لكن، نستيقظ للأسف على جدول جديد وخيبة أمل جديدة ووعود ضاعت في الهواء كأنها لم تكن”. وأضاف في تصريح “بعد مراجعة المديرية العامة للنفط لاستيضاحها حول هذا الجدول جاء ردها وبكل استهتار وعدم تحمل مسؤولية “بدكن تسكروا سكروا” وهذا ان دل على شيء فعلى ان المديرية ووزارة الطاقة والمياه للأسف مغيبتان تماما عن وضع هذا القطاع”.
الشامي
اقتصاديا ايضا، استقبل الرئيس عون نائب رئيس مجلس الوزراء سعادة الشامي وعرض معه الاوضاع الاقتصادية في البلاد، والاتصالات مع صندوق النقد الدولي لا سيما تلك التي ستجري في الاسبوع المقبل مع وصول وفد من الصندوق الى بيروت لمتابعة البحث مع الحكومة اللبنانية في خطة التعافي الاقتصادية.
وفد صندوق النقد يعود الى بيروت
قال المتحدث باسم صندوق النقد الدولي جيري رايست، امس: “إن فريقا من خبراء الصندوق سيزور لبنان الأسبوع المقبل، لمناقشة أسباب التأخير في تنفيذ الإصلاحات المتفق عليها والمطلوبة للحصول على قرض من الصندوق، في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في البلاد”، بحسب وكالة “رويترز”. وأضاف: “نتطلع إلى دعم لبنان بأقصى قوة ممكنة لدينا، إنه وضع صعب”. وتابع: “كان هناك تقدم بطيء في تنفيذ بعض الإجراءات الضرورية التي نعتقد أنها لازمة للمضي قدما في برنامج القرض”.