كتبت صحيفة الديار تقول: وصل ملف ترسيم الحدود البحرية الى نقطة الحسم بعد ان جالت السفيرة الاميركية دوروثي شيا امس على الرؤساء عون وبري وميقاتي وسلمتهم نسخات عن الرسالة الخطية او مسودة الاتفاق التي اعدها الوسيط الاميركي في المفاوضات غير المباشرة لترسيم الحدود البحرية اموس هوكشتاين بعد جولته الاخيرة وملاحظــات العدو الاسرائيلي.
وفيما حرصت مصادر الرؤساء الثلاثة التريث في اعطاء انطباع او موقف حاسم وفوري من هذا التقرير او المشروع الذي تضمن عشر صفحات بانتظار درسه، وصفت السفيرة الاميركية بعد زيارتها الرئيس بري الجو المتعلق برسالة هوكشتاين بانه ايجابي جدا.
وبدت اجواء الرؤساء الثلاثة تميل الى التفاؤل رغم حرصهم على درس تفاصيل الاوراق العشر. ونقل عن الرئيس بري قوله ان ما ارسله هوكشتاين ايجابي مبدئيا واصفا النص بشكل عام بالقمحة مبدئيا، لكنه حرص على القول بان الرد المقفل النهائي يحتاج الى درس دقيق للنص الذي ورد باللغة الانكليزية.
وبغض النظر عن المقياس الاميــركي فان مصدرا لبــنانـيا مطلعا قال للديار بعد جولة السفيرة شيا ان تقــرير هوكشتاين طويل ومفصل وفيه احداثيات ونقاط عديدة ويحتاج الى دراسة على المســتوى التقني واللوجســتي وهذا سيكون موضع درس دقيق من الفريق اللبناني المختص ومن الضباط المكلفين من قيادة الجيش لدرس هذا الملف، هذا الى جانب درسه في الاطار السياسي والشكل العام.
وتوقع المصدر ان يعقد الاسبوع المقبل في قصر بعبدا لقاء بين الرؤساء عون وبري وميقاتي لبحث هذا الموضوع واتخاذ الموقف الرسمي اللبناني المناسب.
وفي حال اخذت الامور المنحى الايجابي فان الخطوة التــالية الحاسمة والنهائية ستكون بعد الانتقال الى الناقورة بلورة اتفاق الترسيم وتاكيده بمشاركة ورعاية الامم المتحدة.
وذكرت معلومات اخرى ان الاتفاق النهائي ربما يبلغ لبنان الامم المتحدة الموافقة عليه بشكل رسمي، وكذلك يفعل الكيان الاسرائيلي.
ووفقا للمعلومات التي توافرت ايضا فان نسخة الاتفاق المقترح تفصل بين الحدود البــحرية والحدود البرية وتتجــنب الغوص في النقاط البرية التي اثيرت مؤخرا او فــي ما يتعلق بالشواطىء. وركز التقرير الخطي على الحــدود البحرية ونطاق المنطقة الخالصة البحرية للبنان ولفلسطين المحتلة وعلى ابار النفط والغاز والحقول النفطية.
نصرالله: ايام حاسمة للملف
وفي كلمة له في حفل تكريم العلامة السيد محمد علي الامين وصف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله تسلم الرؤساء النص الخطي لاقــتراح هوكشــتاين لمعــالجة ملف ترسيم الحدود البحرية بانها «خطوة مهمة جدا».
وقال « بعد هذه الاشهر من الجهد والجهاد والنضال السياسي والميداني والاعلامي شاهدنا اليوم تسلم الرؤساء الثلاثة النص المكتوب المقترح لمعالجة ملف الترسيم… هذه خطوة مهمة جدا واهمية ما جاء انها نص مكتوب مقدم من الجهة الوسيطة…
وكنت اقول منذ بدء فتح الملف واردد ان هذه وظيفة ومسؤولية الدولة والمسؤولين والرؤساء، وهم يأخذون القرارات التي يرونها مناسبة. اننا امام ايام حاسمة في هذا الملف، هذا الاسبوع لدرس النص المقترح، وسيتضح في الايام القليلة ما هو الموقف الذي سيتخذونه، ونأمل ان تكون خواتيم الامور جيدة وطيبة للبنان واللبنانيين، وهذا سيفتح آفاقا كبيرة واعدة جدا انشاء الله، وكما قلت ان هذا الخيار هو الخيار المتاح. لماذا انتظار المساعدات والقروض من هن وهناك على قارعة الطريق وكنزنا في جوارنا في البحر وقادرون على استخراجه».
واضاف « اذا وصل الملف الى النتيجة المطلوبة فهذا نتاج الوحدة والتعاون والتضامن الوطني، مع العلم ان هناك من لا يريد ان « يظبط» الموضوع لانهم بينظرون اليه من منظار حزبي».
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي اعتبر نصرالله ان عقد جلسة انتخاب الرئيس «كان امرا مهما، واكدت الجلسة ما قلناه بعد الانتخابات النيابية والمجريات بعدها من انتخاب رئيس المجلس ونائب الرئيس وايضا الاقتراع الخميس انه لا يوجد تحالف سياسي يملك الاغلبية في المجلس، وهناك قوى يمكن ان تشكل اغلبية على الحبة او الموضوع… كما اكدت الجلسة ان من يريد حقيقة انتخاب رئيس جمهورية يجب ان يبتعد عن منطق التحدي ورؤساء التحدي. ففي ظل التطورات العالمية الكبرى كيف ناتي برئيس يتحدى جزءا كبيرا من الشعب اللبناني يؤيد المقاومة وخيارها؟ وكيف نبني بلدا برئيس تحدي؟ عندما نتكلم عن رئيس تحدي يعني اننا نحكي بتخريب البلد».
وبالنسبة للملف الحكومي نبه نصرالله الى ان الوقت بدأ يضيق، وقال نامل في الايام القليلة المقبلة ان تشكل حكومة جديدة.
الملف الحكومي
وفي الملف الحكومي، نقل مصدر مطلع لـ «الديار» عن مرجع بارز قوله ان هذا الملف ما زال يتأرجح بين الهبة الباردة والهبة الساخنة ، لكنه اضاف ان هناك جهودا تجري بوتيرة عالية للدفع باتجاه تاليف الحكومة في غضون الاسبوع المقبل.
ولفت المصدر الى ان جلسة انتخاب رئيس الجمهورية ساهمت في فتح الباب مجددا لتحريك الملف الحكومي، لكن حصل في اليومين الاخيرين بعض التلبد في الاجواء وانزعاج وغضب الرئيس ميقاتي من تصريح الرئيس عون الاخير وحديثه عن ان البعض ما زال يناور.
وعلمت الديار امس ان حزب الله سيبذل المزيد من الجهد بالتعاون مع الرئيس بري لتقريب وجهات النظر بين عون وميقاتي والاتفاق على التعديلات التي ستطاول اسماء بعض الوزراء من الحكومة الحالية ومنهم وزير المهجرين الدرزي ووزير الاقتصاد السني بالاضافة ربما الى وزير الشؤون الاجتماعية ونائب رئيس الحكومة.
وتوقعت ان يســاهم اللقاء الثلاثي الرئاسي المرتقــب فــي بعـبدا في تقريب تاليف الحكــومة الجديدة وولادتهــا.
الاستحقاق الرئاسي
على صعيد الاستحقاق الرئاسي توقعت مصادر نيابية مطلعة لـ «الديار» ان يعقد مجلس النواب جلستين في غضون هذا الشهر قبل نهاية المهلة الدستورية لانتخاب رئيس للجمهورية، واحدة قبل الايام العشرة الاخيرة التي يصبح فيها المجلس بحــالة انعــقاد وثانية خلال هذه الفترة.
واضافت ان جلسة انتخاب الرئيس يوم الخميس الماضي شكلت محطة مهمة لتحريك الاستحقاق بوتيرة ناشطة، لكن من الصعب جدا معرفة ما اذا كان انتخاب الرئيس الجديد سيحصل في المهلة الدستورية ام لا.
وامس اعلن البطريرك الماروني بشارة الراعي رفضه التام للفراغ الرئاسي، موكدا ان هناك رئيسا جديدا للجمهورية قبل ٣١ تشرين الاول الجاري.
وقال انه يجب انتخاب رئيس جديد للجــمهورية قبل هــذا الموعد يعيد الثقة للبنانيين وللمجتمع الدولي والــعربي.
وفي احتفال تربوي قال نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم « ان لا مجال لان يصل الى رئاسة الجمهورية شخص استفزازي من صنع السفارات، فهناك نواب صادقون الى جانب آخرين يقفون بالمرصاد لمن يؤدي الى هذا العبث. لذلك ندعو الى التوافق اذا امكن من اجل ان ناتي برئيس على مستوى المرحلة حيث لا تنفع التحديات والعراضات بتحدي الشعب».
ولفت في مجال آخر الى انه « لولا المقاومة لما حصلنا على مياهنا الاقليمية وثرواتنا النفطية وغازنا، وكل ما يتحقق اليوم هو ببركة المقاومة وثلاثية الجيش والشعب والمقاومة وتضحيات الناس والمجاهدين، ولولا ذلك لاصبح لبنان مزرعة للسفارات وجماعة السفارات».
موقف فرنسي
وفي موضوع الاستحقاق الرئاسي دعت باريس الى انتخاب رئيس جديد في لبنان قبل ٣١ تشرين الاول، وقال متحدث باسم الخارجية الفرنسية انه « من المهم ان ينتخب لبنان رئيسا جديدا للبلاد قبل ٣١ تشرين الاول «. واشار الى انه « يتعين ان يكون القادة اللبنانيون على مستوى الحدث، الامر الذي يتطلب الاتحاد واتخاذ الاجراءات الضرورية لانهاء الازمة».
وسألت الديار مصدرا مطلعا ما اذا كان سياتي وفد رســمي فرنسي للمساعدة في الاستحقاق الرئاسي فاجاب « لم تتبلغ الجهات الرسمية اللبنانية بمثل هذه الزيارة. هناك حركة ناشطة لوفود فرنسية برلمانية واقتصــادية لمتــابعة الوضع اللبناني، لكن لا يوجد حتى الان معلومات عن زيارة على مستوى وفد حكومي او رئاسي فرنسي للبنان تتعلق بالاستحقاق الرئاسي.وعلى كل حال فان السفيرة الفرنسية تتابع هذا الموضوع بشكل دائم وهي مكلفة الى جانب مهامها الدبلوماسية بهذه المهمة في الوقت الحــاضر».