الشكوك التي تساور اللبنانيين من نية فريق أساسي تعطيل ستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية بدأت تتيقن مع تعطيل نصاب جلسة الانتخاب أمس، حيث أن فريق 8 آذار الذي حضر الجلسة الأولى واقترع بورقة بيضاء حضر بعض نوابه أمس إلى المجلس بدون أن يدخلوا القاعة العامة فلم يتحقق نصاب الجلسة.
وفيما لغالبية نواب المعارضة مرشحهم وهو النائب ميشال معوض، لا مرشح للقوى المقابلة، ما يعزز الشكوك أكثر بنيّتها التعطيل وإطالة أمد الشغور الرئاسي كما فعلوا منذ ست سنوات. والسؤال الذي قد يبدو جوابه معروفًا سلفاً بناءً على ما تقدم، هو لماذا لا يستجيب فريق 8 آذار لدعوات المعارضة للدخول في حوار على اسم مرشح؟ بل لماذا لا يعلن هو عن مرشحه؟
أما في ضفة المعارضين، فقد استمر نواب التغيير بالتغريد خارج السرب، ما يعني قطع الطريق على وحدة المعارضة لتتمكن من إيصال مرشحها، وهم أعلنوا المشاركة بالجلسة المقبلة بمرشح واحد من بين الأسماء التي اقترحوها، والمرجّح أنه سيكون بحسب مصادرهم، إما زياد بارود لإحراج 8 آذار، أو صلاح حنين لإحراج السياديين.
وفي أي حال، الخميس المقبل يدخل الإستحقاق في الأيام العشرة الأخيرة لانتهاء الولاية والتي يكون فيها مجلس النواب في حالة انعقاد دائم لانتخاب الرئيس. وقد دعا الرئيس نبيه بري الى جلسة في هذا اليوم ستكون الثالثة ومعها يدور عداد الجلسات إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا.
في هذا السياق اعتبر النائب احمد رستم في حديث مع جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن جلسة الأمس والجلسة التي سبقتها أظهرتا انقسامات وشرذمة واضحة في صفوف النواب، ما لا يمكّن اي فريق من تبني أي مرشح دون الفريق الآخر. وهذا يحتم الاتفاق على رئيس جمهورية لا من فريق 8 آذار ولا من فريق 14 آذار.
رستم دعا إلى ضرورة الحوار والتوصل الى رئيس إنقاذ لأن موضوع النصاب المقدّر بـ 86 نائبا يؤكد أن كل طرف بإمكانه تعطيل النصاب، ما قد ينسحب على مواضيع مثل مناقشة ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، ولذا المطلوب رئيس يستطيع ان يقنع كل الأطراف بأنه قادر على إنقاذ لبنان من ازمته، يقود ورشة إصلاح سياسي واقتصادي واجتماعي انطلاقا من الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا، وأن يعيد ربط لبنان بمحيطه العربي وتحسين علاقاته بكل دول العالم. والأهم ان يعيد الجميع إلى كنف الدولة.
على خط آخر تعليقا على الكلمة التي ألقاها رئيس الجمهورية وتحدث فيها عن المراحل التي قطعها ملف ترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل منذ العام 2010 لغاية اليوم، والاتفاق الذي توصل اليه الجانبان اللبناني والاسرائيلي بإشراف الوسيط الأميركي أموس هوكشتاين، كشفت مصادر متابعة لهذا الملف لـ “الأنباء” الالكترونية أن النقاط التي تعمّد عون التطرق لها في هذا الملف كان همه الأساس فيها الادعاء أمام اللبنانيين أن الاتفاق هو نتيجة جهود قام بها صهره جبران باسيل، وهي محاولة بدت جدا هزيلة من رئيس جمهورية يفترض أنه رئيس كل البلاد.
وسألت المصادر عن سبب تربيح الناس منّة بأن باسيل اجترح المعجزات، فيما الوقائع تدحض كل ذلك، واللبنانيون لا زالوا يعرفون تماماً من قاد المفاوضات في السنوات العشرة الأخيرة، وأين كان موقف باسيل.
المصادر أوضحت أن كل هذا “التربيح الجميلة” هو لتلميع صورة باسيل أمام الرأي العام اللبناني والعالمي والذي لن يلغي تهمة الفساد والعقوبات المفروضة عليه من أرفع مرجعية دولية، كما ولن يعطيه صك براءة بهدر 50 مليار دولار على الكهرباء فيما لبنان يعيش في الظلمة.
المصادر رأت أن الخطاب المسهب لعون قبل أيام من نهاية ولايته وتعداد ما سماها إنجازاته لن يمحو السنوات الست العجاف التي تحملها اللبنانيون منذ بداية هذا العهد، الذي لا يحق لها ادعاء أي إنجاز.
وعليه يبقى على اللبنانيين أن يعدّوا الأيام المتبقية لانتهاء هذا العهد، علّها تبدأ بعدها مرحلة مختلفة تؤسس لواقع أفضل.