على جدول اعمال الايام القليلة الماضية بند واحد، يتسم بالإلحاح والضرورة، من زاوية حماية الاستقرار وعدم الذهاب الى خيارات، لا تفيد ما تم انجازه على صعيد ترسيم الحدود البحرية مع وصول الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت في بحر الاسبوع المقبل، للتوقيع على الاتفاقية، وتسليم لبنان النسخة الاخيرة التي يتعين التوقيع عليها بعد المفاوضات الفنية في الناقورة وارسالها الى الامم المتحدة او على صعيد المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وهو تأليف حكومة جديدة بصرف النظر عن الشروط والشروط المضادة، لأن البلد لا يحتمل «دعسات ناقصة» عشية تطورات مصيرية يرتبط استقرار لبنان بها، سواء في ما خص اعادة بناء التجمعات والتحالفات، على امتداد العالم، لا سيما التحالفات في الشرق الاوسط.
وبالانتظار، علمت «اللواء» أن رئيس الجمهورية لم يوقع بعد مشروع الموازنة، لكنه يتابع في اتصالاته المساعي المتصلة بملف تأليف الحكومة مع العلم أن لا شيء جديدا بعد. ولفتت إلى أن سلسلة ملفات يتابعها قبل انقضاء المهلة الدستورية لولايته، فيما تعقد اجتماعات لكبار الموظفين في قصر بعبدا تتصل بمراسم مغادرة رئيس الجمهورية وغيرها من التفاصيل ، فيما يتوقع أن تكون لعون إطلالة إعلامية قريبا.
وقالت مصادر سياسية ان الحراك الجاري لاعادة الحرارة الى مسار تشكيل الحكومة الجديدة، لم يحقق الاختراق الفعلي الذي يمكن أن يؤدي إلى تشكيل الحكومة العتيدة وقالت: إذا بقيت نتائج الاتصالات على هذا النحو، يمكن القول بانها «حركة بلا بركة «حتى الساعة، جراء الالتفاف والمناورة التي يمارسها رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، في شروطه ومطالبه اللامعقولة ومحاولته، تكريس أعراف تتجاوز الدستور وأسس التشكيل، ان لجهة التسمية اوالحصص، او الالتزامات المسبقة ببرنامج وعمل الحكومة، والتي تتمحور على تنفيذ برنامج التصفية السياسية لكبار الموظفين، المعارضين للالتزام بتوجهات التيار ومصالحه الخاصة، او التعيينات بالمراكز والوظائف المهمة بالدولة.
وكشفت المصادر نقلا عن مشاركين بالاتصالات الجارية لتشكيل الحكومة، ان اكثر من صيغة يتم التداول فيها، لتجاوز العقد والصعوبات، ولكن كلما تم تجاوز عقدة أو مطلب خلافي، يبادر باسيل الى طرحه بصيغة اخرى، وكل المطالب والشروط التعجيزية، تهدف بخلاصتها، الى حصول الفريق العوني على الثلث المعطل، وهذا يظهر بوضوح محاولات الاخلال بالتوازنات السياسية بتركيبة الحكومة الجديدة لصالح التيار الوطني الحر، ويبين النوايا التعطيلية للحكومة المنوي تأليفها، أو جعلها حلبة ملاكمة بين اعضائها، ما يعطل فاعليتها بإدارة السلطة بحال لم يتم انتخاب رئيس جديد للجمهورية في المواعيد الدستورية المحددة او بعدها، ويترك البلاد عرضة لاهواء وتوجهات الفريق العوني.
وشددت المصادر على ان اي صيغة للتشكيلة الوزارية، مغايرة لاسس تشكيلة الحكومة المستقيلة، بتوازناتها السياسية وتركيبتها، هي التشكيلة التي حازت على موافقة وتوقيع رئيس الجمهورية، قد لا ترى النور، مهما شدّ وقدّ وهدد وتوعد رئيس التيار الوطني الحر، الذي تبلغ برفض مطلق لما يطرحه، وفي ضوء ذلك فمن المرجح، بلوغ نهاية ولاية الرئيس ميشال عون، من دون تاليف الحكومة الجديدة، اذا بقيت الامور تدور بالحلقة المفرغة نفسها.
وتوجست المصادر الخشية، جراء تمسك رئيس الجمهورية وصهره، بمطالب وشروط فوق العادة، وتتجاوز أسس تركيبة الحكومة المستقيلة، ما يعني انقلابا مبطنا على صلاحيات رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، والتاسيس لمرحلة طويلة من الفراغ الرئاسي، اذا كانت الاسماء المرشحة للرئاسة، لا تحوز على تأييد ورضى التيار الوطني الحر، ما يعرض لبنان لمخاطر وتداعيات غير محسوبة، وهذا التوجه لا يمكن الموافقة عليه، او تمريره ببساطة.
ويدخل لبنان غداً مهلة العشرة ايام الفاصلة عن نهاية ولاية الرئيس ميشال عون ما يجعل المجلس النيابي حكماً وفق الدستور في حال انعقاد من اجل انتخاب رئيس للجمهورية وسط خلافات في الاجتهادات حول سقوط المهل بين قائل انها لا تسقط وبين قائل ان المجلس يقرر.
بينما يُرتقب ان تكون جلسة انتخاب الرئيس المقررة اليوم شبيهة بالجلستين الماضيتين من حيث اللا توافق، وبالتالي عدم حصول الانتخاب لسبب او لأخر لا سيما عدم توافر النصاب او توفير النصاب وتصويت اكثرية الحضور بأوراق بيضاء أو أوراق مرمّزة. وقالت مصادر نيابية لـ «اللواء» ان دخول المجلس في حال الانعقاد الحكمي لإنتخاب الرئيس يعني احتمال ان يدعوالرئيس نبيه بري لأكثرمن جلسة خلال الايام العشرة الفاصلة عن نهاية ولاية عون لكن هذا لا يعني ان الانتخاب سيتم حكماً في هذه الايام العشرة، والمهم ان يتم التوافق على اسم، عندها يدعو بري الى جلسة ولو في نصف الليل وليفز من يفز وبأي عدد اصوات.
وبينما أعلنت الكتل المعارضة تمسكها بترشيح النائب ميشال معوض، ذكرت مصادر كتلة التنمية والتحرير ان نوابها سيحضرون الى المجلس لكن لاشيء محسوماً بعد لجهة ما سيحصل حيث ان مجريات الجلسة تفرض نفسها. كما علمت «اللواء» ان نواب كتلة حزب الله سيحضرون الى المجلس وحسب اجواء الوضع يتقرر ما اذا كانوا سيدخلون القاعة لتوفير النصاب او يدخلوا ويضعوا ورقة بيضاء كماسائر الكتل الاخرى التي اعتمدت الورقة البيضاء.
وقال رئيس تيار الوطني الحر جبران باسيل: أن التيار سيشارك في جلسة البرلمان اللبناني (اليوم) لانتخاب رئيس للجمهورية وسيصوت بورقة بيضاء.
وأضاف: نرفض تعديل الدستور بهدف إنتخاب قائد الجيش رئيسًا للجمهورية. إذا لم تتشكل حكومة جديدة فنحن ذاهبون إلى أبعد من فوضى دستورية واجتماعية.
اما نواب «مجموعات التغيير» فقد اجتمعوا بعد ظهر امس، لتحديد موقفهم من الجلسة ومجرياتها.
وسجل امس لقاء بين الرئيس بري في عين التينة وأعضاء «تكتل الإعتدال الوطني النواب: وليد البعريني، محمد سليمان، سجيع عطية، أحمد رستم، وأحمد الخير وأمين سر التكتل النائب السابق هادي حبيش، في حضور عضو كتلة التنمية والتحرير النيابية النائب علي حسن خليل. وبعد اللقاء، قال النائب محمد سليمان: الرئيس بري حريص على الإستحقاقات أن تتم في وقتها، وكلنا ثقة به وبحرصه على الدستور وعلى إتفاق الطائف وعلى السلم الاهلي في البلد.
ورأى عضو التكتل الوطني المستقل النائب طوني فرنجيه: ان الخطوة التي سنعتمدها خلال الجلسة المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية ليست هي المهمة، انما المهم هو الوصول الى توافق على شخص رئيس الجمهورية المقبل، فبغياب التوافق نعلم جميعا انه لا يمكننا تمرير هذا الاستحقاق الأساسي.
وأضاف: وبالنسبة لنا نريد رئيسا للجمهورية يتميز بالانفتاح ويملك القدرة على التواصل مع جميع المكونات اللبنانية.كما اننا لا نبحث عن شخصية رمادية لرئاسة الجمهورية انما نريد رئيسا معروفا وله تاريخه ومواقفه الواضحة في الحياة السياسية اللبنانية.
وعن دعم النائب ميشال معوض وإمكانية انتخابه، اوضح النائب فرنجية: بالنسبة لي لا يمكن دعم او إنتخاب اي مرشح صدامي لا يمكنه التواصل مع مختلف الافرقاء في لبنان. وفي تصوري، يأتي ترشيح معوض تحت شعار المواجهة، في حين ان البلاد في أمس الحاجة الى التواصل والحوار والانفتاح.
وأنضمّ نائبا صيدا أسامة سعد وعبد الرحمن البزري إلى اجتماع كتلة نواب التغيير، وسط وجود توجه إلى التصويت لناصيف حتي في جلسة لانتخاب الرئيس اليوم.
وأضافت المعلومات أن النائبين وضاح الصادق وميشال الدويهي لم يحضرا اجتماع نواب التغيير الذي دام لأكثر من 3 ساعات في دارة النائبة بولا يعقوبيان، فيما أكد الصادق أنه لن يحضر أي اجتماع للتكتل ما لم يكن هناك آلية واضحة للعمل، متمنياً على التكتل عدم تسمية أي شخصية لرئاسة الجمهورية كي لا يتم «حرق ورقته».
تحرك حكومي لافت
على الصعيد الحكومي، عقد امس، إجتماع ضم رئيسَ التيّار الوطني الحر النائب جبران باسيل واللواء عباس ابراهيم ورئيس ووحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله الحاج وفيق صفا في مركز تكتل «لبنان القوي» في سنتر طيّار في سن الفيل. واشارت المعلومات الى أنّ اللقاء، الذي استمرّ حوالى الساعة وتبعه لقاء لدقائق بين ابراهيم وصفا، تطرّق الى الملف الحكومي والمساعي الهادفة الى تشكيل حكومة قبيل نهاية عهد الرئيس ميشال عون.
وعلمت «اللواء» ان النقاش تركز حول تعديل الحكومة لجهة تبديل بعض الوزراء، حيث يرفض الرئيس نجيب ميقاتي طلب باسيل تبديل كل الوزراء المسيحيين لانه عندها سيكون مضطرا لتبديل كل الوزراء المسلمين او اغلبهم، وجرى طرح اقتراح بأن يتم استبدال ثلاثة وزراء مسيحيين فقط اسوة بتبديل ثلاثة مسلمين، وسيتم استمزاج رأي الرئيس ميقاتي بالفكرة.
ولم يتم التداول بأسماء الوزراء المسيحيين الممكن تبديلهم قبل اخذ موافقة الرئيسين عون وميقاتي على الاقتراح. وربما يتم تقسيم الوزراء المسيحيين اذا نجح الاقتراح على الطوائف الثلاث ماروني وارثوذوكسي وكاثوليكي.لكن معلومات اخرى ذكرت ان باسيل ابلغ صفا واللواء ابراهيم رفضه مطلب ميقاتي بأن يشمل التعديل الوزاري اسم الوزير وليد فياض وبقي مصرا على تعديل الاسماء الثلاثة: عبدالله بوحبيب ونجلا الرياشي ووليد نصار.
وحسب اجواء اللقاء فقد كانت ايجابية وقالت المصادر المتابعة ان هناك تفاؤلاً بإمكانية تحقيق خرق حكومي قبل نهاية ولاية الرئيس عون.
هوكشتاين في بيروت قريباً
وفي جديد ترسيم الحدود البحرية، أعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب أنّ الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين سيزور بيروت الأسبوع المقبل، لتسليم عرض الترسيم الموقّع من قبل الحكومة الأميركية ليوقعه لبنان.
وأكد بو صعب لوكالة «رويترز»: أنّ هوكشتاين آتٍ الأسبوع المقبل ومعه الاتفاق الذي سنوقّعه، من دون أن يذكر متى سيتمّ توقيع الاتفاق. علماً أنّ هوكشتاين أكد أمس الاول أنه بالتوازي مع إقرار اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل، فإنّه يعمل على المساعدة في إنجاز صفقة تأمين الغاز والكهرباء للبنان من مصر والأردن، وتلافي العقوبات المفروضة على التعامل مع النظام السوري بموجب «قانون قيصر» الأميركي.
بالتزامن، أكد وفد شركة «توتال إنيرجي» الذي زار قصر بعبدا أمس الاول برئاسة مدير الشرق الأوسط وأفريقيا الشمالية في الشركة لوران فيفيه، العزم على استقدام منصة الحفر لبدء عمليات الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية ابتداءً من العام المقبل، مع الإشارة إلى أنه سيصار تباعاً إلى تزويد هيئة قطاع البترول في لبنان بالمعطيات التي تتوافر خلال عمليات التنقيب.
ميقاتي وبخاري وانتاج أوبك
وفي الحراك السياسي ايضاً، إستقبل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في دارته.وجرى خلال اللقاء» تجديد تأكيد العلاقات الاخوية بين لبنان والمملكة والتي تميزت على الدوام بالتعاضد والمحبة المتبادلة بين البلدين والشعبين، وترجمت باحتضان المملكة للبنان واللبنانيين ومساعدتهم لتجاوز كل العثرات والمصاعب».
كذلك تم «تأكيد مرجعية اتفاق الطائف الذي انبثق عنه الدستور اللبناني في رعاية الواقع اللبناني والعلاقات الوطيدة بين مختلف المكونات اللبنانية».
وحسب المعلومات الرسيمة تطرق البحث «الى ردود الفعل على قرار منظمة اوبك + بخفض انتاج النفط وما انتجه من تجاذبات».
واشار الرئيس ميقاتي الى انه «يعوّل على حكمة المملكة العربية السعودية وقيادتها ودورها المركزي في استقرار النظام الاقتصادي العالمي في هذه المرحلة الدقيقة، وضرورة مقاربة هذا الملف من الجوانب الفنية الاقتصادية لإرتباطه باستقرار اسواق النفط».
وشدد على» ان هذا الملف يعالج بمنطق الحوار والشراكة بما يخدم الامن والازدهار الاقليمي والدولي».
الرواتب ونهاية الخدمة
نقابياً، يرأس وزير العمل مصطفى بيرم ظهر اليوم اجتماعاً للجنة المؤشر التي تضم اطراف الانتاج الثلاثة الحكومة واصحاب العمل والعمال، وفهم ان البحث سيتناول الى جانب النظر في الرواتب والاجور في القطاع الخاص، إمكانية ان يتحول تعويض نهاية الخدمة الى راتب تقاعدي، حيث ان هناك دراسة تعد بهذا الشأن يشارك في اعدادها خبراء في منظمة العمل الدولية.
انتشار الكوليرا
كشف وزير الصحّة في حكومة تصريف الاعمال فراس الابيض ان وباء «الكوليرا» ينتشر بسرعة، ولكن بدأنا نلحظ زيادة في الحالات عند المواطنين اللبنانيين.
وخلال مؤتمر صحافي، قال الأبيض إن 80 إصابة جديدة بالكوليرا تمّ تسجيلها أمس، ليبلغ العدد التراكمي 169 اصابة، كاشفاً أن حوالى 70% من مرضى الكوليرا في لبنان هم من النازحين، لذا من المهم تكثيف الإجراءات في المخيّمات للحدّ من انتشار الوباء، مطالباً بتكثيف جهود المنظمات الدولية في هذا الإطار.
وتابع: المياه الملوثة في مناطق عدة هي العنصر الأساسي الذي يسهم في رفع حالات الكوليرا، بالاضافة الى مسألة تلوث الخضار من مياه الري، وبالدرجة الثالثة تأتي مسألة مخالطة مصاب بأشخاص عدة.
وأضاف الأبيض: محطات التكرير في مناطق انتشار الكوليرا معطلة وبالتالي المياه لا تتكرر وتبقى ملوثة، وتذهب الى المواطنين وتنشر الكوليرا في ما بينهم.
وأعلن الأبيض أنه يتمّ العمل على تجهيز مستشفى ميداني في عرسال، وهناك 8 مستشفيات ميدانية جاهزة تُوزّع عليها المستلزمات العلاجية والأمصال، موجّهاً نداءً إلى وزارة الطاقة للعمل على تأمين التيار الكهربائي قدر الإمكان.