لم تكن “التالته ثابته” ولن تكون الرابعة ولا الخامسة ولا ما بعدها…الى ان يقضي الله امرا كان مفعولا وفق مقولة الرئيس نبيه بري. الثابتة الوحيدة التي بات اللبنانيون اكيدين منها هي الفراغ الرئاسي وعدم انتاج اي من الجلسات التي يدعو اليها بري تباعا وجديدها الاثنين المقبل، رئيس جمهورية يخلف الرئيس ميشال عون المتبقي 11 يوما من ولايته. فراغ يتوقعه المطلعون طويلا، اوجب ضغطا متعاظما من الثنائي الشيعي على الحلفاء لا سيما التيار الوطني الحر لمحاولة اقناع رئيسه النائب جبران باسيل بالنزول عن شجرة شروطه العالية، من اجل تشكيل حكومة اصيلة تدير مرحلة الفراغ تلافيا للاشكاليات الدستورية مع حكومة تصريف الاعمال. تعزز هذا التوجه معلومات عن ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سيرأس وفد لبنان الى القمة العربية التي تنعقد مطلع الشهر المقبل في الجزائر ويضم اليه وزير الخارجية عبدالله بوحبيب وعدد من المستشارين، على ان يسبقه الى هناك الاسبوع المقبل الوزير بوحبيب للمشاركة في اجتماعات وزراء الخارجية العرب.
الى 24 الجاري
انتهت الجلسة الثالثة لانتخاب رئيس للجمهورية بلا انتخاب كما كان متوقعا، الا ان البارز فيها كان ارتفاع سكور المرشح ميشال معوض في مقابل تراجع النواب التغييريين خطوة الى الوراء انتخابيا، حيث لم يسموا احدا بل دونوا عبارة لبنان الجديد على اوراقهم. وبعد توزيع الاوراق والاقتراع في الجولة الاولى، تم فرز الاصوات فنال النائب ميشال معوض 42 صوتا، (كان يفترض ان تكون 44 لولا غياب النائبين شوقي الدكاش وايهاب مطر)، “لبنان الجديد” 17 صوتا، و”صوت لميلاد ابو ملهب”، 55 ورقة بيضاء ووجدت اربع اوراق ملغاة باسم “سيادي” “اصلاحي”، “لا أحد”، “ديكتاتور عادل”، “لاجل لبنان”. وقبيل انطلاق الجولة الثانية، تبين فقدان النصاب بسبب خروج نواب فريق 8 آّذار، فدعا بري الى جلسة جديدة في الحادية عشرة من قبل ظهر الاثنين المقبل في 24 الحالي ورفع الجلسة.
لا احد…
الى ذلك، أعلن النائب اسامة سعد أنه صاحب ورقة “لا أحد” التي وضعها في صندوق انتخاب رئيس الجمهورية، وقال أنها أتت تعبيرا عن رفض واستياء لهذا الواقع.وأضاف “من قمنا بترشيحه طلب منا التريث وبالتالي “ما عاد في مين ننتخبو اليوم”. اما ورقة “سيادي قيادي اصلاحي”، فأعلن النائب ميشال الدويهي، انه هو من وضعها. من جانبه، قال النائب وضاح الصادق: صوتت بـ “لبنان الجديد” والخلاف بيننا كتغيريين تقني وليس على الرؤية العامة.
وعقب الاخفاق الانتخابي، توالت مواقف الكتل والنواب. في السياق، أشار النائب جورج عدوان باسم تكتل الجمهورية القوية، إلى أن 56 نائبًا لم يتمكنوا من الاتفاق على اسم مرشح وليست لديهم الجرأة للانتقال إلى الدورة الثانية لخوض انتخابات رئاسة الجمهورية.
معوض
وعلق المرشح معوض، فأكد أنه لا ينتظر التسويات والمساومات الاقليمية والدولية، والكلام عن حرق اسمه غير صحيح على الرغم من كل الحملات التي يتعرض لها، قائلا: “يوم حرقوني ويوم اشتروني ويوم باعوني”، إلا أنني المرشح الجدي الوحيد وأعلن ترشحي بشكل واضح وكتلتي لا تخجل بترشحي”. وأوضح أنه “بالرغم من محاولات القصف، تبيّن أن الترشيح الجدّي الوحيد الموجود هو ترشيحي”. وقال بعد الجلسة “هناك فريق جدّي يشارك بانتخاب رئيس للجمهورية وهناك فريق آخر يحضر إلى مجلس النواب ليس لانتخاب رئيس بل ليظهر بصورة غير المعطّل”.
لا لرئيس السفارات
وليس بعيدا، قال عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق “لم يعد سراً أن الأميركي والسعودي لا يريدان للبنان الخروج من أزماته، بل إنهما يعملان لمنع اللبنانيين من الحوار والتوافق.ورأى أن ما يحصل في جلسات المجلس النيابي لانتخاب رئيس للجمهورية، يثبت أن تدخلات السفارتين الأميركية والسعودية قد عطّلت وتعطّل انتخاب الرئيس في المهل الدستورية، لأنهما وأتباعهما يريدون فرض مرشّح رئاسي للتحدي والمواجهة وجر البلد للصدام، والكل بات يعلم أن السفارتين قد وضعتا انتخاب الرئيس على المسار الأصعب والأبعد”.
ميقاتي – ابراهيم
هذا رئاسيا. أما حكوميا، فلا جديد ظاهريا على ضفة تشكيل الحكومة. وليس بعيدا، استقبل الرئيس المكلف نجيب ميقاتي امس المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم الذي استقبل بدوره مسؤول ملف النازحين في “حزب الله” النائب السابق نوار الساحلي، وجرى البحث في شؤون النازحين. وابلغ الساحلي اللواء إبراهيم عن “استعداد حزب الله المساعدة في هذا الملف”، واضعاً امكانات الحزب بتصرف الأمن العام.
موازنة 2023
وسط هذا الشلل، رأس ميقاتي اجتماعاً خُصّص للبحث في التحضير لموازنة العام 2023 قبل ظهر اليوم في السراي الحكومي، شارك فيه نائب رئيس الحكومة سعادة الشامي، وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، المدير العام لوزارة المال جورج معراوي، ومستشارا الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس وسمير الضاهر.
رد الطعون
في الغضون، اعلن رئيس المجلس الدستوري القاضي طنّوس مشلب عن ردّ المجلس 5 طعون نيابيّة بالإجماع وهي بول حامض على الياس الخوري (طرابلس) ومحمد شفيق حمود على بلال الحشيمي (زحلة) وابراهيم عازار على سعيد الأسمر (جزين) وطانيوس محفوظ على جميل عبود (طرابلس) و”الأمل والوفاء” على فراس حمدان (حاصبيا مرجعيون). اضاف مشلب: التكهنات لم تكن في مكانها ولم يسألني شخص عن أي ملف أو يُمارس أي ضغط عليّ.
تسلم أوراق اعتماد سفيري الڤاتيكان وعُمان
تسلّم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس في قصر بعبدا، اوراق اعتماد سفيرين جديدين معتمدين في لبنان، هما سفير الفاتيكان المونسنيور باولو بورجيا وسلطنة عُمان أحمد بن محمد بن سعيد السعيدي.
وجرت المراسم الرسمية لتقديم أوراق الاعتماد، في حضور وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب، الامين العام لوزارة الخارجية السفير هاني شميطلي، والمدير العام للمراسم في رئاسة الجمهورية الدكتور نبيل شديد ومديرة المراسم في وزارة الخارجية السفيرة عبير علي.