كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: أطلق الرئيس نجيب ميقاتي رصاصة الرحمة على إمكانية تشكيل حكومة في أيام العهد القليلة المتبقّية، بعد انتهاء زيارته إلى قصر بعبدا ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون. إذ وعند المغادرة، سُئل عن جملته الشهيرة، “سنشكّل حكومة لو بدنا ننام بقصر بعبدا”، فكان جوابه، “ما بقي محل ننام، نقلوا كل شي عالرابية”، وهو جواب يحمل في طياته الكثير من المعاني، أبرزها عدم تأليف الحكومة.
ولم تتوقّف المؤشرات السلبية على الزيارة فحسب، بل إن ميقاتي ورئيس تكتّل “لبنان القوي” جبران باسيل نعيا فرص التشكيل في الاشتباك الكلامي الذي حصل بينهما مساءً بعد اتهام رئيس التيار “الوطني الحر” رئيس الحكومة المكلّف ومن خلفه بمحاولة خرق الدستور من خلال تسليم صلاحيات رئاسة الجمهورية إلى حكومة تصريف أعمال بعد خروج عون من بعبدا، ليرد ميقاتي ويصف كلام باسيل بالانفعالي، وينصحه بعدم الاستفزاز.
عضو كتلة “التنمية والتحرير” النائب محمد خواجة أشار في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية إلى أن “كلام باسيل وميقاتي جاء بمثابة نعي لفرص تأليف الحكومة، فالأجواء غير مشجّعة وحظوظ الولادة تراجعت مع التصاريح التي برزت في الساعات الأخيرة والتي لا تدل على إحتمال التشكيل، و”صار بدها معجزة” لتتألف”.
وتطرّق خواجة في حديثه إلى ملف ترسيم الحدود والاتفاق الذي من المفترض أن يتم توقيعه الخميس المقبل مع زيارة المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين بيروت، متوقعاً أن “يوقّع الجيش على الصيغة القانونية وليس السياسيين، فيما قد يوقّع من الجهة الإسرائيلية مدير عام وزارة الطاقة حسب المعلومات”.
واستبعد خواجة أن تستدعي هذه النقطة أي مشكلة في الملف، معتبراً أن “الجهود التي خيضت في لبنان، ومن قبل الولايات المتحدة لا توحي بأن الاتفاق قد يطير، كما أن حاجة أوروبا إلى الغاز وسعي واشنطن لتفادي حرب في منطقة الشرق الأوسط أيضاً عوامل تُساعد على عقد الاتفاق، مع العلم أن إسرائيل تسعى لإنجاز هذا الملف قبل الانتخابات التشريعية في الثاني من الشهر المقبل”.
رئاسياً، تواصل الكتل النيابية حركتها السياسية وجولاتها في محاولة للتوافق على اسم الرئيس المقبل. باسيل وفي مؤتمره الصحافي أشار إلى أنه تبيّن من خلال جولة “لبنان القوي” على الكتل السياسية أن نقاط الاختلاف قليلة بين ورقتنا وأفكار الآخرين، إلّا أن ذلك لا يُصرف في السباق الانتخابي، فالمعايير متشابهة بين جميع الأطراف، والتي تنص على الإصلاح والسيادة والاستقرار وغيره، لكن ترجمتها بشخص الرئيس هو الجزء الأصعب والذي يستدعي نقاشاً جدياً.
في السياق، زار وفد من كتلة “اللقاء الديمقراطي” كتلة “الاعتدال الوطني” في سياق التواصل المستمر الذي يقوم به مع الأطراف للوصول إلى التوافق. وأفادت معلومات “الأنباء” أن “أجواء اللقاء كانت جيدة جداً، والفريقان ليسا بعيدين عن بضعهما البعض لجهة التوجّهات والأفكار، لا بل ثمّة تقارب واضح في وجهات النظر، على أن يتطوّر النقاش في الفترة المقبلة”.
ففي الأيام المتبقية من العهد تعيش البلاد مرحلة انتقالية مع ضبابية حول ما يحمله المستقبل، واذا كانت غيمة السنوات الأخيرة ستمرّ قريباً.