لم يختلف اليوم الأخير من ولاية الرئيس ميشال عون كثيراً عن أيامه السابقة؛ حيث سجّل خلال النهار لقاءات عدّة وإن طغى على معظمها الطابع الشخصي والعائلي. لكن اللافت كان اختياره أن يختتم سلسلة الأوسمة التي وزّعها في الأيام الأخيرة بمنح ابنته كلودين عون، رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية، وسام الاستحقاق المذهب.
وأعلن مكتب رئاسة الجمهورية عن استقباله، أمس، في دارته في الرابية، الأمينة العامة للفرانكوفونية لويز موشيكيوابو، على رأس وفد كان من بين أعضائه الممثل الجديد للمنظمة الفرانكوفونية في بيروت السفير ليفون اميرجانيان، وذلك في حضور عدد من مستشاريه. وقد أظهرت الصور التي وزّعت عن اللقاء اجتماع الضيوف في غرفة جلوس صغيرة ومتواضعة، قيل إنها نقلت من منزله القديم في الرابية إلى الجديد الذي شيّد خلال توليه الرئاسة، علماً بأن الصور التي كانت قد انتشرت لمنزله الجديد في الأيام الماضية عكست فخامة لافتة، وقد أشارت المعلومات إلى أن تكلفته بلغت نحو 7 ملايين دولار أميركي.
واعتبر عون، خلال اللقاء، أن نجاح لبنان في جعل عاصمته بيروت المقر الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط للمنظمة الدولية للفرانكوفونية، يؤكد مرة جديدة على الثقة الدولية بلبنان وبدوره في محيطه والعالم، ويعكس القيمة الكبرى لوطن الأرز كموئل للثقافات وملتقى الحضارات.
وتصف مصادر مقربة من الرئيس عون يومه الأخير كرئيس للجمهورية بـ«الطبيعي»، مشيرة لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنه استقبل خلاله عدداً من المعاونين وكبار الموظفين، حيث تسلم البريد، كما استقبل عند الساعة العاشرة والنصف الأمينة العامة للفرانكوفونية ثم عاد واستكمل يومه بلقاءات يغلب عليها الطابع الشخصي والعائلي.
ونقل عنه زواره، وفق المصادر، أنه كان مرتاحاً مع تأكيده أن «همّه الآن أن يتم انتخاب رئيس للجمهورية يكمل مسيرة مكافحة الفساد والإصلاح، ويقوم البرلمان بإقرار القوانين الإصلاحية»، كما أعرب عن اطمئنانه بأن «مسار استخراج النفط والغاز سلك طريقه»، وختمت المصادر بالقول: «وغداً (اليوم) يوم آخر بالنسبة إلى الجنرال الذي بات رئيساً سابقاً وعاد مواطناً عادياً».
من جهة أخرى، اختار عون أن يكون الوسام الأخير في ولايته لابنته كلودين عون بعدما سبق له أن وزّع خلال ست سنوات من عهده 452 وساماً، وانتشرت في الأيام الأخيرة على وسائل التواصل صور لعدد كبير من المكرمين، وهو ما لاقى انتقاداً واسعاً من اللبنانيين. وهذا الأمر ردّت عليه المصادر، موضحة أن «الأوسمة صلاحية لصيقة بالرئيس وفق ما ينص عليه الدستور، وعون منح أقل عدد من الأوسمة مقارنة بالرؤساء السابقين، مع تأكيدها أن الأهم يبقى في المعايير التي اختيرت وفقها الأشخاص التي منحت الأوسمة، وأن تكون واحدة وواضحة ومستحقة وفق نوع الوسام ودرجته، وهو ما حرص عليه رئيس الجمهورية». وأكدت أن «الأوسمة التي وزعت خلال السنوات الست ولم تقتصر على الأيام الأخيرة، شملت رؤساء دول وشخصيات في مجالات عدة، منها سياسية واجتماعية وفنية وثقافية ونقابية وإعلامية ورجال دين وغيرهم ممن قدموا خدمات لمصلحة لبنان، إضافة إلى السفراء الذين تعاقبوا على لبنان والعسكريين الذين يمنحون أوسمة مستحقة على الرتبة».
مع العلم، أنه وفي رد منه على ما قال إنها «حملة التشويه» التي طالت عون لجهة الأوسمة التي وزعت خلال أيام ولايته الأخيرة، كان موقع «التيار» قد نشر أرقام الأوسمة التي منحت في العهود السابقة، مؤكداً أن عون منح العدد الأقل من الأوسمة مقارنة بنظرائه بعد اتفاق الطائف وهي 452، بينما وزّع الرئيس إلياس الهراوي 835 وساماً، والرئيس إميل لحود 1693 وساماً والرئيس ميشال سليمان 593 وساماً.