كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: تتواصل اللقاءات التنسيقية بين أطراف المعارضة للتوصّل إلى توحيد وجهات النظر بما يتعلّق بانتخابات رئاسة الجمهورية، لمواجهة تحالف 8 آذار والتيار الوطني الحر الذي لا زال متشرذماً وغير قادر على الجمع بين جبران باسيل وسليمان فرنجية.
وقد سجّل رئيس كتلة اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط موقفاً من بكركي، بعد زيارته البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، حيث ودكان عرض للتطورات على الساحة المحلية لا سيما في ما يتعلق بالملف الرئاسي، مؤكدًا ردًا على سؤال أن نواب اللقاء الديمقراطي مستمرون بالتصويت للنائب ميشال معوض لرئاسة الجمهورية، ولا يوجد لدى الكتلة أي اسم آخر، متوقعاً في ضوء ما يجري في جلسات المجلس النيابي أن تطول مدة الفراغ الرئاسي، وقال: “نحن مع معوض، واذا كان لدى الفريق الآخر اي اسم للتوافق، نبحث بالأمر اهلا وسهلا“.
واعتبر جنبلاط ان “دعوة البطريرك الراعي لعقد مؤتمر دولي لخلاص لبنان ليست بجديدة، ونحن نتفهم موقف البطريرك الراعي في هذا الخصوص“.
وفي هذا السياق، عٌقد لقاء أمس جمع عدداً من النواب المستقلين إلى جانب آخرين ينتمون إلى “الكتائب”، “تجدّد”، “الاعتدال الوطني”، “التغيير” و”الائتلاف النيابي المستقل”، للبحث في ملفي الاستحقاق الرئاسي وجلسات تشريع الضرورية في ظل الفراغ.
لم يتوصّل النواب إلى اتفاق فعلي حول اسم موحّد أو حتى مواصفات، لكن لا شك أن هذه الاجتماعات تشكّل خطوة في مسار توحيد المعارضة والاتفاق على شخص واحد للتصويت له، والمزيد من الحوارات ستنطلق في المرحلة المقبلة لتحقيق الهدف نفسه. كما رفض المجتمعون مبدأ عقد جلسات تشريعية، مع تحفّظ عدد من النواب الذين قد يُشاركون في هذه الجلسات، وفق معلومات “الأنباء”، منهم نواب كتلة “الاعتدال الوطني“.
إلّا أن اجتماع الأمس كشف تبايناً بين النواب أنفسهم، ففي حين يرى قسم منهم أن التوافق مع كافة أطراف المعارضة ضروري، لا زال قسم آخر يرفض انطلاقاً من شعار “كلن يعني كلن” الشمولي، إلّا أنه من الضروري أن يعي هؤلاء أن الاستحقاق الوطني أهم من الاعتبارات الشخصية والسياسية، ولا يُمكن لفريق دون آخر إيصال أي مرشّح لوحده.
وإلى ذلك، برزت نقطة خلافية بين النواب التغييريين نفسهم، وعلمت جريدة “الأنباء” الإلكترونية أن أحد نواب تكتّل “التغيير” نفى أن يكون قد تلقّى أي دعوة للقاء، كما نفى أن يكون النواب الحاضرين ممثّلين عن كل التكتّل، وانطلاقاً من هذه النقطة، من الواضح أن الانقسامات تتعمّق بين هؤلاء النواب، والتباينات تزيد.
إلّا أن النائب التغييري رامي فنج أكّد لجريدة “الأنباء” الإلكترونية أن “جميع نوّاب التكتّل تلقّوا دعوات للقاء، وأنا حضرت ممثلاً عن نفسي، لا عن التكتّل“.
وكشف فنج أن “أجواء اللقاء كانت إيجابية، وتم التأكيد على ضرورة إعطاء الأولوية لانتخابات رئاسة الجمهورية وتفادي الفراغ، وذلك على حساب الجلسات التشريعية، علماً أن النقطتين مرتبطين“.
وشدّد فنج على ضرورة “عدم فرط نصاب جلسات الانتخاب، كما وعلى التوافق على اسم واحد”، معتبراً أن “ميشال معوّص الإسم الأكثر جدّية والأقرب للدعم، مبدياً رفضه لمبدأ تطيير النصاب والتصويت بورقة بيضاء، متمنياً على الفريق الآخر طرح ما في جعبته وسير العملية الديمقراطية.
من جهته، أشار عضو كتلة الجمهورية القوية النائب سعيد الأسمر إلى أن “القوات اللبنانية لم تتلق دعوة لحضور اللقاء، وذلك لأن بعض الحاضرين يعتبر الحزب من المنظومة، إلّا أن على هؤلاء أن يعلموا أنهم دون القوات والأحزاب المعارضة لا يستطيعون إيصال أي مرشّح“.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، أكّد الاسمر أن “القوات تشجّع هذا النوع من اللقاءات ولو أنها لم تكن مدعوة، لأن هذه الاجتماعات من شأنها أن توحّد المعارضة وتقرّب وجهات النظر، والحزب على تواصل دائم ومستمر مع عدد كبير من النواب الذين حضروا أمس، وبالتالي التنسيق باقٍ“.
واعتبر الأسمر أن “طبخة الانتخابات الرئاسية لم تنضج لدى كل أطراف المعارضة، وتحتاج إلى “التخمير” للتوصّل نحو اسم موحّد، مع العلم أن الاسم موجود، وهو ميشال معوّض، الذي نراكم له الأصوات وننتظر أن يرتفع عدد المقترعين له في الجلسة المقبلة“.
وأكّد الأسمر أن “فريق الممانعة لن ينجح من خلال التعطيل والورقة البيضاء أخذ الأمور إلى حيث يريد، لأن فريق المعارضة لن يرضخ“.
من الواضح أن أطراف المعارضة لم تجتمع بعد بشكل كامل، إلّا أن المسار الذي يجب ان يسيطر هو تقريب وجهات النظر بما يخدم مصلحة اللبنانيين والاستحقاقات أكثر من المماطلة والتسويف بالورقة البيضاء وتعطيل نصاب جلسات الانتخاب من اجل شخص، خصوصاً وأن اللبنانيين يعانون ما يكفي من الأزمات، ولا حاجة لأن تُضاف مشكلات أخرى سيخلفها طول فترة الفراغ.