كتبت صحيفة “الديار” تقول: الحراك الرئاسي الفعلي مؤجل الى ما بعد راس السنة، وقضاء الاعياد بهدوء ودون تشنجات مع الاعداد الكبيرة من الوافدين، وهذا ما اوحى به النائب مروان حمادة الذي يملك مروحة واسعة من العلاقات مع المسؤولين الاميركيين والفرنسيين والسعوديين، حيث قال ايضا «حسب معلوماتي الفراغ لن يطول، بعد راس السنة تبدأ الصورة بالانقشاع» مؤكدا، ان جبران باسيل من «المستحيلين» وانه يرى ميشال معوض رئيسا للجمهورية بعد ٦سنوات والبارز، ان حمادة اعتمد «خطابا ناعما» تجاه حزب الله لاول مرة منذ ٢٠٠٥، وعلى هذا الصعيد بدات الايحاءات الاشتراكية في المجالس السياسية والشعبية بالتسويق والتمهيد للتراجع عن ميشال معوض بشكل « سلس» وغير استفزازي، وليس ضروريا ان تعلن في جلسة اليوم، رغم الدعم الذي يحظى به من بعض نواب اللقاء الديموقراطي، لكن الحسم يبقى لرئيس الحزب وليد جنبلاط الذي يطبخ الاستحقاق مع الرئيس نبيه بري على نار هادئة وتوافقية، وقد سمع السفير الايراني من جنبلاط خلال زيارته له في كليمنصو كلاما حمل كل الثناء والاعتزاز والاعجاب بدور بري وحكمته وانفتاحه، مع العلم، ان جنبلاط كان قد ارسل امين السر العام في الاشتراكي ظافر ناصر الى السفارة الايرانية مقدما التعازي بشهداء التفجير الارهابي الاخير في مشهد .
ويؤكد المقربون من بري وجنبلاط، ان التواصل بين الرجلين يومي، ويعملان على ان يكونا «صانعي الرئيس» وعلى «ديل واحد»، كما حصل في كل الاستحقاقات منذ الطائف، وتوافقهما على وصول الرئيس الراحل الياس الهراوي ودعمهما للرئيس ميشال سليمان، وقبولهما على مضض خيار الرئيس الراحل حافظ الاسد بالمجيء بالرئيس اميل لحود، ووقفا ضده طوال فترة ولايته في بعبدا، وقاتلا حكم ميشال عون.
وفي المعلومات المؤكدة، ان بري الذي يتولى معركة وصول فرنجية الى بعبدا، ضمن حتى الان ٥٤ نائبا له، كما يسرب المقربون منه، بينهم ٣ نواب تغييريون عبر اتصالات تولاها شخصيا مع هؤلاء، واذا اعطى الطاشناق ٣ نواب يصبح العدد ٥٧ نائبا، واذا منح جنبلاط اصواته يصبح العدد ٦٥ نائبا، وهذا يؤمن فوز فرنجية بالدورة الثانية.
وعن احتمال تصويت جنبلاط لفرنجية اكد المقربون، انه احتمال وارد، لكن الحسم ما زال مبكرا ولن يعلن قبل انتظار نتائج الاتصالات التي يقوم بها، علما ان رئيس الاشتراكي يفضل رئيسا من الاطراف وليس من جبل لبنان كي لايتدخل في امور الجبل والطائفة الدرزية.
ويبقى الحسم حسب الذين يرسمون لوحة الاستحقاق الرئاسي بيد جبران باسيل لتامين النصاب القانوني للجلسة اي ٨٦ نائبا، وهو يعرف هذه المعادلة جيدا و «يتدلل» على حزب الله كونه «بيضة القبان».
وفي المعلومات ايضا وخلافا لما نشرته وسائل الاعلام، فان اللقاء الاخير بين باسيل والحاج وفيق صفا في ميرنا الشالوحي كان جيدا ووديا، وابدى رئيس التيار مرونة مناقضة لتسريباته عن لقائه بالسيد نصرالله والاجواء السلبية الذي سادته، رغم ان « المجالس بالامانات» لكن رئيس التيار عاد واستدرك الامر، بارساله اكثر من رسالة ودية للسيد نصرالله اكدت على متانة العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني وثباتها وعدم اهتزازها، وبدورهم رد المسؤولون في حزب الله على التحية بافضل منها لجهة الحرص على عمق العلاقة. علما ان باسيل انتقل من قطر الى فرنسا للقاء عدد من المسؤولين الفرنسيين.
وفي المعلومات، ان هناك اتصالات لتامين زيارة لرئيس المردة سليمان فرنجية الى الرئيس ميشال عون في الرابية، وتجري محاولات لاقناع باسيل بها وانها ذو طابع بروتوكولي .
حزب الله ابلغ فرنجيه: انت مرشحنا
اما التطور البارز رئاسيا، فتمثل بابلاغ حزب الله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رسميا دعمه والوقوف الى جانبه في معركة رئاسة الجمهورية، وانه مرشح الحزب، وهذا الموقف سمعه النائب طوني فرنجية عندما زار مركز الشورى في حزب الله مؤخرا، وتم التوافق على التريث بالاعلان، بناء على طلب سليمان فرنجية لاستكمال اتصالاته و ترشحه رسميا.
وتعود مصادر متابعة للملف الرئاسي الى انتخابات ٢٠١٦، وتذكر بان سليمان فرنجية كان مرشح المملكة العربية السعودية في مواجهة ميشال عون، ونال فرنجية كل الدعم من سعد الحريري يومها، وخيار فرنجية سقط بسبب موقف حزب الله ودعمه لعون واتفاق معراب.
وفي المعلومات، ان كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في يوم الشهيد حسم الامور واعلن التاييد لسليمان فرنجية الذي يطمئن المقاومة، ورسم سقفا للتفاوض الرئاسي، «ما قبل الخطاب ليس كما بعده» وحسب مصادر متابعة للملف الرئاسي، فانه لايمكن فصل هذا الاستحقاق عن التطورات الخطيرة التي تعصف بالمنطقة، والصراع الحاد بين ايران والسعودية الذي وصل الى درجات خطيرة، قد يترجم بمزيد من الانقسامات على الساحة اللبنانية، ومن يضمن عندها الاستقرار وتدحرج الامور الى الفوضى، وبالتالي فان كل تاخير في الملف الرئاسي سيعرض لبنان لمزيد من الضغوط والشلل على كل المستويات، لكنه يرفع من حظوظ قائد الجيش العماد جوزاف عون في الوصول الى بعبدا وحفظ البلد بالتوافق بين كل القوى، حيث قاد العماد عون المرحلة الانتقالية في البلاد منذ ١٧ تشرين الاول وبدء التظاهرات بحكمة رجال الدولة وحافظ على الجيش وعناصره في الظروف الاقتصادية القاهرة بالاضافة الى شبكة علاقاته الواسعة الداخلية والخارجية واستثمارها لمصلحة لبنان.
القوات اللبنانية
وحسب المصادر التي تتعاطى بالملف الرئاسي، فان مشكلة القوات اللبنانية والكتائب والنواب التغيريين تكمن في عدم التوافق على مرشح واحد لرئاسة الجمهورية، ولم تنجح القوات في تذليل العقبات وازالة الاعتراضات للوصول الى قاسم مشترك، ووحده سمير جعجع ثابت على مواقفه المبدئية في التعاطي مع هذا الملف لجهة التمسك بترشيح ميشال معوض، ورفض اي تفاهم مع التيار الوطني بعد تجربة ميشال عون، ومع سليمان فرنجية كونه مرشح ٨ اذار ومتمسكا بعلاقته مع سورية، كما رفض ما يتم التسويق له من قبل البعض، رئيس للجمهورية قريب من حزب الله ورئيس للحكومة من معارضيه، وهذه المعادلة طرحت منذ فترة، سليمان فرنجية رئيسا للجمهورية ونواف سلام رئيسا للحكومة، حتى النائب جورج عدوان نفى باسم القوات تاييد العماد جوزاف عون لرئاسة الجمهورية كما تم التداول والتمسك بميشال معوض.
وبالنسبة للنواب التغيريين، فقد عقدوا اجتماعهم الاخير في غياب القوات اللبنانية والاشتراكي، وظهرت الانقسامات حول الملف الرئاسي، وتوزعت الاراء بين ميشال معوض ويقود هذا الاتجاه وضاح الصادق، وعصام خليفة ويتبنى هذا النهج اسامة سعد، ونعمة افرام ويتولى التسويق عدد من النواب، وهناك من يطرح اسماء اخرى. وقد شهد اجتماع الثلاثاء نقاشات حادة مع التوافق على عدم تبني اي مرشح من المنظومة الحاكمة، وفي معلومات مؤكدة، ان معظم النواب التغيريين يميلون الى تبني خيار قائد الجيش عندما تدق ساعة الحسم.
هل صحيح ما سرب عن السفيرة الاميركية ؟
تناقلت اكثر من جهة سياسية معلومات، ان النواب التغيريين طرحوا خلال نقاشاتهم مع السفيرة الاميركية اكثر من اسم لرئاسة الجمهورية، واستفسرت السفيرة شيا عن بعض الاسماء وسالت «هل يمشي حزب الله فيها» وما هو موقفه منها؟ وكان اجماع النواب التغيريين على رفض حزب الله لهذه الاسماء بشكل قاطع.
اللقاء الارثودكسي ورئاسة مجلس الشيوخ
ووسط الكباش الرئاسي الحاد، رد اللقاء الارثوذكسي على موقف النائب وليد جنبلاط لجهة مطالبته في لقاء الاونيسكو باستكمال تنفيذ اتفاق الطائف وانشاء مجلس الشيوخ، وعلق اللقاء الارثوذكسي على طرح رئيس التقدمي، مطالبا برئاسة مجلس الشيوخ للارثوذكس، كون الرئاسات ما دامت محكمة بالمعيار الطائفي والمذهبي، فان رئاسة مجلس الشيوخ تؤول حتما وتلقائيا الى الطائفة الارثوذكسية التاسيسية للكيان اللبناني، والرابعة في الوطن بدلا من نيابتي رئاسة المجلس النيابي والحكومة اللتين تم تكريسهما للارثوذكس منذ الطائف حتى اليوم، وعندها واحتراما للمناصفة في الرئاسات الاربع، اي اثنان للموارنة والارثوذكس واثنان للسنة والشيعة، تصبح نيابتا المجلس والحكومة من حصة الدروز والكاثوليك.
ومن المعلوم ان موضوع مجلس الشيوخ، طرح للمرة الاولى في مؤتمري لوزان وجنيف عام ١٩٨٤ لحل الازمة اللبنانية، بعد ٦ شباط وسيطرة حركة امل على بيروت الغربية واستعادة الحزب الاشتراكي للشحار الغربي وتراجع وهج عهد امين الجميل، وقد تم التوافق عرفا على ان تسند رئاسة مجلس الشيوخ الى الطائفة الدرزية نظرا لدورها في تاريخ لبنان، حيث كان لوليد جنبلاط دور بارز في تلك المرحلة، وجاء اتفاق الطائف ليقر انشاء مجلس الشيوخ بعد اقرار بند الغاء الطائفية السياسية دون تحديد طائفة رئيسه.
لا نقل للمونديال حتى الان
موضوع نقل تلفزيون لبنان لمونديال قطر يحسم غدا عبر مؤتمر صحافي لوزير الاعلام يعلن فيه الموقف النهائي، لكن الاتصالات التي تقوم بها الحكومة اللبنانية مع دولة قطر لم تسفر عن نتيجة، في ظل تمسك وكيل الشركة الراعية بنقل مباريات كاس العالم بالحصول على مبلغ مالي لم تتمكن الحكومة اللبنانية من توفيره حتى الان، فيما عائدات الاعلانات في حال النقل التلفزيوني لا تكفي لتغطية المبلغ، ورغم ذلك الاتصالات لم تتوقف وتحسم غدا.
هذا الارباك استفاد منه الموزعون الذين يتولون بيع بطاقات البث التلفزيوني على bein sport الراعي الرسمي لنقل المباريات، ووصل سعر البطاقة في السوق السوداء الى ما فوق الـ ٣٠٠ دولار، كما حدد وكيل الشركة الراعية للنقل في لبنان ١٥ الف دولار قيمة اشتراك للمقاهي فوق ٥٠ كرسيا، و٣٠٠٠ دولار للمقاهي تحت ٥٠ كرسيا، وهذا ما سيرفع كلفة حضور المباريات في المقاهي الى اسعار خيالية.