كشف وزير الاعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري في حديث الى تلفزيون “الجديد”، انه بعد انطلاق مباريات كأس العالم اتصل بأحد الموظفين الكبار في وزارة المال لايجاد مخرج قانوني للحصول على مبلغ قيمته 5 ملايين دولار لنقل مجريات مونديال 2022 عبر “تلفزيون لبنان” بعدما كان اتفق في لقاء مع ممثلي شركة bein على عرض بدفع هذا المبلغ للتمكن من البث، لافتا الى “ان الامر يتطلب عقد جلسة لمجلس الوزراء”.
واوضح ان “وزير الاتصالات جورج قرم ابدى عدم استعداده لدفع المبلغ من الوزارة”، معلنا انه كان سأل الرئيس نجيب ميقاتي عن “امكان دعوة الحكومة الى الانعقاد لكون الامر حالة طارئة ايجابية، فرفض التسبب بأزمة سياسية كون الوضع في البلد دقيقا، وانا اتفهمه”، محملا مسؤولية عدم تمكن الشعب اللبناني من مشاهدة المونديال، الى “من اخروا ومنعوا تشكيل حكومة”.
وبعدما عرض المكاري ما رافق متابعته واتصالاته ولقاءاته من اجل نقل مجريات المونديال، اسف لانه لم يصل الى نتيجة في الموضوع، معتبرا “ان كل شيء مرتبط بالنكد السياسي، والنتيجة كانت حرمان الشعب اللبناني المشاهدة المجانية”.
ورفض اتهام احد في ما يقال عن “دفع لبنان 10 ملايين دولار لنقل مونديال كأس العالم 2018″، لافتا الى ان “الملف موجود في القضاء”، ومستغربا “عدم استكمال السير فيه”. ودعا القضاء الى “التحرك في حال كان يمتلك معطيات عن الملف المذكور”، مشددا على انه يعمل على الا يكون هناك أي خطأ خلال فترة وجوده في وزارة الاعلام، ومؤكدا انه “ضد الفساد وخرق القوانين”.
الملف الرئاسي
وفي الملف الرئاسي، رأى المكاري “ان إمكان وصول سليمان فرنجية الى سدة الرئاسة كبير جدا، ولا احد لديه حظوظ أكثر منه، لانه الوحيد القادر على التحدث مع الجميع، ومسيرته في السنوات الست الاخيرة لم تتضمن مواقف متشددة ضد أحد، حتى في وجه خصومه في السياسة، وكان يعطي كل ذي حق حقه”، لافتا الى ان “هناك مشكلة مع الحلفاء، تحديدا مع النائب جبران باسيل، وعملية الرئاسة ليست “مزحة” لايقافها، واعتبار ان لا رئاسة من دونه ( دون باسيل)، لانه هو وتكتله لا يدفعان الثمن بل من يدفع الثمن هو الشعب اللبناني”.
وردا على سؤال، قال: “في السياسة الاتفاق مع جبران باسيل يجب ان يحصل، لاننا في خط واحد، اما الاتفاق مع “القوات اللبنانية” فصعب، حتى ان سمير جعجع قال منذ يومين انها “غير واردة”. نتفهم موقف سمير جعجع فهو لديه خصم في السياسة اسمه سليمان فرنجية، كما اتفهم ان جبران باسيل حر في خياراته، لكن الى اي مدى يمكن ان نتحمل مزيدا من التأخير ؟ فهناك سنوات عدة ضاعت على اللبنانيين”.
قوة المسيحيين
وأكد المكاري ردا على سؤال “ان المسيحيين اقوياء بتمكنهم ومشاركتهم في بناء دولة تكون عادلة للجميع وتكون أكثر علمانية”، وقال: “لا يمكنني استيعاب الثمن الذي يدفعه المسيحيون في هذا الموضوع. علينا ان نغير تركيبة تفكيرنا. ومن يحدد ان أكون سياديا ام لا؟ ومن يخون من؟ كلنا نعرف تاريخ بعضنا في لبنان. ولا يمكننا بحسب الاهواء ان نكون ساعة مع “القوات اللبنانية” ومن ثم نقفز لنكون مع “الكتائب” ثم مع “التيار الوطني الحر” ومن ثم مع الثورة وبعدها مع النواب التغييريين”.
ولفت الى “ان هناك تعابير وشروطا وضعها السياسيون لبعضهم في لبنان، ولذلك الطريق “مقفلة”.
وردا على سؤال، أعرب المكاري عن اعتقاده “ان جبران باسيل دفع ثمنا كبيرا نتيجة علاقته ب”حزب الله” وحصل على عقوبات كبيرة وضعته خارج المجتمع الدولي وقد تراجعت حظوظه نهائيا ليترشح الى الرئاسة، وهو يعتبر ان لديه هامشا معينا وسيضع شروطه. وهذا الامر قيد المعالجة بين الحزب و”التيار”.
وعما دفعه سليمان فرنجيه “لقاء خطه السياسي”، قال المكاري:” هذا هو سليمان فرنجيه وقد دفع الكثير ثمن كلمة او ثمن حليف وهذا هو رصيده. المرشح الان هو سليمان فرنجيه وقبل ذلك كان هناك المرشح ميشال عون والمرشح سليمان فرنجيه ولكن الاولوية كانت لميشال عون وقد قبل بذلك ونزل الى جلسة الانتخاب وهنأ الرئيس عون وعندما خرج من الجلسة قال كلمة وهي انه “عندما يستدعيني الرئيس ساكون عنده”. وهذه طريقة فيها مروءة وفروسية”.
من عرقل مسيرة العهد؟
وردا على سؤال، قال الوزير المكاري : “من عرقل مسيرة العهد هو العهد. لماذا نبتعد عن الحقائق؟ الرئيس ميشال عون دخل في تفاهم مع القوات اللبنانية وفي تسوية كبيرة مع الفريق السني الممثل بسعد الحريري، وابرم اتفاقا مع وليد جنبلاط والدروز واتفاقا متينا جدا مع نصف الطائفة الشيعية الذين هم حزب الله. ولكن بعد عام او عامين، ماذا بقي من هذه التحالفات؟ لم يبق شيئا. وقع الخلاف مع القوات اللبنانية ومن ثم مع سعد الحريري ومع وليد جنبلاط. فلماذا يحملون سليمان فرنجيه المسؤولية؟ لا يمكن تحميل سليمان فرنحيه فشل العهد. فشل العهد يتحمله العهد لا غير. واذا كانوا لا يعلمون ان هناك اداء خاطئا اوصلنا الى هنا، تكون هناك مشكلة كبيرة جدا”.
وذكر بما كان قاله سابقا عن توقعه “بعد ان ينتهي عهد الرئيس عون يجب ان يكون هناك خلوة لاشهر لكادرات التيار الوطني الحر ليروا ماذا حدث، لانه كان هناك اخفاق كبير”. وقال:” العهد كان من اسوأ العهود التي مرت على لبنان، مع العلم ان الرئيس ميشال عون لا يتحمل كل شيء ولا العهد يتحمل كل شيء، لكن الاداء السياسي فيه اوصلنا الى هنا. ولم ار اي نقد ذاتي او اعتراف بالخطأ”.
وعن اتهام تيار “المرده” بافشال العهد، اجاب المكاري: “هذا غير صحيح، فالخلاف الكبير الذي وقع بين العهد والقوى السياسية كان واضحا مع الرئيس بري ومع “المرده”، لكن كان هناك تحالف وتفاهم مع جميع القوى السياسية الأخرى، فليذهبوا ويعاتبوا حلفاءهم الذين عرقلوهم. هناك طريقة في العمل السياسي وللاسف لم تكن لديهم. ما يعني انه لا يمكن الدخول في علاقات قوية وفي تكتل كبير ورئيس قوي شعبيا ونيابيا ووزاريا ونصل اخيرا الى هنا ونحمل الآخرين هذا الامر. نسمع عن نظرية ما خلونا بالادارة وما خلونا بالسياسة، واسال كيف يكون اقوى فريق في تاريخ لبنان الحديث، اكبر كتلة نيابية واكبر كتلة وزارية واكبر تكتل سياسي في لبنان ويقول ما خلونا”؟.
“النصاب” و”الميثاقية”
أضاف :” لقد جاء الرئيس ميشال عون بشبه اجماع ومع هذا كله وصلنا الى هذا الفشل. وهنا لا يجب تحميل الاخرين بل يجب ان نفتش أين الخطأ. ولا يمكن ان نغرق لبنان بديون كبيرة في قطاع الكهرباء ونقول “ما خصنا”.
ورأى انه “اذا حصل نصاب وسليمان فرنجيه مرشح، فلن ينتخب الا سليمان فرنجيه رئيسا”.
وعن “الميثاقية”، قال:” هناك ميثاقية. الميثاقية محمية بنصاب ال 86. اي في حضور كل النواب. ولا يمكن استعمال الميثاقية وقت ما نريد. وعندها المرشح ميشال معوض لن ياخذ اي صوت شيعي ولماذا هو يكمل اذن. والفكرة هي اننا امام معركة نصاب وليس امام معركة انتخاب”.
وسئل اذا تأمن النصاب من دون الحليف المسيحي الاكبر الذي هو “التيار الوطني الحر”، هل يسير “حزب الله”؟ اجاب المكاري:” لا اعلم. لكن عندما يعلن “حزب الله” دعمه الصريح والواضح وفتح المعركة الى جانب سليمان فرنجيه، مؤكدا انه سيكون موجودا في جلسات انتخاب الرئيس وهذا امر طبيعي. ومن قال ان سليمان فرنجيه لن ياخذ اصواتا مسيحية بل هو سيأخذ ولكن لن ياخذ رقما كبيرا ربما. والذي اود قوله ان رئيس الجمهورية هو رئيس كل الطوائف اللبنانية وليس فقط رئيس المسيحيين”.
وهل سيكون لسليمان فرنجيه برنامج انتخابي؟ اجاب:”ما من رئيس جمهورية يصل الى الرئاسة من دون اي برنامج يحمل الحلول لكل القضايا العالقة. واي رئيس سيأتي الان لن يصل الا بتوافق دولي وبدعم دولي”.
وردا على سؤال عن عدم مثول الوزير السابق يوسف فنيانوس امام القضاء،قال:” انها ليست المرة الاولى يحدث هكذا امر. ولست ادافع عن هذا الامر. وهو ليس لديه اي حصانة. وسليمان فرنجيه لا يغطي اي احد وهو يقول دائما ليأخذ القضاء مجراه وليعاقب كل شخص يقوم باي خطأ”.
خيار قائد الجيش
ونفى المكاري علمه بمعلومات عن دعم دولي لقائد الجيش جوزاف عون لرئاسة الجمهورية، وقال:” هو خيار مطروح شأنه كشأن اي قائد جيش في اللعبة السياسية اللبنانية، الا ان ترشيح قائد الجيش يسبب خللا في اللعبة السياسية اللبنانية ونناقض انفسنا من خلال الدستور”.
أضاف : “اما بالنسبة لكلام النائب علي عمار عن قائد الجيش، فمعلوماتي تقول ان الحزب سيدعم فرنجية في الانتخابات، وهو يعرف كيف يعمل في الاستراتيجية والتكتيك، ولا يزعجني وجود علاقة بينه وبين قائد الجيش، والكلمة الفصل لسليمان فرنجية”.
الاتصالات بين البترون
وبنشعي لم تتوقف
وأشار المكاري الى ان “فيصل كرامي ظلم وانصفه المجلس الدستوري”، وقال: اللعبة السياسية ستحصل على صوت او صوتين. ويجب على ميشال معوض الاقتناع بأنه لا يستطيع ان يكمل، وعلى الفريق الآخر ان يغير شيئا وتغيير الاسم. لدينا هامش لبناني نستخدمه فقط للعرقلة والشعب اللبناني هو من يدفع الثمن كل اسبوع”.
وكشف “ان الاتصالات لم تتوقف بين البترون وبنشعي، وليس هناك حرب شعواء بين الجانبين”.
اللقاء مع ماكرون
وتطرق الى القمة الفرنكوفونية ولقائه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وقال:ان الرئيس ماكرون يمسك الملف اللبناني الى حد كبير وعلاقة فرنجية جيدة جدا مع الفرنسيين”.
وأعلن ان لقاءه مع ماكرون “تطرق الى الوضع في لبنان، وان وجهة نظره ووجهة نظر العالم كانت الاصرار على انتخاب رئيس حتى آخر السنة، وانه اذا لم يحصل ذلك سيحصل ضغط دولي على لبنان قد يكون مزيدا من العقوبات”. وقال:” ماكرون لديه احترام كبير لفرنجية والعلاقة جيدة بين الجانبين، كذلك العلاقة مع السعودية ابدا لم تكن سيئة رغم وجود فرنجية في خط سياسي معين. واعتقد ان السعودية لا تتدخل في الشأن الرئاسي بقوة والملف اللبناني ليس اولوية لها. قد يكون هذا الملف اهم بالنسبة للفرنسيين والاميركيين اكثر من السعوديين”.
أضاف: “هناك تواصل مع الرئيس سعد الحريري وصداقة بينه وبين فرنجية الذي لا يترك اصدقاءه. الرئيس الحريري ترك اصدقاءه فقط من اجل ان يرضي الآخرين، لكن فرنجية لا يتصرف هكذا”.
العلاقة مع الاسد “ايجابية”
ووصف صداقة سليمان فرنجية مع الرئيس بشار الاسد ب”الايجابية”، وقال:” لا يمكن ان نأتي برئيس لا يتحدث مع سوريا ومع “حزب الله”. لدينا أزمة كبيرة لها علاقة بالاقتصاد وبسلاح “حزب الله”. هناك 4 ملفات مع السوريين: النازحون والتهريب عبر الحدود البرية والترسيم على الحدود الشمالية ومزارع شبعا. لا يمكننا الاتيان برئيس لا يتحدث مع السوريين في تلك المواضيع. بالنسبة لسلاح حزب الله فهو سبب انقساما في البلد، وبالتالي نحتاج الى رئيس يتعاطى مع هذا الفريق اللبناني”.
وقال: “سليمان فرنجية، يستطيع الالتزام بما يعد به وهذه هي قوته، وهو عامل ايجابي، وهو امر لا يغضب الحزب اذا كان لفرنجية علاقاته الدولية، وهو كان موجودا في ملف ترسيم الحدود وله دوره. لا يمكننا العيش من دون الاميركيين ولا السعوديين ولا كل الدول وهذا واقع، وليس من مصلحتنا معاداة الدول”.
وختم المكاري:”نعمل على ان يضع خصومنا اسم فرنجية ونجري اتصالات في هذا الصدد وليست كل الاتصالات تظهر اعلاميا، لكن لا يجب حرق المراحل”.