كتبت صحيفة “الديار” تقول: بات محسوما أن جلسة مجلس الوزراء التي دعا رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اليها اليوم الاثنين ستنعقد، رغم كل التهديد والوعيد العوني، بعد تأمين البطريرك الماروني بشارة الراعي الغطاء المسيحي لها، وقرار حزب الله عدم الرضوخ لارادة رئيس «التيار الوطني الحر»جبران باسيل بمقاطعة الجلسة التي يعتبرها غير دستورية، رغم ان الدستور واضح وصريح ويتحدث عن جواز عقد جلسات لحكومة تصريف الاعمال في حالات الضرورة، الا اذا كان باسيل لا يعتبر أن تأمين الاموال اللازمة لشراء الأدوية لمرضى السرطان أمرا طارئا!
جديد رئاسي
وسيكتفي رئيس «الوطني الحر»، الذي بات عمليا محشورا في الزاوية ويخوض المواجهة وحيدا في هذا الملف، بالتصعيد كلاميا لانه يعي تماما ان دعوة انصاره للجوء للشارع للتصدي لانعقاد جلسة مماثلة للحكومة، لن تلقى صدى وتجاوبا وستنقلب ضده لا محال.
ولن يقتصر احراج باسيل على موقفه المتشدد غير المبرر حكوميا، اذ ان الاحراج بلغ مداه بالملف الرئاسي، في ظل معلومات «الديار» انه كما باقي القوى التي لا تزال تنتخب بأوراق بيضاء وتخرج من الجلسة مع انتهاء الدورة الاولى، تبحث جديا امكانية عدم تأمين النصاب حتى للدورة الاولى لاي جلسة جديدة يدعو اليها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بانتظار تبلور نتائج الحراك الخارجي الذي يطال العواصم المعنية بالملف الرئاسي اللبناني، وابرزها باريس والفاتيكان والدوحة وواشنطن والرياض. ورجحت مصادر مطلعة على الملف ان لا تتبلور هذه النتائج قبل عطلة الاعياد وانتهاء المونديال القطري، باعتبار ان هناك دورا اساسيا تلعبه الدوحة في ظل عدم وضوح الموقف السعودي.
خشية أمنية
في هذا الوقت، تخشى مصادر سياسية ان تشهد المرحلة الفاصلة عن نضوج الطبخة الرئاسية اللبنانية في الخارج، اهتزازا امنيا يرجح كفة مرشح رئاسي على آخر، لافتة في حديث لـ»الديار» الى ان اي حدث امني ايا كان حجمه سيخدم قائد الجيش العماد جوزاف عون رئاسيا.
ويُخشى من تطورات امنية من بوابة مخيمات النازحين السوريين، خاصة بعد اعتبارها منذ ايام من قبل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم «قنابل موقوتة» قابلة للانفجار.
ويُذكر هنا، ان المسؤول عن شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، كان قد عرض أمام المسؤولين الذين التقاهم خلال الأسبوع الماضي عملية عودة النازحين، وتحدث عن مساهمة الأمم المتحدة، بتذليل العقبات التي ما زالت قائمة على أكثر من صعيد، وتعترض عمليات العودة الطوعية للنازحين إلى سوريا، والتي تبرز في مقدمها مسألة الدعم الأممي الإنساني والمالي للعائلات الموجودة في لبنان، والتعهد باستمرار هذا الدعم في حال انتقلوا إلى سوريا
الراعي يغطي ميقاتي
وبالعودة الى جلسة الحكومة المرتقبة اليوم، بدا لافتا تأمين البطريرك الماروني بشارة الراعي الغطاء المسيحي لانعقاد جلسة مجلس الوزراء اليوم، واعتباره في عظة الاحد ان «حكومة تصريف الأعمال هي حكومة تصريف أعمال الناس، لا حكومة جداول أعمال الأحزاب والكتل السياسية»، متمنيا على رئيس الحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، «الذي طالما نأى بنفسه عن الانقسامات الحادة، أن يصوب الأمور وهو يتحضر مبدئيا لعقد اجتماع يوم الإثنين المقبل»، معتبرا ان «البلاد في غنى عن فتح سجالات طائفية، وخلق إشكالات جديدة، وتعريض الأمن للاهتزاز، وعن صراع مؤسسات، واختلاف على صلاحيات».
وبهذا يكون الراعي لم يلاق الثنائي عون – باسيل، باعتبارهما ان ما يقوم به ميقاتي يشكل تجاوزا للدستور وانقضاضا على صلاحيات الرئاسة الاولى وبالتالي المسيحيين. ولم يكن البطريرك اول من ترك «الوطني الحر» في منتصف الطريق في هذه المعركة، كذلك فعل حليفه حزب الله، الذي قالت مصادر مطلعة على موقفه لـ»الديار» ان «وزيريه سيشاركان في الجلسة باعتبار ان اقرار الاعتمادات اللازمة لادوية السرطان اكثر من ضرورة، وهما سينسحبان وسيرفضان النقاش بأي بند يعتبرانه غير طارئ». واستبعدت المصادر ان يؤدي ذلك الى تصدع علاقة حزب الله- الوطني الحر، مرجحة ان يكون ما وكان المكتب الاعلامي لميقاتي اصدر يوم امس، بيانا اوضح فيه أن رئيس الحكومة «اتصل السبت بالبطريرك الماروني للتشاور في الوضع وشرح له الظروف التي حتمت الدعوة الى عقد جلسة لمجلس الوزراء»، مشددا على انه «في دعوته الى اجتماع الحكومة يأخذ في الاعتبار هواجس البطريرك وموقفه وسيسعى بالتأكيد الى ان تبقى الحكومة بعيدة عن تأثيراتٍ من هنا وهناك لتحافظَ على استقلاليّتِها كسلطةٍ تنفيذية، ولو لتصريف الأعمال، كما دعا البطريرك الراعي، في عظته اليوم، فاقتضى التوضيح».
بدوره، وكما هو متوقع انسجم موقف رئيس الجمهورية السابق ميشال عون مع موقف باسيل ، فاعتبر في بيان صادر عن مكتبه أن «رئيس حكومة تصريف الأعمال كشف مرة جديدة، من خلال الدعوة التي وجهها لعقد جلسة للحكومة غدًا الإثنين، عن الأسباب الحقيقية التي جعلته يمتنع، طوال خمسة أشهر متتالية، عن تأليف الحكومة التي كلف بتشكيلها ألا وهي محاولة الإستئثار بالسلطة وفرض إرادته على اللبنانيين خلافًا لأحكام الدستور والأعراف والميثاقية».
تمايز عودة عن الراعي
وكان لافتا، التمايز بين موقف الراعي وموقف متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عودة الذي قال في عظة الاحد «عوض عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، ومع ضرورة المعالجة الأمور الضرورية، أليس الأجدى الاستعجال في انتخاب رئيس وتسيير شؤون الناس؟»
وزراء يُقاطعون
ومساء يوم أمس، دعا الوزراء عبد الله بو حبيب، هنري خوري، موريس سليم، امين سلام، هكتور حجار، وليد فياض، وليد نصار، جورج بوشيكيان وعصام شرف الدين، الرئيس نجيب ميقاتي، للعودة عن دعوته لجلسة مجلس الوزراء. واعلنوا مقاطعة جلسة اليوم الوزارية.