كتبت صحيفة ” الشرق ” تقول : قبل ان تنتهي تفاعلات قضية انعقاد جلسة لمجلس الوزراء وما خلفت من فرقة وشقاق في جسد علاقة حزب الله والتيار الوطني الحر المتهالك، لكثرة ما اصابه من سهام في الآونة الاخيرة، نبتت من ارض الخلافات اللبنانية الخصبة مشكلة عقد جلسة نيابية لمناقشة العريضة الاتهامية في حق وزراء اتصالات سابقين في ضوء رفض الفريق المسيحي بأكمله التئام الهيئة العامة الا لانتخاب رئيس جمهورية، ما اضطر نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب الى الاعلان عن ارجائها.
واذا كانت الكتل النيابية المسيحية تسببت بتطيير الجلسة النيابية، من دون تحديد موعد آخر لها، فإن مسألة انعقاد مجلس الوزراء امس بقيت تثير الضجة حولها اليوم. اذ فيما أمّن الثنائي الشيعي الغطاء لالتئامه، رغم اصرار حليف حزب الله، التيار الوطني الحر، على رفض عقد الجلسة في ظل الشغور، تتجه الانظار الى كلمة مرتقبة لرئيس تكتل لبنان القوي بعد اجتماع التكتل عصرا، يحدد فيها موقفه مما جرى عموما ومن موقف حزب الله وعلاقته معه عقب هذا التباين الحكومي، خصوصا، وسط جملة انتقادات وجهها نواب التيار الى الحزب، في اليومين الماضيين.
دستورية الجلسة
ليس بعيدا، وفي وقت كاد يحصل احتكاك اول امس بين رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي والوزير هكتور حجار الذي حضر الى السراي مطالبا بتأجيل الجلسة، فتدخّل وزير الثقافة محمد مرتضى للتهدئة، أعلن الاخير امس أن “لم نكن لنسمح بتفجير جلسة مجلس الوزراء ، اذ لم يكن ثمة مصلحة لأحد، او للوطن، في ان يتم تفجيرها”. واضاف “لقد حرصنا على مراعاة الهواجس لدى البعض واسهمنا في إقتصار المواضيع المبتوتة على ملفات حياتية لا تحتمل أي تراخ او تأجيل”، مضيفا “الحكومة المستقيلة مكلفة بمقتضى الدستور بالاستمرار بأداء واجباتها لا سيما تلك الملحة التي لا تحتمل التأجيل وعلى هذا الاساس اجتمع مجلس الوزراء ليؤدي واجباته تجاه المرضى والمؤسسات الرسمية ولو امتنع لكان خارقا للدستور وعرضة للمحاسبة اخلاقيا ودستوريا وجزائيا”. وختم مؤكدا ان “المرحلة تفرض علينا جميعا ممارسة اعلى درجات الحكمة والوعي، بروح تعاون بعيدا من السلبية والإنفعالية”.
نطمح للتلاقي
من جهته، قال عضو تكتل لبنان القوي النائب الان درغام أن “من أكثر النقاط الخلافية مع حزب الله التي حصلت منذ اتفاق مار مخايل حتى اليوم هو ما جرى امس في جلسة الحكومة”. وأكّد أننا “نطمح للتوافق والتلاقي مع القوّات اللبنانية والكتائب اللبنانية بما يخص رئاسة الجمهورية والعلاقة مع حزب الله بحاجة الى انعاش”.
تبرّؤ من بوشكيان؟!
الى ذلك، وبعد ان أمّن الوزير المحسوب على الطاشناق جورج بوشكيان نصاب الجلسة، رغم ان اسمه كان ورد الاحد في البيان الصادر عن الوزراء المقاطعين، أكّد الأمين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان في حديث تلفزيوني أنّ “حزب الطاشناق ليس حصان طروادة وأنّ الحزب اتّخذ القرار بعدم المشاركة في الجلسة والوزير لم يلتزم”. أضاف “من يعرف حزب الطاشناق وتاريخه وسياسته، يعلم أننا لا نوزّع أدوارا وإذا كنا نتحدّث دائمًا عن الحوار لا يعني أنّنا رماديّون بل أنّنا نرى ببساطة أنّ الحل يكمن في الحوار”. وقال بقرادونيان “اتّخذنا القرار وكان من المفترض أن يلتزم الوزير جورج بوشكيان بالقرار لكنه لم يقم بذلك لمصالح خاصة”. وتابع “للوزير بوشكيان شركة لاستيراد أدوات طبّية وبالطبع أن المستشفيات طلبت من الوزير الدفاع عن حقوقهم فارتأى أن يحضر”. وأكّد بقرادونيان ان بوشكيان ليس حزبيًا لكن ما حدث لن يمر مرور الكرام وفي الوقت نفسه لن نستبق الأمور لأن القرار ليس عندي بل عند اللجنة المركزية، خصوصا أنّ ميزة حزب الطاشناق الإنضباط ولن يُسمح بهذه السابقة”. واشار الى ان “الوزير بوشكيان يمثل الطائفة الأرمنية ولا يجب أن يعتبر الرئيس ميقاتي أنّه تابع له”.
تطيير الجلسة
وسط هذه الاجواء، وعلى الصعيد “النيابي”، قفزت الى الواجهة، جلسة الهيئة العامة التي دعا اليها رئيس مجلس النواب اليوم لمناقشة العريضة الاتهامية في حق وزراء الاتصالات السابقين. الا انها وفي ضوء إجماع من القوى المسيحية البارزة على عدم المشاركة لان المجلس هيئة انتخابية فقط في ظل الشغور، اعلن نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بعد اجتماع لهيئة مكتب المجلس في عين التينة تأجيل الجلسة.
وكان بري قد حضر للجلسة فترأس اجتماعا لهيئة مكتب المجلس في عين التينة.
“القوات”
وكان نائب رئيس مجلس الوزراء السابق عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غسان حاصباني اكد في بيان، أن “في ظل الفراغ في سدة الرئاسة الاولى، لا يمكن للهيئة العامة لمجلس النواب ان تلتئم الا لانتخاب رئيس للجمهورية”. وشدد على “حرص القوات اللبنانية الدائم على المحاسبة بكل أشكالها وآلياتها،” مشيرا الى ان “تكتل الجمهورية القوية كان ممن دفعوا باتجاه احالة ملف الإتهام في موضوع الإتصالات الى مجلس النواب،” لافتا الى انهم “انطلاقاً من موقفهم الثابت بالنسبة لعدم جواز التئام الهيئة العامة الا لانتخاب رئيس للجمهورية، لن يحضروا جلسة مجلس النواب يوم الاربعاء”. وختم “عندما يتحمّل الجميع مسؤولياتهم وينتخبوا رئيساً، ويجب ان يحصل ذلك في أسرع وقت، يمكن ان تعود الحياة التشريعية والتنفيذية الى طبيعتها”.
“الكتائب”
واذ اعلن عضو تكتل لبنان القوي النائب اسعد درغام ان التيار لن يحضر ايضا، أكد حزب الكتائب أن نوابه لن يشاركوا في اي عمل نيابي خارج الدستور وكما امتنعوا عن المشاركة في جلسة مناقشة رسالة رئيس الجمهورية السابق، فهم لن يشاركوا في جلسة درس إقتراح وإدعاء الإتهام في ملف الإتصالات لأنها غير دستورية في ظل غياب رئيس للجمهورية”.