كتبت صحيفة “الشرق” تقول: انحسرت العاصفة الكلامية التي خلفها انعقاد الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء استعداداً لاختبار آخر يبدو انه سيغدو ملازماً لطبيعة العلاقات المهتزة بين التيار الوطني الحر وحزب الله مهددا تفاهمهما السياسي، بما يرسم علامات استفهام كبيرة حول المصير الذي سيؤول اليه من جهة وكيفية معالجة الملفات الكثيرة المأزومة التي تواجهها الحكومة في زمن الشغور الرئاسي
وفي وقت عوقب “وزير النِصاب” جورج بوشكيان بحرم ارمني القي عليه، وقضى بفصله من كتلة نواب الارمن ، لم يخرق المشهد الداخلي المترنّح سوى لقاء كنسي- ملكي في الاردن وموقف للبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي التقى الملك عبدالله الثاني بن الحسين كرر فيه مطالبته بمؤتمر دولي لتطبيق الطائف والقرارات الدولية.
ازاء هذا الواقع، لا شيء يوحي بأن اي تبدل سيطرأ على مشهد العقم الرئاسي في الايام المقبلة، او في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية المقررة اليوم في ساحة النجمة، لاسيما في ظل الخلاف الذي انفجر في الساعات الماضية بين التيار والحزب والذي سيزيد المشهد تعقيدا.والسؤال الذي يطرح هل سينفذ باسيل تهديده بالتمايز عن الحزب في موضوع الرئاسة ويضع اسم مرشح ما بدلا من الورقة البيضاء.
الهوية مهددة
وفي وقت طارت جلسة مجلس النواب التي كانت مقررة اليوم للبحث في ملف ادعاء الاتهام ضد وزراء الاتصالات السابقين، بفعل الاجماع المسيحي على مقاطعتها في ظل الشغور، التقى البطريرك الماروني ملك الاردن في حضور ولي العهد الامير حسين بن عبدالله يرافقه القائم باعمال السفارة اللبنانية السفير يوسف رجي والقائم باعمال السفارة البابوية المونسنيور ماورو لالي وكاهن رعية مار شربل المارونية في عمان الخوري جوزف سويد والمحامي وليد غياض. وكان الراعي رأى ان “لبنان يعاني من عدم وجود سلطة قادرة على الحسم ما ولّد سلطات وأصحاب نفوذ وتقاسم سلطات ويتحمل عبئا اقتصاديا كبيرا وهويته مهددة وديموغرافيته تتغير بسبب وجود نصف مليون فلسطيني ومليون ونصف مليون سوري على أرضه”. وطالب الراعي من الأردن بـ “عقد مؤتمر دولي برعاية الامم المتحدة يتناول تطبيق الطائف نصا وروحا وقرارات مجلس الامن الثلاثة 1680 و1559 و1701 لحل أزمة اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية وإعلان حياد لبنان”.
تجارب سيئة
سياسيا ايضا، رأى عضو تكتل الجمهورية القوية النائب فادي كرم أن “التقارب بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر في ما يتعلق بالدستور أمر طبيعي، الا انه لكل منهما اعتبارات معينة، فالقوات تمارس حقها الديموقراطي وتنتخب فيما التيار ما زال متمسكا بالورقة البيضاء”. وردا على سؤال ما إذا كان سيحصل تقارب بين “القوات” و”التيار” حول الاستحقاق الرئاسي، قال في حديث اذاعي “إن التجارب مع التيار كانت سيئة ومخيبة للآمال ولن نقبل ان نكون ورقة لتدعيم موقف التيار في وجه حزب الله”. وعن تبني القوات ترشيح قائد الجيش العماد جوزاف عون، أكد كرم “انها ليست مسألة وقت بل ظروف، وان لا علم لدي عن نضوج تسوية خارجية تمهد لوصوله”. وأكد أن “القوات ليست ضد عقد جلسة وزارية إذا اقتضى الامر، إلا أن جدول أعمال الجلسة التي عقدت كان فضفاضا وكأنه لا يوجد فراغ في موقع الرئاسة”. وختم “النية واضحة وهي تعطيل الرئاسة الأولى وتسيير الأمور من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي”.
باسيل
الى ذلك، استقبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل المنسقة العامة للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا التي وضعته بصورة المناقشات حول لبنان في مجلس الأمن الدولي. كما تم استعراض الوضع السياسي المستجد في لبنان. كذلك استقبل باسيل السفير المجري فرنك شيياك الذي بحث معه في شؤون مشتركة بين البلدين.
اضرابات
اقتصاديا، الاضرابات تتوالى. امس، افيد ان نقابة موظفي تلفزيون لبنان ستعقد اليوم الخميس اجتماعًا طارئا لاعلان عدد من الخطوات المقبلة. وعُلم أّنّ النقابة “تتجه لاعلان الاضراب المفتوح، وذلك إثر عدم دفع رواتبهم وغلاء المعيشة”.
في الموازاة، عُقد امس اجتماع في وزارة العمل ضمّ وزيرَي العمل والاتصالات في حكومة تصريف الأعمال مصطفى بيرم وجوني القرم، ورئيس لجنة الإعلام والاتصالات النيابية ابراهيم الموسوي. وتم البحث في ملف الاتصالات خصوصاً في ما يتعلق بإضراب الموظفين، وتم الاتفاق على آلية لمتابعة الموضوع مع النقابة المعنية نظراً إلى دور وزارة العمل في معالجة هذه الأمور. وسيُعقد لقاء عاجل مع النقابة في وزارة العمل في حضور النائب الموسوي، وفق بيان صادر عن المكتب الإعلامي للوزير بيرم.
الامن الغذائي
من جهة ثانية، رأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي يغادر اليوم الى السعودية للمشاركة في القمة الخليجية- الصينية ، اجتماعا للجنة الوزارية المخصصة للأمن الغذائي ظهراً في السراي الحكومي، وصرح وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام بعد الاجتماع أكدنا خلال الاجتماع أن ملف الخبز ممسوك بشكل محكم جدا، والكميات متوافرة في السوق بعد عمل وجهد كبيرين من قبل اللجنة الوزارية التي ترأسها وزارة الإقتصاد بالتعاون مع وزارة الداخلية وجهاز أمن الدولة والجمارك والأمن العام، مما مكّن كل الأفران والمطاحن في لبنان من العمل بشكل واضح وشفاف، وايجاد الكميات بأفضل الطرق والسبل الممكنة”. أضاف “سيبدأ في أواخر الشهر الجاري تنفيذ قرض البنك الدولي الذي ستبدأ مفاعيله بالظهور في بداية العام ٢٠٢٣.