أكد وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال زياد المكاري في حديث لبرنامج “السياسة اليوم” عبر تلفزيون ال “ان.بي.ان” ، انه “لا يمكننا بناء دولة من دون مكافحة الفساد على كل المستويات وليس فقط في الإدارة”. ورأى أن “النظام والقوانين والتركيية تسهل الفساد وليس بناء الدولة، والبرهان ان ليس هناك من دولة إنما أشلاء حيث تتداخل السياسة في الإدارة والقضاء وعمل الوزراء والضباط والقضاة”.
وقال: “في وزارة الاعلام على صغر حجمها، واجهت الكثير من التدخلات من مرجعيات سياسية وروحية. والحل يكون بالعدل بين الجميع، حينها تخف وطأة التدخلات”.
أضاف: “ان مرجعيتي السياسية اي الوزير سليمان فرنجية، اتصل بي حوالي 3 مرات من اجل طلبات منطقية جدا، وكان يختم اتصاله دائما بسؤالي اذا كان يمكن القيام بما طلبه واذا كان الامر مناسبا ام لا. ليت الجميع يفعلون مثله حينها يمكننا العمل في ادارات مستقلة عن المرجعيات السياسية”.
وتابع: “لدى تسلمي مهامي في وزارة الاعلام أبقيت على فريق العمل ولم استبدله وحافظت على جميع الموظفين، من باب المحافظة على الإدارة وتأمين استمرارية العمل الاداري والوزاري. وقد نجحت التجربة. وحاولت الا ادخل العمل السياسي بالعمل الوزاري، وأعتقد انني نجحت إلى حد ما”.
وقال المكاري: “في موضوع الاعلام هناك شقان: الاعلام الرسمي المسؤولة عنه الوزارة، والاعلام الخاص الذي لا سلطة مباشرة للوزارة عليه. لقد حافظت على علاقة جيدة مع الاعلام الخاص واعتبرت ان وزارة الاعلام بيت للجميع، حيث يمكن جمع جميع الإعلاميين على مختلف انتماءاتهم الحزبية والمذهبية”.
وعن الاحتفال ببيروت عاصمة الاعلام العربي في العام 2023 والذي يتم التحضير له، قال: “صحيح ان بيروت مدمرة وموجوعة لا سيما بعد انفجار المرفأ، إنما أردت السير قدما بالتحضير لهذه المناسبة، بعد التشاور مع رئيس الحكومة. انها مسؤولية كبيرة على اكتافنا، وعندما كنت في القاهرة شعرت بالرهبة بعد أن لمست الاهتمام العربي الكبير ببيروت وبأن تكون عاصمة الاعلام العربي، فهي في ذاكرة العرب والإعلاميين على الرغم من نجاحات الدول العربية مثل الإمارات وقطر في هذا المجال، الا ان هناك ما يميزنا دائما. وشعرت بالاحترام الشديد لتاريخنا ووجودنا الحاضر في هذه الصناعة الإعلامية”.
أضاف: “علينا الاستفادة من الفعاليات التي سنقيمها من أجل تقريب المسافات بين لبنان والعرب رغم كل الخلافات، فالشعوب العربية ما زالت متمسكة بالقضية الفلسطينية ما يعني ان القاعدة لا تسير حكما خلف الحكام، وفي كل المقررات تبقى القدس العاصمة الدائمة للاعلام العربي، والتطبيع لا يمكن أن يصبح عمليا حاليا”.
وعن الجلسة التاسعة لانتخاب رئيس للجمهورية، قال المكاري: “ظهر في الممارسة السياسية أن هناك 4 او 5 أصوات وكأنها تحمل رسالة بأننا يمكننا ان نلعب، طبعا يمكن للجميع اللعب، ولكن هل نتخلى عن مبادئنا كي نلعب؟ الرسالة يمكن أن تكون ان للنائب جبران باسيل هامش تحرك وحرية ان يخرج من تحالفه مع حزب الله”.
وأكد المكاري أن “حزب الله وقف بجانب التيار الوطني الحر وأوصل ميشال عون إلى الرئاسة”، معتبرا أن “التيار الوطني لم يتمكن من إدارة علاقته السياسية وتحالفه مع حزب الله”، وقال: “ليس من الضرورة أن يدفع اللبنانيون الثمن”.
وإذ أشار إلى أن “اتفاق مار مخايل هو بمثابة اتفاق وطني متقدم في كل النقاط يتناول أمورا دقيقة جدا كمسألة اللبنانيين في إسرائيل وغيرها، قال: “لا نشعر بأنه نفذ، فكأن فيه سوء إدارة”.
واعتبر أن “التحالف بين حزب الله والتيار الوطني الحر كان جديا، لكنه تضرر”، وقال: “هذه العلاقة عمرها 17 سنة، ويجب ألا تذهب سدى لأنها أسست نوعا من الهدوء والسلام في مكان ما على جبهة مسيحية – شيعية، ومن المؤكد أن الفريقين يودان إنقاذ التفاهم، لكن لا أدري ماذا سيحدث بعدما قرات خطابات النائب جبران باسيل والبيان التوضيحي الذي صدر عن العلاقات العامة للحزب”.
وتابع: “هناك استحقاق، ويفترض على القوى السياسية أن تتحصن، وأعتقد أن فريقنا غير محصن، لا سيما بعد رفض النائب باسيل رئيس تيار المردة سليمان فرنجيه وعدم تقديم البديل”.
وأردف: “لقد أعلن باسيل، أن أي رئيس لن ينتخب، إلا بعد موافقة التيار الوطني الحر عليه. وفي الوقت عينه، لا مرشح لديه، وإذا طرح أي اسم يكون للمناورة. وبرأيي، باسيل سيترشح، لكنه لن يطرح شخصيا ترشيحه لأنه يعلم أن لا إجماع حوله ويعلم أن حلفاءه الأساسيين، أي حزب الله لن يوافقوا على هذا الأمر، وهو يعلم أن هناك عقوبات أميركية، وهذا أمر لا يسهل الأمر أبدا”.
ولفت إلى أن “حظوظ باسيل صفر، وحتى لو رفعت عنه العقوبات، إذ لا إجماع حوله”، وقال: “يمكن التوصل إلى تسوية، ولكن لن تكون على باسيل، الذي لديه أخصام أكثر مما لديه حلفاء”.
أضاف: “لدى فرنجيه حلفاء ووجود سياسي ونهج وعلاقات استراتيجية إقليميا ودوليا وداخليا وكتلة نيابية، إضافة إلى مؤيدين أكثر بكثير من باسيل، ومن المؤكد أنه أقوى من أي مرشح قد يرشحه الأخير”.
وعن جلسات انتخاب رئيس الجمهورية، أشار إلى أن “مجلس النواب مقسم”، وقال: “سنبقى في المكان نفسه”.
واستغرب “لماذا رفضت القوى السياسية دعوة الرئيس نبيه بري إلى الحوار”، وقال: “إذا لم يتغير أي شيء في تموضع القوى السياسية، فسنبقى على هذه الحال”.
وقال المكاري: “في حال تغير الموضوع وكبر الخلاف يمكن لخارطة النواب أن تتغير ولتكتل نواب التيار الوطني الحر أن يتغير أيضا، فمع كل استحقاق نشهد تغيرا في حجم الكتل”.
وأكد أن “مشاركة وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال جورج بوشكيان في جلسة مجلس الوزراء شكل صدمة للتيار”، وقال: “باسيل اعتقد أن في إمكانه تعطيل الجلسة واتضح أنه لم يتمكن”.
وإذ أشار إلى أن “لا علاقة للميثاقية بمجلس الوزراء، بل يجب أن تقاس في مجلس النواب”، قال: “إن الذين شاركوا في مجلس الوزراء يمثلون المسيحيين، إذ كانوا 7 من أصل 12 وزيرا”، وقال: “قبل الانتخابات النيابية وانتهاء عهد الرئيس ميشال عون، قلت إن على رئيس الحكومة أن يجمع حكومته لأن هناك مسائل تتعلق بهموم الناس يفترض أن تحل في مجلس الوزراء، فهذه قناعتي وهي بعيدة جدا عن كل ما يتعلق بالميثاق والدستور”.
وأكد “وجوب عقد جلسة لمجلس الوزراء كلما كانت هناك أمور طارئة”.
وذكر ب”ما طالب به وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال هكتور حجار في الجلسة الماضية بعدم وجوب عقد جلسة لمجلس الوزراء، متمنيا عدم اكمالها، فرفض الرئيس ميقاتي تعطيلها، وهو محق في ذلك لأن الأمور لا تتم على هذا المنوال”، مثنيا على “أداء الوزير حجار”، وقال: “إنه من أكثر الوزراء نشاطا وجدية وشفافية”.
وردا على سؤال عما إذا كانت مشاركة “حزب الله” مفاجئة، قال: “لا بالعكس، هناك مكون شيعي اذا لم يكن حاضرا لا تتم الجلسة ميثاقيا، كذلك هناك مكونان مسيحي وسني اذا لم يكونا حاضرين لا تكون الجلسة ميثاقية. للمعترضين حرية القول بأنها مخالفة للدستور في ظل تفاسير عديدة له انما لا يمكن القول بأنها غير ميثاقية”.
وأوضح أن “جدول أعمال مجلس الوزراء أرسل يوم الجمعة، والجلسة عقدت يوم الاثنين، وكل الوزراء كانوا على علم بالجلسة”.
واعتبر ردا على سؤال، أن “وقوف القوات اللبنانية إلى جانب التيار الوطني الحر يعود لاسباب تتعلق بالطائفة المسيحية والشارع المسيحي فقط لا غير”.
وعن “تصلب باسيل في وجه ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجيه وهل يمكن ان يتراجع عنه”، قال: “برأيي من الصعب أن يتراجع عنه، فمساره السياسي يبين انه شخص لا يمكن ان يتراجع مهما كلف الأمر، بدليل ما حصل بعد وصول الرئيس عون الى الرئاسة من خلافات أدت الى ما نحن عليه اليوم”.
ورأى أن “عناد النائب باسيل بالسياسة يمكن أن يوصله إلى فك علاقته مع حزب الله، فهو بالرغم من ذكائه تنقصه الحكمة”.
وعما إذا كان فرنجية أكثر حظا بالوصول الى قصر بعبدا، قال: “بالنسبة إلينا هناك شروط عديدة لكي يتقدم مرشح على مرشح آخر، وهي مقدرته على استقطاب الكتل. والوزير السابق فرنجية هو الأكثر قدرة على التواصل مع الجميع ومن المرشحين القلائل الذي يقول: اني أمد يدي من موقعي للآخرين. فهو رجل مسامح ومنفتح ولا مشكلة لديه مع أحد”.
وتحدث المكاري عن “أهمية دور الوسيط في ترتيب أي علاقة سياسية بين طرفين”، وقال: “إن حزب الله اليوم، هو الذي يلعب دور الوسيط بين الرئيس عون وفرنجيه. وشخصيا، أتمنى وصول الأخير إلى قصر بعبدا، لكن الأهم أن نتوصل إلى انتخاب رئيس للجمهورية.”
وردا على سؤال عن “الخطوات التي على فرنجيه القيام بها”، قال: “لا بد أن تكون هناك خطوات، لكن كما يبدو أن الجمود الحاصل على الساحة السياسية سيؤدي إلى تمديد فترة الشغور الرئاسي”.
أضاف: “للأسف، إن الدولة في حال انهيار، خصوصا على الصعيد الاقتصادي.”
وعن رفض رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع وصول فرنجيه وباسيل مهما كانت التضحيات وعدم وضعه فيتو على انتخاب قائد الجيش العماد جوزاف عون، قال: “لا شك في أن لدى قائد الجيش حظوظا جدية”.
وأشار إلى أن “الفريق الحريص على الدستور، وفي الوقت نفسه، يتحدث عن ترشيح العماد عون، فهو يناقض نفسه عندما يتحدث عن دستورية الجلسة لأننا هنا نحتاج إلى تعديل الدستور، الأمر الذي يعني أن هناك تناقضا في الكلام”.
وقال: “أفهم ألا يكون جعجع مع سليمان وباسيل وقد حصلت مصالحة بين جعجع وفرنجية، لكن لا علاقة لها بالسياسة ولا ترجمة لها في السياسة، بل كانت مجرد مصالحة وجدانية بين فريقين مسيحيين، وقد تشكل أرضية لإقامة حوار، والحوار موجود. وفي النهاية، من ينتخب ميشال عون قد ينتخب سليمان فرنجية”.
أضاف: “أما العلاقة بين القوات والمردة فقائمة، وهناك قنوات مفتوحة بين قيادات من الطرفين. كما أن هناك حوارا هادئا قد يؤسس لأمر ما، وكلام جعجع عن تأمين النصاب خطوة إيجابية”.
وتابع: “قد تصوت القوات لفرنجية لسبب ما أو لغاية في نفس يعقوب، كما حصل عندما انتخبت القوات ميشال عون لإغضاب الرئيس سعد الحريري وفرنجيه. ويومها، حصل توقيع اتفاق معراب”.
وأكد “عدم تفاؤله بأن تسير القوات بفرنجيه، لكن يكفي أن تؤمن النصاب، وهذه خطوة إيجابية”.
وتابع: “قد يكون لفرنجية صفة الوسطية عندما يتحاور مع الجميع. وبرأيي، هو مرشح توافقي.”
وعن زيارة باسيل والرئيس عون اليوم لبكركي، قال: “إن علاقتنا مع بكركي جيدة، وهي قادرة على رفض أي مرشح، لكنها لن ترشح أحدا، فهي تستطيع أن تبارك ولا ترفض، وهذا موقف سليم للطائفة المارونية. ولطالما لعبت بكركي، وتحديدا البطريرك الراعي ،هذا الدور المحوري، وقد يدعو في اي لحظة للقاء يجمع الأقطاب في بكركي، وعندها سنرى من سيقاطع ومن سيحضر. أما زيارة باسيل إلى بكركي فطبيعية للتداول بمواضيع عدة، ولكن برأيي الحريص على رئاسة الجمهورية يسهل انتخاب الرئيس”.
وقال المكاري: “أي رئيس يرضخ لأي ضغوط هو رئيس ضعيف، علما أن كل ما أثير في الاعلام عن شروط وضعت على سليمان فرنجيه بقي كلاما في الإعلام ولم يصلنا منه شيء”.
وعن موقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، قال: “لدي شعور بأن وليد جنبلاط قد يسير بسليمان فرنجيه لأنه رجل تسويات ويتقن قراءة المرحلة، ولا مشكلة معه بل المشكلة مسيحية – مسيحية. وأنا أرى أن موعد انتهاء فترة الشغور ما زال بعيدا، وهذا ما لمسته خلال لقائي مع الرئيس ماكرون حيث سمعت كلاما فيه رسالة مفادها التشديد على ضرورة انتخاب رئيس”.
أضاف: “العلاقات مع الفرنسيين والروس والاميركيين جيدة، والفرنسيون لا يمانعون في وصول سليمان فرنجيه وما من دولة مؤثرة على اللعبة السياسية في لبنان تمانع ذلك”.
وتابع: “قد نلمس حركة مكثفة خلال الفترة المقبلة، وسمعنا عن عقوبات قد تتخذ في حال لم يقدم اللبنانيون على انتخاب الرئيس قبل نهاية السنة، وهذا كلام سمعته شخصيا من الرئيس ماكرون ومن عدد من السفراء”.
وأردف: “زيارة دايفيد هيل إلى بيروت هي بداية تحرك خارجي باتجاه الملف اللبناني، والأجواء إلى تحسن مع المملكة العربية السعودية وقد نشهد تحركا ما بين السعودية وبنشعي، ومشاركة الوزير فرنجيه في ذكرى اتفاق الطائف كانت رسالة مزدوجة أولها انه ليس ضد هذا الاتفاق، بالاضافة الى حرية التحرك والاستقلالية التي يتمتع بها في ظل غياب حلفائه عن الذكرى”.
وعلق على مصطلح “المرشح السيادي” سائلا: “من يحدد صفة من؟ ومن هو الذي يمنح صفة السيادية لهذا المرشح او ذاك؟”.
وقال: “أي رئيس لا يستطيع أن يحكم في لبنان من دون أن يكون على علاقة جيدة بالخليج وبالمملكة العربية السعودية، وهذه قناعة لدينا”.
وعن العلاقة مع الرئيس سعد الحريري، قال: “العلاقة جيدة، وهو انسحب حاليا من الحياة السياسية اللبنانية”.
وختم: “عندما يحين الوقت وتأتي اللحظة الجدية يعلن الوزير فرنجيه ترشحه رسميا”.