بعد الحج العوني الى بكركي في اطار محاولة لتحويل الانظار عن جوهر الخلاف وحقيقة سطو السلاح غير الشرعي على قرار الدولة من خلال افتعال ازمة دستورية ميثاقية طائفية وصراع سني- ماروني على الصلاحيات الرئاسية والحقوق المسيحية، واصل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي زيارته الى الرياض في اطار مشاركته في القمة الخليجية –الصينية وسط حفاوة سعودية لافتة به عكسها الود الذي ابداه ولي العهد الامير محمد بن سلمان ومروحة لقاءات عقدها مع عدد من رؤساء الدول كان آخرهم رئيس الصين، ما اعاد بحسب اوساط سياسية مراقبة، عودة مهمة لدور لبنان على طاولات القمم، في مؤشر الى ان الدولة اللبنانية، ان نفذت المطلوب منها عربيا وغربيا استنادا الى البيان السعودي الاميركي الفرنسي المشترك وبيان القمة المنعقدة في الرياض اخيرا، فان انقاذها لن يكون سوى مسألة وقت قليل لا اكثر.
اوضحت مصادر حكومية، أن لقاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، “استمرّ لأكثر من نصف ساعة وكان جيّداً، وهو ثمرة اتصالات مكثفة بدأت منذ فترة ولم يطلبه الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون”.
وأشارت المصادر، إلى أن “اللقاء طوى الصفحة القديمة وفتح صفحة جديدة بين ميقاتي والسعودية”. ورداً على ما إذا كانت ستكون هناك مساعدات مالية من السعودية للبنان، قالت المصادر إنه “بكير بعد على هالموضوع”.
وتابعت، “الأهم بالنسبة لميقاتي بموازاة انتخاب رئيس للجمهورية العمل على المساعدات المالية للبنان من أجل تحسين وضعه الاقتصادي”.
وتمّ خلال اللقاء، بحسب ما أفادت وزارة الخارجيّة السعودية، استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين، إذ أكد ميقاتي على الشكر والتقدير الدائم لمواقف المملكة التاريخية تجاه لبنان والدور الأساسي للمملكة في إرساء المصالحة اللبنانية وتكريس مرحلة السلام بعد إقرار وثيقة الوفاق الوطني في مؤتمر الطائف.
وأكد بن سلمان على التزام الحكومة اللبنانية باتخاذ كل الخطوات التي تمنع الإساءة إلى المملكة العربية السعودية وكل الدول العربية لا سيما منها دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
ميقاتي وشي
كما استقبل رئيس جمهورية الصين الشعبية شي جينبينغ الرئيس ميقاتي في مقر اقامته في الرياض، وخلال اللقاء، قال رئيس الصين إنّ بلاده “تقدر المساهمة الايجابية للبنان في تعزيز التعاون بين الدول العربية والصين”، وأضاف: “الصين مهتمة بتطوير التعاون مع لبنان في المجالات الاقتصادية والاجتماعية، وهي مستمرة في دعم لبنان بكل ما يحتاج اليه لا سيما في هذه الفترة في مجال الطاقة المتجددة”. بدوره، شكر الرئيس ميقاتي “الصين على مساهمتها الفعالة منذ سنوات في حماية الاستقرار في جنوب لبنان عبر مشاركتها الفاعلة في قوات اليونيفيل”، وقال: “إنّ لبنان يتطلع الى المزيد من الاستثمارات الصينية في لبنان لا سيما في مجال البنى التحتية والتي للصين خبرات واسعة فيها”.وتمنى “فتح الاسواق الصينية لمنتجات حرفية لبنانية”، وشكر الصين على “هبة تمويل بناء الكونسرفاتوار الوطني”.
وحضر اللقاء وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير المال يوسف الخليل، وزير الصناعة جورج بوشيكيان، مستشار الرئيس ميقاتي الوزير السابق نقولا نحاس، سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة، وسفيرة لبنان في جمهورية الصين الشعبية ميليا جبور.
القائد في قطر
وليس بعيدا من الخليج، وصل قائد الجيش العماد جوزف عون لبنان إلى دولة قطر، حيث يلبّي دعوة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، وذلك للبحث في سبل استمرار دعم الجيش خلال هذه المرحلة.
جولة هيل
اما في الداخل فهدأت الحركة السياسية اليوم. فيما واصل مساعد وزير الخارجية الاميركية الاسبق السفير دايفيد هيل العائد الى لبنان في زيارة شخصية، جولته على المسؤولين فزار رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، والمرشح الرئاسي رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض. في معراب تباحث المجتمعون في الاوضاع العامة محلياً واقليمياً حيث اطلع جعجع ضيفه على التطورات على الساحة اللبنانية، مؤكداً ان الفرصة اليوم سانحة لانجاز تغيير جذري بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية سيادي يضع في صلب اولوياته خطة اصلاحية للنهوض بالبلاد ووضعها على مسار الانقاذ.
لا للاملاءات
في المقابل، انتقد تكتل بعلبك الهرمل النيابي اثر اجتماعه الدوري في مكتبه في بعلبك، برئاسة النائب حسين الحاج حسن، “التدخلات الأميركية في الحياة السياسية اللبنانية وبخاصة في الموضوعين الرئاسي والحكومي، وتأثيرها على الأوضاع السياسية والاقتصادية والمعيشية في لبنان”. ودعا “جميع القوى السياسية إلى الاستجابة لدعوة الرئيس نبيه بري الحوارية، وإلى عدم الاستجابة إلى أي إملاءات أميركية أو سواها”. وقال: “أمام الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تتهدد اللبنانيين جميعهم، يدعو تكتل بعلبك الهرمل النيابي حكومة تصريف الأعمال إلى التفاعل الإيجابي بين مكوناتها، والسعي الدؤوب إلى معالجة قضايا اللبنانيين المشتركة في الأمن الغذائي والصحي والبيئي والاجتماعي والتربوي، وفي المياه والكهرباء والمحروقات وفرص العمل وتنشيط الاقتصاد”.
الراعي: لا مناص من تدويل القضية اللبنانية
على الحكومة التأنّي في استعمال الصلاحيات
دعا البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد ، الى «ضرورة التوجه إلى الأمم المتحدة ودول القرار لإنقاذ لبنان قبل فوات الأوان». وقال : لا مناص من تدويل القضية اللبنانية بعد فشل كل الحلول الداخلية. واللافت أن الذين يفشلون الحلول الداخلية هم أولئك الذين يرفضون التدويل. وحين يتم تعطيل الحل الداخلي ويرفض التدويل يعني أن هؤلاء الأطراف لا يريدون أي حل للوضع اللبناني. إما يكون لبنان كما يريدون أو لا يكون. لكن يجب أن يعلم الجميع أن لبنان سيكون كما يريده جميع أبنائه المخلصين».
وذكر الراعي «نواب الأمة عندنا ومتعاطي الشأن السياسي، أن أساس قيام لبنان سنة 1920 هو التعددية الثقافية والدينية في الوحدة؛ وأساسه إثر الاستقلال هو الميثاق الوطني بالعيش معا في المساواة؛ وأساسه بعد اتفاق الطائف هو إعادة توزيع أدوار الطوائف، بحيث تقول مقدمة الدستور: «لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك».
وقال :»إن كل ما تقوم به الجماعة السياسية والنيابية يسري خلاف هذه الأسس. فهي لا تحترم فكرة قيام لبنان، ولا الشراكة، ولا التعددية، ولا الاستقلال، ولا الميثاق الوطني، ولا الطائف ودستوره. هل الهدف من هذا السلوك المعيب هو القضاء على خصوصية لبنان وقيمه ونظامه؟ وهل يوجد قرار متخذ عن سابق تصور وتصميم لهدم لبنان القائم، والبناء على أطلاله مسودة دولة لا تنتمي إلى شعبها ولا إلى تاريخها ولا إلى محيطها؟».
وسأل :»كيف يحكم النواب على ذواتهم وهم يجتمعون تسع مرات ولا ينتخبون رئيسا للجمهورية؟ هذا يعني أنهم لا يريدون انتخاب رئيس، أو ليسوا أهلا لانتخاب رئيس، وبالتالي يطعنون بوجود الجمهورية اللبنانية، ويفقدون ثقة الشعب واحترام الدول الشقيقة والصديقة التي تعمل على إنقاذ لبنان. أليست جلسات المجلس النياني، كما هي قائمة، لإيهام الشعب والعالم بأنهم يجتمعون لإنتخاب الرئيس، وهم يخدعون ويموهون؟».
وتحدث عن انعقاد اجتماع الحكومة الإثنين الماضي بالحد الأدنى من الوزراء وبالحد الأقصى من جدول الأعمال، «ومن دون التوقف عند التمثيل الميثاقي»، لافتا الى «المعارضة التي اتخذت بعدا دستوريا وسياسيا وطائفيا خشينا حصوله قبل وقوعه ونبهنا إليه. وتمنينا على دولة رئيس الحكومة إعادة النظر في انعقاد الجلسة وتأجيلها من أجل مزيد من التشاور، ولتحديد صلاحيات حكومة مستقيلة وتصرف الأعمال في غياب رئيس الجمهورية، لكن الحكومة مع الأسف عقدت جلستها بمن حضر وكان ما كان من معارضة. لذلك، نناشد الحكومة التأني في استعمال الصلاحيات حرصا على الوحدة الوطنية ومنعا لاستغلال البعض مثل هذه الاجتماعات لأغراض سياسية وطائفية»
أضاف : « أفضل ما يمكن أن تقوم به الحكومة، لاسيما رئيسها، هو العمل على الصعيد العربي والدولي لتسريع انتخاب رئيس للجمهورية. هذا هو الحل فيما البلاد تتدهور».
وأكد «إن البطريركية المارونية لا تتورط بالصراعات بين السياسيين والأحزاب. مواقفها تبقى فوق النزاعات والتنافس السياسي، ولا تنحاز إلا إلى الحق الوطني. وتلتزم المبادئ الوطنية الجامعة والثوابت التاريخية والدستور ببعده الميثاقي»، داعيا الاحزاب إلى «التعالي عن صراعاتها، لكي تخلق الظرف المناسب للقاءات ناجحة، وإلا لا قيمة لتكرار اجتماعات تذهب في مهب الريح كما هو حاصل منذ ثلاثة أشهر