عدل رئيس مجلس النواب نبيه برّي عن تحويل جلسة الخميس الانتخابية إلى جلسة حوارية بين النواب لطرح ملف الاستحقاق الرئاسي على الطاولة، بعد الفشل بالوصول إلى حد أدنى من التوافق حول شخصية معيّنة، وعوضاً عن ذلك، دعا إلى جلسة انتخابية عادية، من المتوقّع أن يتكرّر خلالها سيناريو الجلسات الماضية، ولن تحمل جديداً، لأن المعطيات السياسية المحلية والخارجية لم تتغيّر.
يعود سبب تراجع بري عن الدعوة للحوار، إلى رفض بعض الأطراف المسيحية، وخصوصاً القوات اللبنانية للفكرة، وهي التي أعلنت موقفها معتبرةً أن الطرح بمثابة تعطيل واضح لموجب دستوري كانتخاب رئيس للجمهورية، أو تمديد غير معروف الأفق السياسي ولا السقف الزمني لواقع الشغور الرئاسي، ففضّل الأخير الإبقاء على جلسة انتخابية عادية.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم أشار إلى أن “سبب خطوة برّي بالدعوة إلى جلسة انتخابية وليس حوارية، هو رفض القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر المشاركة في الحوار، وهذا الموضوع ترك أثراً سلبياً، ويعني أن ثمّة توجّهاً ما لعدم تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية، لأن الحوار هو الذي يفتح الأفق للحلول بشكل أسرع“.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت إلى أن “هناك من لا يريد الحوار ولديه أجندة معينة بما يتعلق بالاستحقاق، مع العلم أن الصيغة اللبنانية تحتّم التواصل والتوافق، والتلطي خلف العناوين والشعارات لا ينفع في هذه المرحلة الحرجة من تاريخ لبنان“.
أما وعن السيناريو المتوقّع في الجلسة المقبلة، فقد اعتبر هاشم أن “بعض التوجهات قد تتبدّل، قد يكون ثمّة أسلوب جديد للتصويت كما حصل في الجلسة الماضية، لكن كل هذا لن يغيّر شيئاً في الصورة العامة“.
إلى ذلك، عقدت اللجان المشتركة جلسة أمس، ناقشت فيها ملف “الكابيتال كونترول” الذي رًحّل بدوره الى العام الجديد. وتندرج هذه الجلسة في إطار الجلسات المتتالية التي تعقدها اللجان لدراسة هذا القانون، دون أن تتوصّل إلى نتيجة فعلية، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الأزمة المالية – النقدية، في وقت تزداد فيه التساؤلات حول جدوى القانون بعد كل هذا الوقت، والأهداف المبيّتة التي تُقلق المودعين.
عضو تكتّل “لبنان القوي”، ولجنة المال والموازنة، النائب آلان عون أكّد أن اللجان “تدرس كل مادة على حدى، والنقاشات طويلة لأن الموضوع حساس، إلّا أنّنا نأمل الانتهاء من دراسته مع نهاية شهر كانون الثاني“.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، تطرّق عون إلى جلسة الخميس، وقال: “لا نرفض الحوار بالمطلق، ولكن نريد خلق جو إيجابي أكثر يواكب الحوار، وأنا أدعم فكرة الحوار بشكل عام، وإذا كانت هذه الصيغة لم تنجح، قد تتبدّل الصيغ ليكون الحوار ثنائيا أو غيره، ولكن المعنيين يجب أن يتواصلوا مع بعضهم بعضاً“.
بالعودة إلى الاستحقاق الرئاسي، فإن لا جدوى دون الحوار والتواصل، لأن لبنان محكوم بالديمقراطية التوافقية، إلا أن الحوار وحده كفعل لن يكون كافياً في حال لم تتوافر نوايا جدية داخلية ومعطيات خارجية تصب في فتح كوّة في جدار الأزمة.