في الوقت الذي لم تصل فيه الوساطات القائمة على خط حزب الله و» التيار الوطني الحر» الى مبتغاها، بسبب السهام السياسية التي اطلقها رئيس «التيار» جبران باسيل في اتجاه الحزب، قبل ايام قليلة خلال حديثه المتلفز، ومن ثم عاد ليُلطّف الجو موجهّاً التحيات وكل المحبة الى الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، بدت الاجواء إيجابية بعض الشيء في ظل نتيجة معروفة، وهي عودة الوضع الى ما كان عليه قبل انعقاد الجلسة الحكومية الاسبوع الماضي، والتي ساهمت في تفاقم الخلاف وإشعال السجال، خصوصاً بعد تبادل الردود ووصول كلام الى مسمع النائب باسيل، نقلاً عن احد نواب كتلة «الوفاء للمقاومة» بأنّهم قدّموا على طبق من فضّة هدايا بالجملة الى «التيار»، من خلال إيصال عدد كبير من مرشحيه الى الانتخابات النيابية الاخيرة، بفضل اصوات جمهور حزب الله ودعمه لهم، إضافة الى سماعه كلاماً عن أنّ الحزب لا يمانع وصول قائد الجيش العماد جوزف عون الى الرئاسة، في حال صبّت التسوية عليه، وبالتالي لن يرفض عودة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الى السراي، فيما لم يسمع باسيل هذا الكلام في السابق، الامر الذي أطلق الهواجس لديه من انقلاب المشهد الذي رسمه سابقاً.
الى ذلك علمت «الديار» ليلاً من مصادر وزارية مواكبة لتطورات الوضع المتشنج بين «التيار» والحزب، بأنّ لقاءً مرتقباً سيُعقد بين السيّد حسن نصرالله والرئيس السابق ميشال عون والنائب جبران باسيل بعد عودة الاخير من قطر، وعلى الارجح بعد اسبوع، لإنهاء الازمة بين الطرفين وعدم إطالتها أكثر، ولذا دخل الرئيس عون على الخط في محاولة لإذابة الجليد السياسي، ووضع النقاط على الحروف وتصفية الاجواء الملبّدة، لانّ الخلاف ممنوع استمراره مع الحليف، وهي المرة الاولى التي وصل فيها الخلاف بين الفريقين الى هذا الدرك ، فيما كانت تقتصر على اختلاف في وجهات النظر سرعان ما تتم إزالتها، لكن هذه المرة سيكون هنالك كلام آخر، منعاً لتكرار ما حدث.
الحوار « طار» والسيناريو العاشر عائد غداً
لم تعد الأنظار متجهة الى ساحة النجمة بعدما طار الحوار، الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، عبر تحويل الجلسة العاشرة لمجلس النواب الى جلسة حوار بين رؤساء الكتل النيابية، لانها ستبقى ضمن طابعها الانتخابي للرئيس، لتتكرّر المسرحية العاشرة من دون أي تصفيق للجمهور، المنتظر بفارغ الصبر مَن ينقله الى مشهد آخر يصل عبره الرئيس العتيد، علّه يرفع عن كاهلهم بعض المآسي والكوارث اليومية، لكن الواقع لن يتغير بل سيبقى ضمن دوامة سيطول أمدها بالتأكيد، وفق ما تشير المعلومات.
بيان « القوات»
في غضون ذلك، اعلنت « القوات اللبنانية « في بيان عن رفضها المشاركة في أي حوار، يكون كتعطيلٍ واضح لموجب دستوري كانتخاب رئيس للجمهورية، او تمديدٍ غير معروف الأفق السياسي، ولا السقف الزمني لواقع الشغور الرئاسي، كما هي حال الدعوة الى جلسةٍ للحوار يوم غد.
وتابعت في بيانها: انّ استبدال جلسات انتخاب الرئيس من قبل مجلسٍ نيابي، أصبح في حالة انعقاد دائم بحسب أحكام المادة 74 من الدستور لانتخاب رئيس للجمهورية، يشكّل سابقة دستورية خطرة تحذّر» القوات» من ارسائها، وتضعها برسم الرأي العام اللبناني الذي وحده يعنيها، لأنها تتحمّل مسؤولية تمثيله بما تشكّله من كتلة نيابية هي الكبرى في البرلمان، وطالبت الرئيس نبيه بري بسحب دعوته الى الحوار والعودة الى نصوص دستورنا الواضحة، من خلال دعوة المجلس الى عقد جلسات مفتوحة لا تنتهي، الا بانتخاب رئيس جديد للجمهورية يعيد للشعب أمله بوطنه وللسلطات الدستورية انتظامها.
«التيار» بدنا وما بدنا نشارك…
في الوقت الذي بدا فيه رئيس « التيار الوطني الحر» منفتحاً على الحوار مع كلام إيجابي عنه، خلال حديثه الاخير المتلفز، وصلت الى عين التينة معلومات معاكسة ظهرت في العلن يوم امس، مفادها أنّ باسيل لن يشارك في الحوار ويتجه الى قطر لمتابعة المونديال، الامر الذي جعل اكبر كتلتين مسيحيتين خارج سياق الحوار، وهذا يعني سقوطه على وقع غياب الميثاقية المسيحية وفق ما نقلت مصادر قانونية، والنتيجة عودة السيناريو العاشر الى جلسة انتخاب الرئيس يوم غد الخميس.
الملف الرئاسي بين ماكرون والمسؤولين القطريين؟
رئاسياً، لم تستبعد اوساط ديبلوماسية إمكان بحث الملف الرئاسي اللبناني، بين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون والمسؤولين القطريين، في حال قام ماكرون بزيارة الى الدوحة اليوم لحضور المباراة، التي ستجري بين المنتخبين الفرنسي والمغربي، على ان تتبعها مباحثات لاحقاً بعيداً عن الاضواء، تجمع واشنطن والرياض في الدوحة، خصوصاً بعد زيارة قائد الجيش العماد جوزف عون، والتي ألقت قطر الاضواء عليه، كشخصية رئاسية توافقية مقبولة من اكثرية الاطراف.
أسماء رئاسية الى التداول جديّاً
في السياق الرئاسي علمت «الديار» بأنّ أسماء رئاسية كانت مطروحة في الفترة الاخيرة، طويت منذ ايام او بالاحرى احترقت، ولم تعد ضمن الصف الرئاسي المطروح للوصول الى الموقع الاول، لتطرح أسماء توافقية لطالما كانت في قلب البورصة الرئاسية القوية، لانها تحمل صفة التوافق والوسطية التي تستطيع جمع الاصوات ونيل الموافقة، ويأتي في طليعتها الوزراء السابقون: زياد بارود وناجي البستاني الى جانب العماد جوزف عون، وهي أسماء غير استفزازية بل محبوبة شعبياً نظراً لنظافة كفها.
وافيد، وفق معلومات من مصدر وزاري مطلع، بأنّ الحركة الرئاسية ستبدأ فعلياً في كانون الثاني، اما شهر شباط فسيكون له وقع إيجابي اكبر على صعيد الاتفاق على اسم الرئيس.
موسم أعياد مع بحبوحة بالعملة الخضراء
سياحياً، تشير المعلومات الى انّ موسم الاعياد واعد جداً ، وسيظهر بوضوح خلال الايام المرتقبة بحيث وصلت نسبة الحجوزات الى 70 في المئة في الفنادق، على ان تصل عشية رأس السنة الى ما يقارب التسعين في المئة، بسبب قدوم سياح عرب من الاردن والعراق ومصر، وأعداد هائلة من المغتربين اللبنانيين لقضاء الاعياد مع الاهل والاصدقاء، الامر الذي يؤكد دخول حوالى مليار دولار الى السوق الاقتصادي، ما يبشّر بالخير مع مطلع العام.
وافيد بأنّ حجوزات المغتربين اللبنانيين وصلت الى 90 في المئة من مقاعد الطائرات قبل أكثر من شهر، كما تشهد المطاعم والملاهي نشاطاً لافتاً، خصوصاً في بيروت وكسروان وفقرا وفاريا، وفق مصادر المعنيين في القطاع السياحي.