كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: تعطيل الانتخابات الرئاسية ودخول البلد في إجازة الأعياد والارتفاع الجنوني للدولار وعدم تحرك المسؤولين لوضع حد لهذا الفلتان المستشري، يضع البلاد أمام منعطف خطير لا يمكن لأحد أن يتوقع نتائجه لأن تداعيات ما يجري بدأ يؤثر على حياة الناس المعيشية وتراجع القدرة الشرائية أكثر فأكثر.
النائب السابق أنيس نصار وصف الوضع الذي يمرّ به لبنان هذه الفترة بمكانك راوح بانتظار السنة الجديدة ٢٠٢٣، مشيراً في حديث الى جريدة الانباء الالكترونية الى أن الأزمات التي نعاني منها قد ترحّلت الى السنة الجديدة دون أن نرى في الأفق بصيص أمل بانفراج قريب، متحدثاً عن مساع جديدة تجري بعيداً عن الاعلام من أجل ألا يطول الفراغ الرئاسي أكثر، وهذه المساعي تقوم بها جهات دولية بالتعاون مع قوى عربية نافذة، آملاً أن يُكتب لها النجاح ويتم انتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة، لأنه من الواضح أن أصدقاء لبنان أشفق على لبنان بكثير من اللبنانيين أنفسهم.
ورأى نصار أن انتخاب الرئيس لن يحل المشكلة لكنه المدماك الأساس لاعادة بناء الدولة وتطوير مؤسساتها، مضيفاً: “بالطبع انتخاب الرئيس لن يعيد مبلغ ٨٠ مليار دولار وهو الدين المتراكم على لبنان التي أُهدرت على المحاصصة والاتفاقات والسمسرات والكهرباء والبواخر والسدود الفارغة”، مشدداً على انتخاب رئيس ينتشل لبنان من أزمته وليس رئيس يدير الأزمة كسلفه لأن أزمتنا صعبة ولن تحل بكبسة زر، فهي على الأقل تتطلب ثلاث سنوات أو أكثر لحلّها، داعياً النواب الى حل المشكلة والقيام بواجبهم والاقلاع عن خيار الورقة البيضاء.
وفي السياق المالي، توقفت مصادر مالية واقتصادية عند ظاهرة الفلتان وتحويل بعض المناطق اللبنانية الى أسواق مالية مكشوفة لصرف الدولار الأميركي وتهريبه الى خارج الحدود اللبنانية والمضاربة، وهو الذي يتسبب بارتفاع الدولار بهذا الشكل الدراماتيكي، مستغربة هذا الصمت المطبق من قبل المعنيين بالشأن المالي.
من جهته، وصف الخبير المالي جاسم عجاقة في اتصال مع “الأنباء” الالكترونية الوضع بالتعيس جداً، مقدّراً ذهاب الأمور الى الأسوأ من ذلك بكثير، متوقعاً استمرار الأزمة وتفاقمها أكثر في ظل الارتفاع الجنوني للدولار وعدم تدخل المعنيين لوضع حد لهذا الفلتان.
عجاقة رأى أن الناس في لبنان تحوّلوا الى فئتين، الأولى تتدبر أمرها من خلال بعض المداخيل التي تحصل عليها بالدولار من الخارج، والقسم الأكبر منهم يعيشون على قاعدة ربنا أعطنا خبزنا كفاف يومنا ومنهم من يعيش على المساعدات الاجتماعية ودعم المؤسسات الرعائية. وهؤلاء وضعهم سيء جداً وقد تصل بهم الأمور الى درجة الكفر. وقال عجاقة: “نحمد الله أن أسعار المحروقات في هذه الأيام تشهد انخفاضاً وإلا كانت الأمور أصعب من ذلك بكثير“.
ولكن أي وضع أسوأ يمكن أن يصل اليه اللبنانيون بعد؟ ومَن المسؤول عن التفلّت الجنوني في سعر صرف الدولار واقترابه من عتبة الـ50 ألفاً؟ من الصعب الاجابة طبعاً بانتظار ما ستؤول اليه الأسابيع المقبلة وبداية العام الجديد.