كتبت صحيفة ” النهار ” تقول : لن يكون مستبعدا، ولا مستغربا، ان يستقبل اللبنانيون السنة الجديدة بعد عشرة أيام على “انغام” وايقاع دولار يتجاوز سقف الـ 50 الف ليرة. بالامس لامس دولار السوق السوداء سقف الـ 45600 الف ليرة وكأن شيئا لم يحصل. لا سلطة مصرفية ولا مالية ولا سياسية رف لها جفن، ولا صوت ارتفع، ولا اجراء اتخذ بما يثبت المثبت من ان لبنان يعيش احلك ظروفه، الأسوأ من زمن الحرب، في ظل أزمات تتفاقم ومواطن ضحية متروك للتداعيات الوحشية التي يعاني تحت وطأتها، علما ان مفاعيل هذا التفلت التصاعدي في سعر دولار السوق بات يثير الريبة والشكوك اكثر من أي وقت مضى. ذلك انه مع ادراك الجميع ان الاحتياط المركزي لمصرف لبنان من العملات الأجنبية آخذ في التناقص المتدرج والمتدحرج، فان السوابق في اتخاذ إجراءات تلجم او تفرمل من اندفاعات وقفزات #الدولار بما يضبط الى حدود معقولة التفلت في سقوفه تملي التساؤلات الملحة عما يجري راهنا، علما ان ارتفاع سعر “صيرفة” امس أيضا الى سقف 31200 ليرة من شأنه ان يضخم القلق من التفلت في السوق المالية. كل هذا يقف عند حدود الخشية من الأسابيع والاشهر المقبلة في واقع سياسي ينذر بانعدام افق الانفراجات والحلول بدءا بالانسداد في ازمة الفراغ الرئاسي، وفي وقت لا شيء يضمن تحسن “إدارة” الازمة بالحدود الممكنة عبر الحكومة المهددة بشلل جلساتها بفعل الانقسامات والخلافات بين ثلث الأعضاء الذين يدينون باخذ توجهاتهم من “التيار الوطني الحر” والثلثين الاخرين من الأعضاء من المكونات الأخرى للحكومة. وتبعا لذلك فان التقديرات والتوقعات المالية والاجتماعية للمرحلة الاتية في مداها القصير والمتوسط تنذر بكثير من الام جديدة للبنانيين سواء على مستوى المعاناة المالية والاجتماعية او على صعيد تداعيات الازمة السياسية في حال صحت معظم المؤشرات المتصلة باستبعاد أي تطور إيجابي على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية في وقت غير بعيد، ولو ان تحركات ومواقف خارجية برزت في الساعات الأخيرة ولا سيما منها بعض ما تناول لبنان في قمة بغداد – 2 في الأردن بما يوحي بتنامي اهتمامات بعض الدول المؤثرة بالازمة اللبنانية.
وفي السياق المالي أكد امس وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف الخليل العزم على تضمين مشروع موازنة 2023 “بنوداً إصلاحية” تضع “لُبنة في مسار النهوض”، آملاً خلال رعايته لقاء نهاية العام الذي اقامته إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” في مقرها الرئيسي في الحدث “في أن يطغى على نقاشاتها الجانب العلمي والواقعي، وتبتعد عنها المزايدات السياسية والشعبوية”.
لبنان في #قمة الأردن
اما جديد المواقف الخارجية من الاستحقاق الرئاسي فكان عبر كلمة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في قمة بغداد 2 التي افتتحت امس في الاردن، بمشاركة مصر وفرنسا والإمارات والسعودية وقطر وتركيا وإيران وفرنسا وعمان والبحرين. وقال ماكرون: “أزمات العراق وسوريا ولبنان تتطلب لحلّها أجندة تعاون صادق بين الدول المعنية. أن منطقة الشرق الأوسط تمتلك كل المقومات لتكون في مقدمة الأجندة الدولية، إنما تعاني من انقسامات وتدخلات تؤثر على استقرارها”. وشدد على أنه “الأمن والاقتصاد والبنية التحتية هي الركائز الأساسية لتحسين استقرار المنطقة برمتها”.
وبدورها دعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاثرين كولونا القادة السياسيين اللبنانيين إلى “تحمل مسؤولياتهم” والعمل على “إجراء انتخابات سريعة” لرئيس جديد للبلاد بعد نحو شهرين من انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون. وعبرت الوزيرة الفرنسية عن “قلقها”، داعية القادة اللبنانيين الى “الاضطلاع بمسؤولياتهم في تسهيل الانتخاب السريع لرئيس جديد في لبنان وتشكيل حكومة كاملة الصلاحيات قادرة على تنفيذ الإصلاحات التي يحتاج اليها لبنان بشدة”.
بخاري في بكركي
وكان الملف الرئاسي محور بحث في بكركي بين البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي والسفير السعودي #وليد بخاري الذي لوحظ انه حرص “الثناء على مواقف البطريرك الراعي الوطنية التي تشكل ضمانة وخريطة طريق للحلول ” كما وصفها . واوضحت مصادر بكركي ان بخاري أكد ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية بأسرع وقت وتشكيل حكومة منسجمة مع الرئيس للنهوض بالبلد وان المملكة العربية السعودية لن تتردد في القيام بأي جهد يطلب للمساعدة في موضوع الانتخابات وان التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر. واشارت المصادر الى ان بخاري قال في بكركي إن المطلوب اليوم رئيس مقبول من الجميع وأن يكون على علاقة جيدة بمختلف الدول وان البطريرك الراعي فهم من كلام بخاري أن المملكة تحبّذ رئيساً لا ينتمي إلى أي محور سياسيّ. ولفتت الى ان بخاري أثنى على عظات البطريرك الراعي لا سيما في ما يتعلّق بالحياد وبضرورة انتخاب رئيس للجمهورية.
وعلى جاري عادته و”غرائبه” في السلطة وخارجها، اطل رئيس الجمهورية السابق ميشال عون امس للمرة الأولى بعد ترؤسه اجتماع تكتل “لبنان القوي” ليعلن مواقف تدين فعلا عهده فيما اطلقها ضد الطبقة السياسية وقال “علينا أن نعرف ماذا ينتظرنا خلال المرحلة المقبلة وفي حال لم تتغير الطبقة الحاكمة الحالية لن يكون هناك وطن”، واشار إلى أن “الوطن لا يُبنى بالزمرة الحاكمة حالياً، و80 بالمئة من الشعب اللبناني أصبح فقيراً، وأمامنا 3 إلى 4 سنوات “لنتنفّس” بانتظار كميات الغاز الموجودة في البلوكات وعلينا الحفاظ على خطنا السياسي وعلى المحاسبة”.
وأكد”اننا كي نستطيع أن نحاسب، يجب إعادة بناء الدولة كلّها”.
وفي السياق الرئاسي أيضا نفي المرشح النائب ميشال معوض كل ما اشيع عن تواصل بينه وبين “حزب الله” وقال “يحاول بعض المغرضين المعروفين ولأسباب باتت مكشوفة للجميع فبركة أخبار عن تواصل أقوم به مع حزب الله وأنني أحرص على إبقاء لقاءاتي سرية. يهمني أن أؤكد أن هذه الفبركات تافهة كمطلقيها ولا أساس لها. مواقفي ثابتة وعلاقاتي علنية وأمد يدي للجميع تحت سقف سيادة الدولة والمؤسسات والطائف والشرعيتين العربية والدولية”.
على صعيد اخر وبينما لم يبرز أي عامل جديد بعد في ملف حادث الاعتداء على اليونيفيل في بلدة العاقبية، سُجل تطور امني جديد جنوبا، حيث أفاد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، امس بأن “قوات جيش الدفاع رصدت مسيرة (درون) تسللت من داخل لبنان الى الأراضي الإسرائيلية في منطقة بلدة زرعيت وقامت بإسقاطها، حيث تابعتها أنظمة المراقبة طيلة الحادث”. وأضاف “تعود المسيرة كما يبدو الى منظمة حزب الله الإرهابية” مشيراً إلى أن “جيش الدفاع سيواصل العمل لمنع أي خرق لسيادة دولة إسرائيل