كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : مع دخول البلاد في عطلة الاعياد، تستريح المسرحية الرئاسية التي كانت تلعب كل يوم خميس، عبر ممثليّ الامة مع توزيع أدوار وسيناريو باتت مستهلكة عشر مرات، كما تستريح الحركة السياسية حتى مطلع العام، من دون ان تغيب عنها مناكفات اهل الحكم وخلافاتهم وإن بصورة غير مباشرة، لكن بالتأكيد مع غياب أي امل بالوصول الى حلول داخلية لأزمات لبنان، اذ يستمر الملف الرئاسي في طليعة القضايا العالقة، في ظل البحث عن نور ولو خافت لفتح الابواب الموصدة امام لبنان.
إزاء هذه المشاهد المترافقة مع إقتراب الاعياد، إتجهت الانظار الى الخارج علّه يفتح ثغرة في الجدار الرئاسية المقفلة، وفي هذا الاطار راهن لبنان المأزوم من كل النواحي على قمة بغداد 2 للتعاون والشراكة، التي عقدت يوم امس في مدينة العقبة بالاردن، بدعوة من الملك عبدالله الثاني، ومشاركة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وحضور كبار مسؤولي دول الجوار كمصر وقطر والسعودية وايران والامارات والبحرين والكويت، وافيد في وقت سابق بأنّ البيان الختامي سيتضمن فقرة عن لبنان، نتيجة المحادثات التي بحثها ماكرون في الدوحة مع المسؤولين القطريين، ومع الدول الفاعلة كالولايات المتحدة الأميركية والسعودية وايران، مع إمكانية ان تنتج القمة معاودة للحوار السعودي- الإيراني والفرنسي- الايراني، الامر الذي قد ينعكس حلحلة في ملفات المنطقة وخصوصاً لبنان، لكن الآمال اتت كالعادة مخيّبة عربياً، اذ لم يتضمّن البيان الختامي أي بند او عبارة عن لبنان وازماته وإمكانية مساعدته لحلحلة مشاكله، اذ كان عدم تعويل البعض على القمة في مكانه، بحيث اتى البيان داعماً للعراق ولإستقراره ومسيرته الديمقراطية وعمليته الدستورية، مع التأكيد على أهمية آلية التعاون الثلاثي بين الأردن ومصر والعراق، وعلى أهمية مشاريع التعاون بين دول مجلس التعاون الخليجي والعراق.
وأوضح البيان أن انعقاد هذا المؤتمر في دورته الثانية يعكس الحرص على دعم دور العراق المركزي في توسعة التعاون الاقتصادي الاقليمي، وفي بناء الجسور وتعزيز الحوار الإقليمي، ما يسهم في جهود إنهاء التوترات، وبناء علاقات إقليمية بناءة تحقق النفع المشترك. وأكد المشاركون أن تحقيق التنمية الاقتصادية ونجاح مشاريع التعاون الاقليمي يتطلبان علاقات إقليمية بناءة قائمة على مبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، واحترام القانون الدولي واعتماد الحوار سبيلا لحل الخلافات، وعلى التعاون في تكريس الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب.
مع الإشارة الى لبنان إستبعد عن القمة على خلفية مواقفه وخلافه مع الدول الخليجية والعربية.
دور لافت لقطر
مع إنتهاء المونديال سيكون لقطر دور لافت على صعيد التحرك العربي في إتجاه لبنان، وهي أجرت بعض اللقاءات مع مسؤولين لبنانيين، من ضمنهم قائد الجيش العماد جوزاف عون، ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، مع معلومات بأنها تؤيد بقوة وصول الاول الى بعبدا ، اما رئيس «التيار» فالامر يختلف معه لانها حاولت جسّ نبضه في ما يخص قبوله بوصول العماد عون الى الرئاسة، فكان الجواب المعروف من قبله.
وقد ترددّت معلومات عن إمكانية زيارة أمير قطر الى واشنطن لبحث ملف الرئاسة اللبنانية.
عون مترئساً إجتماع « لبنان القوي»
بعد غياب طويل، برزت زيارة الرئيس السابق ميشال عون يوم امس الى مركز «التيار الوطني الحر» في منطقة ميرنا الشالوحي، لترؤس اجتماع تكتل « لبنان القوي»، والتي حملت في جعبتها رسائل في إتجاه الخصوم والحلفاء القليليّ العدد، فإنطلقت تلك الرسائل من مفهوم التأييد المطلق لرئيس «التيار» جبران باسيل، في ما يخص الإشكالية الميثاقية مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وللتأكيد مجدّداً على رفضه الكليّ لإنعقاد جلسات مجلس الوزراء في ظل الفراغ الرئاسي، خصوصاً بعد إشارة ميقاتي الى رفضه المراسيم الجوالة، واستعداده لعقد جلسة حكومية عند الضرورة، بدعم من الثنائي الشيعي، الامر الذي أراد تأكيده عون عبر رسائل أيضاً الى حارة حريك، التي جمدّت العلاقة مع باسيل، وفق مصدر وزاري اشار خلال إتصال مع «الديار».
الى ذلك تطرّق الرئيس عون خلال تصريحه بعد الاجتماع الى الوضع السياسي في البلد قائلاَ: «علينا أن نعرف ماذا ينتظرنا خلال المرحلة المقبلة، وفي حال لم تتغير الطبقة الحاكمة الحالية لن يكون هناك وطن»، الامر الذي دفع بمصادر سياسية معارضة الى التعليق على هذا الموقف، بسؤال حول هوية الطبقة الحاكمة الحالية؟ وحول مَن يقصد عون بقوله هذا؟، وهل تناسى انّ صهره وتياره ونوابه ووزراءه هم من الطبقة الحاكمة؟.
مواجهة ميقاتي – باسيل الى الاحتدام
لا يبدو رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي هادئاً سياسياً، وفق تصريحاته الاخيرة، اذ لا يريد المهادنة مع رئيس «التيار» جبران باسيل، لانّ كيله قد طفح من الاخير وفق ما قال مقرّبون منه لـ»الديار» ليلاً، واشاروا الى انّ ميقاتي ملتزم المهام المطلوبة منه دستورياً في مرحلة الشغور في رئاسة الجمهورية، مع التأكيد بأنّ جلسات الحكومة واردة مع التلميح الى ضرورة إصدار مراسيم ترقيات الضباط قبل مطلع السنة الجديدة، الامر الذي يستدعي إجتماعاً للحكومة قبل نهاية العام لانّ مسألة ترقية الضباط منوطة بمهلة قانونية، والحكومة ملزمة بالاجتماع، وهذا ما أكد عليه ايضاً وزير التربية عباس الحلبي، فيما على خط مغاير، يستبعد وزير سابق الدعوة الى عقد جلسة الحكومة لاصدار مرسوم ترقية الضباط، على اعتبار ان هذه الترقيات يمكن التوقيع عليها من دون الحاجة الى جلسة.
ووفق معلومات لـ «الديار» افيد نقلاً عن وزير بأنّ كل المؤشرات تدل على منازلة مرتقبة بين ميقاتي وباسيل، في ضوء دخول الرئيس السابق ميشال عون على خط المواجهة مع رئيس حكومة تصريف الأعمال، حول الجهة التي ستضع جدول اعمال الجلسة المقبلة.
البخاري في بكركي
زار السفير السعودي في لبنان وليد البخاري الصرح البطريركي امس، حيث إلتقى البطريرك بشارة الراعي للتهنئة بالاعياد، فأثنى على عظاته لا سيما في ما يتعلق بالحياد، وشدّد على ضرورة انتخاب رئيس للجمهورية في اسرع وقت ممكن، مع ضرورة تشكيل حكومة تنسجم مع الرئيس للنهوض بالبلد، واشار الى انّ المملكة لن تتردّد في القيام بأي جهد يُطلب للمساعدة في موضوع الانتخابات، كاشفاً عن أن التنسيق مع الجانب الفرنسي مستمر.
عجقة المطار ونفحة الأمل
وسط هذا السواد السياسي والاقتصادي الذي يخيّم على لبنان، تبرز نفحة امل لدى اللبنانيين مع عجقة مطار بيروت، ووصول هذا العدد الكبير يومياً من المغتربين والسياح، الذين يزورون لبنان لقضاء عيديّ الميلاد ورأس السنة، في جو عائلي بعدما ابعدتهم الظروف المعيشية الصعبة والهجرة عن وطنهم وعائلاتهم، الامر الذي يعطي نكهة مميزة للاعياد تضفي على اللبنانيين أجواء فرح، ولو لفترة وجيزة تنسيهم همومهم وسط جمعة المحبين والاصدقاء.
سياسيو لبنان يمضون الاعياد في اوروبا
فيما المواطن اللبناني يئن من المآسي التي يعيشها يومياً، في ظل الغلاء الفاحش وتغيّر يومياته وعاداته، خصوصاً في فترة الاعياد بإستثناء مَن يتلقى مساعدات بالدولار الاميركي من عائلته وابنائه المغتربين، الذين يعملون في الخارج لإعالة اهاليهم وسط الازمات المعيشية المتواصلة منذ اكثر من ثلاث سنوات، يستعد معظم السياسيين لقضاء الاعياد خارج لبنان، وافيد بأنّ الاغلبية سيمضون العطلة مع عائلاتهم في عواصم اوروبية، وخصوصاً في باريس ولندن، وفق معلومات «الديار» التي إتصلت ببعض النواب فنفى معظمهم ذلك، مع العلم انهم يستعدون للسفر يوم غد.
تدابير مشدّدة ليلة رأس السنة لمنع إطلاق النار
ككل سنة يتردّد الكلام نفسه، وتعمّم التدابير والبيانات الصادرة عن وزارة الداخلية، على محافظتيّ بيروت وجبل لبنان، والمديرية العامة لقوى الامن الداخلي، والمديرية العامة للأمن العام وجهاز أمن المطار، وأمانة سر مجلس الامن الداخلي المركزي، باتخاذ التدابير الرادعة والصارمة لمنع اي كان من اطلاق النار بمناسبة رأس السنة.
فيما يستمر الوضع على حاله وتسقط الضحايا نتيجة الرصاص الطائش، كما في كل مطلع عام بسبب عدم وعي البعض، وعدم إدراكهم لتداعيات ما يقومون به من إصابات قاتلة او إعاقات جسدية، فقط بسبب فرحة بعض المتهورين الذي لا يأبهون لحياة الناس، او بسبب عدم وجود رادع لطيشهم وإستهتارهم وعدم إحترامهم للدولة، التي لم تفرض هيبتها كما يجب، مع الامل بأن يكف هؤلاء عن قتل الناس والتسبّب بأذيتهم، مع معرفتهم المسبقة بهذه الجرائم التي يرتكبونها بحق الابرياء