تقدمت التطورات القضائية امس الملفين الرئاسي والمعيشي في ضوء التصعيد الذي عاد اليه اهالي شهداء المرفأ بعد مضي عامين ونصف العام على الجريمة من دون معاقبة المرتكبين، بفعل عرقلة التحقيقات، ومع بدء وصول الوفد القضائي الاوروبي للتحقيق في جرائم مالية الى بيروت.
اما رئاسيا ووسط توقعات بتقلبات ستطرأ على المشهد الانتخابي غدا الخميس بعدما دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسة تحمل الرقم 11، فإن الانظار تتجه الى اجتماع تكتل لبنان القوي وهل سيستمر بالورقة البيضاء مع بعض الخروقات ام يتحدى حزب الله ويصوت لاسم جديد؟.
الرئيس الافضل
في السياق هذا، أكد النائب شربل مارون في حديث اذاعي أن رئيس التكتل النائب جبران باسيل “يجري اتصالات سياسية لاختيار الرئيس الأفضل للجمهورية في ظل ما يرزح تحته اللبنانيون بسبب منظومة الفساد”، مشددا على “ضرورة الإتيان برئيس يكون على مستوى المواجهة”. وعلق على كلام رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع “حول الانفتاح على مرشح يطرحه باسيل إذا توافرت فيه المواصفات المطلوبة”، قائلا “هذا أمر جيد”. ورأى أن “الأمور متجهة إلى عدم عقد جلسة لحكومة تصريف الأعمال، لا سيما في ظل النكد السياسي الذي يقوم به الرئيس نجيب ميقاتي”.
إعادة التوازن
في الغضون، تشتد الازمة الاقتصادية والمالية مع معاودة الدولار ارتفاعه رافعا معه اسعار المحروقات. وعلى وقع تجدد عمليات الاعتداء على المصارف واقتحامها، وتهاوي القطاعات واهمها التعليمي، لم تعقد لجنة المال اجتماعها لدرس “اقتراح قانون إطار لإعادة التوازن للانتظام المالي في لبنان” بسبب غياب ممثلي الحكومة.
عفى الله عما مضى!
من جانبه، لفت رئيس لجنة الادارة والعدل النائب جورج عدوان، إلى أن “بعد كلام طويل امتد لأكثر من سنتين، نحن أمام سقوط القناع عن ممارسة حكومة قضت كل تلك الفترة في التمويه ومحاولة تمرير بعض القوانين التي لا تخدم المصلحة الوطنية، ومن ناحية أخرى محاولة إلباسها للمجلس النيابي أو رمي الكرة في ملعبه”. وأكد من ساحة النجمة أن “هناك حقيقة ظهرت أمام اللبنانيين وهي خطة الحكومة الحقيقية للتعافي، وهي شطب أموال المودعين وعفى الله عما مضى وعدم تحمل المنظومة التي أوصلتنا الى الوضع الحالي مسؤولياتها”.
الحليب المدعوم
ليس بعيدا من الازمة الاقتصادية، أعلن وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال فراس أبيض رفع الدعم عن جميع أنواع حليب الأطفال لعدم توفر خطة قادرة على ضبط التهريب والبيع في السوق. ولفت الى ان “الكميات المدعومة تكفي بلدين وعلى الأرجح كنا نشتري الحليب لبلدين”، بدلالة واضحة على التهريب إلى سوريا.
تصعيد الاهالي
على صعيد آخر، تحرك اهالي شهداء المرفأ على الارض من جديد. فقد شهدت الباحة الخارجية لقصر العدل في بيروت، تجمعا لعشرات الأهالي ، بمشاركة عدد من النواب، تحت عنوان “وقف التحقيق كمان جريمة”، تزامنا مع اجتماع مجلس القضاء الأعلى للمطالبة بتعيين قضاة محكمة التمييز. وما لبث أن تطوّر الأمر، فإقتحم المعتصمون بوابة قصر العدل ودخل معظمهم الى الباحة الداخلية، حيث وقع اشكال بينهم وبين عناصر القوى الأمنية، أدت الى وقوع إصابات في صفوف الأهالي وسط حال من الغضب الشديد. واتهم المعتصمون عددا من القضاة بأن “لديهم أجندات سياسية، وأنهم يمنعون صدور قرار تعيين قضاة التمييز”.
بوروسي
في شأن قضائي آخر، أشار “المرصد الأوروبي لدعم النزاهة في لبنان” عبر حسابه على “تويتر” أن “القاضية الفرنسية اود بوروسي التي تحقق في قضية اختلاس وغسل وتبييض الاموال تصل الاثنين المقبل إلى لبنان”. وكشف المرصد أن هذه الزيارة الثانية لبوروسي إلى لبنان في إطار التحقيق الذي تقوم به. وكانت طلائع الوفد القضائي الأوروبي بدأت بالوصول إلى لبنان للتحقيق في اختلاس وتبييض أموال واثراء غير مشروع، حيث اصبح الوفد الألماني في بيروت، وسيجتمع اليوم بالنائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات لتنسيق خطوات العمل، على أن يصل الوفدان الآخران من لوكسمبورغ وألمانيا خلال الساعات المقبلة.