زلزال مدمر ضرب تركيا وسوريا وشعر به سكان كل الدول المجاورة ومن بينها لبنان، وحّد الانسان مع اخيه الانسان بغض النظر عن انتماءاته السياسية والطائفية والمذهبية فهبت اجهزة الاغاثة كلها في اتجاه المناطق المنكوبة لتقديم العون والمساعدة علها تخفف من وطأة الكارثة. وقد انضم اليها لبنان على رغم ضآلة امكاناته بفعل المحنة التي يمر بها وجبل الازمات القابع في ظله لكن «فلس الارملة» قد يفعل فعله، ولو بالحد الادنى.
قتل وأصيب الاف الأشخاص في سوريا وتركيا جراء زلزال قوي ضرب فجر امس اما في لبنان، فاستفاق المواطنون فجرا على هزة ارضية قوية شعر بها سكان البلاد من شمالها الى جنوبها، مصدرها الزلزال التركي- السوري. واذا كانت الدولتان سجلتا سقوط ضحايا بالآلاف ودمارا هائلا، الا ان العناية الالهية رأفت باللبنانيين. وفي وقت سُجلت هزات ارتدادية في لبنان امس وزلزال آخر في تركيا، استنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس والجامعات والحضانات اليوم وغدا بينما الخشية كبيرة من سقوط مبان قديمة متصدّعة في المناطق الفقيرة سيما في طرابلس.
استنفار تحسبا
بينما اعلن الجيش اللبناني ارساله 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، رأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل الظهر اجتماعاً طارئاً لـ»اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات» التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الاجراءات المتعلّقة بالهزّة الأرضية التي وقعت فجراً.
مجلس وزراء
في الموازاة، عقد مجلس الوزراء جلسة في السراي برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي.
وبعد الجلسة، أعلن وزير الصحة فراس الابيض انه «لا رفع للدعم عن ادوية السرطان وتم اقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500». بدوره، أكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه «خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح». وأعلن سلام انه «تم اقرار اعتمادات خلال جلسة اليوم لدعم القمح بقيمة 8 ملايين دولار». وتم ارجاء البحث في مخصصات الانتخابات البلدية.
مساعدة المعلمين
بدوره، قال وزير التربية عباس الحلبي «حيز كبير من جلسة اليوم كان للقطاع التربوي وكان حرص من جميع الوزراء على استكمال العام الدراسي». وقال وزير الإعلام زياد المكاري خلال تلاوته المقررات: ستكون هناك مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل كما سيكونُ هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية.
اجتماع باريس
رئاسيا، اتجهت الانظار الى باريس. وفي التفاصيل حول طبيعة الوفود المشاركة في اللقاء الخماسي الدولي بشأن لبنان، تبين ان «عن الجهة الفرنسية يشارك كل من آن غوغين مديرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية وباتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط. – باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى ترأس الجانب الاميركي – المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا يترأس الوفد السعودي – محمد الخليفي مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الاقليمية يرأس الجانب القطري – سفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف يشارك عن الجانب المصري.
القوات وبكركي
في الداخل، لفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية في معراب إلى أنّ «تجتمع الدول الخمس (السعودية- قطر- أميركا- مصر- فرنسا) في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان، والأكيد أنه لن يتم البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأن الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتم التداول بها بين الكتل النيابية». وشدد جعجع على أنّ «حزب الله لم يتخل في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاوراته مع باسيل لم تأت بنتيجة»، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدد الأزمة 6 سنوات أخرى». وقال «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه».
ينتظرون ما سنفعله
الى ذلك، وبينما يزور وفد من التكتل بكركي قبل ظهر اليوم، بحث مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان مع سفير دولة قطر في لبنان إبراهيم السهلاوي في المستجدات على الساحة اللبنانية وأوضاع المنطقة وتعزيز العلاقات والتعاون بين البلدين. كما بحث المفتي دريان مع وفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط وضم النواب: وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ وبلال عبد الله، في الأوضاع الراهنة.
البيطار يرجئ
قضائيا، تراجع المحقّق العدلي في الملف القاضي طارق البيطار،وقرر تأجيل جلسات التّحقيق المحدّدة خلال شهر شباط، وذلك بالنّظر للظّروف المستجدّة المرتبطة بقرارات صادرة عن النّائب العام التمييزي، وحفاظًا على سلامة التّحقيق وحسن سيره. وأوضح البيطار، بحسب ما نقلت قناة الـ»MTV» «أنّني أجّلت الجلسات لأنّ مصلحة ملف التّحقيق العدلي تقتضي حصول تعاون بين المحقّق والنّيابة العامّة التّمييزية، وحاليًّا هذا التّعاون غير قائم، ويُفترض أن يُحلّ، وعندها نستأنف العمل». وكانت المعلومات اشارت الى أنّه «إذا سطّر القاضي البيطار مذكرات توقيف بحقّ المشنوق وزعيتر فسيُسطّر القاضي عويدات مذكرة إحضار بحق البيطار و»البادي أظلم». وفي السياق، افادت مصادر أمنية ان هناك «تخوّفا من تصادم بين أمن الدولة التي ستنفّذ مذكرة إحضار البيطار إذا سطّرها عويدات وبين قوّة من الجيش المولجة حماية أمن البيطار».