فاضت روح التضامن مع الشعبين السوري والتركي عند اللبنانيين، تعاطفاً وحزناً ورغبة بالمساعدات، وإنهاء الخلافات لمواجهة المأساة الناجمة عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، والارتدادات التي نجمت عنه، وشعر بها اللبنانيون عند الثالثة وعشرين دقيقة من فجر امس في ما يشبه الذعر والخوف من انهيارات وإصابات، حيث كانت الأبنية الشاهقة، وحتى العادية، تتراقص وتهتز تحت تأثيرات الارتدادات الزلزالية.
ومع موجة البرد والصقيع جاءت نكبة الزلزال وارتداداته، لتضيف عبئاً جديداً على اللبنانيين المحاصرين بالتلاعب بالدولار، والحصار الأميركي والغربي على الطاقة والتغذية بالكهرباء، وتأزمات الداخل، والاضرابات وآخرها إعلان جمعية المصارف الاضراب، غير المحدد بمدة زمنية، في ضوء تفسيرات متباينة، بين الدعاوى والاستدعاءات القضائية والتعميم الاخير لحاكم مصرف لبنان الذي قضى بتعديل القرار 13353 المتعلق بالقيود الاستثنائية على بعض العمليات التي تقوم بها المصارف.
ووسط مخاوف من ارتدادات قد تتكرر للزلزال التركي، تقفل الجامعات والمدارس الرسمية والخاصة اليوم وغداً الخميس في عطلة عيد مار مارون، ريثما تنجلي العاصفة، ويتضح وضع الطرقات والتنقل، ومن اجل سلامة الطلاب وافراد الهيئة التعليمية.
فقد عاش لبنان امس بين الهزات الطبيعية وتوابعها في الاقليم، التي صرفت الاهتمام عن الهزات السياسية والمعيشية الحاصلة، فيما اتجهت الانظار الى باريس لمتابعة اللقاء الخماسي الدولي بشأن لبنان الذي شارك فيه: آن غوغين مديرة شمال أفريقيا والشرق الأوسط في الخارجية الفرنسية، وباتريك دوريل مستشار الرئيس الفرنسي لشؤون شمال افريقيا والشرق الاوسط، وباربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى، والمستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا، ومحمد الخليفي مساعد وزير الخارجية القطرية للشؤون الاقليمية، وسفير مصر لدى فرنسا علاء يوسف عن الجانب المصري.
واستمر الاجتماع من الظهر حتى قرابة السادسة مساء، وسط معلومات انه كان ايجابياً وان المجتمعين ركزوا على سبل توفير مصلحة لبنان، لكن على اللبنانيين تقرير تفاصيل تحقيق هذه المصلحة. وكان تأكيد على وجوب إجراء الاصلاحات البنيوية في كل القطاعات كإجراء اساسي لحصول التقدم.
ولفتت مصادر مطلعة عبر «اللواء» الى ان الملف الرئاسي الذي حط في اجتماع باريس لن يجمد على الصعيد الداخلي وان المساعي لا تزال قائمة لكنها لم تصل الى نقطة تسمح بالتأكيد ان الحسم قد اقترب.
وقالت هذه المصادر ان الافكار نفسها لا تزال تخضع للاخذ والرد ولا سيما بالنسبة الى تلك التي يسوق لها رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب السابق وليد جنبلاط ولائحة الاسماء الثلاثة التي تضم قائد الجيش والوزير السابق جهاز ازعور والنائب السابق صلاح حنين.
واوضحت ان اجتماع بكركي لجمع النواب المسيحيين لم يحدد موعده بعد، واشارت الى ان مواقف حزب القوات اللبنانية ليس بموقف رافض له، وبالتالي من غير المستبعد حصوله عندما تكتمل العناصر بشأنه إذ أن لا رغبة لدى بكركي في أن يفشل قبل عقده.
وفي لبنان عقد مجلس الوزراء جلسة أقر فيها البنود المتعلقة بقطاعات الصحة والتربية ودعم القمح والزراعة والطيران المدني، فيما وصفها «رئيس القوات اللبنانية» سمير جعجع بـ«غير القانونية». وقال: هناك دستور اذا تجاهلناه فهذه نهاية الجمهورية، ولا سيما أن جدول الاعمال تضمن نقاطا عديدة واضيف اليه بعد الموادّ، بينما في الواقع كان يجب البحث ببند او بندين لأهميتهما في ظل احتياجات اللبنانيين.
وفي الشأن الرئاسي قال جعجع: بعد ان تأكّد «حزب الله» بأن «التيار الوطني الحر» لن يصوت لـ«رئيس المردة» بدأ بجولات على النواب المستقلين، بتوزيع ادوار بينه وبين الرئيس نبيه بري، في محاولة للملمة اصوات تمكنّ فرنجيه من الوصول الى سدّة الرئاسة. ولكن حتى هذه اللحظة لم تؤدِّ مشاوراتهم واتصالاتهم الى اي نتيجة واعتقد انها لن تؤدي.
ورداً على سؤال رأى جعجع «ان فرنجية بعيد عن تأمين 65 صوتا خلافا للحملة الاعلامية التي يقوم بها البعض، واذا حصل ذلك، الامر سيبحث في حينه بشأن مشاركة «القوات» في تأمين النصاب، ولكن اؤكد اننا سنعارض ونواجه كل ما هو ممكن ان يؤذي أو يضر البلد أم يجدد للأزمة».
مجلس الوزراء
عقد مجلس الوزراء جلسة في السرايا برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي جدّد في مستهل الجلسة ، دعوته الوزراء الى المشاركة في الجلسات الحكومية، كلما إقتضت الحاجة لعقدها، مؤكداً «أننا لا نتحدى أحدا ولا نصادر صلاحيات أحد، بل نلتزم باحكام الدستور وروحيته، ومن غير المنطقي ولا الاخلاقي أن ننكفئ عن المهمات المطلوبة منا او نتعمد الاستقالة العملية من مسؤولياتنا».
وأوضح ميقاتي في كلمته في مستهل جلسة مجلس الوزراء صباح أمس، أن جدول الاعمال الموضوع حافل بالملفات الداهمة والطارئة والتي لا يمكن تركها او التلكؤ في معالجتها، وفي مقدمها ما يتعلق بمطالب اساتذة المدارس الرسمية والجامعة اللبنانية وتأمين الموارد اللازمة لها، إضافة الى إمور أساسية تتعلق بسير عمل الدولة ومؤسساتها ومختلف القطاعات».
وقال ميقاتي: إن مجلس الوزراء هو سيد نفسه واي امر يعتبر البعض انه غير ملح او يشكل تحديا لأي طرف كان، فنحن على استعداد لتأجيله.
وفي ملف القضاء، أضاف ميقاتي: صحيح اننا لا نتدخل في عمل القضاء، ولكن يهمنا السهر على الامن والاستقرار، وفي اي لحظة نلمس اي شيء قد يعكر الاستقرار فسنتداعى للبحث جميعا في هذه الملفات. قد يسأل البعض عن سبب سكوتنا عن التجنيات التي تطالنا، ولكننا نؤكد ان هذا السكوت مرده الى قناعتنا بأحقية ما نقوم به، وبأن الناس ملّت السجالات وتريد حلا لمشاكلها.
وتلا وزير الإعلام زياد المكاري مقررات الجلسة وقال: تمت الموافقة على تمويل مشروع اجراء مناقصة عالمية عبر منظمة الطيران المدني لتلزيم شراء ردار للطيران المدني، كما تم تمديد عقد صيانة وحراسة مطمر الناعمة. وفي الشؤون الصحية تم اقرار السلفة لوزارة الصحة للمساعدات الاجتماعية وسلفة اخرى للامراض السرطانية والمستعصية والمزمنة، وهناك مشروع مرسوم اتفاقية قرض بين الجمهورية اللبنانية والبنك الدولي لانشاء وتنفيذ مشروع تعزيز استجابة لبنان لجائحة» كوفيد 19».
اما في الشؤون المالية، فتم اقرار مشروع قانون معجل يرمي الى إجازة جباية الواردات، كما في السابق، وصرف النفقات إعتبارا من اول شباط 2023 لغاية صدور الموازنة 2023 على اساس القاعدة الاثنتي عشرية.
وفي الشؤون التربوية أعلن وزير التربية انه تم اقرار المساعدة بمليار و50 مليون ليرة لوزارة التربية، كذلك بمليار و500 مليون للقطاع العام ككل.
وفي موضوع الجامعة اللبنانية هناك مدربون متعاقدون في الساعة كانوا يتقاضون اتعابهم في اخر السنة وسيصار الى تنظيم عقودهم ليقبضوا رواتبهم في بداية السنة.
تم تكليف الهيئة العليا للاغاثة بالتعاون مع نقابتي المهندسين في بيروت وطرابلس والبلديات ومع الاجهزة الامنية باجراء مسح شامل للابنية المتصدعة من جراء الهزة التي حصلت وانجراف التربة على الطرقات العامة، ورفع تقرير مفصل لمجلس الوزراء.
وفي موضوع الانتخابات البلديات تم تأجيل البند حيث كانت الكلفة 8 ملايين و900 الف دولار، علما ان وزير الداخلية اكد جهوزية الوزارة والحكومة لإجراء الانتخابات.
وقال ردا على سؤال:نعم هناك امكانية لتأجيل موعد الانتخابات البلدية.
واضاف: ستكون هناك مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل كما سيكونُ هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية.
وأعلن وزير الصحة فراس الابيض انه «لا رفع للدعم عن ادوية السرطان وتم اقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500». بدوره، أكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه «خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح». وأعلن سلام انه تم اقرار اعتمادات خلال جلسة اليوم لدعم القمح بقيمة 8 مليون دولار». وتم ارجاء البحث في مخصصات الانتخابات البلدية.
بدوره، قال وزير التربية عباس الحلبي «حيز كبير من الجلسة كان للقطاع التربوي وكان حرص من جميع الوزراء على استكمال العام الدراسي.
وقال وزير الزراعة عباس الحاج حسن: هناك قرارات مركزية وأساسية اتخذت تتعلق بوزارة الزراعة واستدامة هذا القطاع ، اولا بالنسبة الى السلفة التي تبلغ قيمتها 8 مليون دولار لوزارة الاقتصاد لشراء القمح ودعمه، خُصصت وزارة الزراعة 1.5 مليون دولار من هذه القيمة لدعم القطاع الزراعي. وفي ما خص طلب وزارة الزراعة، تمت الموافقة على ان يُخصص للوزارة 50 الف دولار من حقوق السحب الخاصة لمكافحة الحشرات وتحديدا حشرة «السونا».
وقال وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية: صدر قرار عن مجلس الوزراء بتكليف وزير الاشغال العامة والنقل بالتواصل مع الجانب السوري ووزير البيئة بالتواصل مع الجانب التركي، وبطبيعة الحال قمت مباشرة بالتواصل مع وزيري الصحة والنقل في سوريا، وتقدمت باسم رئيس الحكومة اللبنانية والشعب اللبناني بالتعازي للجانب السوري، واعربنا له عن استعدادنا لتأمين أي مساعدة للشعب السوري، لأنه من الواجب علينا ان نساند من يقف مع لبنان في أشد أزماته، وواجب علينا أن نقف مع سوريا اليوم في هذه الأزمة الكبيرة جدا على المستوى الانساني وعلى كل المستويات.
وقال وزير البيئة ناصر ياسين: اتصلت صباحا بالجانب التركي وسيشكل فريق إنقاذ بحري لرفع الانقاض مؤلف من الجيش والدفاع المدني وبعض المتخصصين وسينطلق عند السادسة مساء الى أضنة مباشرة، وأمنت الخطوط الجوية التركية مع السفارة التركية الطائرة، وهذا اقل ما يمكن أن نقوم به للوقوف الى جانب الشعب التركي في هذه الظروف الصعبة.
هزّات طبيعية
عاش سكان لبنان لحظات من الهلع جرّاء الهزة التي ضربت أغلب المناطق بقوة 4,3 درجات فجر اليوم، إثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا، ما دفع بعضهم للخروج إلى الشوارع والمناطق المفتوحة خوفاً من انهيار الأبنية.
واشار المركز الوطني للجيوفيزياء في بحنس، التابع للمجلس الوطني للبحوث العلمية، الى أنّه عند الساعة 3:17 فجراً بتوقيت بيروت، حصلت هزة أرضية في البحر بين لبنان وقبرص، قوّتها 4,8 درجات على مقياس ريختر، وتبعد عن الشاطئ اللبناني حوالى 160 كلم، وشعر بها سكان لبنان خصوصاً في المناطق الساحلية الشمالية.
وكشف النائب محمد سليمان عن مقتل لبنانيين في الزلزال الذي وقع في تركيا. هما الدكتور وسام الأسعد وابنته ندوة. كما نعى أهالي جبل محسن في طرابلس، الشابة سيلينا الهضام ووالدتها سوسن، اللتين تُوفيتا في اللاذقية، بسبب الزلزال الذي ضرب سوريا.
وترددت معلومات عن تصدّع عدد من الأبنية في مدينة طرابلس التي يبدو أنها كانت أكثر تأثّراً بالهزّة. وأدت الهزة الارضية الى حدوث تشققات في الطريق عند دوار جنبلاط في صور جنوب لبنان، وتصدع حائط مبنى في منطقة النبعة – برج حمود.
وسادت حالة من الهلع لدى السكان، وقد خرج بعضهم إلى الطرق العامة والأماكن المفتوحة خوفاً من ارتدادات أخرى، في ظلّ طقس عاصف ومثلج.
وتسببت الهزة الأرضية، بانهيار منزل أبو عسلي الحداد في بلدة عين عطا – قضاء راشيا الوادي، من دون وقوع ضحايا.
كما شعر سكان منطقة الشمال، بهزات أرضية متتالية أيقظت الناس من نومهم، حيث عمّت حالة من الهلع والخوف معظم المنازل.وعمد عدد من المواطنين في طرابلس والمحيط الى إطلاق الرصاص النار في الهواء لإيقاظ المواطنين خوفاً من تكرار الهزات ووقوع أضرار، وصدحت المساجد بآيات قرآنية.
كما جالت مسيرات في شوارع بيروت الضاحية الجنوبية ومناطق اخرى، بعد خروجهم من منازلهم الى الشارع خوفا، برغم الأمطار والهواء العاصف وشدة البرد. وامضى بعضهم ليلته في السيارات.
وضرب زلزال جديد ظهراً بقوة 7.5 درجات على مقياس ريختر وسط تركيا، وفق ما أفاد مركز رصد الزلازل الأوروبي. فيما سجل زلزال ثانٍ مركزه كهرمان ماراش جنوبي البلاد بقوة 7.6 درجات، بحسب إدارة الكوارث والطورائ التركية.
واستمرت الهزات الارتدادية تضرب مناطق الشرق الأوسط، فقد وقعت هزة في ولاية شانلي أورفا التركية، كما في القامشلي، ودمشق واللاذقية وعدد من المحافظات السورية.وشعر سكان الموصل ودهوك وأربيل بهزة أرضية، على ما افاد الإعلام العراقي، كذلك حصلت هزتين متتاليتين في لبنان، أخف من تلك التي وقعت فجراً. والأمر نفسه في العاصمة الأردنية عمان.
لجنة الكوارث
ورأس رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عند التاسعة صباح اليوم، اجتماعا طارئا لـ«اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والازمات» التابعة لرئاسة الحكومة في السرايا لمتابعة الاجراءات المتعلقة بالهزة الارضية التي وقعت فجرا.
وأعطيت التوجيهات اللازمة في ما يتعلق بمواكبة كل ما يحصل، وتزويد المواطن بالاجراءات والتوجيهات المناسبة منعاً لحصول أي هلع، والاستعداد لأي طارئ والكشف الوقائي على المباني والمنشآت التي يقال إنها أصيبت بأضرار.
وإستنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس اليوم وغدا الاربعاء بينما الخشية كبيرة من سقوط مبان قديمة متصدّعة في المناطق الفقيرة سيما في طرابلس.
واعلن الجيش اللبناني ارساله 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ.
وأصدر وزير الداخلية في حكومة تصريف الاعمال بسام المولوي قرارا أرفقه بعبارة «عاجل جدا»، وفيه يطلب إعلان حال طوارئ بلدي وإجراء مسح بالاضرار الناتجة عن الهزة الارضية التي ضربت لبنان. وكلف المدير العام للتربية عماد الاشقر مديري التعليم الأساسي والثانوي ورؤساء المناطق التربوية في المحافظات والمسؤولين عن المؤسسات التربوية الخاصة، التعاون مع البلديات ومع الهيئة العليا للإغاثة ونقابة المهندسين ، معاينة مباني المدارس والثانويات الرسمية بعد حدوث الهزة الأرضية، وفي حال وجود أي تصدع أو تشقق، ضرورة إبلاغ الوزارة لاتخاذ التدابير اللازمة، حرصا على سلامة المدارس وتلامذتها وهيئاتها التعليمية والإدارية. وصدر عن المكتب الإعلامي في وزارة الصحة العامة بيان جاء فيه «تقفل دور الحضانة الخاصة كافة، يومي الثلثاء والاربعاء ٧ و٨ شباط، بسبب الهزة الأرضية، التي حصلت فجر اليوم (امس)، والتحذير من حدوث هزات ارتدادية جديدة، فضلا عن اشتداد العاصفة الثلجية وسوء الأحوال المناخية السائدة في لبنان. وذلك حفاظاً على صحة وسلامة الأطفال والحاضنات».
وفي مستهل جلسة مجلس الوزراء، هنأ ميقاتي اللبنانيين بالسلامة بعد الهزة الارضية التي حصلت فجرا، مبدياً أسفه «لما حصل في الدول الصديقة المحيطة بلبنان جراء الزلزال الذي وقع، مضيفاً: لن نتردد لكي نكون الى جانب اخوتنا في هذه الاوقات الصعبة، كما كانوا هم الى جانبنا دائماً».
وأجرى ميقاتي اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامنا بعد الزلزال المدمر الذي اصاب مناطق سورية وتسبب بسقوط ضحايا واضرار. كما قدم له تعازيه بالضحايا الذين سقطوا، ومنهم افراد من عائلته. وابلغ الرئيس ميقاتي نظيره السوري وضع الامكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية.
وفي السياق، قال الأمين العام للصليب الأحمر جورج كتانة: لم ننقل أي إصابات بجروح نتيجة الهزات الارتدادية، وتعاملنا مع حالات أصيبت بنوبات قلبية وهلع.
بدوره، دعا الأمين العام للهيئة العليا للإغاثة اللواء الركن محمد خير بناء على توجيهات رئيس الحكومة جميع اجهزة وافراد الخدمات الانسانية إلى الجهوزية التامة والالتحاق بمراكزها لمواكبة أضرار وتداعيات الهزة الارضية الكبيرة التي ضربت الاراضي اللبنانية وكان مصدرها تركيا.
العمالي: إرجاء الاضراب
على صعيد آخر، أعلن الإتحاد العمالي العام في لبنان، تأجيل إضرابه الذي كان مقرّراً يوم الأربعاء المقبل، إلى يوم الخميس 16 شباط.
وعلّل ذلك بسبب سوء الأحوال الجوية، وتحسسا مع المواطنين جراء الهزة الأرضية التي ضربت لبنان فجراً.
واشار الاتحاد في بيان الى انه سيعقد مؤتمراً صحفياً يوم الأربعاء في 15 شباط الحالي في مقر الإتحاد – كورنيش النهر لتحديد أطر التحرك، على أن يؤجل المؤتمر الصحافي الذي كان مقررا امس في مقر الاتحاد.
والبيطار أرجأ كل الجلسات
من جهة ثانية قضائية، أرجأ المحقق العدلي القاضي طارق البيطار جميع الجلسات التي كان قد قررها خلال شباط الجاري في ملف انفجار مرفأ بيروت. المحددة اليوم للرئيس حسان دياب والوزيرين السابقين نهاد المشنوق وغازي زعيتر الى موعد لم يحدده بعد.
ويعود السبب إلى أن القرارات الصادرة عن النيابة العامة بالامتناع عن التبليغات وعدم اعترافها بمذكراته وعدم تبلغها الكتب والرد عليها تستوجب التريث وتأجيل الجلسات.
وقال البيطار: أن عدم التعاون بين المحقق العدلي والنيابة العامة التمييزية أمر غير طبيعي ويجب حل هذا الموضوع.
واضاف: ان هناك دعوى اغتصاب سلطة بحقّي من النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات. فإن كنت مغتصب سلطة فلأحاسب وإذا لا، لأتابع. مجدداً تأكيده انه «يريد وضع التحقيق في مرفأ بيروت على الطريق الصحيح، وأن من مصلحة التحقيق العدلي التعاون بين المحقق العدلي والنائب العام التمييزي، ويقضي الأمر ايجاد حل لذلك.
المصارف خارج الخدمة
وامس، اعلنت المصارف الخروج من الخدمة باعلان الاضراب العام، مع الاستمرار بتأمين السيولة النقدية لزبائنها عبر الصراف الآلي، وبانتظار «تأمين المعالجة السريعة للأزمة المصرفية النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني».
وقالت في بيان لها بسبب «عدم الاعتراف بالشيك وخاصة بالشيك المصرفي بأنه وسيلة دفع قانونية».وقالت: إن إلزام المصارف بالتعامل النقدي، فضلاً عن انه يجعلها في استحالة مكافحة تبييض الأموال مما يخرجها من النظام المصرفي العالمي، يفرض توفر مبالغ نقدية هائلة لا توجد حتى لدى أكبر المصارف في العالم، في وقت إن إمدادها بالمبالغ النقدية من قبل مدينيها وعلى رأسهم الدولة اللبنانية ومصرف لبنان،غير متوفر أو مقيّد حتى بالليرة اللبنانية.
واكدت «انه يمكن حل هذه اللزمة النظامية سوى عبر تسريع الحلول التي طال اعتمادها، وفي طليعتها قانون الكابيتال كونترول وقانون إعادة هيكلة المصارف». مطلقة الصرخة حول وجوب تأمين المعالجة السريعة لهذه الأزمة النظامية والوجودية لها ولمودعيها وللاقتصاد الوطني.
وطالبت جمعية المصارف الدولة بإقرار قانون معجل مكرر يلغي بشكل كامل وبمفعول رجعي السرية المصرفية، ويسمح للمصارف بمنح المعلومات المصرفية على كل حسابات زبائنها وفي طليعتهم القيمين على ادارتها ومساهميها وسواهم.
لا تسعير بالدولار
وعلى الصعيد المعيشي، تمّ ارجاء تسعير السلع الاستهلاكية بالدولار الأميركي في السوبرماركات في ضوء الاعتراضات التي صدرت، ولحين إيجاد صيغة قانونية مقبولة في وقت لاحق.
كورونا: 150
كوليرا: صفر
صحياً، اعلنت وزارة الصحة العامة في تقرير نشرته مساء أمس، عن حالات كورونا تسجيل «150 إصابة جديدة رفعت العدد التراكمي للحالات المثبتة الى 1229555، كما تم تسجيل حالة وفاة واحدة».
كذلك نشرت الوزارة تقريرا عن حالات الكوليرا في لبنان، اذ لم يسجل أي إصابة جديدة، وعليه استقر العدد التراكمي للحالات المثبتة على 671، كما لم يتم تسجيل أي حالة وفاة وسجل العدد التراكمي للوفيات 23