احتل «غضب الطبيعة» المشهد داخليا واقليميا اثر الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا واصاب سكان دول المنطقة بما فيها لبنان «بالهلع» في ليلة شتاء عاصفة وباردة لم تمنع الكثيرين من مغادرة منازلهم والخروج الى الشوارع في حالة من الصدمة. حجم الكارثة البشرية لم تتكشف فصولها النهائية بعد وقد تبلغ ارقاما قياسية نسبة لاعداد المباني المنهارة على سكانها خصوصا في الجنوب التركي حيث المركز الرئيسي للزلزال الذي تجاوزت هزاته الارتدادية المئات. اما في لبنان الذي استنفرت اجهزته الاغاثية تحسبا للأسوأ، اقتصرت الاضرار على بضعة تصدعات في المباني والطرقات ،فيما اعلن عن فقدان الاتصال، بأب وابنته من المغتربين العكاريين في احدى المناطق التركية المتضررة. وعشية اجتماع مفترض لمجلس القضاء الاعلى اليوم، عاد التحقيق في جريمة المرفأ الى «ثلاجة» الانتظار من جديد بعد قرار المحقق العدلي القاضي طارق البيطار بتاجيل الاستدعاءات المقررة يوم امس الى «أجل غير مسمى» منقذا القضاء و»العدلية» من «زلزال» لم تكن هزاته الارتدادية معلومة في قوتها وحجم اتساعها.
وزاريا، عقدت جلسة الحكومة الاستثنائية الجديدة دون «صخب» معتاد من قبل التيار الوطني الحر بعدما بات الامر «عرفا» يتجاوز قدرته على منعها في ظل تراكم الملفات والقضايا الملحة غير القابلة للتأجيل، فأقرت حزمة مساعدات للقطاعين العام والتربوي وتم ارجاء البحث في ملف الانتخابات البلدية. وفيما «اجهضت» القوات اللبنانية صباح امس، اللقاء الموسع المزمع عقده في بكركي لانتفاء الحاجة اليه في غياب اي أفق لتحقيق خرق في الملف الرئاسي، بحسب تقدير «معراب»، احتلت المشهد في المساء جمعية المصارف التي اعلنت اضرابا غير محدد المدة احتجاجا على ما تعتبره قرارات قضائية غير منصفة بحقها. اما انظار البعض فكانت مشدودة بالامس الى باريس، دون الكثير من الآمال الى «الاجتماع الخماسي» الذي عقد على وقع تسريبات اميركية وسعودية خلاصتها «لا تنتظروا منها شيئا»!
هلع.. ودبلوماسية الكوارث
في اجواء عاصفة وباردة، استفاق اللبنانيون فجر امس على هزة ارضية قوية، ساد بعدها الهلع وخرج السكان الى الشوارع في اكثر من منطقة، ليتبين لاحقا ان مصدر الزلزال جنوب تركيا وشمال سوريا، وقد توالت الهزات الارتدادية في لبنان طوال يوم امس، وقد استنفرت الاجهزة اللبنانية والادارات المعنية لمواكبة الوضع المستجد، فأقفلت المدارس حتى يوم الخميس. وفيما اكد بوحبيب فقدان الاتصال بمواطنين لبنانيين في المناطق التركية المنكوبة، كشف النائب محمد سليمان عن مقتل الدكتور وسام الأسعد وابنته ندوة. ورأس رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي قبل الظهر اجتماعاً طارئاً لـ»اللجنة الوطنية لإدارة الكوارث والأزمات» التابعة لرئاسة الحكومة. وسمحت الكارثة بعودة الاتصالات الدبلوماسية الى اعلى مستوياتها من الباب الانساني بين بيروت ودمشق، واجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالا هاتفيا برئيس مجلس الوزراء السوري حسين عرنوس متضامنا،كما قدم له تعازيه بالضحايا الذين سقطوا ، ومنهم افراد من عائلته. وابلغ الرئيس ميقاتي نظيره السوري وضع الامكانات اللوجستية المتاحة في لبنان في خدمة جهود الاغاثة الجارية. وقد كلف رئيس الحكومة وزير الاشغال العامة والنقل علي حميّة متابعة الملف وتقديم ما يلزم. كما قدم وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب في اتصال هاتفي مساء امس، من «نظيره السوري فيصل المقداد ومن سوريا حكومة وشعبا بأحر التعازي بضحايا الزلزال وأكد «الاستعداد لتقديم كل مساعدة ممكنة ضمن الإمكانات المتوافرة. وقد ضرب الزلزال في سوريا محافظات حلب وإدلب وحماة واللاذقية وطرطوس، وقال الدفاع المدني السوري الموجود في مناطق المعارضة شمال غرب البلاد إن المئات قتلوا واصيبوا، ووصف الوضع بالصعب جدا، مؤكدا أن مدينة حلب هي الأكثر تضررا، وأنهم بحاجة لمساعدة دولية.
مساعدة «رمزية» الى تركيا
وارسل الجيش اللبناني 20 عنصرًا من فوج الهندسة إلى تركيا للمساهمة في أعمال البحث والإنقاذ، وفي تركيا قتل وأصيب الالاف ، ورفعت السلطات التركية حالة الإنذار إلى المستوى الرابع، وهو يشمل طلب المساعدة الدولية. وقالت إدارة الطوارئ والكوارث التركية إن زلزالا بقوة 7.4 درجات على مقياس ريختر ضرب ناحية بازارجيك من ولاية كهرمان مرعش جنوب تركيا، على عمق 7 كيلومترات، في حين أفاد المعهد الأميركي للزلازل بأن قوة الهزة الرئيسية بلغت 7.8 درجات. واستمر الزلزال في كهرمان مرعش لنحو دقيقة وتسبب في دمار عشرات المباني وفي حريق ضخم، وبالإضافة إلى كهرمان مرعش، ضرب الزلزال ولايات غازي عنتاب وأضنة وملاطيا وديار بكر وشانلي أورفا وعثمانية، وتسبب في انهيار مئات المباني وحوصر العديد تحت الأنقاض. وأظهرت مقاطع مصورة السكان وهم يهرعون للشوارع وسط أجواء باردة بسبب الثلوج التي تساقطت في الأيام الماضية. وقال رئيس مرصد الزلازل في تركيا إن هذا الزلزال هو الأكبر منذ زلزال آب 1999 الذي تسبب في مقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول. فيما اكد الرئيس التركي رجب طيب اردوغان انه اقوى من زلزال عام 1933.
الاجتماع الخماسي؟
في غضون ذلك بحث الاجتماع «الخماسي» في باريس امس نقاطا عامة حول الازمة اللبنانية، ووفقا لمصادر دبلوماسية، كان اللقاء ايجابيا لناحية تجديد الحرص على استقرار لبنان، لكن المجتمعين لم يدخلوا في اية تفاصيل محددة تتعلق باسماء مرشحة للرئاسة الاولى… وكان التوافق تاما على ان يقوم اللبنانيون بقيادة بلادهم نحو الخروج من الازمة عبر سلسلة اصلاحات واضحة. بمعنى آخر، فان الامر يقع على عاتقهم اولا… وقد شاركت في الاجتماع مساعدة وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الادنى باربرا ليف، ومساعدها تيري ولف ، نزار العلولا مستشار الديوان الملكي السعودي، مساعد وزير الخارجية القطري محمد الخليفي والمستشار في الرئاسة الفرنسية للشرق الاوسط باتريك دوريل وآن غيغن مديرة قسم الشرق الاوسط في الخارجية الفرنسية. ومثّل مصر في الاجتماع سفيرها في باريس علاء يوسف،وشارك أيضاً سفيرة الولايات المتحدة في بيروت دوروثي شي وسفيرة فرنسا في لبنان آن غريو..
«الكتاب» الاميركي يقرأ من عنوانه!
ووفقا لمصادر مطلعة، لم يكن احد يراهن على اكثر من بيان الخارجية الفرنسية، فمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بربارة ليف كانت قد نصحت الوفد النيابي اللبناني الذي التقته قبل ايام في واشنطن، بأن لا يعولوا على الولايات المتحدة الاميركية في الاستحقاق الرئاسي، او في اعادة بناء السلطة التنفيذية، وقد لمسوا غياب اي وجود للملف اللبناني على الاجندة الاميركية في هذه المرحلة. وكانت واضحة في الطلب منهم بان يبادروا بأنفسهم إلى حل عقدة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة قادرة على تولي مسؤولية إعادة بناء المؤسسات وتحقيق الإصلاحات السياسية والاقتصادية. وقالت صراحة «ان اخراج بلادكم من المأزق هو مسؤوليتكم اولا»، وفهموا ان واشنطن ليست في صدد دعم اي مرشح رئاسي. وقد جاء اعلان البنك الدولي عن «طي صفحة» القرض المخصص للكهرباء والغاز، ليزيد من قتامة الصورة الاميركية السلبية وضوحا.
لماذا لا تبالي السعودية؟
ومن الجانب السعودي لا تبدو الصورة افضل حالا، فالرياض ليست معنية من قريب او بعيد بالعودة الى الساحة اللبنانية، وفقا للصيغة القديمة المعتادة، وهي سبق وابلغت باريس والدوحة انها لم تعد معنية بالاستثمار سياسيا في لبنان، وتدخلها الاقتصادي سيكون محدود جدا لا يتجاوز المساعدات الانسانية المحددة الوجهة والصرف الدقيق. ووفقا لمصادر دبلوماسية، فان من لم يدرك بان الادارة السعودية للملفات الخارجية قد تغيرت،لا يفقه شيئا في علم السياسة، فالسعودية في طليعة الدول التي استفادت من الحرب الروسية الأوكرانية، نتيجة ارتفاع أسعار البترول عالميا، وتجاوز الناتج المحلي التريليون دولار، فما الذي تحتاج الى الاستثمار فيه على الساحة اللبنانية سواء في السياسة او الاقتصاد؟. ولولا الاشتباك غير المباشر مع طهران على الساحة اليمنية لما احتاجت اصلا الى الحوار مع الايرانيين. فوفقا للرؤية السعودية، طهران محاصرة ودول محورها تعاني اقتصاديا، بينما هي جزء من «دول العشرين». ومن هنا يمكن فهم التعامل السعودي «الفظ» مع الازمة الاقتصادية المصرية والمجاهرة بعدم تقديم اي دعم مالي جديد «غير مشروط». واذا كانت دولة كمصر قد فقدت اهميتها الاستراتيجية بالنسبة الى السعودية غير المكترثة بفض الشراكة معها، الا اذا لبت شروطها الخاصة بالتنازل عن قطاعات خاصة وحكومية ترغب في الاستحواذ عليها، وتخفيف قبضة الجيش على الاقتصاد المصري، وهو العامود الفقري لبقاء الدولة المصرية الحالية، فكيف حريا بدولة انفقت فيها الرياض مليارات الدولارات وكانت الخلاصة «صفر»؟. ولهذا فان ما يجب ان يفهمه اللبنانيون في هذه المرحلة انه عليهم عدم انتظار شيء لا من واشنطن ولا من الرياض، فيما تبقى باريس عاجزة مع الدوحة عن احداث الاختراق المطلوب، وسقف التوقعات لن يتجاوز البيان الصادر عن الخارجية الفرنسية حول اللقاء «الباريسي».
جعجع «والنعي» المبكر
وفي هذا السياق، كان لافتا النعي المبكر من قبل رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لنتائج اجتماع باريس، وكذلك دعوة بكركي الحوارية، وقال بعد اجتماع لتكتل الجمهورية القوية في ان اجتماع الدول الخمس في باريس، على وقع الأزمة الحاصلة في لبنان، جيد، ولكن الأكيد أنه لن يتم البحث بأسماء لرئاسة الجمهورية، لأن الأسماء تُبحث في الداخل وتحصل كما يتم التداول بها بين الكتل النيابية. وشدد جعجع على أنّ حزب الله لم يتخل في أي لحظة عن مرشحه لرئاسة الجمهورية سليمان فرنجية، ومشاورته مع باسيل لم تأت بنتيجة، معتبرًا «أننا أمام مسرحيّة لحزب الله وحلفائه لإيصال مرشحهم للرئاسة، ولن نقبل بمرشح «لا حول ولا قوة له»، وبأنّ نمدد الأزمة 6 سنوات أخرى». وقال «الناس لا تهمّها اجتماعات فولكلوريّة واجتماع بكركي افضل ألا يحصل اذا لم تكن هناك نتيجة منه، معلنا عن زيارة وفد من التكتل الى الصرح البطريركي اليوم.
«والاشتراكي» غير متفائل
وفي السياق نفسه، لم يبد وفد كتلة «اللقاء الديموقراطي» برئاسة النائب تيمور جنبلاط وعضوية النواب وائل أبو فاعور وفيصل الصايغ وبلال عبد الله، بعد لقائه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان اي رهان على نجاح اجتماع باريس في تغيير الوقائع اللبنانية، وقال الصايغ بعد اللقاء، لم نلتمس شيئا جديا بعد حول وجود مبادرة خليجية اتجاه لبنان، العالم في انتظار ما سيفعله اللبنانيون. وعلى المسؤولين اللبنانيين ان يتحركوا ويتصرفوا، والعالم ينتظر معنا ويريد مساعدتنا ويقف معنا. وعن نتائج اجتماع فرنسا قال «لا شك أنه غير حاسم ولكن يقدم الأمور خطوة إلى الأمام ويعرض خارطة طريق، ويؤكد الموضوع الاجتماعي الاقتصادي الإغاثي، ونأمل أن تكون هناك نتائج سياسية ولكن الجميع ينتظر اللبنانيين ماذا سوف يفعلون.
«العدلية» تنجو من «كارثة»
في هذا الوقت، نجت «العدلية» من خضة جديدة بعدما قرّر المحقّق العدلي في قضية انفجار مرفأ بيروت، القاضي طارق البيطار، تأجيل جلسات التحقيق المحدّدة خلال شهر شباط، وذلك بالنظر للظروف المستجدة المرتبطة بقرارات صادرة عن النائب العام التمييزي، وحفاظاً على سلامة التحقيق وحسن سيره. كما برر ذلك خلال مغادرته لمكتبه بالامس، واشار الى انه بغياب تعاون النيابة العامة التمييزية لن يكون هناك اي معنى لاي استجوابات راهنا. وعلم في هذا السياق، ان البيطار، الملاحق بتهمة اغتصاب السلطة يريد من القضاء ان يبت بالدعوى ضده من قبل المدعي العام التمييزي غسان عويدات عليه قبل ان يستانف اعماله. اي في الخلاصة عادت الامور الى «نقطة الصفر» بانتظار المخارج والحلول. وعاد ملف التحقيق الى «الثلاجة» بانتظار حل الازمة المعقدة، لكن ما ثبت خلال الايام القليلة الماضية انه ثمة « لا» كبيرة تعيق «تطيير» البيطار…»ولا» اخرى تمنعه من المباشرة في تحقيقاته. وفي هذا الاطار، تفيد المعلومات ان «تبريد» الاجواء الذي حصل بالامس والذي افضى الى تاجيل البيطار جلسات التحقيق، كان خلاصة اتصالات مكوكية اجراها رئيس مجلس القضاء الاعلى القاضي سهيل عبود بكل من المحقق العدلي ومدعي عام التمييز، ولم يغب عن خط «الوساطة» رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي حرص على تهدئة الامور اولا ثم البحث عن المخارج بعيدا عن «الصخب» والتشنج، علما ان ايا من الحلول لم تتبلور بعد على الرغم من وجود بعض الاقتراحات التي يعمل على بلورتها وستدرس خلال اجتماع مجلس القضاء الاعلى اذا انعقد اليوم. علما ان عويدات لم يتوان عن التاكيد لكل من راجعه انه سيمضي حتى النهاية في اجراءاته اذا ما اصر البيطار على «اغتصاب» السلطة، وكان سيسطر مذكرة جلب بحقه لو اصدر واحدة مماثلة بحق النائب غازي زعيتر، والنائب السابق نهاد المشنوق، وقد حذرت مصادر امنية من حصول تصادم بين جهاز امن الدولة وعناصر الجيش المولجة حماية البيطار، فيما لو صدرت مذكرة مماثلة. ولهذا اختار الجميع التهدئة.
جلسة حكومية دون «ضجيج»
في غضون ذلك، التام مجلس الوزراء دون «ضجيج» الاحتجاجات المعتادة من التيار الوطني الحر، ودون التوقف عند توصيف الجلسة بـ «غير القانونية» من قبل رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واضحا بتجاوز اي اعتراضات مفترضة، وقال في مداخلته أنّ الشغور الرئاسي الحالي «لا أفق واضحا لإنهائه بعد، بدأنا الشهر الرابع من شغور في منصب رئيس الجمهورية، ومن غير المنطقي ولا الأخلاقي أن ننكفئ عن المهمات المطلوبة منا أو نتعمّد الاستقالة العملية من مسؤولياتنا»، مجدّداً دعوته إلى جميع الوزراء للعودة إلى المشاركة في الجلسات الحكومية، كلما اقتضت الحاجة لعقدها…وفي القرارات، أعلن وزير الإعلام في حكومة تصريف الأعمال، زياد المكاري، تأجيل البحث في بند الانتخابات البلدية. وأشار، خلال تلاوته مقررات جلسة المجلس، إلى إقرار مساعدات مالية بقيمة مليار و500 مليون ليرة للقطاع العام ككل، مؤكداً أنّه سيكون هناك مبلغ مماثل لوزارة التربية. وفي هذا الإطار، أكد وزير التربية، عباس الحلبي، أنّ هناك حرصاً من قبل جميع الوزراء على استمرار العام الدراسي، وقال إنّه تمّ تخصيص مبالغ للتعويض عن الخسائر على الأساتذة.
ادوية السرطان والقمح؟
وبعد الجلسة، أعلن وزير الصحة فراس الابيض انه «لا رفع للدعم عن ادوية السرطان وتم اقرار سلفة خزينة لتسعير الأدوية على سعر صرف 1500». بدوره، أكد وزير الإقتصاد أمين سلام انه «خلال أسبوعين لن يكون هناك أي خطر من حصول أزمة قمح». وأعلن سلام انه «تم اقرار اعتمادات خلال جلسة امس لدعم القمح بقيمة 8 مليون دولار».