مع كل بزوغ فجر، تتكشف فصول مأساة جديدة في كارثة زلزال سوريا وتركيا ويسقط الرهان والامل في العثور على اهل او اقارب واحباء، في ظل عجز عن انقاذهم نسبة لهول الكارثة. هزات ارتدادية ارضية وانسانية تتوالى وفي ثناياها وجع والم وحزن يفوق شدة الزلزال نفسه ولا يجد من يواسيه، فالمصيبة جماعية واكبر من القدرة على استيعابها.
اما الملف اللبناني فعلى كوارثه ومصائبه وتأزمه، سياسيا مع سجالات «عا مد عينك والنظر» على خلفية الجلسة التشريعية التي يعتزم الرئيس نبيه بري عقدها، وماليا في ظل احتدام النزاع بين الحكومة والمصارف التي تتوعد بالاقفال منتصف الاسبوع المقبل مع ما يستتبع ذلك من شل للحركة المالية في البلاد عموما. فيما الرئاسة ومن يفترض ان يشغلها في خبر كان، ليس من يسأل عنها لا في الداخل ولا خلف البحار.
لبنان يساعد
في الغضون، تستمر بعثات الإغاثة اللبنانية بمدّ يد العون للشعبين السوري والتركي، وقد غادر وفد كشفي لبناني من جمعية الكشاف المسلم، إلى تركيا للمشاركة في أعمال الإغاثة في المناطق المنكوبة بالتنسيق مع الكشاف التركي، في حين تحط طائرات مساعدات ايطالية في مطار بيروت اليوم وتتوجه بعدها الى سوريا. كما وصلت قافلة مساعدات لبنانية مجهزة من قبل المواطنين في مدينة صيدا، الى معبر جديدة يابوس الحدودي قادمة من مدينة صيدا محملة بالمساعدات الاغاثية لدعم متضرري الزلزال.كما تم فتح معبر بين تركيا وأرمينيا بعد الزلزال لأول مرة منذ 35 عامًا.وأفيد أيضاً عن دخول 22 شاحنة تحمل مساعدات إنسانية من معبر باب الهوى شمال سوريا.
سجال التشريع
على الضفة السجالية السياسية، وقد باتت قوت اللبنانيين اليومي، دخلت بقوة قضية الجلسة التشريعية التي تعقد هيئة مكتب مجلس النواب اجتماعا اليوم للبحث في تفاصيلها، لا سيما بين التيار الوطني الحر من جهة والقوات اللبنانية وبعض النواب التغييريين الرافضين اي تشريع في ظل الشغور الرئاسي من جهة ثانية.
وكان لافتا موقف البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي في قداس الاحد اذا قال: الموضوع الأساس أن يلتئم مجلس النواب وينتخب رئيسًا بموجب المادّة 49 من الدستور. إنّ عدم إلتئامه والتمادي في الشغور لا يبرّر مخالفة المادّتين 74 و75 منه اللتين تعلنان «المجلس النيابيّ هيئة إنتخابيّة لا تشريعيّة». إنّ مخالفتهما تنسحب على مخالفة المادّة 57 المختصّة بصلاحيّة رئيس الجمهوريّة، وتقضي على مبدأ فصل السلطات الذي تقرّه مقدّمة الدستور في بنده (هاء).
وأكّد رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل أنَّ «الدستور واضح أنّ الشغور الرئاسي يتعامل معه، على أنه ظرف استثنائي، ليس طبيعيًا ولا يطول».
وأضاف باسيل «أكان مجلس الوزارء مجتمعًا يحلّ مكان الرئيس، وبالتالي أي قرار يتطلب موافقة جميع الوزراء أي الأكثرية، وأكان من ناحية أن المجلس النيابي هو بحالة انعقاد دائم لانتخاب الرئيس، وبالتالي أي تشريع يوجبه فقط أمر طارئ وضروري».
وختم بالقول: «الطارئ الأوّل هو انتخاب الرئيس ولن يحصل الاّ بالتفاهم».
بيان معارض
وأعلن 46 نائبا في بيان انهم لن يشاركوا بأي جلسة تشريعية قبل إنتخاب رئيس ولن يعترفوا بأي من قوانينها وسيمارسون تجاهها أي حق يمنحه اياهم الدستور للطعن بها.
والنواب الموقعون هم: ملحم خلف، نجاة صليبا، بولا يعقوبيان، ميشال الدويهي، فراس حمدان، ابراهيم منيمنة، ياسين ياسين، الياس جراده، حليمه القعقور، وضاح الصادق، مارك ضو، شربل مسعد، سامي الجميل، نديم الجميل، الياس حنكش، سليم الصايغ، ميشال معوض، فؤاد مخزومي، اشرف ريفي، اديب عبد المسيح، نعمة افرام، جميل عبود، غسان سكاف، إيهاب مطر، جورج عدوان، ستريدا جعجع، غسان حاصباني، جورج عقيص، فادي كرم، سعيد الاسمر، نزيه متى، كميل شمعون، غياث يزبك، رازي الحاج، ملحم الرياشي، شوقي دكاش، انطوان حبشي، الياس اسطفان، بيار بو عاصي، زياد حواط، ايلي خوري، غادة ايوب، جهاد بقرادوني، ميشال الضاهر، جان طالوزيان وعبدالرحمن البزري.
«القوات» وباسيل
أوضحت الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية، أن «من أوجه الوقاحة أن يتشدّق التيار الوطني الحر بشمّاعته المعهودة ألا وهي الحرص على موقع الرئاسة، وأن يجاهر بتذكير اللبنانيين بسنوات العهد المشؤوم الذي بلى الدولة والشعب بجحيم غير معهود». وأشارت إلى أنّ «آخر مَن يحقّ له ادّعاء الحرص على الرئاسة، هو الذي يوم ائتُمِنَ عليها، سلّمها عن سابق تصوّر وتصميم، وبعد تفاهم اذعان يُبادل السلطة بالسيادة، إلى الفريق المسلّح، الذي قبض على قرار الدولة والرئاسة ضُمنًا».
تساؤلات
وفي إطار متصل، سأل النائب وضاح الصادق: «كيف يطالب تكتل لبنان القوي ورئيسه جبران باسيل بمقاطعة جلسات مجلس الوزراء حمايةً لحقوق الرئيس المسيحي وصلاحياته، ثم يضرب عرض الحائط بتلك الحقوق والصلاحيات ويقبل بجلسة تشريعية لمجلس دوره الدستوري الوحيد الآن انتخاب رئيس؟ «وأضاف عبر «تويتر»: «الاسوأ ان نفس هذا التكتل يساهم بعرقلة جلسات انتخاب الرئيس».
رئيس لا ينصاع: رئاسيا، اعلن رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد اننا «مصممون على ان ننتخب رئيسا لكل اللبنانيين يليق بتطلعاتهم ويحرص على وحدة صفهم ويستقوي بارادتهم وعزمهم ولا ينصاع لأوامر أحد».
بداية الاستقرار
على الضفة الاقتصادية الاجتماعية، جال وزير الاقتصاد في حكومة تصريف الأعمال أمين سلام ، مع وفد من البنك الدولي في مرفأ بيروت مواكبا وصول أول باخرة قمح ممولة من قرض من البنك الدولي، وهي باخرة super Bayern المحملة 33 الف طن من القمح المعد للطحن.واذ وصف الحدث «بالإنجاز النوعي للبلاد والشعب اكد انها بداية مسيرة ستؤمن لنا الاستقرار بإمدادات القمح واسعار ربطة الخبز، وكنا وعدنا بهذا الامر منذ البداية، وتعرفون التحديات والمؤامرات ومحاولات افشال هذا المشروع».