أطلقت رابطة كاريتاس لبنان، في مؤتمر صحافي عقدته في مركزها الرئيسي في سن الفيل، حملة الصوم 2023 تحت شعار “ومكملين بدعمكن”، شارك فيه بالإضافة إلى رئيس الرابطة الأب ميشال عبود الكرملي، وزير الإعلام في حكومة تصريف الاعمال الدكتور زياد المكاري، المشرف العام على أعمالها راعي أبرشية أنطلياس المارونية المطران أنطوان أبو نجم، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبو كسم، ورئيس قسم التواصل والإعلام في الرابطة مازن مصور.
حضر المؤتمر رئيس المجلس الوطني للاعلام الدكتور عبد الهادي محفوظ، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، نقيب الصحافة عوني الكعكي، ممثل نقيب المحررين جوزيف القصيفي، الصحافي جوزف محفوض ، رئيس الإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الاب طوني خضره، وعدد من ممثلي المؤسسات الإعلامية المحلية والعربية ومسؤولون من عائلة كاريتاس ومهتمون.
مخلوف
استهل المؤتمر بالنشيد الوطني ونشيد كاريتاس لبنان، تلاهما كلمة لمسؤولة جهاز الإعلام في الرابطة الإعلامية ماغي مخلوف رحبت فيها بالحضور وقالت: “باسم رئيس رابطة كاريتاس لبنان ومجلس ادارتها والموظفين يسرني ان ارحب بكم لنطلق معا حملة المشاركة السنوية تحت شعار “ومكملين بدعمكن”.
أضافت: “رسالتنا مستمرة وبثقة نحو الامام ، نحو الآخر ، نحو قريبي . لن توقفنا شدة، ولا خوف، ولا ضعف، ولاقلة، ولا هزات : لا أرضية ولا اجتماعية ولا إقتصادية ، لأن الله زرع في قلوبنا المحبة والرجاء. كاريتاس والتي تعني المحبة ، اخذت على عاتقها ان تفعل عمل المحبة من خلال خدمة من هم بحاجة ، واعطاء الفرصة للمتبرعين باختبار فرح العطاء”.
أبو كسم
ثم كانت كلمة لرئيس المركز الكاثوليكي للإعلام قال فيها: “تتنامى المحبة سنة بعد سنة في مؤسسة كاريتاس لبنان، التي تعمل كخلية نحل لتوزع عسلها على المحتاجين وتزيل المرارة من قلوبهم وتزرع مكانها بذور الامل والرجاء في وطن أصبح ليله نهارا ونهاره ليل”.
اضاف: “في السنة الماضية طالبت في اطلاق الحملة ان تكون كاريتاس ابوابها مفتوحة للفقراء والمعوزين، وبالفعل وبفضل رئيسها وأعضائها وموظفيها وشبيبتها ومتطوعيها ، كانت كاريتاس وما زالت، أيادي ممدودة وقلوبا مفتوحة وعيونا ساهرة الى جانب من دق بابها بحثا عن دواء وغذاء واستشفاء، تأخذ باليمنى وتعطي باليسرى، بأمانة”.
وتابع: “واليوم وقد اشتد الخناق على رقاب الجميع، تبقى كاريتاس لبنان علامة فارقة في العمل الاجتماعي، ويبقى من يحملون اسمها جنودا الى جانب المتروكين والمهمشين. اما للميسورين من ابناء وطني فأقول، افتحوا ابوابكم وقلوبكم وكللوا حياتكم باعمال المحبة وادعموا كاريتاس”.
بو نجم
ثم تحدث المشرف العام على أعمال رابطة كاريتاس لبنان المطران بو نجم فقال: “كلمة الله هي أيضا الخبز الذي نحتاج إليه. الكنيسة ليست منظمة غير حكومية وليست برلمانا كما قال البابا فرنسيس منذ إيام قليلة. كاريتاس هي الجهاز الرسمي للكنيسة تساهم في صون القيم ونشر الكلمة من خلال المشاركة بالخيرات. الجوع لكلمة الله هي حاجة ضرورية للإنسان كالحاجة للخبز المادي، لا بل تتفوق عليها. واجبنا في كاريتاس سماع كلمة الله وإعلانها، عندما نسمعها نتوب ونبدل مجرى حياتنا وتصرفاتنا ووجهة نظرنا، ونقرأ أحداث الحياة على ضوء هذه الكلمة. أما الحاجة اليوم فهي الحاجة إلى الخبز المادي بسبب الأزمات السياسية والإقتصادية والمعيشية والمالية. من هنا، زمن الصوم الكبير هو زمن خدمة المحبة بالشكل المكثف في البطريركية، في الأبرشيات، في الرعايا، في الرهبانيات، في الأديار، والمؤسسات الكنسية”.
واكد ان “كاريتاس، لم تتوان على مرور خمسين سنة عن احتضان الإنسان، كل إنسان، وهذه الشمولية هي سر نجاح كاريتاس، التي لم تتأخر في تلبية النداء بجهوزية، حضور ومتابعة”.
وقال: “اليوم نطلق حملة الصوم بعنوان “مكملين بدعمكن”، الخدمات التي تقدمها كاريتاس مختلفة ومتعددة، إن كان على الصعيد الصحي، الإجتماعي، الإنمائي، وتأمين الدعم المالي للخدمات الإستشفائية وغيرها. ومن المؤكد أن الحاجات التي كانت تلبيها كاريتاس منذ 6 أو 7 سنوات في ازدياد، منذ تشرين الأول 2019، مرورا بإنفجار المرفأ، إلى الأزمة الإقتصادية الخانقة التي نعيشها”.
أضاف: “لنسمع في هذا الزمن المبارك صوت المسيح الذي يدعونا لمشاركة خيراتنا مع إخوتنا المحتاجين، كما ورد في كتاب أعمال الرسل: “كان كل شيء مشتركا بينهم… فلم يكن فيهم محتاج” (أع 4 : 32، 34) وغاية هذه المشاركة التضامن مع إخوتنا بالإنسانية، وصون صورة الله ومثاله بكل واحد منا والحفاظ على كرامتهم وعيشهم الكريم.”
مكاري
ثم كانت كلمة لوزير الإعلام قال فيها: ” إذا كانت كاريتاس هي اليد التي تمتد لمساعدة المحتاج، واللقمة التي تطعم فم الجائع، فإن الاعلام هو اللسان المعبر عن محبة كاريتاس. وإذا كان من فعل مشترك بين كاريتاس والإعلام، فهو الرسالة. هي تعطي الجميع من دون تمييز بدافع من إنسانية صافية وقلب محب، وهو يتوجه الى الجميع من دون استثناء، مدفوعا بمهنيته وموضوعيته”.
أضاف: “ما أشبه الرسالتين، مع فارق وحيد ولكن جوهري: السياسة. نعم، إنها السياسة التي لا أثر لها في الأولى، بينما نراها – ويا للأسف- طاغية في الثانية، متدخلة ومفسدة ومدمرة أحيانا. ما أكبر وجه الشبه بين الرسالتين وما أبعده عندما تتسلل السياسة فتخرج الإعلام عن حياده وتقحمه في محاور وزواريب. ليت السياسة تأخذ من كاريتاس موهبة العطاء المجاني والمساعدة غير المشروطة، وليتها تستلهم من الاعلام الحقيقة والتجرد بدل أن تستدرجه الى أوحالها”.
وتابع: “ولأن السياسة هي الفاصل بين كاريتاس والإعلام، فإننا نستعين بإعلامنا- أو بالجزء الأكثر موضوعية منه- لترشيدها حيث يجب ولإعادتها الى الطريق القويم متى انحرفت وحاولت أن تأخذ الإعلام بجريرتها”.
وختم وزير الاعلام: “ونحن في كاريتاس اليوم، ومعها، نصلي من أجلها لكي تنمو وزناتها، ومن أجل الإعلام لكي يكون لسانها وظلها، ومن أجل السياسة لكي تتعقلن وتتأنسن، فتكون للناس معينا لا عبئا، وللوطن خادما أمينا لا سيدا متسلطا.”
الأب عبود
وقال رئيس رابطة كاريتاس: “نحن هنا اليوم كي نقول لكم شكرا. شكرا لكل وقفة وقفتم بها مع كاريتاس، فكانت الوقفة مع كل انسان محتاج. نقول لكم شكرا باسم كل عائلة فقيرة، قسا عليها الدهر، رحل الام والاب معا وبقي الاولاد وحدهم، يصارعون الحياة، صغيرهم متكل على كبيرهم، فكانت كاريتاس ملجأهم وساعدناهم بما ساعدتمونا”.
اضاف: “شكرا باسم كل ام بقيت وحيدة، بعد موت زوجها تعاني مع عائلتها ، فوجدت كاريتاس في قربها، وان لم تعيد حنان الاب الى البيت لربما اعادت بفضلكم ما كان يعطيه وما فقدوه بغيابه. شكرا باسم معلمة واستاذ وهم اهل عائلة، فاجاتهم الأزمة الاقتصادية في الحياة، فلم يجدوا امامهم سوى اللجوء الى القمامة بحثا عن فتات يسدون بها جوعهم وجوع اولادهم، لانهم خجلوا ان يأتوا الينا، فكرامتهم عزيزة وكيف لهم ان يطلبوا المساعدة من تلاميذهم؟ عرفنا بهم ووقفنا معهم بما اعطيتمونا. شكرا باسم من كابد لأسابيع وأشهر لانه لم يتمكن من دخول المستشفى فاستطعنا بما اعطيتمونا ان ندخله إليها فنزيل آلامه. وكانت كلماتنا لهم: “صلوا من اجل من دعمكم”.
وتوجه بالتحية الى “أبطال المحبة والتطوع والتفاني في الاقاليم والمراكز، الذين وقفوا لخدمة المحتاج فمثلوا كاريتاس خير تمثيل، وعملوا لها وباسمها. شكرا لكم، اقاليم كاريتاس برؤسائها ومتطوعيها، بشبيبتها ومنسقيتها، بمراكزها ومسؤوليها، بادارتها واقسامها وكل جسم عائلة كاريتاس، مع بعضنا مكملين”.
وقال: “هل الفقر توقف؟ هل الازمة انتهت؟ وهل المرضى كلهم تعافوا ؟ لا…لذلك سنكمل ما بدأناه ونستمر بما فعلناه، ونساعد من ياتي الينا ولا يكون ذلك الا بما تجود به الأيادي البيضاء والقلوب المعطاء.. لذلك “بدعمكن مكملين”، ستجدوننا في الطرق من خلال متطوعين وشبيبة قدموا زهرة عمرهم، ليقوموا بعمل الخير مشجعين من اهلهم ومحاطين من مسؤوليهم، ستجدوننا امامكم في المطاعم واماكن اللقاءات العامة فنطلب دعمكم ومساعدتكم، فنقدر ان نساعد كل من يأتي الينا ويطلب مساعدتنا….ستجدوننا على ابواب الكنائس، وتسمعون “كاريتاس”على منبر المواعظ. ستسمعوننا في الاذاعات والتلفزيونات وفي الاعلانات واليافطات، نطلب منكم لتساعدونا كي نساعدهم، ونطلب مساندتكم لكي نساندهم ونستمر بدعمهم لانكم تدعموننا. سندخل إلى المدارس ليتبرع أولادكم، فيعرفوا ويعيشوا حب العطاء”.
واعلن انه “بإمكانكم الدخول الى موقعنا الالكتروني www.caritas.org.lb لتقرأوا وتعرفوا ماذا فعلنا وماذا نفعل، فتتسنى لكم الفرصة من خلال كلمة Donate ان تقوموا بالتبرع حيثما كنتم ومن اي دولة في العالم”.
وختم: “اهتزت بنا الارض فاهتزت قلوبنا، ومرت حياتنا امامنا كلحظة برق، فادركنا انه بومضة عين، كدنا ان نذهب ونغيب، كما الكثير من من شاهدناهم على شاشات التلفزة، ويضمحل عمرنا، ويبقى كل ما جمعنا وكدسنا هنا…الشكر لكم، انتم الاعلاميين، اصحاب القلم الحر، لكم الدور الكبير في نشر الخير ومساعدة المحتاجين. الدال على الخير كفاعله. معكم يعرف السخي اين المحتاج، ومعكم يعرف الواهب اين يضع امواله، ومعكم يعرف الناس من اين يتساعدوا…”
مصور
وفي الختام قدم رئيس قسم التواصل والإعلام في الرابطة مازن مصور شرحا مصورا حول لوحة فنية تجسد عمل كاريتاس من تنفيذ فنانين لبنانيين، وسوف تعرض قريبا في مزاد علني يعود ريعه لدعم أعمال الرابطة.
ثم أشار مصور إلى رابط كاريتاس لبنان حيث تعرض اللوحة وهو caritas.org.lb/graffiti داعيا الجميع إلى الدخول والتعرف على التفاصيل تباعا.
اختتم المؤتمر الصحافي بعرض مصور للقصة ال35 من القصص الخمسين التي تنشرها رابطة كاريتاس في سنتها اليوبيلية.