كل الرهانات التي عقدت على قطع دابر الشغور الرئاسي سريعا ربطا باشتداد الخناق على البلاد والعباد واستفحال الازمات الى درجة تنذر بانفجار وشيك، سقطت امام تمترس كل فريق سياسي خلف مرشحه، بعدما اخرج ثنائي امل حزب الله رئيس تيار المردة سليمان فرنجية من خلف كواليس الترشيحات مراهنا على حشر الجميع في زاوية تأييده او الفوضى. لكن ما سرى قبل ست سنوات لم يعد ساريا اليوم في منطق المعارضة الرافضة بالمطلق انتخاب من يشكل امتدادا للازمة، مستندة الى قوة الموقف السعودي الداعي الى انتخاب رئيس انقاذي بعيد من الفساد المالي والسياسي وفق تغريدة «الساكنين».
خرق واحد تحقق امس في السراي باصلاح رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «ذات البين» بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون وقد بلغ خلافهما حد وقف استلام البريد مهددا بالويل والثبور. لكن الاصلاح غير معروفة مدته وصلاحيته ما دامت المقارالسياسة تفعل فعلها في القرارات الوزارية.
لسنا مع طرف
تبني الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية مرشحا لرئاسة الجمهورية بقي يتفاعل. امس، سُجلت مواقف سنية وايضا «عونية» غير مؤيدة لانتخابه. فقد استقبل مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وفدا من كتلة «الاعتدال الوطني»، تحدث باسمه بعد اللقاء النائب وليد البعريني، فقال «تداولنا في أمر انتخاب رئيس جمهورية، لملء الشغور، وقد أكد سماحته كما أكدنا نحن أيضا أن التسمية تأتي تحت سقف المواصفات التي اتفقنا عليها واجمعنا عليها سابقا في دار الفتوى، وزميلنا النائب أحمد الخير وبتكليف من التكتل أكد ذلك، وشددنا على أن يتم إنجاز هذا الاستحقاق في أسرع وقت ممكن لعدم قدرة الشعب والمواطنين على تحمل هذا الشغور وتبعاته، ونحن على مسافة واحدة من الجميع، وهذا موقعنا الطبيعي، ولسنا مع أي طرف إلا لصالح البلد، فأي إنسان يريد أن يشدنا يمينا أو يسارا سنبقى في مكاننا، اعلنا عن رأينا وكل إنسان يؤيد هذا الرأي سنكون إلى جانبه، ولن نكون معطلين لأي جلسة ولن نكون واقفين مع طرف ضد اخر».
الى ذلك، قال النائب نبيل بدر «رفضنا ترشيح النائب ميشال معوض في السابق لأننا نعتبره مرشح تحدي والأمر نفسه اليوم ينطبق على ترشيح سليمان فرنجية وبالتالي نرفض ترشيحه».
رفض للطريقة
وفي وقت اعلن النائب سجيع عطية «اننا نسير بإسم فرنجية في حال لم يكن هناك «فيتو» سعودي عليه»، لفت عضو تكتل لبنان القوي النائب جيمي جبور الى ان «الاختلاف مع الثنائي الشيعي بالملف الرئاسي ظهر منذ أكثر من شهرين، لذا لا داعي لأن نتفاجأ باعلان هذا الترشيح». واشار الى «اننا بموقف رافض للطريقة التي تم فيها طرح اسم سليمان فرنجية للرئاسة».
من جانبه، أكد رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، انّ «معادلة مخايل الضاهر او الفوضى في العام 1988 أعيدت عبر كلام الامين العام لحزب الله حسن نصرالله، عبر معادلة رئيس تيار المردة سليمان فرنجية او الفوضى، لكننا نرى بأنّ الفريق الممانع لن يستطيع تأمين النصاب لانتخاب مرشحه، وبالتالي فإن تأمين 65 صوتاً له اصبح شبه مستحيل.
فرنجية والدستور
من جهته قال رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية : ان «المسيحيين يتفقون على السيىء وليس على الايجابي، وحبذا لو يتفقون لمرة واحدة على الايجابي وليكن الدستور هو الضمانة، اما اذا كانوا لا يريدون الدستور فلتكن لديهم الجرأة للمطالبة بتعديله، ولكن ان نكون مع الدستور عندما يناسبنا ونكون ضده اذا انتفت مصلحتنا فهذا لا يجوز».
اضاف: «علينا ان نطبق الدستور بالانتخابات الرئاسية».
الحوار وإلا!
في المقابل، غرد نائب الامين العام لـ»حزب الله» الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على «تويتر»: «طريقان لا ثالث لهما: إمَّا طرحُ الكتل لأسماء المرشحين لديها للرئاسة والحوار في ما بينها لتأمين الترجيح لأحدهم، وإمَّا التمترس حول خياراتها وعدم إنجاز الاستحقاق إلى أجل غير مسمَّى».
باب الخلاص: الى ذلك، قال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بعد زيارته بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي «تناولنا الوضع السياسي وضرورة انتخاب رئيس الجمهورية في أسرع وقت، لان باب الخلاص في الوقت الحاضر قيام المؤسسات الدستورية بعملها كاملا، وان يبدأ المسار بانتخاب رئيس جمهورية ومن ثم تشكيل حكومة جديدة للقيام بالاصلاحات المطلوبة ومواجهة الصعوبات التي نمر بها اقتصاديا واجتماعيا».
روح التعاون
على صعيد آخر، لفت امس وضع التباينات بين وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، على سكة الاحتواء. ففي اجتماع جمع ميقاتي بوزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون في السراي، جرى الاتفاق على حل التباينات بروح التعاون حفاظا على الجيش ودوره وعلى العلاقة الوطيدة بين وزير الدفاع وقائد الجيش. كما تم خلال الاجتماع عرض اوضاع المؤسسة العسكرية والعلاقة بين وزارة الدفاع وقيادة الجيش.
اجتماع امني
وكان ميقاتي رأس اجتماعا يضم وزير الدفاع الوطني موريس سليم، وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، المدير العام للامن العام بالوكالة العميد الياس البيسري والمدير العام لوزارة المال جورج معراوي.