على وقع الاتفاق السعودي- الايراني على استئناف العلاقات، يسير المشهد اللبناني ترقبا لانعكاساته وما اذا كانت ستطاول ساحة لبنان فتفرج بعد شدّة، ام يقتصر على الدولتين والتسوية اليمنية لا اكثر. وبهدي الخطوة التاريخية تمضي المواقف دوليا ومحليا، ترحيب عربي وغربي، توجّس اسرائيلي وقلق اميركي من مدى تأثيرها على اتفاقيات ابراهام.
لبنانيا رصد انهمار مواقف من فريق الثنائي الشيعي والقادة الروحيين القريبين منه، في حين بدت نادرة جدا اطلالات وتصريحات قادة المعارضة في خطوة تعكس الترقب لمفاعيل الاتفاق ومساحته، وما اذا كان لبنان سيستفيد منه بحسب التوقعات في ملفه الرئاسي ام يبقى الحبر الصيني مقتصرا على الورقة السعودية-الايرانية ومحدودا في الزمان والمكان.
بارقة أمل
رئيس مجلس النواب نبيه بري أشاد بالاتفاق الذي أنجز بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الاسلامية الايرانية برعاية من جمهورية الصين الشعبية منوهاً بالجهود التي بذلت لتحقيق هذا الاتفاق لا سيما العراقية والعمانية والتي أفضت جميعها الى الخواتيم المرجوة بعودة العلاقات الى سياقها الطبيعي تدريجياً .
وقال بري…”إننا بالقدر الذي نثني فيه على هذا الاتفاق التاريخي نعوّل بنفس القدر والثقة على حكمة القيادتين في المملكة العربية السعودية وفي الجمهورية الإسلامية الإيرانية مواصلة بذل كل جهد مخلص من أجل فتح صفحة جديدة تكون فاتحة لعلاقات نموذجية وطيدة ومثلى بين إيران وكافة دول الجوار العربي على قاعدة الإحترام المتبادل لسيادة وإستقلال كل الدول وتعزيز عرى الصداقة والأخوة والمصالح المشتركة لشعوب المنطقة وأمنها وسلامها…إن قدر الامة في تقدمها وإستقرارها وإزدهارها هو في التلاقي والحوار الدائمين وتقديم المشترك ونبذ كل ما يفرق ويباعد بينها “….
وختم بري: “وإنطلاقا من وجوب القراءة الإيجابية لمشهد التقارب العربي الإيراني وعودته الى طبيعته نجدد الدعوة الصادقة والمخلصة لكافة القوى والشخصيات السياسية والحزبية في لبنان الى وجوب المبادرة سريعاً للتلاقي على كلمة سواء نقارب فيها كافة القضايا الخلافية وننجز إستحقاقاتنا الدستورية وفي مقدمها إنتخاب رئيس للجمهورية بالتوافق والحوار ولنا بما هو امامنا اسوة حسنة، كفى هدراُ للوقت وتفويتاً للفرص فلنثبت للأشقاء والأصدقاء أننا بلغنا سن الرشد الوطني وسياديون بحق ونستحق لبنان”.
ميقاتي
أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، عن ارتياح بلاده حيال التطورات الأخيرة في ملف العلاقات السعودية الإيرانية، وأكد تأييد لبنان لأي مسار توافقي في المنطقة.
وأوضح ميقاتي لصحيفة “الشرق الأوسط”، أن المملكة العربية السعودية طرف ذو نفوذ قوي في المنطقة العربية، تمتلك ثقلا عربيا وإسلاميا وإقليميا واسعا، وأن التوافق في العلاقات السعودية الإيرانية، سينعكس إيجابا على المنطقة بأسرها، ومن ضمنها لبنان.
وشدد ميقاتي على أن التهدئة، ووقف التدخلات في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، من شأنهما أن يسهما في رفع مستوى التنمية وبناء الإنسان.
وأضاف ميقاتي، “أن تطورات العلاقات السعودية الإيرانية، فرصة لكي نتنفس في المنطقة وننظر إلى الأمام”.
وألمح ميقاتي، بأنه لا يربط بين تطور العلاقات السعودية الإيرانية، وتأثيرها على المنطقة العربية بملف الانتخابات الرئاسية اللبنانية، إلا أنه يلجأ إلى “الواقعية السياسية”، التي تقول إنه إذا ارتاح الخارج “الوطن العربي” يرتاح لبنان.
وأكد ميقاتي تأييده لكلام وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، حول الملف الرئاسي، قائلا: “نحن كلبنانيين علينا ألا ننتظر الخارج، وأن نقوم بواجبنا في انتخاب رئيس للجمهورية وبناء المؤسسات الوطنية، والشروع في حل مشاكلنا الكثيرة والكبيرة”.
منعطف مهم
من جهته، غرد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم عبر حسابه على “تويتر”: “عودة العلاقات الإيرانية السعودية منعطفٌ مهم لاستقرار المنطقة وأمنها وتقدمها، وهي فاتحةُ خبرات لشعبيهما ولشعوب المنطقة، وهي ضربة موجعة للمشروع الأميركي-الإسرائيلي تزيدهُ ترنُّحاً”.
صمت المعارضة
على الضفة المعارِضة، بدا لافتا الصمت المطبق ازاء الاتفاق الايراني- السعودي، لا سيما على المستوى القيادي، فيما غرد النائب أشرف ريفي عبر “تويتر”: استعادة العلاقات الديبلوماسية بين السعودية وإيران وفق التعهّد بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول يمكن أن يكون بداية حقيقية في المنطقة.
لم يكم يعلم
واعتبر الدكتور فارس سعيد، أن “حزب الله” لم يكن في أجواء الإتفاق المذكور، مشيراً إلى تصريح الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، في 6 آذار، والذي جاء فيه:..” من ينتظر حصول اتفاق سعودي- إيراني، عليه أن ينتظر طويلاً”، ولكن في 9 آذار حصل الإتفاق، علماً أن نصرالله، يتحدث دائماً عن أن “إيران تترك له القرار في لبنان”.
حذرناكم..
من جهته، توجه عضو تكتل الجمهورية القوية النائب غياث يزبك إلى “لممانِعين”، وقال عبر “تويتر”، “تَعِبنا ونحن نقول لكم ارفعوا منسوب اللبناني في دمكم واحفظوا خطاً للرجعة”. وأضاف، “حذّرناكم من أنه عندما تدق ساعة التسويات الكبرى، لن تُستشاروا ولن يكون لكم مكان في قطار البراغماتية الإيراني حتى في عرباته الخلفية. هنيئاً لمن مرجعيته لبنان.”
الارتقاء الى التسوية
اما عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله فأعلن أن على الجميع في لبنان أن يرتقي إلى مستوى التسوية الوطنيّة. وأضاف عبر الـ”أم تي في”: إذا استُثمر التقارب السعودي الإيراني بشكل جيّد داخليًّا لا بدّ حينها من انتخاب رئيس مُطمئن للجميع وتشكيل حكومة إنقاذ، ولا يجب قلب المعادلات اما التمسك بمرشح تحدي فهذا الامر سيعقد الامور وسيكون التعطيل سيد الموقف في المجلس النيابي. وحول المفاوضات التي يقوم بها الرئيس نبيه بري اكد النائب عبدالله ، ان اللقاء الديمقراطي على تواصل دائم معه ولقاءاتنا هدفها ترطيب الاجواء وتخفيض السقوف العالية تمهيدا لازالة العراقيل التي تمنع انتخاب رئيس للجمهورية