لا يزال لبنان الرسمي يقرأ بتأن الاتفاق المفاجىء السعودي- الايراني، ويترقب انعكاساته على الداخل اللبناني، وبخاصة على الملف الرئاسي العالق في عنق الزجاجة منذ شهر ايلول الماضي. واذا كان هناك نوع من الاجماع حول حتمية ان تكون انعكاساته ايجابية وتترك انفراجات على شتى المجالات، الا ان مصادر «الثنائي الشيعي» تشدد عبر «الديار» على وجوب «التروي قبل المغالاة بالتفاؤل، بانتظار ما سيكون عليه الموقف الاميركي، وما اذا كانت واشنطن ستقرر تخفيف الحصار الذي تفرضه على لبنان، ام انها ستضيقه أكثر، كونها غير راضية ومتحمسة للاتفاق الذي تم».
هل تجري الإنتخابات بسرعة؟
وفي الوقت الذي يرتقب ان يعلن رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية هذا الاسبوع ترشيحه رسميا للانتخابات الرئاسية، تساءلت المصادر عما اذا كانت الانتخابات الرئاسية ستجري بسرعة ، واكدت المصادر ان «التطورات الاقليمية الاخيرة تصب لصالح ترشيح فرنجية، وان كان من الواجب التدقيق بما اذا كانت انعكاسات الاتفاق قد تسلك طريقها بسهولة في زواريب البرلمان اللبناني، خاصة ان المجلس الذي أنتجته انتخابات ايار 2022 مشتت لدرجة لا يمكن الجزم بأي شيء»، لافتة الى ان «ما كان يسري على البرلمانات السابقة لم يعد يسري عليها اليوم، بحيث ان بعض المجموعات لا تأتمر بالخارج، فيما لا يبدو اصلا ان ايران او السعودية بصدد الاعلان عن تعليمات سريعة مرتبطة بالملف الرئاسي، مع ترجيح ان تحاولا عدم تقديم تنازلات مجانية في هذا الملف».
ولا يزال المسيحيون هم الكفة المرجحة في هذا الاستحقاق، فطالما «التيار الوطني الحر» و»القوات» يرفضان انتخاب فرنجية او تأمين النصاب له، فوصوله الى قصر بعبدا سيكون متعثرا، طالما ان الطرفين وحلفائهما يمسكان الى حد كبير بنصاب الـ٨٦ الواجب توافره لانعقاد اي جلسة. وتعتبر المصادر انه في ظل استبعاد سيناريو سير رئيس حزب «القوات» بفرنجية، لا يزال التعويل على سير باسيل به، خاصة في حال وصل الى مفترق طرق يحتم عليه الاختيار بين السيىء والاسوأ. والارجح ان فرنجية هو الخيار السيىء لباسيل وقائد الجيش العماد جوزاف عون هو الخيار الاسوأ ، كونه في حال تبوئه سدة الرئاسة ونجاح عهده ، سيأكل من صحن باسيل شعبيا، وحينها سيترك المزيد من العونيين التيار وسيؤيدون جوزاف عون. مع العلم ان الازمة الراهنة بين العماد عون وباسيل تركت تداعيات سلبية كبيرة داخل «التيار الوطني الحرّ»، باعتبار ان قسما كبيراً من المناصرين هم من المعجبين بقائد الجيش وآدائه، كيف لا ومؤسس «التيار» العماد ميشال عون هو من اختاره وسماه على رأس المؤسسة العسكرية».
الدولار فوق المية؟
وبانتظار خروقات للملف الرئاسي لا يبدو انها مقبلة قبل عيد الفطر، تواصل الازمات المالية والمعيشية مسارها المتفجر. اذ رجحت مصادر مطلعة لـ»الديار» ان «يواصل سعر الصرف تحليقه ويتجاوز عتبة الـ١٠٠ الف هذا الاسبوع، بالتزامن مع اضراب المصارف الذي ينطلق مجددا يوم غد الثلاثاء». وفيما تحدثت المصادر عن «مساع حثيثة تبذل للتصدي للاضراب، يقودها بشكل اساسي رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي»، استبعدت «ان تتراجع البنوك عن قرارها».
واضافت: «بأحسن الاحوال قد تنـهي المصــارف الاضــراب الاسبوع المقبل، لكن سعر الصرف سيكون قد تجاوز ال١٠٠ـ الف، ولن يعود من الممكن اعادة عقارب الساعة الى الوراء».
وتقول مصادر مصرفية لـ»الديار» ان «الحلول الترقيعية لم تعد تجدي نفعا، وهي اذا كانت ستؤدي لتعليق الاضراب مرة او ٢، فهي لا شك لن تؤدي لرفعه بشكل نهائي»، مشددة «على وجوب اقرار قانون الكابيتول كونترول بأسرع وقت ممكن، بالاضافة الى قوانين اخرى، والاهم خطة التعافي المنتظرة لنضع بذلك قطار الحل على السكة الصحيحة. ولكن طالما الشغور الرئاسي مستمر ما يعطل العمل الحكومي والتشريعي، فالازمة باقية وتتمدد».
ميقاتي الى الفاتيكان
في هذا الوقت، يستعد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي للمغادرة الى الفاتيكان، حيث سيعرض مع البابا فرنسيس الاوضاع اللبنانية كما احوال المسيحيين في لبنان والمنطقة. وقرر «التيار الوطني الحر» استباق هذه الزيارة بفتح النار مجددا على ميقاتي من خلال اتهامه بضرب حقوق ومصالح المسيحيين، وبرفض توقيع ٥٦٥ مرسوم استعادة جنسية معظمها لمسيحيين.
واعتبرت مصادر سياسية ان المعارك التي يخوضها باسيل باتت اكثر من ان تعد او تحصى، وهو يتصرف كمن حشر بالزاوية ويضرب في كل الاتجاهات، لكنه في نهاية المطاف سيكون خاسرا اذا لم يستلحق نفسه»، مضيفة «صحيح انه يعتقد انه اقرب لان يكون «بيضة القبان» بالملف الرئاسي، لكن عندما تقوم تسويات في المنطقة، فلن تقف امام ما يريده باسيل».