وزارة الإعلام اللبنانية
كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: في تطور لافت خرق المشهد الدولي، وحوّل العالم الى صفيح ساخن، زار الرئيس الصيني شي جينبينغ روسيا، حيث التقى نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الأمر الذي يؤشر الى تكريس توازنات عالمية جديدة سيكون لها انعكاساتها على أكثر من مستوى. وتعليقاً على هذا التطور، قالَ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في تغريدة على “تويتر“: “لقد دخلنا في الحرب العالمية الثالثة ونحن في بدايتها واي خطأ في الحسابات قد يؤدي الى زوال البشرية“، مضيفاً: “معروف عن اميركا أنها تريد استعمار العالم وتسعى اليه بكل الوسائل وعلى حساب الشعوب. يا ترى ماذا جرى بين قيصر روسيا وامبراطور الصين فهل يريدون تقاسم الباقي على طريقتهم“.
على صعيد اخر، يحلُّ شهر رمضان المبارك، بعد أيّام معدودة، في ظلّ استمرار تفاقم معاناة اللّبنانيين بالتوازي والقفزات الجنونية للدولار الذي تجاوز عصر أمس عتبة الـ١٢٥ ألف ليرة، محققاً قياسات جديدة، الأمر الذي أحدث بلبلة في صفوف المواطنين وجعلهم في حال من الاضطراب والقلق الشديد على الآتي من الأيام القاتمة.
بدورها، شهدت محطات الوقود اقبالاً لافتاً من قبل المواطنين، تحت وطأة الارتفاع الجنوني الذي طرأ على أسعار صحيفة البنزين، بمعدّل 116 الفاً في يوم واحد، مع صدور ثلاث جداول للأسعار، ليطال الإرتفاع أيضاً صفيحة المازوت وقارورة الغاز. كلّ ذلك يجري دون أن يحرّك المسؤولون عن حياة الناس ساكناً، وكأن ما يحصل هو في بلد غير لبنان وينغّص حياة أناس غير لبنانيين.
ووسط َهذه الأجواء الملّبدة بسموم الغلاء الفاحش وتعثّر الجهود الآيلة لانتخاب رئيس للجمهورية بسبب التأزم السياسي القائم، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري هيئة مكتب المجلس الى الانعقاد يوم الاثنين المقبل، والتحضير لجدول الأعمال انطلاقاً من الاقتراح المقدّم من النائب ميشال ضاهر ويتضمّن بندين أساسين يتعلّقان بالبت بالانتخابات البلدية وتعديل قانون النقد والتسليف بما يسمح لمصرف لبنان بطباعة أوراق نقدية من الفئات الكبيرة على أن تضاف الى الجلسة بنود أخرى محالة بصفة معجل مكرّر يقتضي طرحها وفق النظام الداخلي للمجلس.
في هذا السياق، أشار عضو كتلة التنمية والتحرير النائب ميشال موسى في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية الى وجود حلحلة قد تسمح بعقد جلسة تشريعية، وهذا الامر يتقرّر في اجتماع هيئة مكتب المجلس، لافتاً الى وجود اقتراحات مقدّمة تستدعي اقرارها من بينها البت في موضوع الانتخابات البلدية لأن لا يجوز أن تبقى أمور البلديات على ما هي عليه، أمّا الموضوع الآخر فيتعلّق بطباعة أوراق نقدية من فئة المليون ليرة ومواضيع أخرى تتعلّق ببعض القروض وضمان الشيخوخة، مشيراً الى وجود مؤشرات قد تسمح بعقد الجلسة بعد أن ينظم جدول الاعمال من قبل هيئة مكتب المجلس، واصفاً هذه البنود بالملحة.
وفي الملف الرئاسي، اعتبر موسى أن الأمور في هذا الملف ما زالت “مكربجة” وليس هناك اي تطور ايجابي.
من جهتها، أكدت عضو تكتل الجمهورية القوية النائبة غادة أيوب في حديث مع جريدة “الأنباء” الالكترونية أن موقف التكتل مبدئي من عدم المشاركة في الجلسات التشريعية لأن مجلس النواب في ظل الشغور الرئاسي يتحوّل حكماً الى هيئة انتخابية بحكم الدستور، وبذلك لا يجوز التشريع بل الذهاب الى انتخاب رئيس للجمهورية قبل البحث في أي موضوع آخر.
أمّا بالنسبة لتشريع الضرورة، فاعتبرت أيوب أنَّ التكتل مصرّ على احترام المهل الدستورية واجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في موعدها، وفق ما أعلنه وزير الداخلية والبلديات بسام مولوي بدعوة الهيئات الناخبة في الرابع من نيسان للتحضير لهذه الانتخابات، وعدم خلق الأعذار بعدم توفر الأموال اللازمة لإجرائها او الحاجة لإقرار المال اللازم بعدم انتفاء هذه الحجة من قبل الـ UNDP التي تعهدت بتأمين المال اللازم، لافتةً إلى أن عملية تأجيل الانتخابات البلدية ليس لها أي مبرر.
أيوب دعت الى ضرورة تفعيل عمل السلطة المحلية وخاصة بوجود العديد من البلديات المستقيلة، وشددت على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في أيار لأن المحافظين لا يمكنهم الإحلال مكان البلديات والقيام بالاعمال المطلوبة، مُشددةً على ضرورة اجراء الانتخابات البلدية بموعدها خصوصاً وان وزير الداخلية مصرّ على اجرائها.
أمّا لجهة طباعة أوراق نقدية من فئة المليون ليرة، وفق أيوب، فهذا يعني اقراراً بالتضخم من قبل المسؤولين، وسألت “مَن قال أن الدولار سيتوقف عن الارتفاع عند هذا السقف بعد طباعة الأوراق من فئة المليون؟“.
وعن توّقعها عقد الجلسة أو أنها ستسقط كما في المرّات السابقة، رأت أيوب أن هذا الأمر يتعلق باجتماع هيئة مكتب المجلس طالما هناك قرار مبدئي باعتبار المجلس هيئة ناخبة، متسائلةً ما اذا كان التيار الوطني الحرّ سيتراجع عن موقفه، معتبرةً أن التمديد للبلديات لا يخضع لتشريع الضرورة.
أمّا في موضوع الانتخابات الرئاسية، استغربت أيوب ربط اجراء هذا الاستحقاق بانتظار الاجواء الخارجية وما قد ينتج عن الاتفاق السعودي الايراني، وكيف ان البعض لم يلتقطوا الجو السياسي بعد، مشيرةً إلى أن الاستحقاق الرئاسي أمر داخلي فكلما توّحدنا لانتخاب رئيس انقاذي نكون قد تمكنا من وقف الازمة المستشرسة الأفق، داعيةً نواب المعارضة الى التوّحد والذهاب الى انتخاب رئيس الجمهورية، ومُشددةً على أن النواب العشرين الذين ينتمون الى المعارضة، ولم يحددوا موقفهم بعد، حسمَ خيارهم تجاه هذا الامر، ووعي مخاطر الازمة.
وإذ لفتت أيوب إلى أنَّه إذا ما استمرت الامور على هذا الحال، واذا ما طالت الازمة فقد نذهب الى انتخاب رئيس للجمهورية، مؤكدةً حضور نواب تكتل الجمهورية القوية الخلوة الروحية التي دعا اليها البطريرك الماروني مار بشارة الراعي في حريصا.
أزمات اللّبنانيين آخذة في التفاقم، مع تجرّد المسؤولين من مهامهم وغياب وجود أيّ خطة طوارئ في الأفق القريب، ما قد يؤشرّ الى استمرار الأوضاع السيئة وتصاعد الدولار نحو قياساتٍ تاريخية جديدة تاركاً تباعاته على الوضع المعيشي.
