كتبت صحيفة ” الديار ” تقول : لا يبدو ان حفلة الجنون المستمرة في لبنان منذ اعلان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي حتى نهاية شهر رمضان، ستنتهي قريبا. اذ ان المساعي والجهود التي بذلت في الساعات الماضية، اصطدمت وبحسب معلومات «الديار» بحائط مسدود مع تمسك فريقي «الصراع « بموقفيهما ومع اتخاذه منحى طائفيا يهدد الاستقرار الهش الذي يشهده البلد.
وبالرغم من اجماع كل القوى على ان الحل لهذه المشكلة المستجدة وغيرها هو بالمسارعة لانتخاب رئيس للجمهورية، الا ان الرضوخ لواقع ان الكرة باتت في الملعب السعودي – الايراني بتسليم من اللبنانيين انفسهم، يجعل الازمة مفتوحة اشهرا بعد بانتظار تبلور المشهد الاقليمي وتفرغ اللاعبين الكبار في المنطقة لملف لبنان.
عصيان وزراي!
وبالعودة الى ازمة التوقيت التي اتخذت بعدًا طائفيًا بعد اجماع القوى والمرجعيات المسيحية على رفض قرار ميقاتي- بري، برز يوم امس قرار وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال، عباس الحلبي، المفترض انه محسوب على الحزب «التقدمي الاشتراكي «وليد جنبلاط ، التمرد على رئيس حكومته باعلان انتقال المؤسسات التربوية للتوقيت الصيفي وذلك بعدما كان وزير العدل قد طالب ميقاتي الرجوع عن قراره.
ولفت ايضا تصعيد نائب رئيس المجلس النيابي الياس بو صعب بوجه رئيس الحكومة رفضاً للقرار، من دون توجيه اي سهم للرئيس بري الذي بدا واضحا في الفيديو المسرب من عين التينة انه كان هو مصدر القرار.
وكشفت مصادر مطلعة لـ «الديار» ان النائب هادي أبو الحسن مكلفا من من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حاول في الساعات الماضية ايجاد مخرج لحلّ هذه الأزمة، الا ان محاولاته ومساعيه باءت بالفشل.
واشارت المصادر الى ان الحل كان يقضي بشكل اساسي بانعقاد الحكومة لاتخاذ قرار نهائي مع توجه للتراجع عن تأجيل اعتماد التوقيت الصيفي، الا ان المواقف عالية النبرة للزعيمين المسيحيين جبران باسيل وسمير جعجع حالت دون ذلك، وادت لتشدد «الثنائي» ميقاتي- بري في مقاربة الملف. ونبهت المصادر من ان «ما يحصل تحول مهزلة حقيقية يمكن تحمل تداعياتها لساعات او ايام معدودة، لكن استمرار الانقسام الحاصل حول التوقيتين وفي حال طال ستكون انعكاساته خطيرة جدا ليس فقط على عدد كبير من القطاعات انما ستكون هنالك انعكاسات اجتماعية كبيرة».
وبعدما كان «التيار الوطني الحر» اول من انتقد قرار ميقاتي ودعا لعصيانه، صعّد رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع يوم امس موقفه مؤكدا ان «المذكرة الصادرة بتأجيل تقديم الساعة هي غير دستورية وغير قانونية وتعتبر وكأنها لم تكن»، مشددا على ان «القرارات الوزارية تُتخذ على طاولة مجلس الوزراء وليس على دردشة «فنجان قهوة، وأيش يا خال».
باسيل يهدد بالشارع
في هذا الوقت، عاد باسيل للتهديد بالشارع، داعيا يوم امس خلال «المؤتمر الوطني الثامن» للتيار، العونيين للاستعداد للنزول الى الشارع، موجها رسائل في اكثر من اتجاه، ابرزها لحزب الله معتبرا انه انقلب على موقفه برفض السير بمرشح رئاسي لا يوافق عليه (اي باسيل)، كما وجه رسالة اخرى للمسيحيين الآخرين وبشكل اساسي «القوات» وان كان لم يسميهم للتفاهم على اسم رئيس.
وقالت مصادر سياسية ان «تصعيد باسيل ينطلق من شعوره بأن الطبخة ستستوي اقليميا عاجلا او آجلا ولن يكون له حصة فيها» لافتة في حديث لـ «الديار» الى انه قالها اصلا بالفم الملآن بحديثه عن العودة الى «المعارضة الواضحة بالكامل». واضافت المصادر:»يعي باسيل ان اي دور له في الانتخابات الرئاسية لا يتحقق الا بوضع جعجع يده بيده، لكن رئيس «القوات» لن يلدغ من الجحر نفسه مرتين وقراره حاسم في هذا المجال».
معراب مطمئنة ولكن…
وبالرغم من اجواء تتحدث عن ترقب وحذر شديدين في صفوف قوى المعارضة بعد الاتفاق الايراني- السعودي ومؤخرا بعد الاعلان عن عودة العلاقات السعودية – السورية، وعن خشية من قرار الرياض السير بمرشح «الثنائي الشيعي» الرئاسي اي سليمان فرنجية، اكدت مصادر اطلعت على مضمون لقاء جعجع- البخاري الاخير ان «السعودية ورغم المستجدات في الايام الماضية ليست بصدد الانقلاب على مواقفها في لبنان، وهي لا تزال رافضة للسير بفرنجية او بأي مقايضة يطرحها الفرنسيون بين رئاستي الجمهورية والحكومة»، مضيفة في تصريح لـ «الديار «: «الا ان ذلك لا يعني النوم على حرير باعتبار ان المقايضة قد تحصل على الملف اللبناني بأي وقت بين السعوديين والايرانيين»، وليس معلوما حتى اللحظة ما اذا كان ما سيتفقون عليه سيصب لصالح المعارضة او «الثنائي الشيعي».
وتشير المصادر الى انه ورغم ان معظم القوى تقف اليوم في مربع الانتظار والترقب، الا ان المعارضة مثلا لا تزال تحاول التفاهم على مرشح جديد بديل عن النائب ميشال معوض الذي بات محسوما ان ورقته احترقت نهائيًا مع تخلي جنبلاط عنه، اضف ان حزب الله لا يزال يعول على تراجع باسيل عن مواقفه المتشددة تجاه فرنجية حين يشعر انه سيكون خارج اللعبة في حال اصر الى قراره الرافض لرئيس «المردة»، ولعل هذا ما يفسر تجنب الاخير ومقربين منه توجيه اي كلام لاذع وانتقادات لباسيل رغم اصراره في كل مناسبة على تناول فرنجية بـ«العاطل