كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية تقول: وأخيراً هدأت عاصفة التوقيت الصيفي، وما خلّفته من تداعيات لم تكن بالحسبان، وأغرقت البلاد بخطاب طائفي أبعد ما يكون عن حاجة لبنان في هذه اللحظة بالذات. فالبلد المخطوف بأزماته المتتالية أحوج ما يكون الى أجواء من الاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي تسمح له بالخروج من الهاوية التي وقع فيها بدلاً من التلهي بمناكفات لا طائل منها.
في ظل هذه اللحظات الخطيرة، برز صوت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، من منطلق الحرص الوطني على العيش المشترك وأفضل العلاقات بين اللبنانيين، وامتداداً لمقاربته لكل الأزمات التي يعيشها البلد وضرورة معالجتها بالحوار والتواصل لا بالقطيعة ورفع السقوف التي لا توصل البلاد الا الى الهاوية. جنبلاط الذي وصل الى باريس في زيارة تهدف للوصول الى أفق وفاقي للأزمة الرئاسية، بقيت أنظاره على بيروت وتوقيتها الوطني لا التقسيمي، فتابع الموضوع دقيقة بدقيقة بعدما أقلقه الشرخ الطائفي والبعد المذهبي للمشكلة، مكثفاً اتصالاته وصولاً الى الحل عبر الدعوة لجلسة لمجلس الوزراء والاعلان عن العودة الى اعتماد التوقيت الصيفي بدءا من ليل الأربعاء – الخميس.
وفيما تعقد اللجان النيابية المشتركة اجتماعها اليوم لدراسة مشاريع القوانين المحالة إليها منذ فترة، وأبرزها اقتراح القانون المتعلق بإجراء الانتخابات البلدية والاختيارية والاصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي، بدا لافتاً النشاط الدبلوماسي من خلال تحركات الموفدين الدوليين والسفير السعودي وليد البخاري والسفيرتين الأميركية دورثي شيا والفرنسية آن غريو.
وفيما تتجه الأنظار إلى باريس وما قد تسفر عنه الاتصالات التي يجريها جنبلاط مع المسؤولين الفرنسيين، اعتبر عضو كتلة الاعتدال الوطني النائب سجيع عطيه في حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية أن لا جديد في الملف الرئاسي، بانتظار الخارج واللقاءات التي يجريها جنبلاط في العاصمة الفرنسية.
ورأى عطيه أن “الجو السعودي يعطي بعض الأمل بنهاية سعيدة لهذا الاستحقاق، لكن السفير البخاري الذي يجول على القوى السياسية لم يعط أية تفاصيل حول كيفية انجاز هذا الاستحقاق”، مشدداً على أن “يكون الرئيس الذي سينتخب سيادياً وإصلاحياً، دون أن يعطي أي إشارة تتعلق بالاسم”، متوقفاً عند “خيار من اثنين، إما الاتفاق على مرشح يكون قريب من الخط السيادي فيصبح لدينا مرشحَين، مرشح المعارضة وسليمان فرنجية. عندها نذهب الى المجلس ونجري الانتخابات بشكل ديمقراطي وليفز الأوفر حظاً، أو ترك البلد الى ما بعد الاتفاقات في المنطقة وخاصة بعد الحديث عن عودة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وسوريا وإمكانية أن تطلب السعودية من سوريا تدجين حزب الله والضغط عليه للقبول بالتسوية“.
بدوره، أكد النائب السابق جوزف اسحق أن “اعتراض القوات اللبنانية على تمديد التوقيت الشتوي لم ينطلق من خلفية طائفية، بل لأن هذا الاجراء يتعارض مع الانتظام العام لبلد مرتبط بالعالم ولا يمكن أن تكون قرارت مسؤوليه ارتجالية“.
اسحق وفي حديث مع “الأنباء” الالكترونية، أشار الى “قوى سياسية معروفة حاولت استغلال الموضوع بمكاسب شخصية للتعويض عن الخسارة التي حلّت بهم بعد خروج الرئيس عون من بعبدا”، مضيفاً “مع الأسف ان جبران باسيل يتناسى أنه “أساس المنظومة التي حكمت البلد من سنة 2011 ليكتشف نفسه فجأة أنه أصبح معارضة. وكلامه الأخير والقول أنه مرشح طبيعي للرئاسة هدف الى تعلية السقف للوصول بالمفاوضات مع حزب الله إلى مكان يحافظ من خلاله على حصته في أية تسوية قد تحصل”، مستبعداً انتخاب رئيس جمهورية في وقت قريب لأن ليس لديه شعور أن الفرقاء الآخرين لديهم التوجه للوصول الى الحل طالما انهم مصرين على التمسك بمرشحهم، مشيراً الى أننا “كمعارضة ما زالت أوضاعنا مكربجة مع الاسف“.
وعليه، فإن ما يتبدّى أن التحديات تكبر أمام اللبنانيين، فيما الأفق حتى اللحظة يبدو مقفلاً، وكل البوادر لا توحي بعد بحلول قريبة في المدى المنظور، بانتظار أن يقتنع الجميع أن ضبط الساعة رئاسياً يحتاج إلى ملاقاة مقاربة جنبلاط مثلما ضبطت ساعة البلاد.