كتبت صحيفة “الديار” تقول: سجالات عقيمة تحمل كل بذور الشر والضغينة والفتنة، ينخرط فيها المتربعون على الكراسي، لكنها لن تهز الاستقرار الداخلي والامني الممسوك بقرار عربي ودولي مهما بلغ سقف السجالات، لان ما «كتب قد كتب»، والمنطقة على ابواب تسويات كبرى من ضمنها لبنان، والطبقة السياسية تلعب في الوقت الضائع قبل القمة العربية في السعودية في ١٩ ايار التي ستكرس مرحلة الالتقاء العربي الايراني الجديد القائم على تصفير المشاكل ودفن كل التوترات في العلاقات منذ انطلاقة الثورة الايرانية عام ١٩٧٨. هذه الاجواء يعود بها كل من زار العاصمتين السورية والسعودية مؤخرا والتقوا كبار المسؤولين، ومن بينهم الرئيس بشار الاسد المرتاح جدا للتطورات الاخيرة،. ولذلك تحذر مصادر عليمة القيادات اللبنانية من القراءة الخاطئة لمسار التحولات الكبرى وضرورة مغادرة السياسات القائمة على «عكس السير»، والاستعداد للمرحلة الجديدة، لانه لا يمكن للبنانيين الذهاب الى الحرب والعرب راجعون منها»، والبعض دفع ثمن هذه السياسات منذ السبعينات .
وينقل الزوار على ان المرحلة الحالية، هي نسخة «فوتو كوبي» عن مراحل ١٩٧٦ و١٩٩١ و٢٠٠٨، ولم ينخرط لبنان في هذه التسويات الا» بالتدخل « السوري السعودي الاميركي في مرحلتي الـ ٧٦ و٩١ والدوحة العربية الدولية في ٢٠٠٨، كما يبشرون بمرحلة جديدة بين الاردن والعراق ومصر ودول الخليج مع ايران وتاليا مع سوريا، وان العلاقات السعودية السورية ليست مرتبطة مطلقا بمسار العلاقات الايرانية السعودية وتشعباتها والملف اليمني، والرئاسة في لبنان، وهي بدأت عهدا جديدا يتطور يوميا باتجاه العودة الكاملة للعلاقات وبداية استثمارات سعودية في المرافق السورية بمليارات الدولارات لاعادة العمل الى مؤسسات الدولة، حتى حضور سوريا القمة العربية بات شبه محسوم رغم انه لم يعد الشغل الشاغل للسوريين في ظل معارضة قطر والمغرب حتى الان حضور سوريا القمة في ١٩ ايار، وقد سجل امين عام جامعة الدول العربية احمد ابو الغيط اعتراضه على الموقفين القطري والمغربي، لكن القمة العربية ستدشن عهدا جديدا في العلاقات مهدت لها دبلوماسية المخابرات، ويريدها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على غرار القمم العربية في القرن الماضي، وهناك معلومات عن دعوة سعودية لايران لحضور الجلسة الافتتاحية، اما لبنان فسيمثله على الأرجح الرئيس نجيب ميقاتي.
وفي المعلومات، ان الاجواء العربية الايرانية ستنعكس ايجابا على لبنان، وهناك مرحلة انتقالية لن تتجاوز النصف سنة حتى يبدأ المسار الايجابي الداخلي بانتخاب رئيس للجمهورية برعاية سعودية – سورية، خصوصا ان الاجتماعات بين مساعد وزير الخارجية السوري ايمن سوسان واللواء حسام لوقا مع مسؤول المخابرات السعودية اللواء خالد الحميداني باتت اسبوعية وستشمل لبنان حتما، لان العرب لن يسمحوا ان يكون لبنان خارج التفاهمات والتوافقات العربية ومصدر توترات لهم، لكن المشكلة تكمن «بقرف» معظم المسؤولين العرب والاوروبيين والاميركيين من الطاقم السياسي وفقدان الثقة به، واستحالة التفاهم معه، وهناك تسريبات في الصحف الفرنسية عن عقوبات قريبة على سياسيين لبنانيين وقرار بالحجز على الاموال التي تم تحويلها من المصارف اللبنانية الى الخارج بعد١٧ تشرين الاول، ووفقا لمصادر عليمة، فان ما يجري حاليا بين»كبار القوم» من سجالات ليس الا «فقاقيع صابون» هدفه تحسين الشروط واثارة النعرات باتتظار كلمة السر الخارجية.
جنبلاط : الاقطاب الموارنة مختلفون
قال رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ولبد جنبلاط ان الوضع في لبنان من سيىء الى اسوأ نقديا واقتصاديا، لان المسؤولين عن الحكم لا يريدون المعالجات الجذرية، والاقطاب لدى اخواننا الموارنة قالوا، علينا انتخاب رئيس للجمهورية لكنهم مختلفون وكل منهم لديه شروطه على الاخر، اما الثنائي الشيعي فاعلن ترشيحه لسليمان فرنجية، وانا مع التسوية وانتخاب رئيس يعطي املا في اصلاح جدي وحقيقي.
التيار الوطني والرفض القاطع لفرنجية
جدد النائب العوني غسان عطالله رفض التيار انتخاب سليمان فرنجية مهما كانت الضغوط ولو تدخل كل العالم معنا، وقال لو مشى كل العالم بسليمان فرنجية فنحن لن نمشي، وهذا امر محسوم مهما كانت التسويات. وانتقد مواقف الياس ابو صعب المعارضة لباسيل، وهاجم ميقاتي بعنف.
الامن ممسوك واعتقال عميلين في دوحة عرمون
السجالات السياسية والطائفية لن تتوقف، ومرجحة للتصعيد، «لكنها لن تؤثر في استقرار البلد في ظل جهوزية القوى العسكرية المدعومة داخليا وخارجيا من اجل انجاز مهامها في ملاحقة المخلين بالامن الداخلي والمرتبطين بشبكات الموساد وداعش، واخر انجازات مخابرات الجيش اعتقال شخصين في دوحة عرمون، وهناك تكتم على التحقيقات وارتباطات هؤلاء الخارجية، وافيد ان الرجلين كانا يقيمان في شارع مريم في دوحة عرمون قرب مركز سرايا المقاومة سابقا ويدعى احدهما «م –ع- م» وتمت مداهمة شقتهما بعد منع التجول في المنطقة واستخدام الكلاب البوليسية، وتم العثور على كميات من المتفجرات، كما صودرت الاجهزة والمعدات الالكترونية، وتبين ان احد المعتقلين «صيد ثمين» في صناعة المتفجرات والتخطيط، والتحقيقات تجري بسرية تامة.
مقربون من ميقاتي
تسال شخصيات مقربة من الرئيس ميقاتي، عن السر وراء استمرار الحملات عليه بعد ان تراجع مجلس الوزراء عن قراره بتمديد التوقيت الشتوي حتى ٢١ نيسان، وكل القوى تعرف انه وراء القرار بالتراجع، حرصا على البلد واستقراره ومراعاة لاوضاع الناس الصعبة، ورغم ذلك تمسك البعض بحملاته الطائفية والعدوانية دون اي اكتراث لمشاعر الناس، فيما الرئيس ميقاتي تعامل بحكمة، وكان باستطاعته التمسك بالقرار، على اجواء الشحن كما مارس البعض، «لكنه انحاز الى البلد، ومن المعيب تصوير ما جرى بالخسارة للرئيس ميقاتي الذي نجح في سحب ذرائع الفتتة، وهذا هو الاساس عنده.
الانتخابات البلدية
الغموض ما زال يكتنف موضوع اجراء الانتخابات البلدية، لكن وزير الداخلية القاضي بسام المولوي سيدعو في ٣ نيسان الى اجراء الانتخابات البلدية بدءا من ٧ ايار وعلى ٤ مراحل تنتهي في ٢٨ ايار، وسيقوم بالاتصالات مع الوزارات المختصة، لكن دعوة الوزير الهيئات الناخبة لا تعني ان الانتخابات ستجري في مواعيدها ولن تؤجل لعام واحد، في ظل عدم تأمين الاموال حتى الان، بعد الخلافات العاصفة في جلسة اللجان النيابية المشتركة، وصعوبة عقد جلسة تشريعية، وهذا يضع مصير الانتخابات على المحك في ظل توافق سياسي على استحالة اجرائها في هذه الظروف، والصورة النهائية ستظهر خلال اسبوعين.
تحرك العسكريين المتقاعدين
انهى العسكريون المتقاعدون تحضيراتهم للتحركات المطلبية اليوم والاعتصام امام القصر الحكومي رغم وجود الرئيس ميقاتي في السعودية مع عائلته لاداء مناسك العمرة، وسيشارك في الاعتصام الشامل موظفو القطاع العام والمتقاعدون والمتعاقدون والاجراء، كما دعت روابط التعليم الرسمي واللجنة العليا للمتعاقدين الى اوسع مشاركة في الاعتصام عند الساعة الحادية عشرة بهدف تثبيت منصة صيرفة على ٣٨٥٠٠ ليرة للجميع للحد من استنزاف القيمة الشرائية للرواتب والمستحقات، وجاء الاعلان عن هذه التحركات بعد تحويل معاشات الخدمة الفعلية والمتقاعدين على سعر صيرفة ٩٠ الفا، وقد اتخذ المنظمون سلسلة اجراءات تنظيمية بعد تقييم تحركاتهم الاخيرة ومعالجة بعض السلبيات والاصرار على منع المندسين من تحريف ما يسعون اليه، وهم يدرسون رفع منسوب الاحتجاجات، وعلم ان قيادة الجيش فتحت تحقيقا حول ما جرى لجهة استخدام العنف ضد العسكريين المتقاعدين الاسبوع الماضي.
توقف الانترنت
في المقابل، تنفذ الجمعيات المختصة بحماية المودعين سلسلة تحركات في كل المناطق باتجاه المصارف وفروعها. من جهتهم، يواصل موظفو اوجيرو اضرابهم مما يهدد قطاع الانتزنت بالتوقف، وسط فشل المفاوضات بين وزير الاتصالات ونقابة موظفي اوجيرو. واكد الوزير جوني القرم على ان الوضع خطر جدا على صعيد الانترنت، وشركتا الفا وتاتش مهددتان بالتوقف عن العمل ما سيعزل لبنان عن العالم.