: اتّجهت أنظار العالم اليوم إلى الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. الخارج كما الداخل يتابع بترقّب وحذر لمعرفة ما ستؤول إليه الأمور بعد أكثر من ستّ ساعات على إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة، وتجدّد إطلاق 4 قذائف «هاون» باتجاه المطلة المحتلة.
وتتصاعد ردود الفعل الدولية إزاء الأحداث وسط ترقّب وانتظار ما سيحمله اجتماع المجلس الوزاري المصغر للاحتلال (الكابينت) من قرارات، والذي تم تأجيله إلى الساعة التاسعة والربع مساءً، بعد أن عقدت جلسة موسعة لتقييم الأوضاع ترأسها بنيامين نتنياهو بمشاركة قادة الأجهزة الأمنية ووزراء في الحكومة.
على الصعيد الغربي، برز الموقف الأميركي المندّد بإطلاق الصواريخ من دون الإشارة إلى الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية المتكررة في المسجد الأقصى، أو الدعوة إلى تجنّب التصعيد، وذلك على لسان المتحدث باسم الخارجية فيدانت باتيل قائلاً للصحافيين: «ندين إطلاق صواريخ من لبنان وغزة على إسرائيل». وبينما شدّد باتيل على التزام الولايات المتحدة «الراسخ» في ما يتعلّق بأمن إسرائيل، قال: «نقرّ بحقّ إسرائيل المشروع في الدفاع عن نفسها ضدّ أيّ شكل من أشكال العدوان».
وبحسب مسؤول إسرائيلي أفاد موقع «أكسيوس» الأميركي، فإن الولايات المتحدة «منعت إصدار بيان صحافي لمجلس الأمن الدولي بشأن مداهمة الشرطة الإسرائيلية للمسجد الأقصى».
ومن جهتها، ندّدت فرنسا أيضاً بـ«إطلاق صواريخ في شكل عشوائي استهدفت الأراضي الإسرائيلية انطلاقاً من غزة وجنوب لبنان»، داعيةً إلى «ضبط النفس». وقال مساعد المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا ديلما: «في هذه الفترة من الأعياد الدينية، تدعو فرنسا جميع الأطراف إلى أقصى قدر من ضبط النفس وتجنّب أيّ عمل من شأنه تأجيج تصاعد العنف».
وندّدت «الأمم المتحدة» بإطلاق الصواريخ من لبنان، بالقول: «ندين إطلاق الصواريخ العديدة من لبنان على شمال إسرائيل اليوم»، ودعت «جميع الأطراف إلى ممارسة أكبر قدر من ضبط النفس»، وفق المتحدث ستيفان دوجاريك.
وشدّد دوجاريك على ضرورة «تجنب أي فعل أحادي الجانب قد يؤدي إلى تصعيد جديد للوضع»، مكّرراً بذلك دعوة قوة الأمم المتحدة الموقتة في جنوب لبنان (يونيفيل) إلى «تجنّب المزيد من التصعيد».
أمّا عربياً، فقال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، خلال مقابلة أجراها مع شبكة «CNN» إن «هذه لحظة خطيرة عملنا على تجنبها لأشهر»، مضيفاً إن «ما نراه يتجلى على الحدود اللبنانية هو نتيجة عمل لما رأيناه يحدث في الأقصى».
وكانت وزارة الخارجية السعودية قالت، في بيان أمس، إنها «تتابع بقلق بالغ اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لباحات المسجد الأقصى الشريف، والاعتداء على المصلين، واعتقالها عدداً من المواطنين الفلسطينيين».
وإذ أدانت الاقتحام الذي وصفته بـ«السافر»، عبّرت عن «رفضها القاطع لهذه الممارسات التي تقوّض جهود السلام وتتعارض مع المبادئ والأعراف الدولية في احترام المقدسات الدينية»، مؤكّدة على «موقفها الراسخ في دعم جميع الجهود الرامية إلى إنهاء الاحتلال والوصول لحلٍّ عادل وشامل للقضية الفلسطينية».