الساعات التي تلت زيارة مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية امس، لسفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري في دارة الاخير في اليرزة، أثارت الاهتمام لما رافقها من تحليلات وتأويلات و”هيصة” مفتعلة مضت بعيداً عن السياق الذي دأب عليه سفير المملكة منذ بدء حركته الداخلية، عقب عطلة الفطر الشهر الماضي. ففيما كرّر البخاري ما سبق وقاله مراراً، من ان بلاده تعتبر الاستحقاق الرئاسي “شأناً لبنانياً”، وأن الرياض “لن تسمي احداً او تضغط من اجل إختيار احد”، سارع “حزب الله” إعلامياً الى إثارة الغبار عبر الحديث عما أسماه “ليونة سعودية في الاستحقاق الرئاسي، وعدم معارضة الرياض وصول فرنجية الى قصر بعبدا!”. وأردف “الحزب” أن “السعودية لا تعارض وصول فرنجية وتدعو لعدم إطالة أمد الفراغ في الرئاسة الاولى”.
لكن هذا التوظيف الممانع، لزيارة فرنجية لدارة البخاري سرعان ما تهاوى. وبحسب معلومات “نداء الوطن” فإن الديبلوماسي السعودي “قام بواجب الضيافة كما يفعل دوماً مع الجميع. وهذا الواجب يتخلله الكثير من المجاملة التي تنطوي على لطف في الكلام، وهذا جزء من أدبيات البخاري، لكن هذه اللياقات المتحدرة من عالم الضيافة العربية، لم تصل الى الواقع السياسي في لبنان إلا بنزرٍ قليل من الكلام الذي بقي في إطار الموقف المعلن للمملكة من الملف الرئاسي”. وخلاصة هذه المعطيات تعكس “الصحيح” حول لقاء البخاري بفرنجية وهي أصدق إنباء من تأويلات فريق الممانعة المعلنة وتسريبات عين التينة.
وفيما يتوقع أن يزور البخاري اليوم المرشح ميشال معوض تحدثت المعلومات عن “إتصال” أجراه فرنجية بقيادة “حزب الله” من اجل التنسيق المسبق في شأن ذهابه الى السفارة، فسمع من حارة حريك: “إتكل على الله، وافعل ما تراه مناسباً”.
في المقابل، حاولت المعارضة، كما علمت “نداء الوطن”، الاتفاق مع رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على مرشح يحظى بأوسع تأييد في البرلمان وهو مرشحه في الأصل. فطَرحت على رئيس “التيار” ان يكون الوزير السابق جهاد أزعور مرشحاً مؤيداً من جميع المعارضة، لكنه تهرّب من قبول هذا المقترح تفادياً لإغضاب”حزب الله”. فوفقاً لحسابات باسيل، فإنه لمجرد قيامه بالاتفاق مع المعارضة، سيعني ذلك ان مرشح الثنائي الشيعي، فرنجية، قد سقط حكماً من لائحة المرشحين الذين يمتلكون حظاً في البقاء على حلبة السباق الرئاسي. وبدا باسيل، انه ميّال للاتفاق مح “الحزب”، وليس مع المعارضة كي يكون هناك مرشح آخر غير فرنجية.