كتبت صحيفة “الديار”: في الذكرى السنوية الاولى للانتخابات التشريعية، يعيش اللبنانيون على «كذبة» المواعيد التي يضربها السياسيون الحائرون في كيفية ايجاد المخرج الملائم لخيباتهم رئاسيا، بعدما ثبت ان معظمهم غير قادر على مواكبة التطورات المتلاحقة في المنطقة. واذا كان الشعب اللبناني يزداد احباطا بعدما تابع لساعات القيمة الحقيقية والفعلية للمواطنة في تركيا، التي خاضت ديموقراطيتها امتحانا جديدا، كان المنتصر الاول فيها احترام ارادة الشعب الذي بيده وحده انتخاب الرئيس، فان الديموقراطية اللبنانية الهجينة تنتظر حركة السفراء، فيتبارى بعض النواب في تفسير ايماءات السفير السعودي الوليد البخاري، ويبدعون في توصيفها على نحو متناقض، بعضهم يصفق للموقف الفرنسي، والبعض الآخر نزع عن باريس صفة «الأم الحنون». اما البعض الآخر فيراهن على «التخريب» الاميركي، لتطويق الانعطافة السعودية.
وفي الخلاصة دوامة لاتنتهي من الفراغ والتعطيل، بانتظار الخارج المنشغل بقضايا اكثر اهمية، ويبدو ان لا تعويل على ان تخرج القمة العربية نهاية الاسبوع الحالي بقرارات تنفيذية حيال الوضع المستعصي لبنانيا،لان نجمة المسرح ستكون دمشق وليست بيروت، كما تقول اوساط ديبلوماسية عربية.
لقاء بين باسيل وصفا؟
وهكذا، يعود الاستحقاق الرئاسي الى مربع الانتظارات غير المضمونة، في ظل ايحاءات بوجود «اوراق» مستورة لن يكشف عنها الا في وقتها! وحتى اللقاء المحكى عنه بين رئيس وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل اليوم، تبين انه من نسج الخيال، في ظل تأكيد الطرفين المعنيين عدم وجود موعد مسبق، ودون نفي امكانية حصول اللقاء اذا كان مفيدا، في وقت وزمان لا يبدو مؤاتيا في هذه الفترة، في ظل تمسك كل طرف بموقفه رئاسيا.
الخلاف عند «نقطة البداية»
ووفقا للمعلومات، لا يزال الخلاف على حاله، بين التيار الوطني الحر وحزب الله على الملف الرئاسي، ولم يحصل اي تقارب يذكر منذ الافتراق على مسألة ترشيح سليمان فرنجية، ورئيس «التيار» متمسك بعدم نقاش اي مسألة رئاسية، الا اذا تراجع الحزب مسبقا عن ترشيح رئيس «تيار المردة». وتقترب الامور من نقطة صعبة للغاية، اذ ذهب باسيل بعيدا في خياراته الرئاسية مع المعارضة. وهو امر يهدد بتداعيات لن تقتصر هذه المرة على العلاقة «بحارة حريك»، وانما الى انشقاقات بدأت تتظهر ايضا داخل تكتل «لبنان القوي» الذي لم يعد، بحسب مصادر مطلعة، على «قلب» واحد ازاء الاستحقاق الرئاسي، خصوصا بعد الموقف السعودي المستجد، ومحاولة الابتزاز المكشوفة من قبل قوى وازنة في المعارضة لحشر «التيار» في زاوية لا تشبه تطلعات الكثير من نوابه. وكذلك عدم حصول اي نقاش جدي داخل «التكتل» حول الخيارات الرئاسية التي تطرحها قوى المعارضة.
بري يرفض «المناورة»
ووفقا للمعلومات، فان الرئيس بري رفض على نحو قاطع عرضا نقله نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب، بعد جولته الاخيرة على القوى السياسية والنيابية، ويقضي بالدعوة الى جلسة انتخاب لا يحصل فيها فرنجية على الاصوات الكافية، ويكون الامر مبررا امام «الثنائي الشيعي» للتخلي عندها عن مرشحه تحت ضغط الاستحقاقات المصيرية، ابرزها انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعليه لا يمكن الذهاب الى تسوية حول اسم ثالث يكون محل اجماع وطني! لكن بري رفض الامر على نحو قاطع، واشار الى ان مسألة ترشيح فرنجية ليست مناورة، ولا يمكن التراجع عن دعمه بعدما باتت حظوظه افضل من اي وقت مضى! وهذا يعني ان لا تراجع عن دعم فرنجية ، لا في 15 حزيران ولا بعد هذا الموعد.
«بوانتاج» فرنجية؟
وفي هذا السياق، تشير اوساط مطلعة الى ان «بوانتاج» بري يقترب جدا من تأمين الـ 65 صوتا لانتخاب فرنجية، ويبدو واضحا ان نواب التكتل والوطني وآخرين قد اصبحوا ضمن تعداد الناخبين المضمونين، بعدما ابلغوا من يعنيهم الامر بذلك. وهذا يعني ان ظروف المعركة تتقدم، ولا صحة ابدا لوجود نية للتراجع عن دعم فرنجية، الذي قد لا يحتاج الى كامل اصوات «اللقاء الديموقراطي»، مع العلم ان النائب وليد جنبلاط الذي يراعي توجهات نجله تيمور، لن يستطيع ان يتصلب الى نهاية الطريق، اذا تم «تقريش» التفاهمات السورية-السعودية الى وقائع، وعندها قد يكون الانفراج على طريق الشام –المختارة ثمنا مقبولا لتبرير «الاستدارة»!
«الثنائي» والمناخات الاقليمية
وبينما، أكد المكتب السياسي لحركة «امل» إن «الرهان على استنزاف الوقت هو مزيد من النزف في أوصال الوطن»، داعيا الى ضرورة «الاستفادة من مناخات الإنفراج الإقليمي»، توقع النائب محمد رعد حصول انفراجات داخلية تبعا للانفراجات الخارجية، واكد ان حزب الله لا يريد ان يستاثر بالسلطة، نريد الحوار مع الآخرين لاقناعهم بمرشحنا اذا كانوا اهل منطق وحوار. واذا ارادوا خوض معركة انتخابية فهذا شأنهم. اما نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم فقد دعا عبر «تويتر» إلى التعالي في لبنان «إلى مستوى اتجاه المنطقة نحو التفاهم والاستقرار، فلا نتخلَّف عن الركب، وإلى الاستثمار في الحوار والتفاهم لانتخاب الرئيس».
باريس لم تتراجع
في هذه الاثناء، وعشية زيارة يقوم بها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى باريس في حزيران المقبل، واصلت السفيرة الفرنسية حراكها الداخلي، والتقت رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في السراي، غريو التي إكتفت بالقول «تطرقنا لمجمل الأوضاع والمستجدات على الساحة اللبنانية وناقشنا مختلف الملفات المطروحة»، ابلغت ميقاتي ان بلادها لم تتراجع عن موقفها ازاء الانتخابات الرئاسية، ولا تزال مقتنعة ان التسوية التي سبق وتبنتها، لا تزال الاقدر على اخراج البلاد من «عنق الزجاجة»، ولا يوجد حتى الآن اي مبادرة اخرى تنافسها، وقد المحت الى ان بلادها مرتاحة لتقدم الموقف السعودي.
ضغط الوقت
في هذا الوقت، تبدو المعارضة «محشورة» بالوقت ، وتعيش تحت الضغط كي تصل الى تسمية مرشح تواجه فيه ترشيح فرنجية، في الشكل يبدو ان الموقف السعودي قد فعل فعله، فمن هدد باستخدام ورقة عدم تأمين النصاب، تراجع «تكيتيكيا» ولم يعد يجهر به، خوفا من العقوبات، ولعدم «اغضاب» المملكة.
طريق ازعور غير معبدة!
في المضمون التفاهم على تبني جهاد ازعور، كان دونه عقبات حتى مساء الامس، ولكن اذا حصل وانضم الى الاتفاق التيار الوطني الحر، فهذا لن يعني حكما ان طريقه الى بعبدا باتت سالكة، لان السؤال الكبير يبقى، كيف يمكن «للثنائي» ان يقبل تأمين النصاب لجلسة يصل فيها رئيس تحت عنوان كسر ارادة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورئيس المجلس نبيه بري، وهو شعار تقوده «القوات اللبنانية» علنا، ويشكل حتى الآن عقبة امام انضمام التيار الوطني الحر الى «التحالف»؟!
ماذا يريد جعجع؟
وفي موقف يعكس التماهي مع التمنيات السعودية، تراجع رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن التلويح بورقة مقاطعة الجلسات الانتخابية، وقال»ما دام الفريق الآخر يملك مرشّحاً، فليتفضّل الرئيس نبيه بري ويدعو الى جلسة انتخاب»، سائلا «ولماذا لا تكون الجلسة هذا الأسبوع»؟ وعن الاسم الذي سيصوّت له نوّاب «الجمهوريّة القويّة»، تحفّظ عن كشف أوراقه، مضيفا «في التكتيكات الانتخابيّة لا يجوز أن تكشف كلّ شيء، نحتفظ بما نملك من أسلحة حتى يحين الوقت المناسب، ولكن على رئيس المجلس أن يقوم بما هو مطلوب منه، أي أن يدعو الى جلسة في أسرع وقت». وعمّا إذا كان توصّل الى اتفاقٍ مع التيّار الوطني الحر، خصوصاً أنّ المواقف التي صدرت عن نوّابٍ «قوّاتيّين» في هذا الشأن تراوحت بين الإيجابيّة والسلبيّة، اجاب «اسمح لي بألا أعلن اليوم عن أسماء أو عن توجّه، ولسنا مرغمين على ذلك في الوقت الحالي. ما يهمّ أنّنا على كامل الجهوزيّة لنذهب الى جلسة، وكنّا كذلك منذ الجلسة الأولى، ولكنّ فريق الممانعة يقوم بإسقاط ما يقوم به على الفرقاء الآخرين».
ازمة ثقة
وما لم يقله جعجع، عبرت عنه مصادر «قواتية» بالقول ان «على باسيل أن يحسم موقفه الآن في الملف الرئاسي ولا يكفي أن يعارض إسم فرنجيّة، كما عليه أن يثبت بأن التفاوض مع المعارضة ليس ورقة للمناورة مع حزب الله».
وفي هذا السياق، لفتت مصادر متابعة الى ان التواصل بين النائب «القواتي» فادي كرم، وزميله في «التيار» جورج عطا الله لم ينقطع، لكنَّه لم يبلغ النتائج المرجوّة منه بعد، ويشكو «البرتقالي» من الحملة «القواتية» المستمرة، والتي تشكك بنوايا باسيل وتقف حجرة عثرة في طريق الوصول الى تفاهمات..
المعارضة تحت الضغط
ووفقا للمعلومات، فان الاجتماعات بين قوى المعارضة مستمرة، واصبحت أمام اختبار جدي سعوديا، بعدما ابلغهم السفير السعودي «انه لم يعد من الجائز الاستمرار في رفضها لترشحه فرنجية من دون أن تتقدَّم بمرشحها»، وفي هذا السياق، يقر مصدر معارض ان هذه القوى تعيش حالة من الإحراج الخارجي الذي يحاصرها، بامتناعها حتى الساعة عن الدخول على خط المنافسة لإنهاء الشغور الرئاسي، وهي امام اسابيع مفصلية قبل شهر حزيران المقبل، حيث يتوقع على نحو قاطع ان يدعو بري الى جلسة للانتخاب.
الضغوط السعودية
وقد جدد السفير السعودي وليد البخاري ضغطه باتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي، واكد «ان على لبنان أن يكون كما كان واحة للفكر وثقافة الحياة، وأن ينعم شعبه بالرخاء والازدهار» مضيفا بعد زيارته وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب في قصر بسترس حيث كان بحث في التحضيرات للقمة العربية والعلاقات الثنائية بين البلدين، «نتشارك الرغبة نفسها مع المجتمع الدولي في رؤية انجاز الاستحقاق الرئاسي في أسرع وقت ممكن»!
ميقاتي الى دمشق؟
وفي ملف النزوح السوري، أكد وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين أن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، أعلن في اللقاء التشاوري الأخير بين الوزراء أنه مستعد لترؤس الوفد الوزاري الى سوريا شخصياً، مشيراً الى أنه من المرجّح أن يلتقي ميقاتي الرئيس السوري بشار الأسد في القمة العربية في جُدّة.. وكشف الوزير انه خلال جلسة مجلس الوزراء التي ستُعقد في 22 الجاري للبحث في موضوع اللاجئين سيُتّخذ القرار بتاريخ زيارة الوفد اللبناني سوريا، واشار الى طلب الجانب اللبناني تشكيل لجنة ثلاثية تضم الى لبنان سوريا ومفوضية اللاجئين، ينبثق عنه لجان فرعية لكل قرية لمتابعة مشاكل اللاجئين، ولكن جاء الرفض من المفوضية. واكد شرف الدين وجود تحضير لقوافل جديدة من اللاجئين تتجه الى سوريا بأقرب فرصة بعد جلسة مجلس الوزراء ، مشيراً الى ورود 750 اسما. وقال: «هو عدد خجول ولكن أفضل من لا شيء».
القنبلة الموقوتة
في هذا الوقت،عاد ملف السجون الى الواجهة من جديد، واقتضى ذلك تحركا نيابيا، وقد وصف رئيس «لجنة حقوق الإنسان» النائب ميشال موسى السجون في لبنان بـ «القنبلة الموقوتة»، مجدداً تحذيره من تداعيات الأوضاع التي تعاني منها، خاصة مع تسجيل حالات وفاة عدّة في الأيام الماضية. وأعلن إعادة تفعيل عمل اللجنة الوزارية التي سبق أن شُكّلت لمتابعة هذه القضية. وأوضح موسى، بعد لقائه ميقاتي في السراي الحكومي امس، ان المشكلة الأساسية هي في الاكتظاظ والأزمة الاجتماعية التي أثرت على التغذية والطبابة..
80% من السجناء غير محكومين!
أما الأمر الاكثر اثارة للدهشة، والذي اشار اليه موسى فهو «ضرورة تسريع المحاكمات ضمن الأطر القانونية عن طريق وزارة العدل من خلال تفعيل وتسريع المحاكمات، فلا يجوز أن يصل عدد المساجين غير المحكومين إلى 80 في المئة في بلد من البلدان».
سلامة لم يبلغ
قضائيا، وعشية جلسة الاستجواب التي حددتها القاضية الفرنسيّة اودي بوريسي اليوم لاستجواب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لم تتمكن المراجع المختصة من ابلاغ سلامة بمضمون ابلاغه بالمثول أمامها، بعد تعذر التبليغ في ثلاث محاولات استهدفت مقره في مصرف لبنان، كما طلبت الوثيقة الفرنسية. واكدت مصادر قضائية،ان قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا اعاد الى الجانب الفرنسي الوثيقة الخاصة بمضمون ما انتهت إليه مهمة تبليغ حاكم المصرف المركزي رياض سلامة، ولفتت المصادر إلى ان ما قام به الجانب اللبناني، قد انتهى عند حدود ما طلب منه، وان اي اجراء مستقبلي بات على عاتق الجانب الفرنسي الذي يمكنه ان يستمر بالإجراءات التي يراها مناسبة من دون اي دور للقضاء اللبناني.
«اسرائيل» في «الحفرة»
في هذا الوقت، وفيما تخشى «اسرائيل» مواجهة جديدة متعددة الساحات مع اصرار المتطرفين اليهود على القيام بمسيرة الاعلام في القدس المحتلة يوم الخميس والجمعة المقبلين، وبعد اخفاقها في الحصول على ضمانات بعدم اشتعال الجبهة اللبنانية اذا توسعت العمليات العسكرية، وصفت صحيفة «يديعوت احرنوت» ادعاءات نتانياهو بتحقيق انجازات في الحرب على غزة بالاكاذيب، واشارت الى ان «اسرائيل» ستبقى في «الحفرة». وكتبت في هذا السياق، ما الذي يطلبه معظم «الإسرائيليين» بعد خمسة أيام من صافرات الإنذار والتوتر والقلق؟ يخيل لنا أن الجواب واضح: يريدون إعادة قدر من حياتهم الطبيعية. مهلة راحة من السياسة: دون أصابع في العين، ودون فساد، ودون أكاذيب. لشدة الأسف، حكومتهم مصممة على سكب كل هذه عليهم، بالكامل.
واضافت : لنبدأ بالأكاذيب. ففي مستهل جلسة الحكومة أكمل نتنياهو تبادل النار مع فرع الجهاد في غزة. في حملة «درع ورمح»، وقال باحتفالية: غيرنا المعادلة، وهذا كذب لان الحقيقة يعرفها كل ضابط في هيئة الأركان، ومع هذه الحقيقة يذهب كل مقيم في الجنوب لينام. تسعة أشهر مرت من جولة «بزوغ الفجر» حتى جولة «درع ورمح». السؤال الوحيد ذو الصلة هو: كم شهراً سينقضي حتى الجولة التالية، سواء مع الجهاد الإسلامي أو مع حماس أو مع كليهما معاً؟
نتانياهو يكذب
نتنياهو فصّل الإنجازات: صفينا ستة مسؤولين كبار، ودمرنا 17 قيادة، وقتلنا عشرات المخربين، وقصفنا مخزونات الصواريخ. هذا يذكرنا بالجنرالات الأميركيين في حرب فيتنام، الذين عادوا وتباهوا بأعداد جنود الفيتكونغ الذين قتلوهم، ورفضوا أن يستوعبوا بأنه لا علاقة بين عدد قتلى العدو ووضع الحرب. ما دام الجهاد الإسلامي قادراً على إطلاق مئات الصواريخ في اليوم نحو «إسرائيل»، وما دام آلاف آخرون من مؤيدي حماس والجهاد في الضفة مستعدين للتضحية بحياتهم لقتل يهودي في موقف باص، فنحن عالقون في الحفرة إياها. اذاً لمَ الكذب»؟