غيّبت الأحداث المتلاحقة في المنطقة ما جرى خلال الأسبوع الماضي على جبهة الحرب الروسية الأوكرانية، حيث أطلق الجيش الروسي مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على مدى أيام الأسبوع، مع تقدم مواز حاسم على جبهة باخموت، وجاءت الرواية الأوكرانية القائمة على نفي وصول الصواريخ إلى أهدافها، بالحديث عن إسقاط الصواريخ والمسيرات قبل بلوغ أهدافها، حتى جاء الاعتراف الأميركي بالدمار والتلف الذي لحق بمنظومة صواريخ باتريوت، وبينما تحدثت كييف عن صدّ الصواريخ الروسية عادت إلى الحديث عن قيام روسيا بتدمير البنية التحتية لأوكرانيا، ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن مصدر عسكري روسي، أن نظام باتريوت الذي تمّ تدميره في كييف بواسطة طائرات «ميغ- 31 كا» الحاملة لصواريخ «كينجال»، كان نتيجة «كمين جويّ محكم». وقال المصدر إن خصائص سرعة صواريخ «كينجال» تسمح لها «بضرب أهداف عسكرية في غضون دقائق، وهو السبب في أن أهدافاً مثل نظام باتريوت ليس لديها الوقت لتغيير موقعها بعد إطلاق صواريخ جديدة أو تحميلها بذخيرة جديدة». وأضاف المصدر أنه «نظراً لسرعة صاروخ كينجال، تعرّضت أنظمة الدفاع الجوي الأميركية فجأة إلى كمين جوي، ولم تستطع أطقم أنظمة الصواريخ التابعة للعدو فعل أي شيء لحماية أنظمتها المضادة للطائرات». من جهته، نفى وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن تكون كييف أسقطت 6 صواريخ روسية فرط صوتية من نوع «كينجال»، مؤكداً أن القوات الروسية لم تطلق هذا العدد من الصواريخ.
في جدة تبدأ أعمال القمة العربية صباح اليوم، بعدما اكتمل وصول القادة يوم أمس، وكان أبرز الواصلين الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد الذي تنتظر الكاميرات الصحافية التقاط صورة دخوله إلى قاعة القمة، ومع من سوف تتمّ المصافحات، ويترقب الكثيرون معرفة ماهية العلاقة التي سوف تنشأ بين الرئيس السوري وولي العهد السعودي محمد بن سلمان بصفتها مؤشراً على نوعية الوضع العربي الجديد وملامحه، وبرز تساؤل حول إمكانية ترتيب مصالحة سورية قطرية بجمع الرئيس الأسد مع الأمير تميم بن حمد آل ثاني الذي وصل الى جدّة بعد توقعات بغيابه، وبعد جلسة الافتتاح يتوقع أن تشهد القمة مداولات ينتظر أن يشكل الوضع في سورية وفلسطين واليمن والسودان أبرز عناوينها، وأن يكون الأسد أبرز المتحدثين.
من جدة أعلن وزير الخارجية اللبنانية عبد الله بو حبيب أن لبنان تبلغ رسمياً من سورية ترحيباً بعودة النازحين المقيمين في لبنان استعداداً لتقديم ضمانات لعودة آمنة بقبول مراقبة الأمم المتحدة للتحقق من عدم تعرّض أي من العائدين إلى أي ملاحقة.
وفيما تؤجل الملفات المحلية الساخنة لا سيما انتخابات رئاسة الجمهورية، بانتظار انعقاد القمة العربية اليوم وما ستحمله من تداعيات إيجابية على مستوى المنطقة، ومنها لبنان، تتجه الأنظار الى جدة التي وصلها الرئيس السوري بشار الأسد مساء أمس للمشاركة في القمة.
ووصل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، إلى السعودية لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجامعة. يضمّ الوفد كلاً من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب، وزير الصناعة جورج بوشيكيان، وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، وزير السياحة وليد نصار، ووزير الزراعة عباس الحاج حسن، المستشار الديبلوماسي للرئيس ميقاتي السفير بطرس عساكر، على أن ينضم إلى الوفد سفير لبنان في المملكة العربية السعودية فوزي كبارة وسفير لبنان لدى الجامعة العربية علي الحلبي.
وسيركّز ميقاتي في كلمته خلال القمة على ملف النازحين السوريين وضرورة إعادتهم الى ديارهم، وسيدعو القادة العرب إلى مساندة لبنان اقتصادياً ومالياً، وايضاً سياسياً للوصول الى انتخاب رئيس للجمهورية.
ويحضر لبنان وفق معلومات «البناء» في اللقاءات الجانبية والمداولات بين القادة العرب على هامش القمة وفي بيانها الختامي لجهة حثّ القوى السياسية كافة على تحمل المسؤولية وانتخاب رئيس للجمهورية لإعادة انتظام المؤسسات الدستورية وإنجاز الاستحقاقات الأخرى لا سيما تشكيل حكومة جديدة واستكمال الإصلاحات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي والمؤسسات الدولية، وسيدعو الأطراف اللبنانية الى الحوار والتوافق على إنجاز الاستحقاق بأسرع وقت ممكن من دون تأخير. كما سيركز على أزمة النازحين السوريين ووضع خطة لإعادتهم تدريجياً الى سورية وسيؤكد الدعم العربي لحل أزمة النزوح في المنطقة.
وفي حديث من جدة، كشف وزير الخارجية اللبناني أن «ما سمعناه من الحكومة السورية هو الترحيب بالنازحين السوريين تحت مراقبة الأمم المتحدة للتأكد من سلامتهم وهم لا يستطيعون فعل المزيد»، مضيفاً «نحنا عنا مغتربين ما فينا نلزمهم بالرجعة».
ووفق المعلومات، فإن البيان الختامي للقمة وللمرة الأولى منذ سنوات لن يتطرق الى أي موقف سلبي ضد حزب الله أو إيران بل سينسجم مع أجواء التقارب السعودي الخليجي الإيراني والتفاهمات الإقليمية والتطورات الكبيرة على الصعيد العربي لا سيما السعودي الإماراتي – السوري وعودة سورية الى جامعة الدول العربية.
وتترقب الساحة المحلية مفاعيل القمة والمشاورات العربية – العربية، لا سيما على الملف الرئاسي، وما يمكن أن يجري في لقاء القمة المتوقع بين ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان والرئيس الأسد، وما إذا كان لبنان سيكون جزءاً من هذه المحادثات أم لا.
ولم يبرز أي جديد على صعيد الملف الرئاسي في ظل جمود المواقف والتحالفات والمفاوضات بانتظار تأثير العامل الخارجي. ووفق مصادر «البناء» فإن كل خطوط المشاورات بين الكتل النيابية أي المعارضة وقوى التغيير والتيار الوطني الحر وصلت الى طريق مسدود.
وأكدت أوساط نيابية في التيار الوطني الحر لـ»البناء» أن تهديدنا باستمرار الفراغ في رئاسة الجمهورية أو فرض مرشح علينا لن ينجح، ونحن كتيار لسنا جزءاً من الاصطفاف السياسي الحاصل بين فريقي الممانعة والمعارضة، والحل بالحوار بين كافة الأطراف للتوصل الى مرشح توافقي من بين الأسماء المطروحة أو من خارجها»، موضحة أن أي رئيس لا يحظى بأغلبية الكتل النيابية ولا يتمتع بمواصفات معينة وبرنامج سياسي واقتصادي ومالي وإصلاحي لن يستطيع الحكم وتطبيق خطة الإصلاحات والنهوض».
في المقابل تشير أوساط اشتراكية لـ»البناء» الى أن كتلة اللقاء الديمقراطي لن تقاطع أي جلسة يدعو اليها رئيس مجلس النواب وستؤمن النصاب وستحدد موقفها لجهة التصويت للمرشحين في حينها بانتظار جملة معطيات داخلية وخارجية». ودعت المصادر الكتل النيابية لا سيما المسيحية الى الحوار مع الثنائي حركة أمل وحزب الله للتوصل الى حل توافقي للأزمة الرئاسية وإلا فلن يفتح باب قصر بعبدا قريباً»، وحذرت من رهان الطرفين على متغيرات إقليمية ودولية لا سيما أن كل الدول تلهث خلف مصالحها على مائدة المكاسب ولا يهمها لبنان الذي عليه أن يستلحق نفسه بتأمين ظروف توافقية وديموقراطية لجلسة لانتخاب الرئيس».
في المقابل تجدّد مصادر الثنائي أمل والحزب التأكيد لـ»البناء» تمسكها بدعم ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وهو ليس مرشح الثنائي بل مرشح طبيعي منذ عقدين فلماذا الاستغراب بترشيحه اليوم؟ ولماذا اتهامنا بفرضه على الآخرين وهو أحد الأقطاب والمرشحين الأربعة الذين التقوا في بكركي في العام 2015؟ مشيرة الى أن فرنجية يمثل تقاطعات اقليمية – دولية ويلبي ضرورات المرحلة المقبلة لا سيما التفاهمات الإقليمية ويحقق التوازن بين السعودية وإيران وسورية وعلاقات لبنان مع الدول الغربية.
وأكدت المصادر بأن الثنائي «لن يسير بأي مرشح لا يتمتع بمواصفات فرنجية مهما طال أمد الفراغ، ولا يراهننّ أحد على تعبنا أو تراجعنا في هذا الإطار لا سيما أن كل المؤشرات والمعطيات والمتغيرات تصب في صالح فريق الثنائي والمحور الإقليمي المتحالف معه»، كما كشفت المصادر أن «عداد أصوات فرنجية يزداد ويقترب كثيراً من الـ65 صوتاً».
وكان الرئيس بري استقبل نائبَه الياس بو صعب الذي كان يجري وساطة للتقريب بين القوى المحلية. وعرض الطرفان الأوضاع العامة والمستجدات السياسية وشؤوناً تشريعية.
وفي حديث عبر قناة «العراقية الإخبارية»، لفت ميقاتي في إلى أنّ «لولا النفط العراقي لما كان لدينا ولا دقيقة كهرباء، ومن خلاله بقيت التغذية مستمرة في المؤسسات العامة وعلى رأسها مرفأ بيروت ومطار بيروت الدولي»، مشيرًا إلى «أننا نبشّر اللبنانيين بزيادة ساعات الكهرباء إلى كل لبناني وإلى كل منزل بفضل النفط العراقي، ومبادرة الفيول العراقي صدرت من العراق، خصوصًا أننا مررنا بعراقيل لتسديد المبالغ المطلوبة». وأكّد ميقاتي، أنّ «لا شروط من العراق على لبنان، وسنقدّم كل التسهيلات اللّازمة للتجار والمستوردين العراقيين من لبنان»، موضحًا «أننا نأسف أننا من دون رئيس جمهورية منذ 6 أشهر، وأدعو إلى حوار بين الأفرقاء اللبنانيين للاتفاق على رئيس جمهورية».
وكان ميقاتي رأس اجتماعاً لـ»اللجنة المشتركة لمكافحة تهريب المواد المخدرة» في السراي، تمت خلاله مناقشة ملف تهريب الممنوعات وخلافه عبر المعابر. وتم الاتفاق على تشكيل لجان متخصصة في الوزارات المعنية. كما أن الوزراء تبلغوا دعوة من السراي الحكومي لحضور جلسة لمجلس الوزراء يوم الجمعة في ٢٦ أيار الحالي. وتلقوا ايضاً دعوة لحضور لقاء تشاوري يُعقد في الرابعة من يوم الاثنين المقبل في السراي الكبير للبحث في الأمور الراهنة، ومنها مذكرة التوقيف بحق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وملف النزوح.
وفي تصريح لافت، دعا نائب رئيس حكومة تصريف الاعمال سعادة الشامي حاكم مصرف لبنان «للاستقالة»، بعدما أصدرت فرنسا مذكرة اعتقال بحقه في إطار تحقيق في اتهامات احتيال.
واشار الشامي لـ»رويترز»، الى أنه «عندما يُتهم شخص في أي دولة بمثل هذه الجرائم، ينبغي ألا يظل في موقع مسؤولية ويجب أن يتنحّى فوراً». وأضاف «أعتقد أنه يجب أن يستقيل».
من جهته، أكد سلامة أنه «سيتنحى عن منصبه إذا صدر حكم قضائي ضده». ولفت الى ان «نائب حاكم المصرف المركزي سيتسلم المنصب بعد انتهاء ولايتي»، وتابع: «يستهدفون حاكم المصرف المركزي لأنهم يخشون استهداف السياسيين، وتقرير البنك الدولي حول منصة صيرفة «غبي».
وأوضح بأن «التبليغ من قبل القاضية الفرنسية لم يكن حسب أصول الاتفاقية بين لبنان وفرنسا، وأنا متعاون مع القضاء، ونحن طلبنا من القاضية الفرنسية تبليغنا حسب الأصول وهي رفضت، أمّا كل الضجة القائمة حول التحقيقات الفرنسية فلا أساس لها، وسأحضر أي جلسة تحقيق يتمّ تبليغي بها «حسب الأصول». وشدد على ان «المسار القانوني ظالم لكنني مستعدّ له».
ولفت سلامة في حديث الى قناة «الحدث» الى أن «المركزي سيتدخل ولن يسمح بانفلات سعر الصرف أكثر».
على صعيد آخر، أصدر قاضي التحقيق الأول في بيروت شربل أبو سمرا قراراً يتعلق بالدفوع الشكلية المقدمة من قِبَل حاكم مصرف لبنان، والرامي الى عدم قبول تدخّل الدولة اللبنانية، حيث ردّ قاضي التحقيق الدفع المقدم، معتبراً أن تدخل هيئة القضايا في الدعوى قائم في محلّه القانوني. كما حدد ابو سمرا جلسة لرجا سلامة في 15 حزيران. وأفيد أن «محامي سلامة وشقيقه رجا ومساعدته ماريان الحويك ابدوا رغبة بعدم استئناف قرار القاضي أبو سمرا برد الدفوع الشكلية».
في شأن قضائي آخر، وفي توقيت سياسي مريب، عاد ملف تحقيقات انفجار مرفأ بيروت الى الواجهة، حيث نفذ أهالي ضحايا فوج إطفاء بيروت ظهر أمس اعتصاماً أمام قصر العدل في بيروت للمطالبة بتحريك ملفّ انفجار المرفأ، وأحرق الأهالي الإطارات أمام مدخل قصر العدل. وجدد الأهالي المطالبة «بمحكمة دولية وسيوقع بعض النواب على العريضة التي سنقدمها ونحن هنا للمطالبة بالوصول الى الحقيقة».
الى ذلك، عقد المجلس الدستوري أمس، جلسة أولى للنظر بالطعون المقدمة بقانون التمديد للمجالس البلدية والاختيارية. وكشفت مصادر المجلس الدستوري أن المجلس لا زال في المراحل الأولية لقراءة التقرير، مضيفة: ضمّينا 3 طعون بقانون إرجاء الانتخابات البلدية، ولا قرار في هذه الجلسة.
وقال رئيس المجلس طانيوس مشلب: دعونا إلى جلسة الاثنين المقبل وستكون هناك جلسات أخرى وصولاً إلى قرار يتعلق بالطعن بقانون للتمديد للمجالس البلدية وستكون هناك جلسات متتالية في حال لم يتخذ القرار. من جهة ثانية، افيد ان المجلس الدستوري علّق مفعول قانون الشراء العام وعيّن مقرّراً لدراسة الطّعن، أمّا البحث في الطّعن في التّمديد للبلديات فمن المتوقّع أن يمتدّ لجلسات عدّة.