كتبت صحيفة “الأخبار”: انكسرت الجرة سياسياً وإعلامياً بين حزب القوات اللبنانية والتيار الوطني الحرّ. لكن الأمر لم يصل حد إعلان الافتراق بشأن محاولة التوصل إلى اتفاق على مرشح في وجه الوزير السابق سليمان فرنجية. علماً أن التصريحات المتلاحقة طوال نهار أمس، للنائب في التيار ألان عون، ركزت على «طي صفحة ترشيح جهاد أزعور لعدم التوصل إلى اتفاق عليه، ولعدم رغبته شخصياً في أن يكون مرشحاً للمواجهة، وعدنا إلى المربع الأول»، لكن الواضح أن مواقف عون لا تعكس بالضبط موقف قيادة التيار.
وفي باريس، يفترض أن يلتقي المستشار الرئاسي باتريك دوريل اليوم النائب جبران باسيل الذي استبق الاجتماع بالتأكيد على مواقفه السابقة. فيما يتوقع أن يزور فرنسا قريباً البطريرك الماروني بشارة الراعي وسط مناخات تشير إلى أن «النقاش سيتطرق إلى الموقف الفرنسي من الاستحقاق الرئاسي».
وبينما عاد السجال بين القوات والتيار على خلفية مقدّمة قناة «أو تي في»، التي فنّدت فيها الوعود التي لم تصدق لرئيس حزب القوات سمير جعجع، حيث ردت القوات ببيان مطول بدت فيه علامات التوتر العالية. إلا أن النقاش بين الجانبين حول الملف الرئاسي استمر، مع تبدل نوعي، تمثل في وجود اعتراضات داخل الفريقين على التفاهم حول اسم الوزير السابق جهاد أزعور.
ويبدو أن هناك داخل الفريقين من يعارض الاتفاق على أزعور، ويدعم هؤلاء فكرة الإتيان بمرشح آخر مثل النائب إبراهيم كنعان. وفي هذا السياق جاءت تصريحات عون أمس وقوله إن «لا اتفاق مع المعارضة على مرشح في وجه الثنائي الشيعي إلا إذا كان من داخل تكتل لبنان القوي لأنه لا يعتبر حينها استهدافاً لهم. أما الاتفاق على مرشح مستقل فيحتاج إلى توافق مع الثنائي».
في الجزء الأول من تصريحه، شكك عون بكل الإيجابية التي سادت أخيراً باقتراب المعارضة والتيار من الاتفاق على مرشح لإحراج حزب الله، وفي الجزء الثاني ثمة ما هو موجه ضد باسيل نفسه عبر ترشيح عون ضمنياً لزميله كنعان الذي قام منذ أسبوعين بجولة أميركية بعناوين رئاسية. وتفسر مصادر مطلعة كلام عون بأنه «محاولة للضغط على باسيل الرافض لترشح أي اسم من التيار، علماً أن عون مدرج لدى الثنائي في خانة قوى 14 آذار ولو أنه يعوّل على علاقته الجيدة بالرئيس نبيه بري بصفته أمين سر هيئة مكتب مجلس النواب».
وقال مفاوضون بين القوى نفسها، إنهم تواصلوا مع أزعور الموجود في الولايات المتحدة. ونقلوا عنه رفضه أن يكون مرشحاً في مواجهة ثنائي أمل وحزب الله. لأنه «يريد أن ينجح، ولن يعرض نفسه لمشكلة في مواجهة مع أطراف بارزة مثل الثنائي».
وفي باريس، أكد باسيل «أننا سنبقى منفتحين ومرنين. إذا رفضتم اسماً هناك اسم ثان وثالث. لا نهاية للأسماء التي يمكن أن يكون هناك توافق جزئي أو كامل عليها، مسيحي أو وطني. المهم هو التوافق لنؤمّن الأكثرية المطلوبة بالتصويت أولاً وبتأمين النصاب». وكرر «أننا سنقبل بأسماء كثيرة، لكن لن نقبل برئيس كيفما اتفق، إذا كان جزءاً من المنظومة، أو برئيس، بتاريخه ومساره ومستقبله، مع الفساد وضد الإصلاح… رئيس ستكون أولويته حماية المنظومة التي أتت به».
من جانبه، يقوم نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب هذا الأسبوع بجولة على كل الكتل النيابية لمحاولة إرساء قواسم مشتركة في ما بينها، «لعدم التمادي في الانقسام الحاصل حالياً بين الأحزاب المسيحية والثنائي الشيعي». وعلمت «الأخبار» أن اجتماعاً سيعقد في مجلس النواب يضم ممثلين عن كل الكتل النيابية للعمل على إيجاد حلول للخلافات ووضع نقاط مشتركة. وإذا ما حدث ذلك، ستكون أول جلسة حوار بين جميع الأفرقاء على طاولة واحدة منذ مدة طويلة بعد رفضهم دعوة بري إليها. وبحسب المصادر، فإن هذه المبادرة قد تأتي بموازاة تحديد رئيس مجلس النواب موعداً لجلسة انتخاب رئيس» على ما أشارت مصادر مطلعة.