أقيمت قبل ظهر اليوم، دورة تدريبية بعنوان “التغيير المناخي والحدّ من مخاطر الكوارث ودور وسائل الإعلام في إنقاذ الأرواح”، في مبنى وزارة الاعلام، بمبادرة من “اتحاد اذاعات الدول الآسيوية”، بالتعاون مع “مكتب الأمم المتحدة للحد من مخاطر الكوارث”، شارك فيها وزير الاعلام في حكومة تصريف الأعمال زياد المكاري، مديرة مكتب الأمين العام لاتحاد الاذاعات الآسيوية نتاليا ايلييفا، المدير العام لوزارة الاعلام الدكتور حسان فلحة، مدير “الوكالة الوطنية للإعلام” زياد حرفوش، مدير اذاعة لبنان محمد غريب، مديرة البرامج في إذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي وعدد من الاعلاميين والمراسلين في إذاعة لبنان و”الوكالة الوطنية للإعلام”.
تمحور النقاش حول “حملة الأمم المتحدة للانذارات المبكرة ودور وسائل الإعلام في تقديم رسائل دقيقة ومفهومة وقابلة للتنفيذ في الوقت المناسب لإنقاذ الارواح وحماية سبل العيش”.
وزير الاعلام
ألقى الوزير المكاري كلمة أعرب فيه عن سروره لعقد ورشة العمل، مؤكدا أن “وزارة الاعلام تعمل دوما على مواكبة كل جديد في العالم”. وأشار الى “الصعوبات التي يمر فيها لبنان والى معاناة موظفي الوزارة والوكالة الوطنية بسببها”، وقال: “لولا إيمان الموظفين ببلدهم وبعملهم لما كان بإمكان الوزارة والوكالة الاستمرار في العمل، وأكبر جهد نقوم به الآن هو تأمين استمرارية موظفينا في الظروف الصعبة الحالية وتمكينهم من مواكبة كل التطورات التكنولوجية في العالم”. وحيا موظفي الوزارة قائلًا:”نعمل وإياكم على هدف واحد هو تطوير مؤسساتها والجسم الوظيفي فيها”.
اضاف: “نحن في لبنان، بالإضافة الى مشاكلنا السياسية والإدارية والاقتصادية لدينا مشاكل بيئية وصحية، لدينا أكثر من مليوني نازح سوري يستهلكون البنى التحتية ويضغطون على البيئة والقطاع الصحي والقطاعات الأخرى. لقد استقبلنا النازحين كأهلنا لكننا الآن نتجه نحو أزمة كبيرة، فالبلد كله يدفع ثمن هذا النزوح في وقت يفترض فيه أن تكون أبرز أهداف التسويات الحاصلة في المنطقة هي عودة النازحين الى بلادهم، فالأزمة في سوريا انتهت، وعادت سوريا إلى جامعة الدول العربية، وبغض النظر عن موقف أي من السياسيين، فإننا غير مضطرين أن ندفع ثمن سياسة لا علاقة لنا بها. لهذا نود أن تكون مؤسساتنا جاهزة لمواكبة التطور الايجابي الذي يحصل في المنطقة، وكل الإيجابيات التي ستطال بلدنا من جراء هذه الاتفاقات”.
فلحة
وكانت كلمة للدكتور فلحة قال فيها:”في هذا اللقاء النوعي أرحب بضيوفي الاعزاء وبالاخص الزميلة ناتاليا ايلييفا. ان التغيير المناخي هو من ابرز الازمات هذا العصر حيث لا توجد منطقة واحدة على كوكبنا بمنأى عن نتائجه السلبية من التدهور البيئي والكوارث الطبيعية و اختلال الأمن الغذائي وارتفاع درجات الحرارة وارتفاع مستوى المخاطر الناجمة عن هذا التغيير المتسارع الذي قد يصل الى مرحلة حرجة تهدد حياة الانسان و وجوده. اللافت ان الكوارث المتصلة بحال المناخ والطقس تتزايد بشكل مضطرد من موجات الحر الشديد والجفاف والأعاصير التى تكبد الاقتصاد العالمي سنويا اكثر من 500 بليون دولار وينضم سنويا 26 مليون شخص الى دائرة الفقر”.
أضاف:” هذه الأسباب وغيرها تؤدي إلى اضطربات اجتماعية وسياسة والى حركة هجرة حادة داخلية وخارجية ولاسيما في افريقيا واميركا اللاتينية .واذا كانت المسؤولية جماعية في وجوب تضافر جهود المؤسسات والإدارات العامة والخاصة و جمعيات المجتمع والشباب والهيئات الحكومية والدولية للعمل من اجل مواجهة هذه الكوارث الا انه تقع مسؤولية كبيرة على الإعلام بأنواعه كافة، للتوعية والمساهمة في الحد من التغيير المناخي و بالأخص مع استخدام التكنولوجيا الجديدة ذات الكفاءة العالية التى تقلص نسبة الانبعاثات وتجعل العالم مكانا آكثر نظافة واكثر قدرة على البقاء، بعد الثورة الصناعية في القرن السابع عشر. والبشرية بدأت تعاني من التلوث والتغيير المناخي هذا نتيجة فعلية لما فعله الانسان قصدا او من غير قصد في سياق تعزيز رفاهيته وتحقيق طموحاته”.
ختم:”نلتقي هنا من اجل البحث وإغنائه في ايجاد حلول تسهم في تحقيق الاهداف السامية التى تعنى بالانسان وكرامته ورفاهية وجوده”.
ايلييفا
واعلنت ايلييفا في كلمتها أن “اتحاد الاذاعات الآسيوية يعمل على مسألتي التغبير المناخي والحد من الكوارث ولقد انضم لبنان إلى مجموعة من المعاهدات والاتفاقيات الدولية في هذا الشأن. وان الاتحاد الاسيوي مقتنع بأنه للنجاح في هذه الرسالة فيجب الاستعانة بوسائل الإعلام التي لها دور محوري في احداث التغيير المطلوب”.
وأشارت الى “اتفاقية ضمت اتحادات الاذاعات العربية والعالمية والأوروبية والآسيوية التي انضوت تحت مشروع “وسائل الإعلام تنقذ الارواح” حيث يعنى الشق الأول من المشروع بكيفية بث وسائل الإعلام للانذارات المبكرة قبل وقوع الكوارث، اما الشق الثاني فيعنى بتثقيف الإعلام حول مخاطر التغير المناخي وكيفية نقل المعلومات وهذه الثقافة للافراد”.
أضافت:” أعلنت منذ بدء هذا المشروع عام 2020 أننا تمكنا من تدريب 88 منظمة حول العالم، والعمل بشكل مباشر مع الفي اعلامي على مستوى العالم. إن إذاعة لبنان ولبنان هما أعضاء في اتحاد آسيا ولقد ابدت السيدة ريتا نجيم كل التزام في هذا المشروع وحثتنا على المزيد من العمل والنشاط في هذا المجال”.
وختمت شاكرة للدكتور فلحة تنظيمه الحدث.
الجلسات
كانت الجلسة الأولى عبر “زوم” بعنوان: “أنظمة الانذار المبكر“، وخصصت لمناقشة مواد التدريب الخاصة بأنظمة الإنذار المبكر وادارها المستشار المدرب على الانذار المبكر وبروتوكول التنبيه المشترك- دبي محمد الكردي.
تناولت الجلسة الثانية “مواد التدريب عبر الإنترنت الخاصة بروتوكول التنبيه المشترك للمشروع”.
وعرضت الخبيرة التونسية حنان زبيس عبر “زوم” في الجلسة الثالثة الحد من مخاطر الكوارث في الأنباء والشؤون الراهنة. كما تناولت في الجلسة الرابعة موضوع “الحد من مخاطر الكوارث في الأفلام الوثائقية والبرامج التعليمية”.
وفي الختام قدمت ايلييفا هدية تذكارية لفلحة وصورة تذكارية للمناسبة.