كتبت صحيفة “الديار”: اذا لم يختلف “التيار الوطني الحر” وقوى المعارضة على بعض التفاصيل، فالارجح انهم يتجهون هذا الاسبوع الى الاعلان تباعا عن ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية، وذلك بعد اجتماع كل تكتل على حدة. وقد أُبلغ البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي توجه الى الفاتيكان على ان ينتقل غدا الثلاثاء الى فرنسا بهذا الاتفاق، وقد تم التمني عليه ان يحمله معه الى دوائر القرار الاوروبية، وبخاصة ان يعرضه خلال لقائه بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمحاولة لاقناعه بالتراجع عن دعم رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية وتعديل المبادرة الفرنسية.
نكد ونكايات؟
وكما هو متوقع، لم يلاق “الثنائي الشيعي” بايجابية التفاهم المفترض بين الكتل المسيحية الرئيسية على اسم أزعور. ووضعه النائب في كتلة “التنمية والتحرير” علي حسن خليل في خانة “النكد السياسي ومنطق التعطيل والتشفي والمؤامرات الداخلية التي لا تبني وطنا”، معتبرا “ان هذه القوى سياسية تجتمع فقط على قاعدة إسقاط المرشح الذي دعمناه او تبنيناه”. فيما رأى رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد أنّ “المرشح الذي يتداول اسمه هو مرشح مناورة، مهمته مواجهة ترشيح من دعمناه وإسقاطه”، داعيًا الفريق الآخر الى “التوقف عن هدر الوقت واطالة زمن الاستحقاق”.
وتقول مصادر “الثنائي الشيعي” لـ”الديار” انه “بات واضحا ان “الوطني الحر” وقوى المعارضة لن ينزلوا بأزعور الى المجلس النيابي، لعلمهم انه غير قادر على تجاوز ال50 صوتا، وهم يستخدمون ترشيحه حصرا لاحراق ورقة سليمان فرنجية، لاعتقادهم انهم بذلك يمهدون لتبني مرشح ثالث”. وتضيف المصادر: “نحن لن نتنازل عن مرشحنا بهذه السهولة، وجاهزون للمشاركة في اي جلسة تتم الدعوة اليها لانتخاب رئيس، وليفز الذي يستحوذ على العدد اللازم من الاصوات”.
وعلمت “الديار” ان الحزب “التقدمي الاشتراكي” ابلغ المعنيين انه “ليس في جيبة احد”، اي ان سيره بترشيح ازعور ليس محسوما، وان كان اسمه بين الاسماء ال3 التي اقترحها في وقت سابق بمبادرته، الى جانب اسمي النائب السابق صلاح حنين وقائد الجيش العماد جوزيف عون. كذلك فعل تكتل “الاعتدال الوطني” الذي ربط سيره بأحد المرشحين بالظروف التي ستواكب جلسة الانتخاب، باعتبار ان الطرفين، اي “التقدمي” كما النواب السنّة الاقرب لجو 14 آذار يؤكدان سيرهما بمرشح توافقي لا مرشح مواجهة.
من جهتها، تقول مصادر مطلعة على جو فرنجية لـ “الديار” ان “ترشيح ازعور يجعله مطمئنا لعدم سير القسم الاكبر من النواب السنّة به، ما دام هو اولا مرشح رئيس حزب “القوات” سمير جعجع الذي غدر برئيس “تيار المستقبل” سعد الحريري، كما مرشح رئيس “التيار الوطني الحر” جبران باسيل المعروف الاجندات، وبكونه لا يبدي الا مصالحه الشخصية على ما عداها من مصالح… من دون او ننسى انه محسوب على رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة الذي لا تؤيده الاكثرية السنية”.
حزب الله: لا مكان للتراجع
ويوم أمس، شدد رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين على أن “الواقع يفرض أنه لا مجال للوصول إلى رئيس للجمهورية إلا بالتوافق”… فحزب الله، بحسب مصادر مطلعة على جوه “لا يزال يعوّل على توافق على اسم فرنجية ولو بعد فترة زمنية معينة، حتى يقتنع باقي الفرقاء ان مناوراتهم بأسماء اخرى لن تؤدي هدفها”. وتؤكد المصادر ان “التطورات الاقليمية التي تصب كلها لمصلحة محور المقاومة، سيكون لها انعكاس مباشر في لبنان عاجلا او آجلا، لذلك يفترض ان يكون نفسنا طويلا وان نتعاطى بحذر مع كل المناورات التي يقوم بها الآخرون لدفعنا الى خيارات ومسارات لا نريدها”. وتضيف: “لا مكان للتراجع لا اليوم ولا غدا، وعلى من يقوم بحسابات ضيقة ان يعيد حساباته منطلقا مما تقتضيه المصلحة الوطنية العليا”.
وبحسب معلومات “الديار”، فقد بدأ عدد من المرشحين المستقلين يستعدون لمرحلة ما بعد احتراق ورقتي فرنجية وازعور، منطلقين من فكرة ان ورقة قائد الجيش هي الاخرى باتت شبه محروقة. ويعتبر هؤلاء ان الاشهر ال?ـ المقبلة ستكون كافية لانهاء مرحلة المرشحين الـ3 السابق ذكرهم تماما!
الحزب لباسيل: “يعمل اللي بريحو”!
ويبدو حزب الله حاسما بموضوع عدم السير بأزعور تحت اي ظرف من الظروف. وتقول المصادر انه حتى ولو طلب باسيل موعدا من الحزب، فالجواب الذي سيسمعه واضح ومحسوم ومفاده: “يعمل اللي بريحو!”
ولا تنكر المصادر ان “حجم الاستياء من قبل الحزب تجاه باسيل يتسع، لانه وان كان التصعيد الكلامي تراجع، الا ان الأداء لا يبدو مطمئنا. فالطريقة التي يحاول فيها باسيل الضغط على الحزب من خلال الاتفاق مع “القوات” على ازعور، ظنا انهم بذلك يحاصرونه، مكشوفة ولن تؤدي غرضها”.
وتختم المصادر: “تعتقد الكتل المسيحية انها بتبنيها ازعور تدفع بالاستحقاق الرئاسي قدما، من دون ان تعلم انها بطبيعة الحال تزيده تأزما وتعقيدا، لان الحل لا يكون برفع السقوف وفرض مرشحين، انما بالتفاهم والتوافق المفترض ان ينسحبا على كيفية التعامل مع كل المرحلة المقبلة، والا بقينا نتخبط في الانهيار الذي نحن فيه الى اجل غير مسمى”.