بداية الاسبوع الاخير في إيار، فتحت آفاقا جديدة في الاستحقاق الرئاسي تناقض تماما إملاءات “حزب الله” وتهويله المستمر. وسيكون لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي اليوم مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، فرصة لوضع نقاط ما يريده مسيحيو لبنان على حروف الاستحقاق الوطني. وفي موازة ذلك، حملت زيارة السفير السعودي وليد البخاري لقائد الجيش العماد جوزاف عون دلالات خاصة لكونها اللقاء الاول الذي يعقده سفير المملكة بعد غيابه عن لبنان منذ القمة العربية في 19 الجاري في جدة. كما كانت زيارة مماثلة للسفير المصري في لبنان ياسر علوي لقائد الجيش، علما ان السعودية ومصر عضوان في اللجنة الخماسية بلبنان والتي تضم أيضا الولايات المتحدة وفرنسا وقطر.
وعلمت “نداء الوطن” ان البطريرك الراعي يحمل اليوم الى لقائه مع الرئيس ماكرون في قصر الاليزيه ورقة تضم أسماء خمسة مرشحين لرئاسة الجمهورية تمثل خيارات المسيحيين رئاسياً، وهي: ابراهيم كنعان، زياد بارود، جوزاف عون، جهاد أزعور ونعمة افرام. وتأتي لائحة البطريرك التي خلت من إسم مرشح الثنائي الشيعي سليمان فرنجية، كي ترد على الموقف الفرنسي القائل حتى الآن، ان باريس أيدت خيار الثنائي الشيعي بترشيح فرنجية، بذريعة ان لا مرشح مسيحياً سواه ما دفع الاليزيه الى تأييده منعا للفراغ في منصب الرئاسة بلبنان، إضافة الى ان الرئيس العتيد يجب أن بأتي ضمن التوافق مع المكوّن الشيعي.
وقبل انتقاله مساء امس الى باريس، إجتمع البطريرك في روما مع أمين سر دولة الفاتيكان الكاردينال بيترو بارولين، بناء على طلب الكرسي الرسولي، وأفادت المعلومات أنّ الفاتيكان عمل على تسهيل زيارة الراعي إلى باريس من خلال اتصالات أجراها مسؤولون فاتيكانيون مع مسؤولين فرنسيين، للتأكيد على ضرورة احترام المعركة الديموقراطية التي قد يشهدها البرلمان اللبناني في حال تبنت المعارضة مع “التيار الوطني الحر” ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وقد فهم المتابعون لهذه الاتصالات وقوف الفاتيكان إلى جانب القوى المسيحية في خيارها الرافض لفرض ترشيح غير مقبول منها.
لبنانيا، قال رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لجريدة “القبس” الكويتية في حديث ينشر اليوم ووزع نصه أنه توافق مع المعارضة على اسم مرشح ولكن ما ينقص هو البرنامج، داعياً “حزب الله” الى توافق وطني والإقلاع عن نهج الفرض والمواجهة. ويستعد باسيل خلال الساعات المقبلة للاعلان رسميا عن موافقة “التيار” على ترشيح أزعور، ضمن سياق مواقف متتالية للمعارضة تعلن كل من اطرافها على حدة، تأييدها ترشيح أزعور. وعجَّل في موقف باسيل ما شهده الاجتماع الاخير للهيئة السياسية في “التيار” من جدل بينه وبين عضو الهيئة النائب الان عون، ما اعتبره باسيل تدخلاً من “حزب الله” في “حديقة التيار الخلفية”، فكان لا بد له من الذهاب الى خيار ازعور كي يبعث برسالة الى الحزب يؤكد فيها انه ما زال مسيطرا على القرار في “التيار” وانه يحاصر معارضيه في البيت الداخلي.
ودعا مصدر ديبلوماسي عبر “نداء الوطن” الى “القراءة الجيدة للحراك العربي والغربي في لبنان، مع وجوب التوقف عند تخصيص الفاتيكان لقائد الجيش بلقاءات مهمة عقدها مع كبار المسؤولين الفاتيكانيين عند زيارته الاخيرة الى روما حيث كان الانطباع المحسوس بأن الفاتيكان بحركته الصامتة يركز على شخصية من خارج الاصطفافات وهو يتقاطع مع المجموعتين العربية والدولية في هذا المجال.
وأشار المصدر الى ان هذا الحراك، لا يعني ان الرئاسة اقتربت، انما تحتاح الى مزيد من الاحاطة، والتي قد تمتد الى نهاية الصيف الحالي.