كتبت صحيفة “اللواء”: دفعت قوى المعارضة التي انضم اليها التيار الوطني الحر، مرجحاً الدفَّة العددية لديها بالمرشح المعلن وزير المال السابق جهاد ازعور الى حلبة المسرح الرئاسي الانتخابي، وطالبت الرئيس نبيه بري بالدعوة دون تأخير المجلس النيابي لجلسة انتخاب، وليفز من ينال العدد الكافي من الأصوات (65 نائباً).
لم يسقط هؤلاء من حساباتهم مصير الدعوة، توجه أم لا، بسرعة ام تتأخر، ينعقد نصاب الـ86 نائباً للدورة الثانية، وكان في نيتهم أن المهم «ربط نزاع» مع «الثنائي الشيعي» الذي خرج من محوره النائب جبران باسيل، ولكنه لم ينتقل تماماً الى الضفة الأخرى، بانتظار المزاج الاقليمي.
وعلى خط الاتصالات، مع الثنائي، تولت بكركي المهمة، فأوفد البطريرك مار بشارة بطرس الراعي المطران بولس عبد الساتر للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، في اطار الحوار حول ما يتعين فعله لإنهاء الشغور الرئاسي.
على ان يزور عبد الساتر عين التينة للقاء الرئيس نبيه بري، بصفته رئيساً لحركة «امل» ورئيساً للمجلس النيابي.
وفي ما خص الدعوة الى عقد جلسة لمجلس النواب، بعد تسمية الوزير ازعور، فإن المعلومات تتحدث عن موعد جلسة قد يتقرر، هذا الاسبوع، فالجلسة تعقد الخميس أو الاسبوع المقبل.
وفي المعلومات ايضاً ان فريق الثنائي يستعد للجلسة على مستوى الورقة البيضاء، بدءاً من 42 ورقة بيضاء، وهي الثلث القانوني المعطل للنصاب، ثم تطيير النصاب على نحو ما يحصل في الجلسات 11 الماضية.
وفي سؤال عن الخطوة المقبلة بعد توافق القوى المعارضة على اسم جهاد أزعور، قال الرئيس بري لـ «اللواء»: سأدعو الى جلسة للمجلس، لكن سأحدد الموعد بعد الاطلاع على ما قاله النائبان ميشال معوض ومارك ضو وفي ضوء اجندة المواعيد لدي. موضحاً انه يدرس التوقيت بعناية.
وحول تقييمه لمواقف النائبين وهل ستطول عملية انتخاب الرئيس؟ قال بري: لا يوجد في البلد توافق للأسف وعندما يحصل التوافق تنجلي الامور.
وعلى هذا، بات المشهد السياسي امام حالة استعصاء جديدة في حال تيقّن احد طرفي المنازلة من عدم حصول مرشحه على عدد الاصوات المطلوبة للفوز وقام بفرط نصاب جلسة الانتخاب، إذ ان طبيعة المعركة اتخذت شكل التحدي ومحاولة كسر الآخر، بعد المواقف عالية السقف من هذا الفريق وذاك، واخيرا موقف النائب ميشال معوض امس خلال اعلان انسحابه من المعركة والتزام التقاطع على اسم ازعور وبيان نائب التغيير مارك ضو بإسم 32 نائباً معارضا بالتزام التصويت لأزعور، واللذين تضمنا عبارات تتهم الفريق الاخر «بالهيمنة والفرض والتهديد».
وقد عبّرت اوساط نيابية محايدة عن خوفها من تعذر اجراء الانتخابات وتقول: في الخارج لا اتفاق بين الدول المعنية بالوضع اللبناني ولكل دولة ضمنياً مرشحها المفضل واولوياتها بالنسبة للوضع اللبناني السياسي والامني والاقتصادي، والموقف السعودي تغير من حالة الى حالة تزيد ارباك القوى السياسية نتيجة قرار عدم التدخل بأسماء المرشحين، وحظوظ ازعور في الخارج غير معروفة، فالفرنسيين لازالوا بأجواء ترشيح فرنجية لو انهم يدعون الى عقد جلسة انتخابية وليفز من يفز فيها. والبطريرك بشارة الراعي لم يعد من فرنسا والفاتيكان بتثبيت اسم ازعور. كذلك لا اتفاق داخلياً يمكن ان يوفر 65 صوتاً لأي مرشح عدا إحتمال فرط النصاب اذا توافر العدد الكافي للمرشح!
وتشير المصادر الى ان حسابات اطراف الداخل باتت تطال مرحلة ما بعد انتخاب الرئيس، فلو جرى انتخاب رئيس للجمهورية تبقى المشكلة في تشكيل الحكومة وحصص الاطراف فيها، وهل يمكن انتخاب رئيس للجمهورية وتسمية رئيس حكومة بغياب الميثاقية اذا قاطع فريق طائفي وزان الاجراءات الدستورية؟
لذلك يبقى المهم بإنتظار موقف التيار الحر الداعي الى التوافق على مرشح آخر: هل تستسلم القوى السياسية للأمر الواقع بوجود مرشحين اثنين وتذهب لجلسة انتخابية ديموقراطية عادية، ام تبقى الحسابات السياسية الداخلية حول الربح والخسارة وتحسين المواقع وتسجيل النقاط على الآخر هي السائدة، فيضطر الخارج بقوة الضغط والتهديد والترهيب والترغيب من فرض مرشحه او على الاقل فرض الذهاب لمعركة مجهولة المصير؟ ام ينجح المسعى الجديد للبطريرك بشارة الراعي في تدوير الزوايا وتحقيق التوافق على مرشح واحد؟
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أنه بعد تبني المعارضة دعم الوزير السابق جهاد ازعور في السباق الرئاسي وقبلها التيار الوطني الحر يفترض أن تنطلق مرحلة ترقب لجلسة الانتخاب في مجلس النواب.
وقالت إن الكرة في ملعب الرئيس بري الذي أكد أن أبواب المجلس لم ولن تغلق في هذا الملف ولفتت إلى أن هناك خطوة ما قد تتخذ من قِبل «الثنائي الشيعي» في وجه هذا الترشيح مع العلم أن هناك مواقف صدرت وقد تصدر بشكل متلاحق بهدف التشكيك بهذا الترشيح.
وأوضحت المصادر أنه في كل الأحوال يمر الاستحقاق الرئاسي بواقع جديد يفترض أن بخلص إلى نتيجة ما ليست بالضرورة أن تنهي الشغور فورا إنما تمهد لذلك لاحقا.
كيف قدم فريق المعارضة، الذي انسحب النائب ميشال معوض لمصلحته عبر المرشح ازعور؟
مرشح وسطي، غير استفزازي، قادر على جمع 65 نائباً للفوز، وقادر على انقاذ لبنان عن الدرك الذي وصل اليه.
وقال النائب التغييري مارك ضو: ازعور ليس مرشح المعارضة فقط، وهو ليس مرشح مناورة، بل مرشح جدي، مؤكدا حصوله على عدد الاصوات المطلوب، قائلاً: لدينا الثقة أن لجهاد ازعور 65 صوتاً.
انسحاب معوض وترشيح أزعور
وعقد النائبان ميشال معوض ومارك ضو مؤتمراً صحافياً غروب امس في دارة الاول، بحضور ممثلين عن كتل القوات اللبنانية والكتائب و«تجدد» والتغيير والمستقلين، قال فيه معوض: كان يمكننا أن نبقى كقوى المعارضة مكتوفي الأيدي ولكن أصبح الخيار الوحيد هو توسيع رقعة التقاطعات والتي أوصلت الى المرشح جهاد أزعور وتؤمن له شبه إجماع مسيحي وهو ليس مرشح المعارضة بل مرشح مقبول وقادر على حماية لبنان من المزيد من الانهيار والهيمنة.
واوضح معوض: أزعور هو مرشح تقاطع، ونحن وجبران باسيل بحثنا اكثر من اسم، ولكن تقاطعنا على أزعور، وصار يحظى بشبه إجماع مسيحية وبأكثرية وطنية وهو تجاوز الاصطفافات التقليدية.
كما أشار معوض إلى أنه أمام واقع تخيير اللبنانيين بين الفرض والتعطيل أصبح الحل الوحيد أمامنا أن نوسع رقعة التقاطعات نصل عبرها إلى ترشيح جهاد أزعور الذي حصل على شبه إجماع مسيحي حتى ولو لم يكن مرشحنا المفضل.
وتابع قائلا: منذ البداية قلت القضية هي المشروع لا الشخص وكنت أعي حقيقة الصعوبات فقوى الممانعة أصرت على رفض اليد الممدودة والاستمرار بمشروع الهيمنة.
وختم: عندما أعلنت ترشيحي لرئاسة الجمهورية قدمت مشروع حل لجميع اللبنانيين من دون تمييز بينهم على أسس استرجاع الثقة بلبنان واسترجاع الدولة والسيادة ومقاربة جريئة لموضوع السلاح..
وبدوره، أعلن النائب مارك ضو، في مؤتمر صحافي، ترشيح المعارضة للوزير السابق جهاد أزعور لرئاسة الجمهورية بإسم 32 نائبا اما باقي الكتل المعارضة فتعلن موقفها تباعاً، وقال: ازعور هو المرشح القادر على حماية لبنان من الانهيار والهيمنة.
ودعا رئيس مجلس النواب الى الدعوة الى جلسة فورا لانتخاب رئيس بدورات متتالية.
وأكد ضو على «التوصّل إلى التقاطع على اسم أزعور كمرشح وسطي غير استفزازي لأي فريق ويمتلك مواصفات مهنية وسياسية، ويتمتع بفرصة لمساعدة لبنان»، واكد التقاطع مع تكتل «لبنان القوي» على الترشيح. وأُعلن أن «أزعور يمتلك 65 صوتاً.
وشدد على ان أن «ترشيح أزعور ليس مناورة ولا تكتيكاً بل محاولة جدّية من أجل إطلاق مسيرة الانقاذ». كما دعا المزيد من الكتل إلى الانضمام لدعم ترشيح أزعور.
وكان النواب مارك ضو، وضاح الصادق، ميشال الدويهي، النائب السابق رامي فنج، الكتلة الوطنية، «تقدم»، «خط احمر»، «لقاء الشمال ٣»، «تيار التغيير في الجنوب»، «إئتلاف انتفض– طرابلس»، قد اعلنوا في بيان «تأييدهم للتقاطع مع جميع القوى والكتل السياسية، حتى تلك التي لديهم اختلافات معها، على اسم مرشح رئاسي يمكنه أن يقطع الطريق على قوى الممانعة التي لم تحترم الاستحقاق الرئاسي ويمنع فرض مرشح الانهيار على الشعب اللبناني».
وقالوا في بيان: أنه بعد المحاولات الجدية من جهتنا كقوى تغييرية لإيجاد مقاربات تتسع لاراء الجميع، من خلال المبادرة الرئاسية التي حملناها بكل انفتاح على مختلف الكتل النيابية، وبعد قطع الطريق على المبادرة، وأمام التعطيل المستمر الذي يمارسه حزب الله وحلفاؤه لانتخاب رئيس للجمهورية، وسياسة الفرض التي يمارسها نؤمن بضرورة استمرار اخذ المبادرة للوصول الى ارضية مشتركة مع قوى ممكن التقاطع معها للتغلب على هذه الأزمة.
وتابع البيان: إننا ندرك تمامًا أن الثنائي التعطيلي يحاول تمديد الأزمة وفرض مرشحه، ويعتمد في ذلك على اضاعة الوقت على البلد والشعب لايصالنا الى افق غير منظور للضغط داخلياً وخارجياً. والتزاماً بأهدافنا الأساسية وعلى رأسها حماية السيادة والانقاذ الاقتصادي والمالي وتحملا للمسؤولية الوطنية، ندعو جميع القوى التي تعارض مرشح فريق الممانعة الى المشاركة في تعديل ميزان القوى السياسي والنيابي في هذه اللحظة الحاسمة. ان غايتنا كسر ثنائية الهيمنة والتعطيل ولبننة الاستحقاق من خلال العودة الى الدستور وفتح ابواب المجلس النيابي المغلقة بحجج النصاب والميثاقية، فيكون لنا رئيس ينتخب ضمن الاليات الديمقراطية بأغلبية نيابية بعيدا عن التسويات الاقليمية والدولية.
حركة الراعي
على الضفة الاخرى، ذكرت المعلومات أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية التقى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بعد عودته من فرنسا، وأن الراعي أبلغه «أن الأحزاب المسيحية الكبرى توافقت على ترشيح جهاد ازعور. وأشار الراعي إلى أن بكركي التي لا تفضل مرشحا على آخر، لن تقف في مواجهة الكتل المسيحية الكبرى، وهو ما قاله البطريرك الراعي للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي تفهّم موقفه».
وأفاد المكتب الاعلامي لبكركي امس ان البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أوفد يوم السبت المطران بولس عبد الساتر رئيس اساقفة بيروت للقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، «في إطار المشاورات والاتصالات مع كافة الاطراف اللبنانية تسهيلاً لاتمام الاستحقاق الرئاسي وانهاء الفراغ القاتل في سدة الرئاسة الاولى». ولم تعطِ مصادر بكركي اي معلومات عن اجواء اللقاء بإنتظار لقاء الراعي بعبدا لساتر لوضعه في تفاصيل اللقاء.
ووفق المعلومات يستكمل عبد الساتر جولته اليوم «حاملاً تكليفاً من بكركي وبركةً من الفاتيكان التي أوصت بأن يقوم بهذه المهمّة». وستشمل هذه الجولة رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث سيطرح مطر جديّاً إمكانيّة التوافق على اسمٍ مرضيٍّ عليه من «الثنائي» ويحظى بتأييدٍ مسيحيّ عريض.
وقال البطريرك الراعي:التقيت رئيس تيار المردة سليمان فرنجية وسألتقي الجميع، ويجب أن نخرج من المأساة التي يعيشها لبنان ولا مشكلة لدينا مع أحد.
وأضاف: لن أدخل في جدال التوافق على إسم جهاد أزعور «وشغلي بعملو ووقت فيه لزوم بعلن عنّو».
وكان الراعي قد قال في عظة قداس الاحد امس مخاطباً السياسيين: إستحضار الله، قبل عملهم وأقوالهم ومواقفهم، يُخرجهم من أنانيّاتهم ومصالحهم الخاصّة، ويغلّبهم على الخلافات، ويزيّنهم بالأخلاقيّة. إنّ استحضار الله يضعهم أمام الشعور بمسؤوليّتهم عن هدم أوصال الدولة، وتعطيل المؤسّسات الدستوريّة، وتعثّر عمل الإدارات العامّة، وإفقار الشعب وإذلاله وكفره بوطنه وتهجيره. أجل، لو استحضر المسؤولون السياسيّون الله، بحسب رتبهم، لكانوا انتخبوا رئيسًا للجمهوريّة ضمن فترة الشهرين السابقة لنهاية عهد الرئيس العماد ميشال عون وفقًا للمادّة 73 من الدستور.
اضاف: ولو يستحضرون الله اليوم بعد مضيّ ثمانية أشهر على فراغ سدّة الرئاسة، وأمام الإنهيار الكامل سياسيًّا واقتصاديًّا وماليًّا واجتماعيًّا، لسارعوا إلى التفاهم والتوافق على انتخاب رئيس يحتاجه لبنان في الظروف الراهنة. فإنّا نبارك كلّ خطوة في هذا الإتجاه بعيدًا عن المقولة البغيضة: «غالب ومغلوب» بين أشخاص أو بين مكوّنات البلاد. فهذا أمرٌ يؤدّي إلى شرخ خطير في حياة الوطن، فيما المطلوب وحدة لبنان وشعبه وخيرهما.
أمّا كيف استقبل حزب الله هذا الترشيح، فالرد جاء بالتناوب بين النائب حسن فضل لله ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين.
فضل الله قال: «لا تتعبوا انفسكم وتهدروا الوقت فلن يصل مرشح التحدي والمواجهة الى بعبدا ايا يكن اسمه، وهذه المشاركة في الجلسة او المقاطعة فلكل النائب التعبير عن موقفه حضوراً او امتناعاً.. مؤكداً: سنمارس هذه الصلاحية بعيداً عن الضجيج الداخلي والخارجي.
واكد السيد صفي الدين، ان «الطريق الوحيد المتاح لإنجاز استحقاق انتخاب رئيس للجمهورية هو التفاهم والتوافق، فطبيعة لبنان ونظامه والمعادلة الموجودة داخل المجلس النيابي بعد الانتخابات النيابية التي حصلت، تفرض على الجميع، أن أي انتخاب لرئيس للجمهورية في لبنان، يجب أن يكون محل توافق».وشدد في احتفال تأبيني على أن «ليس من جهة لوحدها قادرة أن توصل رئيسا للجمهورية في لبنان أيا كان هذا المرشح، بغض النظر عن اسمه وطبيعته وانتمائه ولونه وخياراته السياسية، وبالتالي، ما لم تتوافق الجهات مع بعضها البعض، فلا يمكن أن ننجز الاستحقاق الرئاسي».
أما بالنسبة لتكتل لبنان القوي، فإن الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر ستعقد اجتماعاً اليوم، لاعلان موقف، وسط ما يشبه «الخضة النيابية» على صعيد التكتل النيابي للتيار.
وعلى صعيد اللقاء الديمقراطي، توجه النائب السابق وليد جنبلاط برفقة نجله تيمور رئيس اللقاء الديمقراطي الى باريس، وبالتالي فلا اجتماع قريب لاتخاذ موقف قبل يوم الخميس المقبل.
واكد عضو اللقاء هادي ابو الحسن تأييد ترشيح ازعور، موضحا ان الموضوع لا يتعلق بالتسمية او التصويت، ولا بدّ من تهيئة الاجواء، داعياً الى توسيع التأييد لازعور، مطالبا بعدم تكرار ما حدث في الجلسات 11 السابة، مؤكداً ان الانتخابات تتعلق بتهيئة التوافق على اسم ازعور.
وفي السياق، اكد النائب غسان سكاف انه من الصعب في الدورة الأولى أن نصل إلى أكثر من 65 صوتاً في ظلّ التجاذبات. وقال : أعمل للجوء إلى تسوية لمحاولة الوصول إلى تزكية إسم من أجل عدم الوصول إلى معركة كسر عضم بين الثنائي الشيعي والثلاثي المسيحي لأنّ البلد لا يحتمل أيّ انقسام عمودي.
وفد لبناني رسمي إلى دمشق
على صعيد آخر، أعلن وزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين: انه سيقوم بزيارة شخصية إلى سوريا بعد 10 أيام والسوريون تبلّغوا بزيارة وفد لبناني رسمي لدمشق.
وتابع في حديث اعلامي: تعاوننا قائم مع 7 وزراء في لجنة العودة وسيتم التنسيق اللازم خلال جلسة مجلس الوزراء أو اللقاء التشاوري الذي سيدعو إليه الرئيس نجيب ميقاتي الأسبوع المقبل.
واضاف: على جامعة الدول العربية أن تؤدّي دوراً مهمًّا في إعادة الإعمار في سوريا وفي المساعدة بإعادة النازحين بغض النظر عن موقف الدول المانحة ونحاول إقناع المنظمات الدولية بتأمين المساعدات للسوريين داخل أراضيهم لكنها ترفض ذلك.
شرف الدين ختم قائلا: الدولة اللبنانية تلتزم بالقوانين الدولية ولا يمكن أن تُرحّل أيّ سوري بحقّه دعوى قضائيّة أو مدنيّة أو خدمة علم أو أيّ سوري يريد الإستمرار برحلته السياسية المعارضة للنظام.
العودة الى الشارع
معيشياً، أكد حراك العسكريين المتقاعدين، أنه «لا مفر من خيار العودة إلى الشارع بقوة في القريب العاجل ومهما كان الثمن»، وقال في بيان: «في الوقت الذي ارتفعت فيه الرسوم والضرائب على المواطنين عشرات الأضعاف ومعها أسعار السلع والخدمات بشكل لا يطاق، وأمام حالة الفقر المدقع الذي يعانيه موظفو القطاع العام ومتقاعدوه، بعدما باتت رواتبهم ومعاشاتهم التقاعدية لا تكفي لتأمين فاتورة الكهرباء أو فاتورة الهاتف الخلوي أو فاتورة المياه، أو أبسط الاحتياجات المعيشية الأساسية للإستمرار على قيد الحياة، لا تزال الحكومة ومعها المجلس النيابي يتخبطان في تنفيذ المرسوم رقم 11227 تاريخ 18/4/2023، والمتعلق بزيادة الأجور لموظفي القطاع العام ومتقاعديه، والتي كان من المقرر أن تدفع كاملة في أول شهر حزيران، فإذا بالسلطة تنكث بوعودها، تحت ذريعة عدم وجود اعتمادات لهذه الزيادة، وكأن مهلة الشهرين لا تكفي لإقرارها، ما ينم عن استهتار فاضح بحياة هذه الشريحة الواسعة من المواطنين التي قامت على أكتافها مؤسسات الدولة، وعن انعدام المسؤولية الوطنية والإنسانية في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها البلاد».