كتبت صحيفة “الديار”: لم يشهد الملف الرئاسي حراكا منذ الشغور الذي دخلت فيه البلاد نهاية شهر تشرين الثاني الماضي كالذي يشهده منذ أيام، على خلفية اعلان القسم الأكبر من قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر” تبني ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. الا ان هذا الحراك، الذي لا شك حرّك المياه الراكدة بقوة، قد لا يؤدي الى انتهاء دوامة الفراغ قريبا، في ظل اعتبار طرفي الصراع مرشح كل منهما مرشح تحد.
وبحسب معلومات “الديار”، يتجه رئيس المجلس النيابي نبيه بري للدعوة الى جلستين نيابيتين، احداهما لانتخاب رئيس، والاخرى للتشريع لاقرار القانون الذي يسمح بتأمين رواتب موظفي القطاع العام نهاية شهر حزيران. وبالرغم مما تردد عن ان قوى المعارضة تضغط على رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل لعدم المشاركة في اي جلسة للتشريع يدعو اليها بري، فهو مصرعلى الدعوة ليحمّل المقاطعون مسؤولية اي تأخير بصرف رواتب الناس.
“الاشتراكي” طمأن بري
وكما كان متوقعا، أعلنت قوى المعارضة التي اجتمعت في دارة مرشحها السابق النائب ميشال معوض ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور، بعد ساعات من اعلان باسيل التفاهم معها على اسمه. وقال النائب “التغييري “مارك ضو الذي تلا بيان المعارضة ان “أزعور لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الإنتخابات الرئاسية المقبلة”. ويبدو هذا الرقم طموحا جدا، خاصة وان الحزب “التقدمي الاشتراكي” والنواب السنّة القريبين من جو آذار، لم يشاركوا في هذا الاجتماع. وتقول مصادر “الاشتراكي” لـ “الديار” ان كتلة “اللقاء الديومقراطي” ستجتمع يوم الثلاثاء لتتخذ قرارها “وفق ما تقتضيه المصلحة الوطنية”.
وبحسب المعلومات، فان الكتلة كما النواب السنّة القريبين من جو 14 آذار سيربطون سيرهم بأزعور او بأي مرشح آخر بأن يكون مرشحا توافقيا، اي يقبل به فريق “الثنائي الشيعي”، والا سيعتمدون خيار الورقة البيضاء.
وتشير المعلومات ايضا، الى ان الوزير السابق غازي العريضي أبلغ بري موفدا من رئيس “الاشتراكي” وليد جنبلاط، ان نواب “اللقاء الديموقراطي “لن يصوّتوا لصالح ازعور وفق المعطيات الراهنة، اي في حال لم يسر به “الثنائي الشيعي”، لكنهم في نفس الوقت لن يصوّتوا لفرنجية، وسيلجأون في اي جلسة مقبلة وفق المعطيات الراهنة للورقة البيضاء. وهو ما يجعل عمليا هؤلاء النواب “بيضة قبان” الاستحقاق الرئاسي، بعد تبلور الاصطفافات الراهنة.
حزب الله يرفض أزعور: مرشح تحد
وبالتزامن مع اعلان المعارضة ترشيح أزعور، صعّد حزب الله لهجته، فقال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المستجد، لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئا، فهو بالنسبة الينا مرشح مواجهة وتحد قدمه فريق يخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة، فهو جزء من معركتهم السياسية التي يحاولون فيها الاستقواء بالخارج وتهديداته بالعقوبات، وهذه المعركة ستفشل كما فشل غيرها”.
اما عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق فأكد ان “التوافقات البتراء لا توصل لبنان إلى أي نتيجة، لأن التوافق لا يستقيم إلا بجناحي الوطن”.
وعلمت “الديار ” من مصادر مطلعة على جو حزب الله، ان “المستجدات الاخيرة لن تجعل الثنائي الشيعي يحيد قيد أنملة عن دعمه فرنجية، وانه ماض بترشيحه حتى النهاية، خاصة وان ما يطرحه الفريق الآخر مرشح تحد وليس مرشحا توافقيا”.
ماذا على خط بكركي ـ حارة حريك؟
وبعكس ما قد يعتقد البعض، اكدت مصادر مطلعة لـ “الديار” ان لقاء الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بمطران بيروت بولس عبد الساتر موفداً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي هدفه استيعاب التأزم الشيعي- الماروني، الذي نشأ على خلفية سجال الراعي والمفتي أحمد قبلان، نافية ان يكون هذا اللقاء او اي اتصالات على هذا المستوى، هدفها الدفع للسير بأزعور او بأي مرشح آخر، لان ما ابلغه الحزب في الساعات الماضية لسائليه مفاده: “اي حوار ينطلق من فرض تخلينا عن فرنجية غير مطروح راهنا”.