كتبت صحيفة “اللواء”: على بُعد أيام قليلة من موعد جلسة مجلس النواب رقم 12، المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، مع قصر الاليزيه، مستوى الاهتمام الفرنسي بإنهاء ازمة الشغور الرئاسي، عيّن الرئيس ايمانويل ماكرون وزير الخارجية السابق جان إيف لودريان موفداً خاصاً الى لبنان، في محاولة جديدة لإنهاء الازمة السياسية في هذا البلد، حسب الرئاسة الفرنسية.
وحسب مسؤول فرنسي فإن لودريان سيكلف المساعدة في ايجاد حل «توافقي وفعال للازمة اللبنانية التي تفاقمت بعد انفجار مرفأ بيروت».
تصدر خبر تعيين الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وزير الخارجية الفرنسية السابق ايف لودريان، موفدا خاصا الى لبنان على وجه السرعة، في مهمة لتسهيل حل توافقي بين جميع الاطراف، لاخراج لبنان من الازمة الخطيرة التي يتخبط فيها، ما عداه على الساحة الداخلية، بما يرمز اليه في هذا الوقت بالذات، وقبل موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في الرابع عشر من الشهر الجاري، وما تحمله من مؤشرات وتأثير في مجرى عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، بعد التطورات الاخيرة التي تمثلت باتفاق المعارضة مع التيار العوني والتي تضم التكتلات النيابية المسيحية الثلاث بالمجلس النيابي، على ترشيح الوزير السابق جهاد ازعور للرئاسة الاولى في مواجهة مرشح الثنائي الشيعي وحلفائهما، رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وما يحمله مضمون هذا الاتفاق من رفض مطلق لفرض فرنجية رئيسا للجمهورية، وفرض واقع جديد من خلال تجميع أكبر عدد من النواب المؤيدين له، ما يفقد فرنجية اي حظوظ بالفوز.
ولاحظت مصادر سياسية ان اقدام ماكرون على هذه الخطوة في هذا الظرف بالذات، يحمل مؤشرات ثلاثة مهمة، أولها استمرار الاهتمام الفرنسي بالمساعدة في حل الأزمة المتفاقمة في لبنان، بالرغم من التعثر بالجهود والمساعي الفرنسية التي بذلت بهذا الخصوص حتى اليوم، وثانيا اعلان فشل المبادرة الفرنسية التي تم التسويق لها خلال الاشهر الماضية، والتي ارتكزت على تبني ترشيح فرنجية للرئاسة، من خلال الاشارة بوضوح الى ان مهمة وزير الخارجية الفرنسية السعي إلى حل توافقي بين جميع الاطراف السياسيين، وثالثا اقصاء جميع أعضاء فريق الازمة الرئاسية الفرنسية الت كلفت بوضع وتسويق المبادرة الفرنسية وفي مقدمتهم رينيه ايميه ايمانويل بون، لعدم نجاحهم بالمهام الموكلة اليهم.
وسط ذلك، كادت الزيارة التي قام بها الرئيس السابق للجمهورية العماد ميشال عون الى دمشق ولقائه مع الرئيس السوري بشار الاسد تتحول الى وبال على فريق الرابية والتيار الوطني الحر على حدّ سواء، فإعتبر ان الاولوية لتصحيح ما بث وظهر، بمعزل عن دقته او صحته..
وحسب مطلعين على الاجواء التي تلت الزيارة، فإن الموقف الذي انضم اليه التيار الوطني الحر رئاسياً، يتحول الى عبء عليه، لا سيما مع اصرار ثنائي امل – حزب الله بالذهاب بعيداً وراء ترشيح النائب السابق سليمان فرنجية، الذي يتحدث الاحد على الملف الرئاسي، لمناسبة ذكرى مجزرة إهدن التي ذهبت بعائلته، وهذه المرة بالاقتراع بالاسم وليس بالورقة البيضاء، حسب الرئيس نبيه بري، الذي يتمايز عن حزب الله على هذا الصعيد.
وبعيداً عن حركة الاصطفافات الحاصلة عشية الجلسة، بعد وصف موقف بري بالتصويت لصالح فرنجية «بالهجوم الانتخابي المباشر»، طغت على السطح محاولات عونية، لإعادة ترميم او لململة، ما يمكن وصفه «بندوب الجفاء» مع حزب الله، على خلفية الانتقال الى المعسكر المناهض لحزب الله، والحؤول دون وصول المرشح المدعوم منه (فرنجية) الى بعبدا.
وعبّر البيان الذي صدر عن المكتب الاعلامي للعماد عون في الرابية عن الانعكاس السلبي للزيارة على التيار، لجهة الكلام عن فشل محاولة لترتيب موعد بين عون والامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والذي وصفه بيان الرابية بأنه «قمة التضليل والتشويش على العلاقة بين الرجلين».
وفي الوقت الذي ذهب فيه النائب محمد رعد (رئيس كتلة الوفاء للمقاومة) الى انهم باتجاه التصويت لفرنجية، وان الفريق الآخر قد يؤخر إنهاء الشغور الرئاسي.. بدا الانقسام واضحاً لدى التيار العوني لجهة ان عدداً من النواب ليس بوارد التصويت بعد لأزعور.
ولم يخف النائب سيمون ابي رميا هذا التوجه، وقال: النقاش لهذه اللحظة (ليل امس) لم يحسم بعد..
وقال ابي رميا لـ«L.B.C.I» لست مع التقاطع انما مع التوافق وليس هناك حديث جدي بين الافرقاء، فهناك رفض لفرنجية وانا لست مع التقاطع السلبي.
ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ« اللواء» أنه إذا كانت المعارضة ستعمد إلى التصويت ببلوك واحد للوزير السابق جهاد ازعور فإن مواقف عدد من نواب تكتل لبنان القوي لا توحي بإعتماد توجه المعارضة نفسها ولذلك فإن سلسلة اجتماعات تعقد قبيل جلسة الإنتخاب وسط كلام عن ترك الخيار للنواب في هذا المجال إنما رئيس التيار النائب جبران باسيل يريد ضمان تأييد العدد الأكبر من النواب لقراره بدعم ازعور.
وقالت هذه المصادر أن الجلسة التي دعا إليها الرئيس بري في الرابع عشر من حزيران الجاري قائمة في موعدها وانه لم يوجه الدعوة ليقرر عكس ذلك على أن اللقاءات المفتوحة انطلقت من أجل هذه الجلسة التي تعطي إشارة واضحة عن المرحلة المقبلة على صعيد انتخاب رئيس الجمهورية.
في هذا المناخ المستجد، يوفد البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الى عين التينة غداً راعي ابرشية بيروت للموارنة المطران بولس عبد الساتر والمطران مارون العمار للقاء الرئيس بري، بعد دور قام به النائب الياس بو صعب، الذي نقل معلومات عن الراعي انه لم يتناول رئيس المجلس بأي موقف، وما نسب اليه لم يصدر عنه.
وفي الاطار، يترقب كثيرون موقف كتلة اللقاء الديموقراطي التي تجتمع اليوم مساءً حسب معلومات «اللواء»، والنواب التغييريين والمستقلين الذين واصلوا الاتصالات واللقاءات في ما بينهم ومع بعض نواب الكتل الاخرى، عدا ما يمكن ان يسفر عنه حراك البطريرك الماروني بشارة الراعي، وسط تجدد الدعوات للحوار والتوافق مع وجود شبه إجماع على استحالة انتخاب رئيس للجمهورية في ظل الانقسام العمودي القائم في البلاد وتعدد الاراء في المجلس النيابي والمواقف عالية السقف التي لا تترك خط الرجعة السياسي مفتوحاً. فيما الثابت ان طرفي الازمة المؤيدين علناً لإنتخاب سليمان فرنجية وجهاد ازعور يؤكدون صبح مساء انهم سيصوتون لكل منهما وان لا مكان للورقة البيضاء عندهم.فيما بقي موقف العديد من النواب المستقلين ضبابياً.
لكن يبدو ان هذا الانقسام المستمر لن يؤدي الى نتيجة حاسمة لإنتخاب رئيس للجمهورية، وهو ما ألمحت اليه مصادر دبلوماسية عربية حسب معلومات «اللواء» نتيجة اتصالاتها ولقاءاتها مع العديد من الكتل النيابية والقوى السياسية.
اتصالات المستقلين والتغييريين
الى ذلك، استمرت الاتصالات بين بعض النواب التغييريين والمستقلين المعارضين لترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للبحث في مقاربة ترشيح أزعور.
وقالت مصادر نواب «التغيير» لـ «اللواء»: ان الاتصالات الجارية بين بعضهم (بولا يعقوبيان وملحم خلف ونجاة صليبا وياسين ياسين وابراهيم منيمنة) وبين بعض المستقلين كالنائب نبيل بدر قائمة، لكن لا قرار قبل نهاية الاسبوع او مطلع الاسبوع المقبل ولو ان التصويت لأعزور قيد البحث مع استبعاد فرنجية. فيما حسم النائب المستقل بلال الحشيمي قراره بالتصويت لأزعور.
وكشف النائب إبراهيم منيمنة في هذا السياق، عن لقاء يجمع 9 من نواب تغيير ومستقلين لتنسيق الموقف من جلسة الأربعاء الانتخابية، مرجحاً ان يرتفع هذا العدد في ضوء الاتصالات الحاصلة.
ورأى أنه كان من الأفضل أن يصدر بيان ترشيح عن ازعور يتضمن نظرته للملفات الخلافية والاقتصادية في البلاد، خاصة وان ازعور جزء من النظام السياسي.
النازحون بين دمشق وبروكسل
في مجال آخر، اجتمع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع وزير المهجرين عصام شرف الدين يرافقه المدير العام للوزارة احمد محمود.
واعلن الوزير شرف الدين بعد اللقاء: زيارتي للرئيس ميقاتي هي للتنسيق ولزيادة بنود جديدة على ورقة التفاهم القديمة التي ستطرح خلال زيارتي التحضيرية لسوريا. وسيكون هناك مبدئياً جلسة لمجلس الوزراء مطلع الأسبوع المقبل، وستكون زيارتي التحضيرية الى سوريا بالتنسيق مع الوزراء السوريين الأسبوع المقبل أيضا.
وعلمت «اللواء» ان مجلس الوزراء سينعقد مطلع الاسبوع المقبل (الاثنين او الثلاثاء) للبت نهائياً بالورقة الحكومية لملف النازحين ودرس الخطوات اللاحقة ومنها تشكيل وفد وزاري رسمي لزيارة دمشق لاحقاً، على ان تلي الجلسة بعد يوم او يومين زيارة الوزير شرف الدين الى دمشق حاملاً التوجهات الحكومية اللبنانية الرسمية لمناقشتها مع الجانب السوري، ولترتيب زيارة والوفد الوزاري بالتنسيق مع الحكومة السورية.
وعلى الصعيد ذاته، كلّف الرئيس ميقاتي وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بو حبيب خلال اجتماعه معه امس، تمثيل لبنان في مؤتمر بروكسل للنازحين السوريين، الذي سيعقد الاسبوع المقبل. وسيحمل الوزير بو حبيب الى المؤتمر ورقة عمل موحدة باسم الحكومة.
وأعلن بو حبيب بعد الاجتماع:بحثنا في أمور وزارة الخارجية ومشاركة لبنان في مؤتمر بروكسل المخصص لبحث موضوع اللاجئين السوريين، والورقة التي سيقدمها لبنان في هذا المؤتمر .
وأعلن ردا على سؤال بأنه يعالج تداعيات مسألة سفير لبنان في فرنسا رامي عدوان، وقال: لقد ارسلت لجنة مؤلفة من الامين العام لوزارة الخارجية ومدير التفتيش وصلت بالأمس وبدأت العمل وستتكون لدي اليوم فكرة لما بتوجب القيام به في هذا الشأن.
موظفو الكهرباء للتصعيد
على الصعيد المطلبي، طالبت نقابة عمال ومستخدمي مؤسسة كهرباء لبنان وزير المال في حكومة تصريف الاعمال يوسف الخليل «تنفيذ ما وعد به بملف التعرفة للعمال والمستخدمين الموجود في بريده، والذي انجزت بنوده القانونية من قبل مستشاره».
كما ناشدت النقابة «المدير العام لرئيس واعضاء مجلس ادارتنا الكريم الاسراع بتحضير دفتر شروط لشركة تأمين وليس لشركة Management ، وقد علمت النقابة انه يوجد عرقلة في مديرية الشؤون الادارية لعدم اصداره».